إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موعدكم الاربعاء مع برنامج (خبايا العقول)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موعدكم الاربعاء مع برنامج (خبايا العقول)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد





    مستمعاتنا الكريمات أنتن على موعد مع برنامج (خبايا العقول) يأتيكن عند العاشرة والنصف صباحا من مكتب النجف الاشرف.



    محور الحلقة:
    ما يكمل العقل



    سؤال المستمعات:

    في خطبة الإمام الكاظم عليه السلام لهشام بن الحكم ذكر الإمام بعض الأمور تكمل العقل وتبنيه اذكريها.

    ونود أن ننوه الى أن هناك جائزة مخصصة من أسرة البرنامج لأفضل إجابة
    والمجال متاح لاستقبال الإجابات على سؤال الحلقة حتى يوم الثلاثاء من الأسبوع التالي لبث الحلقة



    اعداد:
    منال الخزرجي



    تقديم:
    هند الفتلاوي




    اخراج:
    فاطمة الزهراء الموسوي







    نتمنى لكن وقتا مليئا بالفائدة.​​​​​​

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    اسعد الله صباحكم بكل خير
    ⚠️⚠️⚠️⚠️⚠️⚠️

    وصية الإمام الكاظم ( عليه السلام ) لهشام بن الحكم....

    📚📚قال (عليه السلام) : ‏
    إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى‏ بَشَّرَ أَهْلَ الْعَقْلِ وَ الْفَهْمِ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ‏ فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَ أُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ‏
    يَا هِشَامَ‏ بْنَ الْحَكَمِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَكْمَلَ لِلنَّاسِ‏ الْحُجَجَ بِالْعُقُولِ وَ أَفْضَى إِلَيْهِمْ بِالْبَيَانِ وَ دَلَّهُمْ عَلَى رُبُوبِيَّتِهِ بِالْأَدِلَّاءِ فَقَالَ‏ وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ‏ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ إِلَى قَوْلِهِ‏ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‏
    يَا هِشَامُ‏ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ دَلِيلًا عَلَى مَعْرِفَتِهِ بِأَنَّ لَهُمْ مُدَبِّراً فَقَالَ‏ وَ سَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‏ وَ قَالَ‏ حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ. إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ‏ وَ قَالَ‏ وَ مِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‏

    ⚠️يَا هِشَامُ‏ ثُمَّ وَعَظَ أَهْلَ الْعَقْلِ وَ رَغَّبَهُمْ فِي الْآخِرَةِ فَقَالَ‏ وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ لَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ‏
    وَ قَالَ‏ وَ ما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ زِينَتُها وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَ أَبْقى‏ أَ فَلا تَعْقِلُونَ‏
    يَا هِشَامُ‏ ثُمَّ خَوَّفَ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ عَذَابَهُ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ‏ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ. وَ إِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَ بِاللَّيْلِ أَ فَلا تَعْقِلُونَ‏
    يَا هِشَامُ‏ ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّ الْعَقْلَ مَعَ الْعِلْمِ فَقَالَ‏ وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَ ما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ‏
    يَا هِشَامُ‏ ثُمَّ ذَمَّ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ فَقَالَ‏ وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَ وَ لَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئ
    اً وَ لا يَهْتَدُونَ‏ وَ قَالَ‏ إِنَ‏ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ‏
    وَ قَالَ‏ وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ
    ‏ ثُمَّ ذَمَّ الْكَثْرَةَ فَقَالَ‏ وَ إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‏
    وَ قَالَ‏ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ‏ وَ أَكْثَرُهُمْ لَا يَشْعُرُونَ‏
    يَا هِشَامُ ثُمَّ مَدَحَ الْقِلَّةَ فَقَالَ‏ وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ
    وَ قَالَ‏ وَ قَلِيلٌ ما هُمْ‏
    وَ قَالَ‏ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ‏
    يَا هِشَامُ ثُمَّ ذَكَرَ أُولِي الْأَلْبَابِ بِأَحْسَنِ الذِّكْرِ وَ حَلَّاهُمْ بِأَحْسَنِ الْحِلْيَةِ فَقَالَ‏ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ‏
    يَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ- إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى‏ لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ‏ يَعْنِي الْعَقْلَ
    وَ قَالَ‏ وَ لَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَة قَالَ الْفَهْمَ وَ الْعَقْلَ-
    يَا هِشَامُ إِنَّ لُقْمَانَ قَالَ لِابْنِهِ تَوَاضَعْ لِلْحَقِّ تَكُنْ أَعْقَلَ النَّاسِ‏ يَا بُنَيَّ إِنَّ الدُّنْيَا بَحْرٌ عَمِيقٌ قَدْ غَرِقَ فِيهِ عَالَمٌ كَثِيرٌ فَلْتَكُنْ سَفِينَتُكَ فِيهَا تَقْوَى اللَّهِ وَ حَشْوُهَا الْإِيمَانَ‏ وَ شِرَاعُهَا التَّوَكُّلَ وَ قَيِّمُهَا الْعَقْلَ وَ دَلِيلُهَا الْعِلْمَ وَ سُكَّانُهَا الصَّبْرَ
    يَا هِشَامُ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ دَلِيلٌ وَ دَلِيلُ الْعَاقِلِ التَّفَكُّرُ وَ دَلِيلُ التَّفَكُّرِ الصَّمْتُ وَ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ مَطِيَّةٌ وَ مَطِيَّةُ الْعَاقِلِ التَّوَاضُعُ‏ وَ كَفَى بِكَ جَهْلًا أَنْ تَرْكَبَ مَا نُهِيتَ عَنْهُ
    يَا هِشَامُ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ جَوْزَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ فِي يَدِكَ لُؤْلُؤَةٌ مَا كَانَ يَنْفَعُكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا جَوْزَةٌ وَ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ لُؤْلُؤَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ إِنَّهَا جَوْزَةٌ مَا ضَرَّكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا لُؤْلُؤَةٌ
    يَا هِشَامُ مَا بَعَثَ اللَّهُ أَنْبِيَاءَهُ وَ رُسُلَهُ إِلَى عِبَادِهِ إِلَّا لِيَعْقِلُوا عَنِ اللَّهِ فَأَحْسَنُهُمْ اسْتِجَابَةً أَحْسَنُهُمْ مَعْرِفَةً لِلَّهِ وَ أَعْلَمُهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ أَحْسَنُهُمْ عَقْلًا وَ أَعْقَلُهُمْ‏ أْفَعُهُمْ دَرَجَةً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ
    يَا هِشَامُ مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَ مَلَكٌ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ فَلَا يَتَوَاضَعُ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ وَ لَا يَتَعَاظَمُ إِلَّا وَضَعَهُ اللَّهُ
    يَا هِشَامُ إِنَّ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حُجَّتَيْنِ حُجَّةً ظَاهِرَةً وَ حُجَّةً بَاطِنَةً فَأَمَّا الظَّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ وَ الْأَنْبِيَاءُ وَ الْأَئِمَّةُ وَ أَمَّا الْبَاطِنَةُ فَالْعُقُولُ

    يَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ الَّذِي لَا يَشْغَلُ الْحَلَالُ شُكْرَهُ وَ لَا يَغْلِبُ الْحَرَامُ صَبْرَهُ
    يَا هِشَامُ مَنْ سَلَّطَ ثَلَاثاً عَلَى ثَلَاثٍ فَكَأَنَّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَى هَدْمِ عَقْلِهِ مَنْ أَظْلَمَ نُورَ فِكْرِهِ‏ بِطُولِ أَمَلِهِ وَ مَحَا طَرَائِفَ حِكْمَتِهِ بِفُضُولِ كَلَامِهِ وَ أَطْفَأَ نُورَ عِبْرَتِهِ بِشَهَوَاتِ‏ نَفْسِهِ فَكَأَنَّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَى هَدْمِ عَقْلِهِ وَ مَنْ هَدَمَ عَقْلَهُ أَفْسَدَ عَلَيْهِ دِينَهُ وَ دُنْيَاهُ
    يَا هِشَامُ كَيْفَ يَزْكُو عِنْدَ اللَّهِ عَمَلُكَ وَ أَنْتَ قَدْ شَغَلْتَ عَقْلَكَ عَنْ أَمْرِ رَبِّكَ وَ أَطَعْتَ هَوَاكَ عَلَى غَلَبَةِ عَقْلِكَ
    يَا هِشَامُ الصَّبْرُ عَلَى الْوَحْدَةِ عَلَامَةُ قُوَّةِ الْعَقْلِ فَمَنْ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اعْتَزَلَ أَهْلَ الدُّنْيَا وَ الرَّاغِبِينَ فِيهَا وَ رَغِبَ فِيمَا عِنْدَ رَبِّهِ وَ كَانَ اللَّهُ آنِسَهُ فِي الْوَحْشَةِ وَ صَاحِبَهُ فِي الْوَحْدَةِ وَ غِنَاهُ فِي الْعَيْلَةِ وَ مُعِزَّهُ فِي غَيْرِ عَشِيرَةٍ
    يَا هِشَامُ نُصِبَ الْخَلْقُ لِطَاعَةِ اللَّهِ‏ وَ لَا نَجَاةَ إِلَّا بِالطَّاعَةِ وَ الطَّاعَةُ بِالْعِلْمِ وَ الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ وَ التَّعَلُّمُ بِالْعَقْلِ يُعْتَقَدُ وَ لَا عِلْمَ إِلَّا مِنْ عَالِمٍ رَبَّانِيٍّ وَ مَعْرِفَةُ الْعَالِمِ بِالْعَقْلِ
    يَا هِشَامُ قَلِيلُ الْعَمَلِ مِنَ الْعَاقِلِ مَقْبُولٌ مُضَاعَفٌ وَ كَثِيرُ الْعَمَلِ مِنْ أَهْلِ الْهَوَى وَ الْجَهْلِ مَرْدُودٌ
    يَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ رَضِيَ بِالدُّونِ مِنَ الدُّنْيَا مَعَ الْحِكْمَةِ وَ لَمْ يَرْضَ بِالدُّونِ مِنَ الْحِكْمَةِ مَعَ الدُّنْيَا فَلِذَلِكَ‏ رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ‏
    يَا هِشَامُ إِنْ كَانَ يُغْنِيكَ مَا يَكْفِيكَ فَأَدْنَى مَا فِي الدُّنْيَا يَكْفِيكَ وَ إِنْ كَانَ لَا يُغْنِيكَ مَا يَكْفِيكَ فَلَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الدُّنْيَا يُغْنِيكَ
    يَا هِشَامُ إِنَّ الْعُقَلَاءَ تَرَكُوا فُضُولَ الدُّنْيَا فَكَيْفَ الذُّنُوبُ وَ تَرْكُ الدُّنْيَا مِنَ الْفَضْلِ وَ تَرْكُ الذُّنُوبِ مِنَ الْفَرْضِ‏
    يَا هِشَامُ إِنَّ الْعُقَلَاءَ زَهِدُوا فِي الدُّنْيَا وَ رَغِبُوا فِي الْآخِرَةِ لِأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّ الدُّنْيَا طَالِبَةٌ وَ مَطْلُوبَةٌ وَ الْآخِرَةَ طَالِبَةٌ وَ مَطْلُوبَةٌ فَمَنْ طَلَبَ الْآخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى‏ يَسْتَوْفِيَ مِنْهَا رِزْقَهُ وَ مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَتْهُ الْآخِرَةُ فَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ فَيُفْسِدُ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ وَ آخِرَتَهُ
    يَا هِشَامُ مَنْ أَرَادَ الْغِنَى بِلَا مَالٍ وَ رَاحَةَ الْقَلْبِ مِنَ الْحَسَدِ وَ السَّلَامَةَ فِي الدِّينِ فَلْيَتَضَرَّعْ إِلَى اللَّهِ فِي مَسْأَلَتِهِ بِأَنْ يُكَمِّلَ عَقْلَهُ فَمَنْ عَقَلَ قَنِعَ بِمَا يَكْفِيهِ
    وَ مَنْ قَنِعَ بِمَا يَكْفِيهِ اسْتَغْنَى
    وَ مَنْ لَمْ يَقْنَعْ بِمَا يَكْفِيهِ لَمْ يُدْرِكِ الْغِنَى أَبَداً
    يَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ حَكَى عَنْ قَوْمٍ صَالِحِينَ أَنَّهُمْ قَالُوا- رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ‏ حِينَ عَلِمُوا أَنَّ الْقُلُوبَ تَزِيغُ وَ تَعُودُ إِلَى عَمَاهَا وَ رَدَاهَا
    إِنَّهُ لَمْ يَخَفِ اللَّهَ مَنْ لَمْ يَعْقِلْ عَنِ اللَّهِ
    وَ مَنْ لَمْ يَعْقِلْ عَنِ اللَّهِ لَمْ يُعْقَدْ قَلْبُهُ عَلَى مَعْرِفَةٍ ثَابِتَةٍ يُبْصِرُهَا وَ يَجِدُ حَقِيقَتَهَا فِي قَلْبِهِ
    وَ لَا يَكُونُ أَحَدٌ كَذَلِكَ إِلَّا مَنْ كَانَ قَوْلُهُ لِفِعْلِهِ مُصَدِّقاً وَ سِرُّهُ لِعَلَانِيَتِهِ مُوَافِقاً
    لِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَدُلَ‏ عَلَى الْبَاطِنِ الْخَفِيِّ مِنَ الْعَقْلِ إِلَّا بِظَاهِرٍ مِنْهُ وَ نَاطِقٍ عَنْهُ

