بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين وبعد فقد روي :
في كتاب روضات الجنّات ، عن بعض فقهاء النجف الأشرف ، أنّه وجد في بعض إجازات السيّد نعمة الله الحسيني الموسوي الجزائري ، أنّه اتّفق مع العلاّمة المجلسي صاحب بحار الأنوار ، وعاهدا الله تعالى على أنّ مَن يموت قبل الآخر يأتي إلى الآخر في منامه ؛ ليُخبره ـ بعد أن يؤذَن له في الكلام ـ عن حقيقة ما انكشف له في تلك النشأة الناظرة أوضاعها إلى البواطن من الأمور .
ثمّ إنّ العلاّمة المجلسي ( رحمه الله ) توفِّي أوّلاً ، فرآه السيّد الجزائري في نومه ، وسأله عمّا جرى له فأخبره بكلّ ما جرى له ، من النزع والتسليم ، ومراقبة الرّوح للجسد أثناء التغسيل والتشييع والدفن ، إلى أن دخل القبر ، وإذا بمنادٍ يُنادي : يا عبدي ، يا محمد باقر ، ماذا أعددت للقاء مثل هذا اليوم ؟
قال : فبدأت أُعدّد له ما كان قد صدر منِّي من الأعمال الحسنة والباقيات الصالحات ، وهو لا يقبل منّي ويُعيد عليَّ هذا النّداء ، وأنا مُضطرب مدهوش ، لا أجد مفرّاً ممّا كان منّي ، ولا مفزعاً أتوجّه إليه في أمري ، فبينا أنا في هذه الدّهشة العُظمى ، إذ تذكّرت أنّي كنت يوماً راكباً إلى بعض المواضع ، مارّاً من السّوق الكبير بأصبهان ، فرأيت النّاس قد اجتمعوا حول رجل من المؤمنين ، كان مُتّهماً عند أهل البلد بفساد المذهب ، مع أنّي كنت أعلم بصلاحه وسداده ولا أُفشيه عند أحد اتقاءً من موضع الرّيبة ، فلمّا رأيت النّاس يضربونه ويُطالبون بحقوقهم ، وهو لا يقدر على إعطائهم شيئاً ويستمهلهم ، وهم لا يُمهلونه ويقعون في عرضه وبدنه ، وواحد منهم يدقُّ على رأس ذلك المؤمن بباطن نعله ويقول : أدري أنّك عاجز عن قضاء ديونك ، ولكن أدقّ على رأسك حتّى أُطفئ نائرة قلبي منك . فلم أصبر عن ذلك وقلت : إلى متى أتّقي من هذا الخلق المنكوس ، ولا أتّقي الخالق الجليل في إعانة أضعف عبيده الملهوف ؟! فوقفت عند رأسه ، وصحت في وجوه المُتعرّضين له وقلت لهم : ويَحْكَم ! هلمّوا معي حتّى أقضي ما كان لكم عليه من الدَّين ، وحملته معي إلى المنزل ، وأخذت في إعزازه وإكرامه وتدارك ما فات منه ، وقضيت ديونه وكفيت شؤونه ، وحقّقت له الرّجاء بما لا مزيد عليه .
ثمّ إنّي عرضت تفصيل ذلك على ربّي ، فتقبّله منِّي وغفر لي ، وسكن النّداء وأمر لي بفتح باب من الرحمة تلقاء وجهي إلى جنّات الخلود ، يجيئني منه الرّوح والرّيحان ، وطريف هواء الجنان في كلّ حين ، ووسّع لي في مضجعي الذي تراه إلى حيث شاء الله ، وأنا مُتنعّم منذ ذلك الوقت بأنواع النّعم ، مُتمتّع من عند إلهي الأرحم الأجل الأكرم ، وأستأنس بمَن يجيء إلى زيارتي من المؤمنين ، وأنتفع بدعوات الصالحين وقراءات المُتّقين ، وأراهم من حيث لا يرونني ، وأنا في هذا المقام الأمين .
