تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين
الإمام موسى الكاظم عليه السلام.
كان رمزًا للصبر والثبات أمام الظلم والطغيان، حيث عاش في حقبة اشتدت فيها المظالم، واستَحكم فيها الجور،
لكنه استطاع من خلال حكمته وتقواه، أن يقف صامداً كالجبل الراسخ، يُوّجه الأمة نحو نور الهداية، رغم السجون التي أراد أعداؤه أن يطفئوا فيها نوره.
وقد سُمي بـ”كاظم الغيظ” لأنه كان يتحلى بحُلمٍ عظيم وعفو كبير، فيغلب غضبه بالصبر، ويواجه المسيئين بالإحسان.
روى ابن أبي الحديد المعتزلي: إن عبداً لموسى بن جعفر قدّم إليه وعاءً فيه طعام حار، فعجّل فصبها على رأسِ ووَجهِ الإمام، فغضب.
فقال له: ﴿..وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ..﴾، قال الإمام: قد كظمت، قال: ﴿..وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاس..﴾،
قال: قد عفوت، قال:﴿..وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾، قال الامام: أنت حرٌ لوجه الله، وقد نحلتك (منحتك) ضيعتي الفلانية.
وكان يطيل السجود بين يدي الله سبحانه، حتى لقّب بـ”العبد الصالح”. وكان يقول في دعائه: “اللهم إني أسألك الراحة عند الموت، والعفو عند الحساب".
ورد أنّ الرشيد كان يشرف على السجن الذي فيه الإمام (عليه السلام) فيقول للربيع: ما ذلك الثوب الذي أراه كلّ يوم في ذلك الموضع؟
فيخبره أنّه ليس بثوب وإنّما هو موسى بن جعفر، له كلّ يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى الزوال.
من مواعظه الهامة قَالَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ:
اِجْتَهِدُوا فِي أَنْ يَكُونَ زَمَانُكُمْ أَرْبَعَ سَاعَاتٍ:
1- سَاعَةً لِمُنَاجَاةِ اَللَّهِ.
2- وَسَاعَةً لِأَمْرِ اَلْمَعَاشِ.
3- وَسَاعَةً لِمُعَاشَرَةِ اَلْإِخْوَانِ وَاَلثِّقَاتِ اَلَّذِينَ يُعَرِّفُونَكُمْ عُيُوبَكُمْ وَيُخْلِصُونَ لَكُمْ فِي اَلْبَاطِنِ.
4- وسَاعَةً تَخْلُونَ فِيهَا لِلَذَّاتِكُمْ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ وَبِهَذِهِ اَلسَّاعَةِ تَقْدِرُونَ عَلَى اَلثَّلاَثِ سَاعَاتٍ.
لاَ تُحَدِّثُوا أَنْفُسَكُمْ بِفَقْرٍ وَلاَ بِطُولِ عُمُرٍ، فَإِنَّهُ مَنْ حَدَّثَ نَفْسَهُ بِالْفَقْرِ بَخِلَ، وَمَنْ حَدَّثَهَا بِطُولِ اَلْعُمُرِ يَحْرِصُ.
اِجْعَلُوا لِأَنْفُسِكُمْ حَظّاً مِنَ اَلدُّنْيَا بِإِعْطَائِهَا مَا تَشْتَهِي مِنَ اَلْحَلاَلِ وَمَا لاَ يَثْلِمُ اَلْمُرُوَّةَ وَمَا لاَ سَرَفَ فِيهِ، وَاِسْتَعِينُوا بِذَلِكَ عَلَى أُمُورِ اَلدِّينِ، فَإِنَّهُ رُوِيَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَرَكَ دُنْيَاهُ لِدِينِهِ أَوْ تَرَكَ دِينَهُ لِدُنْيَاهُ.
وهي كدعوة للتوازن في الحياة، وأخذ العبرة، بأن الدين والدنيا لا يتناقضان إذا كان الهدف مرضاة الله، فيمكن للمومن أن يعيش حياته كاملة إذا كان من حلال.
تعليق