    يَا هِشَامُ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَقُولُ مَا مِنْ شَيْ‏ءٍ عُبِدَ اللَّهُ بِهِ‏ أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ وَ مَا تَمَّ عَقْلُ امْرِئٍ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ خِصَالٌ شَتَّى الْكُفْرُ وَ الشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونَانِ‏ وَ الرُّشْدُ وَ الْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولَانِ‏ وَ فَضْلُ مَالِهِ مَبْذُولٌ وَ فَضْلُ قَوْلِهِ مَكْفُوفٌ نَصِيبُهُ مِنَ الدُّنْيَا الْقُوتُ وَ لَا يَشْبَعُ مِنَ الْعِلْمِ دَهْرَهُ الذُّلُّ أَحَبُّ إِلَيْهِ مَعَ اللَّهِ مِنَ الْعِزِّ مَعَ غَيْرِهِ وَ التَّوَاضُعُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الشَّرَفِ يَسْتَكْثِرُ قَلِيلَ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِهِ وَ يَسْتَقِلُّ كَثِيرَ الْمَعْرُوفِ مِنْ نَفْسِهِ وَ يَرَى النَّاسَ كُلَّهُمْ خَيْراً مِنْهُ وَ أَنَّهُ شَرُّهُمْ فِي نَفْسِهِ وَ هُوَ تَمَامُ الْأَمْرِ
    يَا هِشَامُ مَنْ صَدَقَ لِسَانُهُ زَكَا عَمَلُهُ وَ مَنْ حَسُنَتْ نِيَّتُهُ زِيدَ فِي رِزْقِهِ وَ مَنْ حَسُنَ بِرُّهُ بِإِخْوَانِهِ وَ أَهْلِهِ مُدَّ فِي عُمُرِهِ
    يَا هِشَامُ لَا تَمْنَحُوا الْجُهَّالَ الْحِكْمَةَ فَتَظْلِمُوهَا وَ لَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ
    يَا هِشَامُ كَمَا تَرَكُوا لَكُمُ الْحِكْمَةَ فَاتْرُكُوا لَهُمُ الدُّنْيَا
    يَا هِشَامُ لَا دِينَ لِمَنْ لَا مُرُوَّةَ لَهُ وَ لَا مُرُوَّةَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ
    وَ إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ قَدْراً الَّذِي لَا يَرَى الدُّنْيَا لِنَفْسِهِ خَطَراً
    أَمَا إِنَّ أَبْدَانَكُمْ لَيْسَ لَهَا ثَمَنٌ إِلَّا الْجَنَّةُ فَلَا تَبِيعُوهَا بِغَيْرِهَا
    يَا هِشَامُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع كَانَ يَقُولُ‏ لَا يَجْلِسُ فِي صَدْرِ الْمَجْلِسِ إِلَّا رَجُلٌ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ يُجِيبُ إِذَا سُئِلَ وَ يَنْطِقُ إِذَا عَجَزَ الْقَوْمُ عَنِ الْكَلَامِ وَ يُشِيرُ بِالرَّأْيِ الَّذِي فِيهِ صَلَاحُ أَهْلِهِ فَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْ‏ءٌ مِنْهُنَّ فَجَلَسَ فَهُوَ أَحْمَقُ
    وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع إِذَا طَلَبْتُمُ الْحَوَائِجَ فَاطْلُبُوهَا مِنْ أَهْلِهَا قِيلَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَنْ أَهْلُهَا قَالَ الَّذِينَ قَصَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ وَ ذَكَرَهُمْ فَقَالَ‏ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ‏ قَالَ هُمْ أُولُو الْعُقُولِ
    وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع مُجَالَسَةُ الصَّالِحِينَ دَاعِيَةٌ إِلَى‏ الصَّلَاحِ
    وَ أَدَبُ الْعُلَمَاءِ زِيَادَةٌ فِي الْعَقْلِ
    وَ طَاعَةُ وُلَاةِ الْعَدْلِ تَمَامُ الْعِزِّ
    وَ اسْتِثْمَارُ الْمَالِ‏ تَمَامُ الْمُرُوَّةِ
    وَ إِرْشَادُ الْمُسْتَشِيرِ قَضَاءٌ لِحَقِّ النِّعْمَةِ
    وَ كَفُّ الْأَذَى مِنْ كَمَالِ الْعَقْلِ وَ فِيهِ رَاحَةُ الْبَدَنِ عَاجِلًا وَ آجِلًا

    يَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ لَا يُحَدِّثُ مَنْ يَخَافُ تَكْذِيبَهُ وَ لَا يَسْأَلُ مَنْ يَخَافُ مَنْعَهُ وَ لَا يَعِدُ مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَ لَا يَرْجُو مَا يُعَنَّفُ بِرَجَائِهِ‏ وَ لَا يَتَقَدَّمُ عَلَى مَا يَخَافُ الْعَجْزَ عَنْهُ‏ وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يُوصِي أَصْحَابَهُ يَقُولُ أُوصِيكُمْ بِالْخَشْيَةِ مِنَ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَ الْعَلَانِيَةِ وَ الْعَدْلِ فِي الرِّضَا وَ الْغَضَبِ وَ الِاكْتِسَابِ فِي الْفَقْرِ وَ الْغِنَى وَ أَنْ تَصِلُوا مَنْ قَطَعَكُمْ وَ تَعْفُوا عَمَّنْ ظَلَمَكُمْ وَ تَعْطِفُوا عَلَى مَنْ حَرَمَكُمْ وَ لْيَكُنْ نَظَرُكُمْ عَبَراً وَ صَمْتُكُمْ فِكْراً وَ قَوْلُكُمْ ذِكْراً وَ طَبِيعَتُكُمُ السَّخَاءَ فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بَخِيلٌ وَ لَا يَدْخُلُ النَّارَ سَخِيٌّ
    يَا هِشَامُ رَحِمَ اللَّهُ مَنِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ فَحَفِظَ الرَّأْسَ وَ مَا حَوَى‏ وَ الْبَطْنَ وَ مَا وَعَى وَ ذَكَرَ الْمَوْتَ وَ الْبِلَى وَ عَلِمَ أَنَّ الْجَنَّةَ مَحْفُوفَةٌ بِالْمَكَارِهِ‏ وَ النَّارَ مَحْفُوفَةٌ بِالشَّهَوَاتِ
    يَا هِشَامُ مَنْ كَفَّ نَفْسَهُ عَنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ أَقَالَهُ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ عَنِ النَّاسِ كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ غَضَبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
    يَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ لَا يَكْذِبُ وَ إِنْ كَانَ فِيهِ هَوَاهُ
    يَا هِشَامُ وُجِدَ فِي ذُؤَابَةِ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ ص إِنَّ أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللَّهِ مَنْ ضَرَبَ غَيْرَ ضَارِبِهِ وَ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ وَ مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ فَهُوَ كَافِرٌ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ص وَ مَنْ أَحْدَثَ حَدَثاً أَوْ آوَى مُحْدِثاً لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفاً وَ لَا عَدْلًا
    يَا هِشَامُ أَفْضَلُ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْعَبْدُ إِلَى اللَّهِ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ بِهِ الصَّلَاةُ وَ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَ تَرْكُ الْحَسَدِ وَ الْعُجْبِ وَ الْفَخْرِ
    يَا هِشَامُ أَصْلَحُ أَيَّامِكَ الَّذِي هُوَ أَمَامَكَ فَانْظُرْ أَيُّ يَوْمٍ هُوَ وَ أَعِدَّ لَهُ الْجَوَابَ فَإِنَّكَ مَوْقُوفٌ وَ مَسْئُولٌ وَ خُذْ مَوْعِظَتَكَ مِنَ الدَّهْرِ وَ أَهْلِهِ فَإِنَّ الدَّهْرَ طَوِيلَةٌ قَصِيرَةٌ فَاعْمَلْ كَأَنَّكَ تَرَى ثَوَابَ عَمَلِكَ لِتَكُونَ أَطْمَعَ فِي ذَلِكَ وَ اعْقِلْ عَنِ اللَّهِ وَ انْظُرْ فِي تَصَرُّفِ الدَّهْرِ وَ أَحْوَالِهِ فَإِنَّ مَا هُوَ آتٍ مِنَ الدُّنْيَا كَمَا وَلَّى مِنْهَا فَاعْتَبِرْ بِهَا
    وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع إِنَّ جَمِيعَ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا بَحْرِهَا وَ بَرِّهَا وَ سَهْلِهَا وَ جَبَلِهَا عِنْدَ وَلِيٍّ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِحَقِّ اللَّهِ كَفَيْ‏ءِ الظِّلَالِ ثُمَّ قَالَ ع أَ وَ لَا حُرٌّ يَدَعُ هَذِهِ اللُّمَاظَةَ لِأَهْلِهَا يَعْنِي الدُّنْيَا فَلَيْسَ لِأَنْفُسِكُمْ ثَمَنٌ إِلَّا الْجَنَّةُ فَلَا تَبِيعُوهَا بِغَيْرِهَا فَإِنَّهُ مَنْ رَضِيَ مِنَ اللَّهِ بِالدُّنْيَا فَقَدْ رَضِيَ بِالْخَسِيسِ.
    يَا هِشَامُ إِنَّ كُلَّ النَّاسِ يُبْصِرُ النُّجُومَ وَ لَكِنْ لَا يَهْتَدِي بِهَا إِلَّا مَنْ يَعْرِفُ مَجَارِيَهَا وَ مَنَازِلَهَا وَ كَذَلِكَ أَنْتُمْ تَدْرُسُونَ الْحِكْمَةَ وَ لَكِنْ لَا يَهْتَدِي بِهَا مِنْكُمْ إِلَّا مَنْ عَمِلَ بِهَا
    يَا هِشَامُ إِنَّ الْمَسِيحَ ع قَالَ لِلْحَوَارِيِّينَ يَا عَبِيدَ السَّوْءِ يَهُولُكُمْ طُولُ النَّخْلَةِ وَ تَذْكُرُونَ شَوْكَهَا وَ مَئُونَةَ مَرَاقِيهَا وَ تَنْسَوْنَ طِيبَ ثَمَرِهَا وَ مَرَافِقَهَا كَذَلِكَ تَذْكُرُونَ مَئُونَةَ عَمَلِ الْآخِرَةِ فَيَطُولُ عَلَيْكُمْ أَمَدُهُ‏ وَ تَنْسَوْنَ مَا تُفْضُونَ إِلَيْهِ مِنْ نَعِيمِهَا وَ نَوْرِهَا وَ ثَمَرِهَا يَا عَبِيدَ السَّوْءِ نَقُّوا الْقَمْحَ وَ طَيِّبُوهُ وَ أَدِقُّوا طَحْنَهُ تَجِدُوا طَعْمَهُ وَ يَهْنِئْكُمْ أَكْلُهُ كَذَلِكَ فَأَخْلِصُوا الْإِيمَانَ وَ أَكْمِلُوهُ تَجِدُوا حَلَاوَتَهُ وَ يَنْفَعْكُمْ غِبُّهُ‏ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ لَوْ وَجَدْتُمْ سِرَاجاً يَتَوَقَّدُ بِالْقَطِرَانِ‏ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ لَاسْتَضَأْتُمْ بِهِ وَ لَمْ يَمْنَعْكُمْ مِنْهُ رِيحُ نَتْنِهِ كَذَلِكَ يَنْبَغِي لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا الْحِكْمَةَ مِمَّنْ وَجَدْتُمُوهَا مَعَهُ وَ لَا يَمْنَعْكُمْ مِنْهُ سُوءُ رَغْبَتِهِ فِيهَا يَا عَبِيدَ الدُّنْيَا بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ لَا تُدْرِكُونَ شَرَفَ الْآخِرَةِ إِلَّا بِتَرْكِ مَا تُحِبُّونَ فَلَا تُنْظِرُوا بِالتَّوْبَةِ غَداً فَإِنَّ دُونَ غَدٍ يَوْماً وَ لَيْلَةً وَ قَضَاءَ اللَّهِ فِيهِمَا يَغْدُو وَ يَرُوحُ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْهِ دَيْنٌ مِنَ النَّاسِ أَرْوَحُ وَ أَقَلُّ هَمّاً مِمَّنْ عَلَيْهِ الدَّيْنُ وَ إِنْ أَحْسَنَ الْقَضَاءَ وَ كَذَلِكَ مَنْ لَمْ يَعْمَلِ الْخَطِيئَةَ أَرْوَحُ هَمّاً مِمَّنْ عَمِلَ الْخَطِيئَةَ وَ إِنْ أَخْلَصَ التَّوْبَةَ وَ أَنَابَ وَ إِنَّ صِغَارَ الذُّنُوبِ وَ مُحَقَّرَاتِهَا مِنْ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ يُحَقِّرُهَا لَكُمْ وَ يُصَغِّرُهَا فِي أَعْيُنِكُمْ فَتَجْتَمِعُ وَ تَكْثُرُ فَتُحِيطُ بِكُمْ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ النَّاسَ فِي الْحِكْمَةِ رَجُلَانِ فَرَجُلٌ أَتْقَنَهَا بِقَوْلِهِ وَ صَدَّقَهَا بِفِعْلِهِ وَ رَجُلٌ أَتْقَنَهَا بِقَوْلِهِ وَ ضَيَّعَهَا بِسُوءِ فِعْلِهِ-فَشَتَّانَ بَيْنَهُمَا فَطُوبَى لِلْعُلَمَاءِ بِالْفِعْلِ وَ وَيْلٌ لِلْعُلَمَاءِ بِالْقَوْلِ يَا عَبِيدَ السَّوْءِ اتَّخِذُوا مَسَاجِدَ رَبِّكُمْ سُجُوناً لِأَجْسَادِكُمْ وَ جِبَاهِكُمْ وَ اجْعَلُوا قُلُوبَكُمْ بُيُوتاً لِلتَّقْوَى وَ لَا تَجْعَلُوا قُلُوبَكُمْ مَأْوًى لِلشَّهَوَاتِ إِنَّ أَجْزَعَكُمْ عِنْدَ الْبَلَاءِ لَأَشَدُّكُمْ حُبّاً لِلدُّنْيَا وَ إِنَّ أَصْبَرَكُمْ عَلَى الْبَلَاءِ لَأَزْهَدُكُمْ فِي الدُّنْيَا يَا عَبِيدَ السَّوْءِ لَا تَكُونُوا شَبِيهاً بِالْحِدَاءِ الْخَاطِفَةِ وَ لَا بِالثَّعَالِبِ الْخَادِعَةِ وَ لَا بِالذِّئَابِ الْغَادِرَةِ وَ لَا بِالْأُسُدِ الْعَاتِيَةِ كَمَا تَفْعَلُ بِالْفَرَائِسِ‏ كَذَلِكَ تَفْعَلُونَ بِالنَّاسِ فَرِيقاً تَخْطَفُونَ وَ فَرِيقاً تَخْدَعُونَ وَ فَرِيقاً تَغْدِرُونَ بِهِمْ‏ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ لَا يُغْنِي عَنِ الْجَسَدِ أَنْ يَكُونَ ظَاهِرُهُ صَحِيحاً وَ بَاطِنُهُ فَاسِداً كَذَلِكَ لَا تُغْنِي أَجْسَادُكُمُ الَّتِي قَدْ أَعْجَبَتْكُمْ وَ قَدْ فَسَدَتْ قُلُوبُكُمْ وَ مَا يُغْنِي عَنْكُمْ أَنْ تُنَقُّوا جُلُودَكُمْ وَ قُلُوبُكُمْ دَنِسَةٌ لَا تَكُونُوا كَالْمُنْخُلِ‏ يُخْرِجُ مِنْهُ الدَّقِيقَ الطَّيِّبَ وَ يُمْسِكُ النُّخَالَةَ كَذَلِكَ أَنْتُمْ تُخْرِجُونَ الْحِكْمَةَ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ وَ يَبْقَى الْغِلُّ فِي صُدُورِكُمْ يَا عَبِيدَ الدُّنْيَا إِنَّمَا مَثَلُكُمْ مَثَلُ السِّرَاجِ يُضِي‏ءُ لِلنَّاسِ وَ يُحْرِقُ نَفْسَهُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ زَاحِمُوا الْعُلَمَاءَ فِي مَجَالِسِهِمْ وَ لَوْ جُثُوّاً عَلَى الرُّكَبِ‏ فَإِنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْقُلُوبَ الْمَيْتَةَ بِنُورِ الْحِكْمَةِ كَمَا يُحْيِي الْأَرْضَ الْمَيْتَةَ بِوَابِلِ الْمَطَرِ
    يَا هِشَامُ مَكْتُوبٌ فِي الْإِنْجِيلِ طُوبَى لِلْمُتَرَاحِمِينَ أُولَئِكَ هُمُ الْمَرْحُومُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ طُوبَى لِلْمُصْلِحِينَ بَيْنَ النَّاسِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُقَرَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ طُوبَى لِلْمُطَهَّرَةِ قُلُوبُهُمْ-أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ طُوبَى لِلْمُتَوَاضِعِينَ فِي الدُّنْيَا أُولَئِكَ يَرْتَقُونَ مَنَابِرَ الْمُلْكِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