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين وبعد فقد روي :
في كتاب روضات الجنّات ، عن بعض فقهاء النجف الأشرف ، أنّه وجد في بعض إجازات السيّد نعمة الله الحسيني الموسوي الجزائري ، أنّه اتّفق مع العلاّمة المجلسي صاحب بحار الأنوار ، وعاهدا الله تعالى على أنّ مَن يموت قبل الآخر يأتي إلى الآخر في منامه ؛ ليُخبره ـ بعد أن يؤذَن له في الكلام ـ عن حقيقة ما انكشف له في تلك النشأة الناظرة أوضاعها إلى البواطن من الأمور .
ثمّ إنّ العلاّمة المجلسي ( رحمه الله ) توفِّي أوّلاً ، فرآه السيّد الجزائري في نومه ، وسأله عمّا جرى له فأخبره بكلّ ما جرى له ، من النزع والتسليم ، ومراقبة الرّوح للجسد أثناء التغسيل والتشييع والدفن ، إلى أن دخل القبر ، وإذا بمنادٍ يُنادي : يا عبدي ، يا محمد باقر ، ماذا أعددت للقاء مثل هذا اليوم ؟
قال : فبدأت أُعدّد له ما كان قد صدر منِّي من الأعمال الحسنة والباقيات الصالحات ، وهو لا يقبل منّي ويُعيد عليَّ هذا النّداء ، وأنا مُضطرب مدهوش ، لا أجد مفرّاً ممّا كان منّي ، ولا مفزعاً أتوجّه إليه في أمري ، فبينا أنا في هذه الدّهشة العُظمى ، إذ تذكّرت أنّي كنت يوماً راكباً إلى بعض المواضع ، مارّاً من السّوق الكبير بأصبهان ، فرأيت النّاس قد اجتمعوا حول رجل من المؤمنين ، كان مُتّهماً عند أهل البلد بفساد المذهب ، مع أنّي كنت أعلم بصلاحه وسداده ولا أُفشيه عند أحد اتقاءً من موضع الرّيبة ، فلمّا رأيت النّاس يضربونه ويُطالبون بحقوقهم ، وهو لا يقدر على إعطائهم شيئاً ويستمهلهم ، وهم لا يُمهلونه ويقعون في عرضه وبدنه ، وواحد منهم يدقُّ على رأس ذلك المؤمن بباطن نعله ويقول : أدري أنّك عاجز عن قضاء ديونك ، ولكن أدقّ على رأسك حتّى أُطفئ نائرة قلبي منك . فلم أصبر عن ذلك وقلت : إلى متى أتّقي من هذا الخلق المنكوس ، ولا أتّقي الخالق الجليل في إعانة أضعف عبيده الملهوف ؟! فوقفت عند رأسه ، وصحت في وجوه المُتعرّضين له وقلت لهم : ويَحْكَم ! هلمّوا معي حتّى أقضي ما كان لكم عليه من الدَّين ، وحملته معي إلى المنزل ، وأخذت في إعزازه وإكرامه وتدارك ما فات منه ، وقضيت ديونه وكفيت شؤونه ، وحقّقت له الرّجاء بما لا مزيد عليه .
ثمّ إنّي عرضت تفصيل ذلك على ربّي ، فتقبّله منِّي وغفر لي ، وسكن النّداء وأمر لي بفتح باب من الرحمة تلقاء وجهي إلى جنّات الخلود ، يجيئني منه الرّوح والرّيحان ، وطريف هواء الجنان في كلّ حين ، ووسّع لي في مضجعي الذي تراه إلى حيث شاء الله ، وأنا مُتنعّم منذ ذلك الوقت بأنواع النّعم ، مُتمتّع من عند إلهي الأرحم الأجل الأكرم ، وأستأنس بمَن يجيء إلى زيارتي من المؤمنين ، وأنتفع بدعوات الصالحين وقراءات المُتّقين ، وأراهم من حيث لا يرونني ، وأنا في هذا المقام الأمين .
تعليق