السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هارون العباسي وعمليات التصفية البشعة:
ان هارون كان يقتل الناس بالسم والسيف وقد قتل الامام موسى بن جعفر عليه السلام بعد سجنه ما لا يقل عن أربع سنوات، واهانته له وتسليمه الى السندي بن شاهك المجوسي الذي كان من أقسى جلاوزته، فسجن الأمام عليه السلام في المطمورة، وجعل على يديه ورجليه وعنقه قيوداً ثقيلة حتى ان بعضهم ذكر أن القيود كانت تساوي أربعمائة كيلوا غرام،
كما ان السندي بأمر من هارون كان يضرب الامام عليه السلام بالسياط بغير جرم ولا ذنب، وانما كل ذنبه انه حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وانه الامام الشرعي، والخليفة من الله سبحانه وتعالى على الخلق أجمعين، وانه كان مشغولاً على الدوام بالعبادة والزهد والفضيلة والتقوى الى ان سقاه السم وقتله مسموماً مظلوماً، فلم يكتف بذلك وانما أمر بوضع جثمان الامام عليه السلام بكل اهانة على جسر بغداد ثلاثة أيام وكانوا يصيحون على الجنازة بنداء منكر،
لكن لما تحرك الموالون للامام عليه السلام في بغداد وخاف هارون من حدوث اضطرابات في البلاد أمر بعض أقربائه وهو سليمان بتدارك الموقف
(وكان سليمان أيضاً من المجرمين الذي شهدوا فخاً وقتلوا الحسين عيله السلام وأصحابه وأهل بيته) فجعلوا ينادون بخلاف ما نادوا اولاً قائلين
(الا من أراد ان ينظر الى جسد الطيب بن الطيب الطاهر بن الطاهر فلينظر إلى جنازة موسى بن جعفر).
وشيعوا الامام عليه السلام باحترام ظاهري حتى دفن عليه السلام في مقابر قريش.
وفي لهو هارون ومجونه وزناه وشر به الخمر وقتله للأبرياء ومصادرته للأموال قصص مشهورة مما سودت معه التاريخ.
السؤال المهم :
ان معالم كل دولة لهيَّ دلالة على حضارتها وثقافتها وما تؤمن به وما تفتخر ، افهل يُعقل ان يفتخر المظلومون بمن ظلمهم او يفتخر المؤمنون بمن خرج عن ربقتهم، لذا فمن الغريب ان يُقدّس امثال هارون والمنصور العباسي ومن على شاكلتهم من الظالمين الذي لم يأت في تاريخ الدنيا من المجرمين أسود منهم اجراماً .
ويسمّون المدن بأسمائهم (كمدينة المنصور) والشوراع بألقابهم (كشارع الرشيد) في بغداد وما أشبه بينما الواجب ان يفضح هؤلاء، وان لا يذكروا الا بكل سوء يليق بهم، لا ان يمجّدوا ويرفع من شأنهم فهذا هو الواقع ولكن هل من...؟.
إعمال الظلمة والمقاطعة السياسية:
كان امامنا الكاظم عليه السلام مواكباً ومتعايشاً ظلم الطغاة واستبدادهم بل وكفرهم وظلمهم لذا فقد كان يغتنم الفرص للوقوف يوجههم وتأليب الامة عليهم ومن خلال القصص والاحاديث التالية يتضح الامر جلياً:
قال (ع) :
يا صفوان كل شي منك حسن جميل الا ما خلا شيئا واحداً.
قلت: جعلت فداك أي شيء؟
قال: اكراؤك جمالك من هذا الرجل ـ يعني: هارون ـ قلت: والله ما أكريته اشراً ولا بطراً ولا لصيد ولا للهو، ولكني اكريته لهذا الطريق، يعني: طريق مكة، ولا أتولاه بنفسي، ولكن انصب غلماني.
فقال لي: يا صفوان ايقع كراؤك عليهم؟
قلت: نعم جعلت فداك.
قال: فقال لي: اتحب بقاءهم حتى يخرج كراؤك؟
قلت: نعم.
قال: فمن أحب بقاءهم فهو منهم، ومن كان منهم كان ورد النار قال صفوان: فذهبت وبعت جمالي عن آخرها، فبلغ ذلك الى هارون فدعاني فقال لي: يا صفوان بلغني أنك بعت جمالك؟ قلت: نعم.
فقال: لم؟
قلت: أنا شيخ كبير وإنّ الغلمان لا يفون بالأعمال.
فقال: هيهات هيهات إني لأعرف من أشار عليك بهذا (أشار عليك بهذا موسى بن جعفر)؟
قلت: ما لي ولموسى بن جعفر؟
فقال: دع هذا عنك. فو الله لولا حسن صحبتك لقتلتك.
لا ولا نقطة قلم:
عن محمد بن المرادي قال: سمعت علي بن يقطين يقول: استأذنت مولاي أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلام في خدمة القوم فيما لا يثلم ديني.
فقال: لا ولا نقطة قلم، إلا بإعزاز مؤمن وفكه من اسره ثم قال عليه السلام: ان خواتيم أعمالكم قضاء حوائج إخوانكم، والإحسان اليهم ما قدرتم، وإلا لم يقبل منكم عمل، حنوا على اخوانكم وارحموهم تلحقوا بنا.
والحمد لله رب العالمين.