    يَا هِشَامُ قِلَّةُ الْمَنْطِقِ حُكْمٌ عَظِيمٌ فَعَلَيْكُمْ بِالصَّمْتِ فَإِنَّهُ دَعَةٌ حَسَنَةٌ وَ قِلَّةُ وِزْرٍ وَ خِفَّةٌ مِنَ الذُّنُوبِ
    فَحَصِّنُوا بَابَ الْحِلْمِ فَإِنَّ بَابَهُ الصَّبْرُ
    وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُبْغِضُ الضَّحَّاكَ مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ وَ الْمَشَّاءَ إِلَى غَيْرِ أَرَبٍ‏
    وَ يَجِبُ عَلَى الْوَالِي أَنْ يَكُونَ كَالرَّاعِي لَا يَغْفُلُ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَ لَا يَتَكَبَّرُ عَلَيْهِمْ
    فَاسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ فِي سَرَائِرِكُمْ كَمَا تَسْتَحْيُونَ مِنَ النَّاسِ فِي عَلَانِيَتِكُمْ
    وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْكَلِمَةَ مِنَ الْحِكْمَةِ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ وَ رَفْعُهُ غَيْبَةُ عَالِمِكُمْ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ
    يَا هِشَامُ تَعَلَّمْ مِنَ الْعِلْمِ مَا جَهِلْتَ وَ عَلِّمِ الْجَاهِلَ مِمَّا عُلِّمْتَ
    عَظِّمِ الْعَالِمَ لِعِلْمِهِ وَ دَعْ مُنَازَعَتَهُ
    وَ صَغِّرِ الْجَاهِلَ لِجَهْلِهِ وَ لَا تَطْرُدْهُ وَ لَكِنْ قَرِّبْهُ وَ عَلِّمْهُ
    يَا هِشَامُ إِنَّ كُلَّ نِعْمَةٍ عَجَزْتَ عَنْ شُكْرِهَا بِمَنْزِلَةِ سَيِّئَةٍ تُؤَاخَذُ بِهَا وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ص إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً كَسَرَتْ قُلُوبَهُمْ خَشْيَتُهُ فَأَسْكَتَتْهُمْ عَنِ الْمَنْطِقِ‏ وَ إِنَّهُمْ لَفُصَحَاءُ عُقَلَاءُ يَسْتَبِقُونَ إِلَى اللَّهِ بِالْأَعْمَالِ الزَّكِيَّةِ لَا يَسْتَكْثِرُونَ لَهُ الْكَثِيرَ وَ لَا يَرْضَوْنَ لَهُمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ بِالْقَلِيلِ يَرَوْنَ فِي أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَشْرَارٌ وَ إِنَّهُمْ لَأَكْيَاسٌ وَ أَبْرَارٌ
    يَا هِشَامُ الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ وَ الْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَ الْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ وَ الْجَفَاءُ فِي النَّارِ
    يَا هِشَامُ الْمُتَكَلِّمُونَ ثَلَاثَةٌ فَرَابِحٌ وَ سَالِمٌ وَ شَاجِبٌ‏ فَأَمَّا الرَّابِحُ فَالذَّاكِرُ لِلَّهِ وَ أَمَّا السَّالِمُ فَالسَّاكِتُ وَ أَمَّا الشَّاجِبُ فَالَّذِي يَخُوضُ فِي الْبَاطِلِ
    إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى كُلِّ فَاحِشٍ بَذِي‏ءٍ قَلِيلِ الْحَيَاءِ .. لَا يُبَالِي مَا قَالَ وَ لَا مَا قِيلَ فِيهِ
    وَ كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ يَا مُبْتَغِيَ الْعِلْمِ إِنَّ هَذَا اللِّسَانَ مِفْتَاحُ خَيْرٍ وَ مِفْتَاحُ شَرٍّ فَاخْتِمْ عَلَى فِيكَ كَمَا تَخْتِمُ عَلَى ذَهَبِكَ وَ وَرِقِكَ
    يَا هِشَامُ بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَكُونُ ذَا وَجْهَيْنِ وَ ذَا لِسَانَيْنِ يُطْرِي أَخَاهُ إِذَا شَاهَدَهُ‏ وَ يَأْكُلُهُ إِذَا غَابَ عَنْهُ إِنْ أُعْطِيَ حَسَدَهُ وَ إِنِ ابْتُ
    لِيَ خَذَلَهُ إِنَّ أَسْرَعَ الْخَيْرِ ثَوَاباً الْبِرُّ وَ أَسْرَعَ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْيُ
    وَ إِنَّ شَرَّ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ تُكْرَهُ مُجَالَسَتُهُ لِفُحْشِهِ
    وَ هَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ
    وَ مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُ مَا لَا يَعْنِيهِ
    يَا هِشَامُ لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ خَائِفاً رَاجِياً وَ لَا يَكُونُ خَائِفاً رَاجِياً حَتَّى يَكُونَ عَامِلًا لِمَا يَخَافُ وَ يَرْجُو
    يَا هِشَامُ قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي وَ عَظَمَتِي وَ قُدْرَتِي وَ بَهَائِي وَ عُلُوِّي فِي مَكَانِي لَا يُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَايَ عَلَى هَوَاهُ إِلَّا جَعَلْتُ الْغِنَى فِي نَفْسِهِ وَ هَمَّهُ فِي آخِرَتِهِ وَ كَفَفْتُ عَلَيْهِ فِي ضَيْعَتِهِ‏ وَ ضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ رِزْقَهُ وَ كُنْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلِّ تَاجِرٍ
    يَا هِشَامُ الْغَضَبُ مِفْتَاحُ الشَّرِّ وَ أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً وَ إِنْ خَالَطْتَ النَّاسَ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تُخَالِطَ أَحَداً مِنْهُمْ إِلَّا مَنْ كَانَتْ يَدُكَ عَلَيْهِ الْعُلْيَا فَافْعَلْ
    يَا هِشَامُ عَلَيْكَ بِالرِّفْقِ فَإِنَّ الرِّفْقَ يُمْنٌ وَ الْخُرْقَ شُؤْمٌ إِنَّ الرِّفْقَ وَ الْبِرَّ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ يَعْمُرُ الدِّيَارَ وَ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ
    يَا هِشَامُ قَوْلُ اللَّهِ‏ هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ‏ جَرَتْ فِي الْمُؤْمِنِ وَ الْكَافِرِ وَ الْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَعَلَيْهِ أَنْ يُكَافِئَ بِهِ وَ لَيْسَتِ الْمُكَافَأَةُ أَنْ تَصْنَعَ كَمَا صَنَعَ حَتَّى تَرَى فَضْلَكَ فَإِنْ صَنَعْتَ كَمَا صَنَعَ فَلَهُ الْفَضْلُ بِالابْتِدَاءِ
    يَا هِشَامُ إِنَّ مَثَلَ الدُّنْيَا مَثَلُ الْحَيَّةِ مَسُّهَا لَيِّنٌ وَ فِي جَوْفِهَا السَّمُّ الْقَاتِلُ يَحْذَرُهَا الرِّجَالُ ذَوُو الْعُقُولِ وَ يَهْوِي إِلَيْهَا الصِّبْيَانُ بِأَيْدِيهِمْ
    يَا هِشَامُ اصْبِرْ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ اصْبِرْ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ فَإِنَّمَا الدُّنْيَا سَاعَةٌ فَمَا مَضَى مِنْهَا فَلَيْسَ تَجِدُ لَهُ سُرُوراً وَ لَا حُزْناً وَ مَا لَمْ يَأْتِ مِنْهَا فَلَيْسَ تَعْرِفُهُ فَاصْبِرْ عَلَى تِلْكَ السَّاعَةِ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا فَكَأَنَّكَ قَدِ اغْتَبَطْتَ‏
    يَا هِشَامُ مَثَلُ الدُّنْيَا مَثَلُ مَاءِ الْبَحْرِ كُلَّمَا شَرِبَ مِنْهُ الْعَطْشَانُ ازْدَادَ عَطَشاً حَتَّى يَقْتُلَهُ
    يَا هِشَامُ إِيَّاكَ وَ الْكِبْرَ فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ كِبْرٍ الْكِبْرُ رِدَاءُ اللَّهِ فَمَنْ نَازَعَهُ رِدَاءَهُ أَكَبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ
    يَا هِشَامُ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُحَاسِبْ نَفْسَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ فَإِنْ عَمِلَ حَسَناً اسْتَزَادَ مِنْهُ وَ إِنْ عَمِلَ سَيِّئاً اسْتَغْفَرَ اللَّهَ مِنْهُ وَ تَابَ إِلَيْهِ
    يَا هِشَامُ تَمَثَّلَتِ الدُّنْيَا لِلْمَسِيحِ ع فِي صُورَةِ امْرَأَةٍ زَرْقَاءَ فَقَالَ لَهَا كَمْ تَزَوَّجْتِ فَقَالَتْ كَثِيراً قَالَ فَكُلٌّ طَلَّقَكِ قَالَتْ لَا بَلْ كُلًّا قَتَلْتُ قَالَ الْمَسِيحُ ع فَوَيْحُ لِأَزْوَاجِكِ الْبَاقِينَ كَيْفَ لَا يَعْتَبِرُونَ بِالْمَاضِينَ
    يَا هِشَامُ إِنَّ ضَوْءَ الْجَسَدِ فِي عَيْنِهِ فَإِنْ كَانَ الْبَصَرُ مُضِيئاً اسْتَضَاءَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَ إِنَّ ضَوْءَ الرُّوحِ الْعَقْلُ فَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ عَاقِلًا كَانَ عَالِماً بِرَبِّهِ وَ إِذَا كَانَ عَالِماً بِرَبِّهِ أَبْصَرَ دِينَهُ وَ إِنْ كَانَ جَاهِلًا بِرَبِّهِ لَمْ يَقُمْ لَهُ دِينٌ وَ كَمَا لَا يَقُومُ الْجَسَدُ إِلَّا بِالنَّفْسِ الْحَيَّةِ فَكَذَلِكَ لَا يَقُومُ الدِّينُ إِلَّا بِالنِّيَّةِ الصَّادِقَةِ وَ لَا تَثْبُتُ النِّيَّةُ الصَّادِقَةُ إِلَّا بِالْعَقْلِ
    يَا هِشَامُ إِنَّ الزَّرْعَ يَنْبُتُ فِي السَّهْلِ وَ لَا يَنْبُتُ فِي الصَّفَا فَكَذَلِكَ الْحِكْمَةُ تَعْمُرُ فِي قَلْبِ الْمُتَوَاضِعِ وَ لَا تَعْمُرُ فِي قَلْبِ الْمُتَكَبِّرِ الْجَبَّارِ لِأَنَّ اللَّهَ جَعَلَ التَّوَاضُعَ آلَةَ الْعَقْلِ وَ جَعَلَ التَّكَبُّرَ مِنْ آلَةِ الْجَهْلِ أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ مَنْ شَمَخَ إِلَى السَّقْفِ‏ بِرَأْسِهِ‏ شَجَّهُ‏ وَ مَنْ خَفَضَ رَأْسَهُ اسْتَظَلَّ تَحْتَهُ وَ أَكَنَّهُ وَ كَذَلِكَ مَنْ لَمْ يَتَوَاضَعْ لِلَّهِ خَفَضَهُ اللَّهُ وَ مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ
    يَا هِشَامُ مَا أَقْبَحَ الْفَقْرَ بَعْدَ الْغِنَى وَ أَقْبَحَ الْخَطِيئَةَ بَعْدَ النُّسُكِ وَ أَقْبَحُ مِنْ ذَلِكَ الْعَابِدُ لِلَّهِ ثُمَّ يَتْرُكُ عِبَادَتَهُ
    يَا هِشَامُ لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ لِمُسْتَمِعٍ وَاعٍ وَ عَالِمٍ نَاطِقٍ
    يَا هِشَامُ مَا قُسِمَ بَيْنَ الْعِبَادِ أَفْضَلُ مِنَ الْعَقْلِ نَوْمُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ سَهَرِ الْجَاهِلِ وَ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيّاً إِلَّا عَاقِلًا حَتَّى يَكُونَ عَقْلُهُ أَفْضَلَ مِنْ جَمِيعِ جَهْدِ الْمُجْتَهِدِينَ وَ مَا أَدَّى الْعَبْدُ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ حَتَّى عَقَلَ عَنْهُ‏
    يَا هِشَامُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا رَأَيْتُمُ الْمُؤْمِنَ صَمُوتاً فَادْنُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ يُلْقِي الْحِكْمَةَ وَ الْمُؤْمِنُ قَلِيلُ الْكَلَامِ كَثِيرُ الْعَمَلِ وَ الْمُنَافِقُ كَثِيرُ الْكَلَامِ قَلِيلُ الْعَمَلِ
    يَا هِشَامُ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى دَاوُدَ ع قُلْ لِعِبَادِي لَا يَجْعَلُوا بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ عَالِماً مَفْتُوناً بِالدُّنْيَا فَيَصُدَّهُمْ عَنْ ذِكْرِي وَ عَنْ طَرِيقِ مَحَبَّتِي وَ مُنَاجَاتِي أُولَئِكَ قُطَّاعُ الطَّرِيقِ مِنْ عِبَادِي إِنَّ أَدْنَى مَا أَنَا صَانِعٌ بِهِمْ أَنْ أَنْزِعَ حَلَاوَةَ مَحَبَّتِي‏ وَ مُنَاجَاتِي مِنْ قُلُوبِهِمْ
    يَا هِشَامُ مَنْ تَعَظَّمَ فِي نَفْسِهِ لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ وَ مَلَائِكَةُ الْأَرْضِ وَ مَنْ تَكَبَّرَ عَلَى إِخْوَانِهِ وَ اسْتَطَالَ عَلَيْهِمْ فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ‏ وَ مَنِ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ فَهُوَ أَعْنَى لِغَيْرِ رُشْدِهِ
    ‏ يَا هِشَامُ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى دَاوُدَ ع يَا دَاوُدُ حَذِّرْ وَ أَنْذِرْ أَصْحَابَكَ عَنْ حُبِّ الشَّهَوَاتِ فَإِنَّ الْمُعَلَّقَةَ قُلُوبُهُمْ بِشَهَوَاتِ الدُّنْيَا قُلُوبُهُمْ مَحْجُوبَةٌ عَنِّي
    يَا هِشَامُ إِيَّاكَ وَ الْكِبْرَ عَلَى أَوْلِيَائِي وَ الِاسْتِطَالَةَ بِعِلْمِكَ فَيَمْقُتُكَ اللَّهُ فَلَا تَنْفَعُكَ‏ بَعْدَ مَقْتِهِ دُنْيَاكَ وَ لَا آخِرَتُكَ وَ كُنْ فِي الدُّنْيَا كَسَاكِنِ دَارٍ لَيْسَتْ لَهُ إِنَّمَا يَنْتَظِرُ الرَّحِيلَ
    يَا هِشَامُ مُجَالَسَةُ أَهْلِ الدِّينِ شَرَفُ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ مُشَاوَرَةُ الْعَاقِلِ النَّاصِحِ يُمْنٌ وَ بَرَكَةٌ وَ رُشْدٌ وَ تَوْفِيقٌ مِنَ اللَّهِ فَإِذَا أَشَارَ عَلَيْكَ الْعَاقِلُ النَّاصِحُ فَإِيَّاكَ وَ الْخِلَافَ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ الْعَطَبَ‏
    يَا هِشَامُ إِيَّاكَ وَ مُخَالَطَةَ النَّاسِ وَ الْأُنْسَ بِهِمْ إِلَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُمْ عَاقِلًا وَ مَأْمُوناً فَآنِسْ بِهِ وَ اهْرُبْ مِنْ سَائِرِهِمْ كَهَرَبِكَ مِنَ السِّبَاعِ الضَّارِيَةِ
    وَ يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَنْ يَسْتَحْيِيَ مِنَ اللَّهِ وَ إِذَا تَفَرَّدَ لَهُ بِالنِّعَمِ أَنْ يُشَارِكَ فِي عَمَلِهِ أَحَداً غَيْرَهُ‏ وَ إِذَا مَرَّ بِكَ‏ أَمْرَانِ لَا تَدْرِي أَيُّهُمَا خَيْرٌ وَ أَصْوَبُ فَانْظُرْ أَيُّهُمَا أَقْرَبُ إِلَى هَوَاكَ فَخَالِفْهُ فَإِنَّ كَثِيرَ الصَّوَابِ فِي مُخَالَفَةِ هَوَاكَ
    وَ إِيَّاكَ أَنْ تَغْلِبَ الْحِكْمَةَ وَ تَضَعَهَا فِي أَهْلِ الْجَهَالَةِ
    قَالَ هِشَامٌ فَقُلْتُ لَهُ فَإِنْ وَجَدْتُ رَجُلًا طَالِباً لَهُ غَيْرَ أَنَّ عَقْلَهُ لَا يَتَّسِعُ لِضَبْطِ مَا أُلْقِي إِلَيْهِ
    قَالَ ع فَتَلَطَّفْ لَهُ فِي النَّصِيحَةِ فَإِنْ ضَاقَ قَلْبُهُ فَلَا تَعْرِضَنَّ نَفْسَكَ لِلْفِتْنَةِ وَ احْذَرْ رَدَّ الْمُتَكَبِّرِينَ فَإِنَّ الْعِلْمَ يَدِلُّ عَلَى أَنْ يُمْلَى عَلَى مَنْ لَا يُفِيقُ
    ‏ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ أَجِدْ مَنْ يَعْقِلُ السُّؤَالَ عَنْهَا
    قَالَ ع فَاغْتَنِمْ جَهْلَهُ عَنِ السُّؤَالِ حَتَّى تَسْلَمَ مِنْ فِتْنَةِ الْقَوْلِ وَ عَظِيمِ فِتْنَةِ الرَّدِّ
    وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْفَعِ الْمُتَوَاضِعِينَ بِقَدْرِ تَوَاضُعِهِمْ وَ لَكِنْ رَفَعَهُمْ بِقَدْرِ عَظَمَتِهِ وَ مَجْدِهِ وَ لَمْ يُؤْمِنِ الْخَائِفِينَ بِقَدْرِ خَوْفِهِمْ وَ لَكِنْ آمَنَهُمْ بِقَدْرِ كَرَمِهِ وَ جُودِهِ وَ لَمْ يُفَرِّجِ الْمَحْزُونِينَ‏ بِقَدْرِ حُزْنِهِمْ وَ لَكِنْ بِقَدْرِ رَأْفَتِهِ وَ رَحْمَتِهِ فَمَا ظَنُّكَ بِالرَّءُوفِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَتَوَدَّدُ إِلَى مَنْ يُؤْذِيهِ بِأَوْلِيَائِهِ فَكَيْفَ بِمَنْ يُؤْذَى فِيهِ وَ مَا ظَنُّكَ بِالتَّوَّابِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَتُوبُ عَلَى مَنْ يُعَادِيهِ فَكَيْفَ بِمَنْ يَتَرَضَّاهُ‏ وَ يَخْتَارُ عَدَاوَةَ الْخَلْقِ فِيهِ.
    يَا هِشَامُ مَنْ أَحَبَّ الدُّنْيَا ذَهَبَ خَوْفُ الْآخِرَةِ مِنْ قَلْبِهِ وَ مَا أُوتِيَ عَبْدٌ عِلْماً فَازْدَادَ لِلدُّنْيَا حُبّاً إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللَّهِ بُعْداً وَ ازْدَادَ اللَّهُ عَلَيْهِ غَضَباً
    يَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ اللَّبِيبَ مَنْ تَرَكَ مَا لَا طَاقَةَ لَهُ بِهِ وَ أَكْثَرُ الصَّوَابِ فِي خِلَافِ الْهَوَى وَ مَنْ طَالَ أَمَلُهُ سَاءَ عَمَلُهُ
    يَا هِشَامُ لَوْ رَأَيْتَ مَسِيرَ الْأَجَلِ لَأَلْهَاكَ عَنِ الْأَمَلِ
    يَا هِشَامُ إِيَّاكَ وَ الطَّمَعَ وَ عَلَيْكَ بِالْيَأْسِ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ وَ أَمِتِ الطَّمَعَ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ فَإِنَّ الطَّمَعَ مِفْتَاحٌ لِلذُّلِ‏ وَ اخْتِلَاسُ الْعَقْلِ وَ اخْتِلَاقُ الْمُرُوَّاتِ‏ وَ تَدْنِيسُ الْعِرْضِ وَ الذَّهَابُ بِالْعِلْمِ
    وَ عَلَيْكَ بِالاعْتِصَامِ بِرَبِّكَ وَ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ وَ جَاهِدْ نَفْسَكَ لِتَرُدَّهَا عَنْ هَوَاهَا فَإِنَّهُ وَاجِبٌ عَلَيْكَ كَجِهَادِ عَدُوِّكَ
    قَالَ هِشَامٌ فَقُلْتُ لَهُ فَأَيُّ الْأَعْدَاءِ أَوْجَبُهُمْ مُجَاهَدَةً قَالَ ع أَقْرَبُهُمْ إِلَيْكَ وَ أَعْدَاهُمْ لَكَ وَ أَضَرُّهُمْ بِكَ وَ أَعْظَمُهُمْ لَكَ عَدَاوَةً وَ أَخْفَاهُمْ لَكَ شَخْصاً مَعَ دُنُوِّهِ مِنْكَ وَ مَنْ يُحَرِّضُ‏ أَعْدَاءَكَ عَلَيْكَ-وَ هُوَ إِبْلِيسُ الْمُوَكَّلُ بِوَسْوَاسٍ مِنَ الْقُلُوبِ فَلَهُ فَلْتَشْتَدَّ عَدَاوَتُكَ‏ وَ لَا يَكُونَنَّ أَصْبَرَ عَلَى مُجَاهَدَتِهِ لِهَلَكَتِكَ مِنْكَ عَلَى صَبْرِكَ لِمُجَاهَدَتِهِ فَإِنَّهُ أَضْعَفُ مِنْكَ رُكْناً فِي قُوَّتِهِ‏ وَ أَقَلُّ مِنْكَ ضَرَراً فِي كَثْرَةِ شَرِّهِ إِذَا أَنْتَ اعْتَصَمْتَ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيتَ‏ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏
    يَا هِشَامُ مَنْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِثَلَاثٍ فَقَدْ لَطُفَ لَهُ عَقْلٌ يَكْفِيهِ مَئُونَةَ هَوَاهُ وَ عِلْمٌ يَكْفِيهِ مَئُونَةَ جَهْلِهِ وَ غِنًى يَكْفِيهِ مَخَافَةَ الْفَقْرِ
    يَا هِشَامُ احْذَرْ هَذِهِ الدُّنْيَا وَ احْذَرْ أَهْلَهَا فَإِنَّ النَّاسَ فِيهَا عَلَى أَرْبَعَةِ أَصْنَافٍ رَجُلٍ مُتَرَدٍّ مُعَانِقٍ لِهَوَاهُ وَ مُتَعَلِّمٍ مُقْرِئٍ‏ كُلَّمَا ازْدَادَ عِلْماً ازْدَادَ كِبْراً يَسْتَعْلِي‏ بِقِرَاءَتِهِ وَ عِلْمِهِ عَلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ وَ عَابِدٍ جَاهِلٍ يَسْتَصْغِرُ مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي عِبَادَتِهِ يُحِبُّ أَنْ يُعَظَّمَ وَ يُوَقَّرَ وَ ذِي بَصِيرَةٍ عَالِمٍ عَارِفٍ بِطَرِيقِ الْحَقِّ يُحِبُّ الْقِيَامَ بِهِ فَهُوَ عَاجِزٌ أَوْ مَغْلُوبٌ وَ لَا يَقْدِرُ عَلَى الْقِيَامِ بِمَا يَعْرِفُهُ فَهُوَ مَحْزُونٌ مَغْمُومٌ بِذَلِكَ فَهُوَ أَمْثَلُ أَهْلِ زَمَانِهِ‏ وَ أَوْجَهُهُمْ عَقْلًا
    يَا هِشَامُ اعْرِفْ الْعَقْلَ وَ جُنْدَهُ وَ الْجَهْلَ وَ جُنْدَهُ تَكُنْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ
    قَالَ هِشَامٌ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَا نَعْرِفُ إِلَّا مَا عَرَّفْتَنَا
    فَقَالَ ع يَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعَقْلَ وَ هُوَ أَوَّلُ خَلْقٍ خَلَقَهُ اللَّهُ مِنَ الرُّوحَانِيِّينَ‏ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ مِنْ نُورِهِ‏ فَقَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ خَلَقْتُكَ خَلْقاً عَظِيماً وَ كَرَّمْتُكَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِي ثُمَّ خَلَقَ الْجَهْلَ مِنَ الْبَحْرِ الْأُجَاجِ الظُّلْمَانِيِّ فَقَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَلَمْ يُقْبِلْ فَقَالَ لَهُ اسْتَكْبَرْتَ فَلَعَنَهُ ثُمَّ جَعَلَ لِلْعَقْلِ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ جُنْداً فَلَمَّا رَأَى الْجَهْلُ مَا كَرَّمَ اللَّهُ بِهِ الْعَقْلَ وَ مَا أَعْطَاهُ أَضْمَرَ لَهُ الْعَدَاوَةَ فَقَالَ الْجَهْلُ يَا رَبِّ هَذَا خَلْقٌ مِثْلِي خَلَقْتَهُ وَ كَرَّمْتَهُ وَ قَوَّيْتَهُ وَ أَنَا ضِدُّهُ وَ لَا قُوَّةَ لِي بِهِ أَعْطِنِي مِنَ الْجُنْدِ مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَهُ فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى نَعَمْ فَإِنْ عَصَيْتَنِي بَعْدَ ذَلِكَ أَخْرَجْتُكَ وَ جُنْدَكَ مِنْ جِوَارِي وَ مِنْ رَحْمَتِي فَقَالَ قَدْ رَضِيتُ فَأَعْطَاهُ اللَّهُ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ جُنْداً فَكَانَ مِمَّا أَعْطَى الْعَقْلَ مِنَ الْخَمْسَةِ وَ السَّبْعِينَ جُنْداً الْخَيْرُ وَ هُوَ وَزِيرُ الْعَقْلِ وَ جَعَلَ ضِدَّهُ الشَّرَّ وَ هُوَ وَزِيرُ الْجَهْلِ.
    جنود العقل و الجهل‏
    الْإِيمَانُ الْكُفْرُ
    التَّصْدِيقُ التَّكْذِيبُ
    الْإِخْلَاصُ النِّفَاقُ
    الرَّجَاءُ الْقُنُوطُ
    الْعَدْلُ الْجَوْرُ
    الرِّضَا السُّخْطُ
    الشُّكْرُ الْكُفْرَانُ
    الْيَأْسُ الطَّمَعُ
    التَّوَكُّلُ الْحِرْصُ
    الرَّأْفَةُ الْغِلْظَةُ
    الْعِلْمُ الْجَهْلُ
    الْعِفَّةُ التَّهَتُّكُ
    الزُّهْدُ الرَّغْبَةُ
    الرِّفْقُ الْخُرْقُ
    الرَّهْبَةُ الْجُرْأَةُ
    التَّوَاضُعُ الْكِبْرُ
    التُّؤَدَةُ الْعَجَلَةُ
    الْحِلْمُ السَّفَهُ
    الصَّمْتُ الْهَذَرُ
    الِاسْتِسْلَامُ الِاسْتِكْبَارُ
    التَّسْلِيمُ التَّجَبُّرُ
    الْعَفْوُ الْحِقْدُ
    الرَّحْمَةُ الْقَسْوَةُ
    الْيَقِينُ الشَّكُّ
    الصَّبْرُ الْجَزَعُ
    الصَّفْحُ الِانْتِقَامُ
    الْغِنَى الْفَقْرُ
    التَّفَكُّرُ السَّهْوُ
    الْحِفْظُ النِّسْيَانُ
    التَّوَاصُلُ الْقَطِيعَةُ
    الْقَنَاعَةُ الشَّرَهُ‏
    الْمُوَاسَاةُ الْمَنْعُ
    الْمَوَدَّةُ الْعَدَاوَةُ
    الْوَفَاءُ الْغَدْرُ
    الطَّاعَةُ الْمَعْصِيَةُ
    الْخُضُوعُ التَّطَاوُلُ‏
    السَّلَامَةُ الْبَلَاءُ
    الْفَهْمُ الْغَبَاوَةُ
    الْمَعْرِفَةُ الْإِنْكَارُ
    الْمُدَارَاةُ الْمُكَاشَفَةُ
    سَلَامَةُ الْغَيْبِ الْمُمَاكَرَةُ
    الْكِتْمَانُ الْإِفْشَاءُ
    الْبِرُّ الْعُقُوقُ
    الْحَقِيقَةُ التَّسْوِيفُ‏
    الْمَعْرُوفُ الْمُنْكَرُ
    التَّقِيَّةُ الْإِذَاعَةُ
    الْإِنْصَافُ الظُّلْمُ
    التُّقَى الْحَسَدُ
    النَّظَافَةُ الْقَذَرُ
    الْحَيَاءُ الْقِحَةُ
    الْقَصْدُ الْإِسْرَافُ
    الرَّاحَةُ التَّعَبُ
    السُّهُولَةُ الصُّعُوبَةُ
    الْعَافِيَةُ الْبَلْوَى
    الْقَوَامُ الْمُكَاثَرَةُ
    الْحِكْمَةُ الْهَوَى
    الْوَقَارُ الْخِفَّةُ
    السَّعَادَةُ الشَّقَاءُ
    التَّوْبَةُ الْإِصْرَارُ
    الْمُحَافَظَةُ التَّهَاوُنُ‏
    الدُّعَاءُ الِاسْتِنْكَافُ
    النَّشَاطُ الْكَسَلُ
    الْفَرَحُ الْحَزَنُ
    الْأُلْفَةُ الْفُرْقَةُ
    السَّخَاءُ الْبُخْلُ
    الْخُشُوعُ الْعُجْبُ
    صَوْنُ الْحَدِيثِ‏ النَّمِيمَةُ
    الِاسْتِغْفَارُ الِاغْتِرَارُ
    الْكِيَاسَةُ الْحُمْقُ‏
    يَا هِشَامُ لَا تُجْمَعُ‏ هَذِهِ الْخِصَالُ إِلَّا لِنَبِيٍّ أَوْ وَصِيٍّ أَوْ مُؤْمِنٍ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ وَ أَمَّا سَائِرُ ذَلِكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَا يَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُونَ فِيهِ بَعْضُ هَذِهِ الْجُنُودِ مِنَ أَجْنَادِ الْعَقْلِ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ الْعَقْلَ وَ يَتَخَلَّصَ مِنْ جُنُودِ الْجَهْلِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ فِي الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا مَعَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْأَوْصِيَاءِ ع وَفَّقَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ لِطَاعَتِهِ.