هارون العباسي وعمليات التصفية البشعة:
ان هارون كان يقتل الناس بالسم والسيف وقد قتل الامام موسى بن جعفر عليه السلام بعد سجنه ما لا يقل عن أربع سنوات، واهانته له وتسليمه الى السندي بن شاهك المجوسي الذي كان من أقسى جلاوزته، فسجن الأمام عليه السلام في المطمورة، وجعل على يديه ورجليه وعنقه قيوداً ثقيلة حتى ان بعضهم ذكر أن القيود كانت تساوي أربعمائة كيلوا غرام،
كما ان السندي بأمر من هارون كان يضرب الامام عليه السلام بالسياط بغير جرم ولا ذنب، وانما كل ذنبه انه حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وانه الامام الشرعي، والخليفة من الله سبحانه وتعالى على الخلق أجمعين، وانه كان مشغولاً على الدوام بالعبادة والزهد والفضيلة والتقوى الى ان سقاه السم وقتله مسموماً مظلوماً، فلم يكتف بذلك وانما أمر بوضع جثمان الامام عليه السلام بكل اهانة على جسر بغداد ثلاثة أيام وكانوا يصيحون على الجنازة بنداء منكر،
لكن لما تحرك الموالون للامام عليه السلام في بغداد وخاف هارون من حدوث اضطرابات في البلاد أمر بعض أقربائه وهو سليمان بتدارك الموقف
(وكان سليمان أيضاً من المجرمين الذي شهدوا فخاً وقتلوا الحسين عيله السلام وأصحابه وأهل بيته) فجعلوا ينادون بخلاف ما نادوا اولاً قائلين
(الا من أراد ان ينظر الى جسد الطيب بن الطيب الطاهر بن الطاهر فلينظر إلى جنازة موسى بن جعفر).
وشيعوا الامام عليه السلام باحترام ظاهري حتى دفن عليه السلام في مقابر قريش.
وفي لهو هارون ومجونه وزناه وشر به الخمر وقتله للأبرياء ومصادرته للأموال قصص مشهورة مما سودت معه التاريخ.
السؤال المهم :
ان معالم كل دولة لهيَّ دلالة على حضارتها وثقافتها وما تؤمن به وما تفتخر ، افهل يُعقل ان يفتخر المظلومون بمن ظلمهم او يفتخر المؤمنون بمن خرج عن ربقتهم، لذا فمن الغريب ان يُقدّس امثال هارون والمنصور العباسي ومن على شاكلتهم من الظالمين الذي لم يأت في تاريخ الدنيا من المجرمين أسود منهم اجراماً .
ويسمّون المدن بأسمائهم (كمدينة المنصور) والشوراع بألقابهم (كشارع الرشيد) في بغداد وما أشبه بينما الواجب ان يفضح هؤلاء، وان لا يذكروا الا بكل سوء يليق بهم، لا ان يمجّدوا ويرفع من شأنهم فهذا هو الواقع ولكن هل من...؟.
إعمال الظلمة والمقاطعة السياسية:
كان امامنا الكاظم عليه السلام مواكباً ومتعايشاً ظلم الطغاة واستبدادهم بل وكفرهم وظلمهم لذا فقد كان يغتنم الفرص للوقوف يوجههم وتأليب الامة عليهم ومن خلال القصص والاحاديث التالية يتضح الامر جلياً:
قال (ع) :
يا صفوان كل شي منك حسن جميل الا ما خلا شيئا واحداً.
قلت: جعلت فداك أي شيء؟
قال: اكراؤك جمالك من هذا الرجل ـ يعني: هارون ـ قلت: والله ما أكريته اشراً ولا بطراً ولا لصيد ولا للهو، ولكني اكريته لهذا الطريق، يعني: طريق مكة، ولا أتولاه بنفسي، ولكن انصب غلماني.
فقال لي: يا صفوان ايقع كراؤك عليهم؟
قلت: نعم جعلت فداك.
قال: فقال لي: اتحب بقاءهم حتى يخرج كراؤك؟
قلت: نعم.
قال: فمن أحب بقاءهم فهو منهم، ومن كان منهم كان ورد النار قال صفوان: فذهبت وبعت جمالي عن آخرها، فبلغ ذلك الى هارون فدعاني فقال لي: يا صفوان بلغني أنك بعت جمالك؟ قلت: نعم.
فقال: لم؟
قلت: أنا شيخ كبير وإنّ الغلمان لا يفون بالأعمال.
فقال: هيهات هيهات إني لأعرف من أشار عليك بهذا (أشار عليك بهذا موسى بن جعفر)؟
قلت: ما لي ولموسى بن جعفر؟
فقال: دع هذا عنك. فو الله لولا حسن صحبتك لقتلتك.
لا ولا نقطة قلم:
عن محمد بن المرادي قال: سمعت علي بن يقطين يقول: استأذنت مولاي أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلام في خدمة القوم فيما لا يثلم ديني.
فقال: لا ولا نقطة قلم، إلا بإعزاز مؤمن وفكه من اسره ثم قال عليه السلام: ان خواتيم أعمالكم قضاء حوائج إخوانكم، والإحسان اليهم ما قدرتم، وإلا لم يقبل منكم عمل، حنوا على اخوانكم وارحموهم تلحقوا بنا.
والحمد لله رب العالمين.