    🚫🚫🚫🚫🚫🚫🚫

    اصدارات
    تطبيق مدينة الحكمة تطبيق بحار الأنوار
    🚫🚫🚫🚫



    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
      قال الامام الكاظم لهشام بن الحكم :

      ربط الإمام الكاظم عليه السلام بين العقل والعلم، واستدل الإمام عليه السلام على ذلك بما أتاه الله تعالى للقمان من الحكمة، التي عرفها بأنها: «الفَهمَ والعَقلَ»] . وقال عليه السلام أيضاً: «وأعلَمُهُم بأمرِ اللَّهِ أحسَنُهُم عَقلًا، وأكمَلُهُم عَقلًا أرفَعُهُم دَرَجَةً في الدُّنيا والآخِرَةِ». ١
      ​​​​​
      وقال:

      يا هشام بن الحكم إن الله عز وجل أكمل للناس الحجج بالعقول، وأفضى إليهم بالبيان، ودلهم على ربوبيته بالأدلة فقال: وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لايات لقوم يعقلون (2).​
      ..
      المصادر
      ١.الكافي .
      ​​​​​​​٢. الميزان للمجلسي .

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
        اهتم الإمام موسى الكاظم ببيان فضل العقل وشرفه، وبيّن مكانته وحجيته في التشريع الإسلامي باعتباره المصدر الرابع من مصادره الرئيسة، وأوضح ضرورته في إنماء التفكر والتفكير، ومحوريته في بناء الأفراد بناء علمياً محكماً، وأهميته في تعزيز رشد المجتمعات الإنسانية.
        وقد اتبع الإمام الكاظم مجموعة من القواعد والأساليب المهمة في البناء العلمي لأصحابه وتلامذته، وكان من أبرزها التركيز على بناء العقل والفهم والوعي في شخصياتهم، ومحاربة الجهل والخرافة والبدعة.
        ولأهمية (العقل) في بناء المنظومة العلمية عند الأفراد والمجتمعات، وجّه الإمام الكاظم رسالة مهمة ومفصّلة إلى أبرز تلامذته وهو (هشام بن الحكم) عن العقل وآثاره وفوائده وحجيته، فالعقل حجة الحجج، وشرط في التكاليف الدنيوية، وأصل الأصول في الحساب يوم القيامة.
        وقد روى هذه الرسالة كاملة الشيخ الكليني في كتابه الكافي بسنده عن الحسين بن محمد بن عمران بن أبي بكر (أبو عبد الله الأشعري) عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عن أبي الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ 1، كما روى هذه الرسالة كاملة ابن شعبة الحراني في كتابه: ( تحف العقول عن آل الرسول)، ونقلها العلامة المجلسي في بحاره عن تحف العقول .
        وقد احتوت هذه الرسالة المهمة عن حجية العقل وآثاره وأهميته في البناء العلمي والفكري، نقتطف منها مقاطع لنتأمل معاً بما ورد فيها من دلالات وآثار ومفاهيم ومضامين مهمة، نشير إلى أبرزها ضمن النقاط الآتية​
        ##############
        - قال الإمام الكاظم في رسالته لهشام بن الحكم: «يَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَشَّرَ أَهْلَ الْعَقْلِ وَالْفَهْمِ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ:﴿ ... فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ 4 »5، فالله سبحانه وتعالى قد بشّر أهل العقل والفهم، لأن العقل يدلهم على الخير والصلاح والحق والهداية والهدى، أما إذا غاب العقل فإنه يذهب بصاحبه نحو المعصية والجهل والضلال.
        2- إن العقل حجة الحجج، فبه نستطيع أن نميز بين الأمور، ونعرف الخير من الشر، والحق من الباطل، والحسن من القبيح، ولهذا اُعتُبر -أي العقل- حجة باطنية على الإنسان، قال الإمام الكاظم : «إنّ للَّهِ علَى النّاسِ حُجَّتَينِ: حُجَّةٌ ظاهِرَةٌ وحُجَّةٌ باطِنَةٌ، فأمّا الظّاهِرَةُ فالرُّسُلُ والأنبياءُ والأئمّةُ عليهم السلام، وأمّا الباطِنَةُ فالعُقولُ»6، وقال أيضاً: «إنّ اللَّه تباركَ وتعالى‏ أكمَلَ للنّاسِ الحُجَجَ بِالعُقولِ »5، فبالعقل يُستدل على الأشياء، ولا يُستدل بالأشياء عليه، إذ لا سبيل لمعرفة العقل إلا بالعقل نفسه.
        3- أشار الإمام الكاظم في رسالته إلى تلميذه هشام إلى ذم القرآن الكريم للذين لا يُعملون عقولهم، ولا يستخدمونها في التفكير الصحيح، فقال : «ياهِشام، ثُمّ ذَمَّ الّذينَ لا يَعقِلونَ فقالَ:﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ 7، وقالَ:﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ 8»9، ثم أوضح الإمام مدح القرآن الكريم للعقلاء، وذكرهم في القرآن بأحسن الذكر، وحلاهم بأحسن الحلية؛ فقال : «يا هِشامُ، ثُمّ ذَكَرَ اُولي الألبابِ بأحسَنِ الذِّكرِ، وحَلّاهُم بأحسَنِ الحِليَةِ، فقالَ:﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ 10، وقالَ:﴿ ... وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ 11، و قال:﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ 12 13 مستدلاً بمجموعة من الآيات الشريفة الدالة على الأمرين من الذم والمدح.

        4- أوضح الإمام الكاظم أن تنمية مهارة التفكير يتطلب اتباع العقل. يقول : «يا هِشامُ، إنّ لِكلِّ شي‏ءٍ دَليلًا ودَليلُ العَقلِ التَّفَكُّرُ، ودَليلُ التَّفَكُّرِ الصَّمتُ، ولِكُلِّ شي‏ءٍ مَطِيَّةٌ 14 ومَطِيَّةُ العَقلِ التَّواضُعُ»6، فالعاقل دائم التفكر، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تنمية مهارة التفكير وتنميتها، والتفكر ينمي الصمت؛ فالعالم عاقل ومتفكر وصامت ومتواضع، وهي صفات يجب أن تتوافر في شخصية العالم.
        5- ربط الإمام الكاظم بين العقل والعلم، واستدل الإمام على ذلك بما أتاه الله تعالى للقمان من الحكمة، التي عرفها بأنها: «الفَهمَ والعَقلَ»6. وقال أيضاً: «وأعلَمُهُم بأمرِ اللَّهِ أحسَنُهُم عَقلًا، وأكمَلُهُم عَقلًا أرفَعُهُم دَرَجَةً في الدُّنيا والآخِرَةِ»6 .

        6- بيّن الإمام الكاظم الأمور التي تهدم العقل وتفسده، وهي: طول الأمل، وفضول الكلام، واتباع الشهوات حيث قال ما نصه: «ياهِشامُ، مَن سَلَّطَ ثَلاثاً على‏ ثَلاثٍ فكأنّما أعانَ على‏ هَدمِ عَقلِهِ: مَن أظلَمَ نُورَ تَفَكُّرِهِ بطُولِ أمَلِهِ، ومَحا طَرائفَ حِكمَتِهِ بفُضولِ كَلامِهِ‏ 15، وأطفَأَ نُورَ عِبرَتِهِ‏ بشَهَواتِ نَفسِهِ، فكأنّما أعانَ هَواهُ على‏ هَدمِ عَقلِهِ، ومَن هَدَمَ عَقلَهُ أفسَدَ علَيهِ دِينَهُ ودُنياهُ»16. فهدم العقل يفسد على الإنسان الدنيا والآخرة، ومن أراد أن يحافظ على دينه ودنياه فعليه ببناء عقله، واجتناب ما يهدمه.



        يقول الإمام الكاظم : « يا هِشامُ، إنّ العاقِلَ نَظَرَ إلَى الدُّنيا وإلى‏ أهلِها فعَلِمَ أنّها لا تُنالُ إلّا بِالمَشَقَّةِ، ونَظَرَ إلَى الآخِرَةِ فعَلِمَ أنّها لا تُنالُ إلّا بِالمَشَقَّةِ، فطَلَبَ بِالمَشَقَّةِ أبقاهُما»20.
        ومن يكون صاحب عقل كيّس يزهد في الدنيا ويرغب في الآخرة لأن الأولى فانية والثانية خالدة، يقول : «يا هِشامُ، إنّ العُقَلاءَ زَهِدوا في الدُّنيا ورَغِبوا في الآخِرَةِ؛ لأنَّهُم عَلِموا أنّ الدُّنيا طالِبَةٌ مَطلوبَةٌ 21 والآخِرَةَ طالِبَةٌ ومَطلوبَةٌ، فمَن طَلَبَ الآخِرَةَ طَلَبَتهُ الدُّنيا حتّى‏ يَستَوفِيَ مِنها رِزقَهُ، ومَن طَلَبَ الدُّنيا طَلَبَتهُ الآخِرَةُ فيَأتيهِ المَوتُ فيُفسِدُ علَيهِ دُنياهُ وآخِرَتَهُ»20.


        - اعتبر الإمام أن علامة قوة العقل هو الصبر على الوحدة، واعتزال أهل الدنيا، والرغبة فيما عند الله تعالى. يقول : «يا هِشامُ، الصَّبرُ علَى الوَحدَةِ عَلامَةُ قُوَّةِ العَقلِ، فمَن عَقَلَ عَنِ اللَّهِ ‏17 اعتَزلَ أهلَ الدُّنيا والرّاغِبينَ فيها، ورَغِبَ فيما عِندَ اللَّهِ، وكانَ اللَّهُ اُنسَهُ في الوَحشَةِ، وصاحِبَهُ في الوَحدَةِ، وغِناهُ في العَيلَةِ 18، ومُعِزَّهُ مِن غَيرِ عَشيرَةٍ»16.
        8- ركّز الإمام على نقطة جوهرية في البناء العلمي وهي: إن العلم بالتعلم، فاكتساب العلوم والمعارف يحتاج إلى تعلم، وصبر على كسب العلوم. ثم أشار إلى ضرورة أخذ العلم من العلماء الربانيين، وليس من أي عالم. يقول ما نصه: «والعِلمُ بِالتَّعَلُّمِ، والتَّعَلُّمُ بِالعَقلِ يُعتَقَدُ 19، ولا عِلمَ إلّامِن عالِمٍ ربّانيٍّ، ومَعرِفَةُ العِلمِ بِالعَقلِ»16. بعد ذلك أشار إلى قبول العمل من العالم ومضاعفته، وعدم قبوله من أهل الهوى والجهل، فقال : «قَليلُ العَمَلِ مِن العالِمِ مَقبولٌ مُضاعَفٌ، وكَثيرُ العَمَلِ مِن أهلِ الهَوى‏ والجَهلِ مَردودٌ»16.
        9- إن العالم عليه أن يزهد في الدنيا وما فيها، ويرغب في الآخرة، حتى يكون علمه لله تعالى، ومخلصاً في علمه وعمله، يقول الإمام الكاظم : « يا هِشامُ، إنّ العاقِلَ نَظَرَ إلَى الدُّنيا وإلى‏ أهلِها فعَلِمَ أنّها لا تُنالُ إلّا بِالمَشَقَّةِ، ونَظَرَ إلَى الآخِرَةِ فعَلِمَ أنّها لا تُنالُ إلّا بِالمَشَقَّةِ، فطَلَبَ بِالمَشَقَّةِ أبقاهُما»20.
        ومن يكون صاحب عقل كيّس يزهد في الدنيا ويرغب في الآخرة لأن الأولى فانية والثانية خالدة، يقول : «يا هِشامُ، إنّ العُقَلاءَ زَهِدوا في الدُّنيا ورَغِبوا في الآخِرَةِ؛ لأنَّهُم عَلِموا أنّ الدُّنيا طالِبَةٌ مَطلوبَةٌ 21 والآخِرَةَ طالِبَةٌ ومَطلوبَةٌ، فمَن طَلَبَ الآخِرَةَ طَلَبَتهُ الدُّنيا حتّى‏ يَستَوفِيَ مِنها رِزقَهُ، ومَن طَلَبَ الدُّنيا طَلَبَتهُ الآخِرَةُ فيَأتيهِ المَوتُ فيُفسِدُ علَيهِ دُنياهُ وآخِرَتَهُ»20.​



        10- كلما ازداد العقل نضجاً ورشداً استطاع أن يحقق الإنسان ما يريد. يقول الإمام : «يا هِشامُ، مَن أرادَ الغِنى‏ بلا مالٍ، وراحَةَ القَلبِ مِن الحَسَدِ، والسَّلامَةَ في الدِّينِ؛ فلْيَتَضَرَّعْ إلَى اللَّهِ عَزَّوجلَّ في مَسألَتِهِ بأن يُكَمِّلَ عَقلَهُ، فمَن عَقَلَ قَنَعَ بما يَكفيهِ، ومَن قَنَعَ بما يَكفيهِ استَغنى‏، ومَن لَم يَقنَعْ بما يَكفيهِ لَم يُدرِكِ اططلغِنى‏ أبداً»20.

        11- في نهاية الرسالة أشار الإمام الكاظم إلى علامات العاقل وصفاته وخصاله مستدلاً بما ورد عن جده أمير المؤمنين في بيان ذلك يقول الإمام الكاظم : «يا هِشامُ، إنّ أميرَ المؤمنينَ عليه السلام كانَ يَقولُ: إنَّ مِن عَلامَةِ العاقِلِ أن يَكونَ فيهِ ثَلاثُ خِصالٍ: يُجِيبُ إذا سُئلَ، ويَنطِقُ إذا عَجَزَ القَومُ عَنِ الكَلامِ، ويَشيرُ بِالرّأيِ الّذي يَكونُ فيهِ صَلاحُ أهلِهِ، فمَن لَم يَكُن فيهِ مِن هذهِ الخِصالِ الثَّلاثِ شي‏ءٌ فهُو أحمَقُ.
        إنّ أميرَ المؤمنينَ عليه السلام قالَ: لا يَجلِسُ‏ في صَدرِ المَجلِسِ إلّا رجُلٌ فيهِ هذهِ الخِصالُ الثَّلاثُ أو واحِدَةٌ مِنهُنَّ، فمَن لَم يَكُن فيهِ شَي‏ءٌ مِنهُنَّ فجَلَسَ فهُوَ أحمَقُ»22.
        فالعاقل له صفات ومواصفات يجب أن تتوافر في شخصيته، وليس المراد بالعاقل المقابل للمجنون، بل هو الإنسان الناضج والراشد والفاهم والواعي والفطن، ويقابله الأحمق وهو خلاف صفات العاقل.
        12- أشار الإمام الكاظم في رسالته إلى مجموعة من الأمور التي يؤدي التفكير فيها إلى تنمية العقل، وتنشيط التفكير، ومنها: خلق السماوات والأرض، واختلاف الليل والنهار، ونزول الماء من السحب، ووجود الحيوانات المختلفة على الأرض، وتصريف الرياح، وتسخير السحاب... وغيرها من الأمور المهمة الدافعة والمحفزة لمهارة التفكير عند الإنسان، وتنمية العقل المجرد من الهوى.
        وبهذه الوصية التاريخية المهمة أوضح الإمام الكاظم حجية العقل وأهميته ومكانته وفضله وشرفه، وضرورة أن يكون بناء الأفراد – كما بناء المجتمع - مرتكزاً على تنمية العقل، وأن البناء العلمي لا يكون تاماً وكاملاً إلا بتنمية العقل وترقيته بالرشد والنضج العقلي 23.


        الإمام موسى الكاظم
        • 1. راجع كتاب: الكافي: الشيخ الكليني، ج1، ص 13 – 20، ح 12.

        تعليق


        • #5
          المستمعة ام نرجس من كربلاء المقدسة
          موسوعة العقائد الإسلامية - محمد الريشهري - ج ١ - الصفحة ٢٧٢

          482. الإمام الصادق (عليه السلام): إن أول الأمور ومبدأها وقوتها وعمارتها التي لا ينتفع شئ إلا به: العقل الذي جعله الله زينة لخلقه ونورا لهم. (1) 483. الإمام الكاظم (عليه السلام) - لهشام بن الحكم -: يا هشام، من أراد الغنى بلا مال، وراحة القلب من الحسد، والسلامة في الدين، فليتضرع إلى الله عز وجل في مسألته بأن يكمل عقله، فمن عقل قنع بما يكفيه، ومن قنع بما يكفيه استغنى. (2) 5 / 3 ما يختبر به العقل أ - الفعل 484. الإمام علي (عليه السلام): كيفية الفعل تدل على كمية العقل، فأحسن له الاختيار وأكثر عليه الاستظهار. (3) 485. عنه (عليه السلام): كن حسن المقال، جميل الأفعال؛ فإن مقال الرجل برهان فضله، وفعاله عنوان عقله. (4) 486. عنه (عليه السلام): من أحسن أفعاله أعرب عن وفور عقله. (5) 487. عنه (عليه السلام): العاقل من صدق أقواله أفعاله. (6) راجع: ج 1 ص 259 " محاسن الأعمال "، ص 276 " جوامع ما يختبر به العقل ".

          ١. الكافي: ١ / ٢٩ / ٣٤ عن الحسن بن عمار.
          ٢. الكافي: ١ / ١٨ / ١٢، تحف العقول: ٣٨٨ كلاهما عن هشام بن الحكم، بحار الأنوار: ١ / ١٣٩ / ٣٠.
          ٣. غرر الحكم: ٧٢٢٦، عيون الحكم والمواعظ: ٣٩٥ / ٦٦٨٦.
          ٤. غرر الحكم: ٧١٧٦، عيون الحكم والمواعظ: ٣٩٢ / ٦٦٤٤ وفيه " حميد " بدل " جميل ".
          ٥. غرر الحكم: ٨٤١٨، عيون الحكم والمواعظ: ٤٤٨ / 7945.
          6. غرر الحكم: 1390.​
          في خطبة الإمام الكاظم (عليه السلام) لهشام بن الحكم، ذكر الإمام بعض الأمور التي تكمل العقل وتبنيه، وهي:
          * الاستحياء من الله حق الحياء:
          * حفظ الرأس وما حوى (أي حفظ الحواس من الوقوع في المحرمات).
          * حفظ البطن وما وعى (أي عدم الإسراف في الأكل والشرب).
          * ذكر الموت والبلى (أي تذكر نهاية الإنسان في هذه الدنيا).
          * العلم بأن الجنة محفوفة بالمكاره والنار محفوفة بالشهوات (أي أن الوصول إلى الجنة يتطلب تحمل المشاق والصبر على الطاعات، والابتعاد عن النار يستلزم ترك الشهوات المحرمة).
          * كف النفس عن أعراض الناس:
          * من كف نفسه عن أعراض الناس، أقاله الله عثرته يوم القيامة (أي أن الله يغفر له زلاته يوم القيامة).
          * من كف غضبه عن الناس، كف الله عنه غضبه يوم القيامة (أي أن الله يرضى عنه يوم القيامة).
          * الاستماع إلى القول واتباع أحسنه:
          * قال تعالى: ﴿فَبَشِّرْ عِبادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ﴾ (الزمر: 17-18).
          * التفكر والتدبر:
          * قال الإمام الكاظم (عليه السلام): "إن الله تبارك وتعالى أكمل للناس الحجج بالعقول، ونصر النبيين بالبيان، ودلهم على ربوبيته بالأدلة".
          * العمل بالعلم:
          * قال الإمام الكاظم (عليه السلام): "يا هشام، إن كل الناس يبصر النجوم، ولكن لا يهتدي بها إلا من يعرف مجاريها ومنازلها. وكذلك أنتم.. تدرسون الحكمة، ولكن لا يهتدي بها منكم إلا من عمل بها".
          * الحياء من الإيمان:
          * قال الإمام الكاظم (عليه السلام): "الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة".
          * العقل والعلم:
          * ربط الإمام الكاظم (عليه السلام) بين العقل والعلم، واستدل على ذلك بما أتاه الله تعالى للقمان من الحكمة، التي عرفها بأنها: "الفهم والعقل".
          * العقلاء هم أولو الألباب:
          * قال الإمام الكاظم (عليه السلام): "ولا بعث الله نبياً ولا رسولاً حتى يستكمل العقل، ويكون عقله أفضل من جميع عقول أمته".
          * تجنب اللغو واللهو:
          * قال الإمام الكاظم (عليه السلام) لهشام بن الحكم: "إن اللغو و اللهو يذهبان بالعقل".
          * الاستغفار:
          * قال الإمام الكاظم (عليه السلام): "عليكَ بالاستغفارِ، فإنَّهُ يَمحو الذُّنوبَ كما يَمحو الماءُ الأثرَ".​

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            أشار الإمام الكاظم عليه السلام بين العقل والعلم، واستدل الإمام عليه السلام على ذلك بما أتاه الله تعالى للقمان من الحكمة، التي عرفها بأنها: «الفَهمَ والعَقلَ»] . وقال عليه السلام أيضاً: «وأعلَمُهُم بأمرِ اللَّهِ أحسَنُهُم عَقلًا، وأكمَلُهُم عَقلًا أرفَعُهُم دَرَجَةً في الدُّنيا والآخِرَةِ».
            ​​​​​
            وقال: يا هشام بن الحكم إن الله عز وجل أكمل للناس الحجج بالعقول، وأفضى إليهم بالبيان، ودلهم على ربوبيته بالأدلة فقال: وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لايات لقوم يعقلون (2).​​




            بيّن الإمام الكاظم الأمور التي تهدم العقل وتفسده، وهي: طول الأمل، وفضول الكلام، واتباع الشهوات حيث قال ما نصه: «ياهِشامُ، مَن سَلَّطَ ثَلاثاً على‏ ثَلاثٍ فكأنّما أعانَ على‏ هَدمِ عَقلِهِ: مَن أظلَمَ نُورَ تَفَكُّرِهِ بطُولِ أمَلِهِ، ومَحا طَرائفَ حِكمَتِهِ بفُضولِ كَلامِهِ‏ وأطفَأَ نُورَ عِبرَتِهِ‏ بشَهَواتِ نَفسِهِ، فكأنّما أعانَ هَواهُ على‏ هَدمِ عَقلِهِ، ومَن هَدَمَ عَقلَهُ أفسَدَ علَيهِ دِينَهُ ودُنياهُ»
            فهدم العقل يفسد على الإنسان الدنيا والآخرة، ومن أراد أن يحافظ على دينه ودنياه فعليه ببناء عقله، واجتناب ما يهدمه.



            يقول الإمام الكاظم : « يا هِشامُ، إنّ العاقِلَ نَظَرَ إلَى الدُّنيا وإلى‏ أهلِها فعَلِمَ أنّها لا تُنالُ إلّا بِالمَشَقَّةِ، ونَظَرَ إلَى الآخِرَةِ فعَلِمَ أنّها لا تُنالُ إلّا بِالمَشَقَّةِ، فطَلَبَ بِالمَشَقَّةِ أبقاهُما».
            ومن يكون صاحب عقل كيّس يزهد في الدنيا ويرغب في الآخرة لأن الأولى فانية والثانية خالدة، يقول : «يا هِشامُ، إنّ العُقَلاءَ زَهِدوا في الدُّنيا ورَغِبوا في الآخِرَةِ؛ لأنَّهُم عَلِموا أنّ الدُّنيا طالِبَةٌ مَطلوبَةٌ
            والآخِرَةَ طالِبَةٌ ومَطلوبَةٌ، فمَن طَلَبَ الآخِرَةَ طَلَبَتهُ الدُّنيا حتّى‏ يَستَوفِيَ مِنها رِزقَهُ، ومَن طَلَبَ الدُّنيا طَلَبَتهُ الآخِرَةُ فيَأتيهِ المَوتُ فيُفسِدُ علَيهِ دُنياهُ وآخِرَتَهُ».


            - اعتبر الإمام أن علامة قوة العقل هو الصبر على الوحدة، واعتزال أهل الدنيا، والرغبة فيما عند الله تعالى. يقول : «يا هِشامُ، الصَّبرُ علَى الوَحدَةِ عَلامَةُ قُوَّةِ العَقلِ، فمَن عَقَلَ عَنِ اللَّهِ ‏
            اعتَزلَ أهلَ الدُّنيا والرّاغِبينَ فيها، ورَغِبَ فيما عِندَ اللَّهِ، وكانَ اللَّهُ اُنسَهُ في الوَحشَةِ، وصاحِبَهُ في الوَحدَةِ، وغِناهُ في العَيلَةِ ، ومُعِزَّهُ مِن غَيرِ عَشيرَةٍ».
            8- ركّز الإمام على نقطة جوهرية في البناء العلمي وهي: إن العلم بالتعلم، فاكتساب العلوم والمعارف يحتاج إلى تعلم، وصبر على كسب العلوم. ثم أشار إلى ضرورة أخذ العلم من العلماء الربانيين، وليس من أي عالم. يقول ما نصه: «والعِلمُ بِالتَّعَلُّمِ، والتَّعَلُّمُ بِالعَقلِ يُعتَقَدُ ، ولا عِلمَ إلّامِن عالِمٍ ربّانيٍّ، ومَعرِفَةُ العِلمِ بِالعَقلِ». بعد ذلك أشار إلى قبول العمل من العالم ومضاعفته، وعدم قبوله من أهل الهوى والجهل، فقال : «قَليلُ العَمَلِ مِن العالِمِ مَقبولٌ مُضاعَفٌ، وكَثيرُ العَمَلِ مِن أهلِ الهَوى‏ والجَهلِ مَردودٌ».

            المصدر ،،،،الكافي







            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X