بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين المعصومين
واللعنة الدائمة على اعدائهم من الأولين والأخرين
تميّز مولانا علي بن أبي طالب (عليه السلام) بشخصية فريدة وغنية بالمناقب والفضائل، وفيما يلي نعرض بعض النقاط:
1- أول وآخر من ولد في داخل الكعبة المشرفة:
قال الزرندي الشافعي: "وولد كرم الله وجهه في جوف الكعبة، يوم الجمعة الثالث عشر من رجب...".
2- أول من آمن بالإسلام:
فلم يسجد لصنم قط، وكان موحداً منذ طفولته، حتى قبل بعثة النبي (صلى الله عليه وآله).
يقول (عليه السلام): أرى نورَ الوَحي وَالرِّسالَةِ، وأشُمُّ ريحَ النُّبُوَّةِ.. ولَقَد سَمِعتُ رَنَّةَ الشَّيطانِ حينَ نَزَلَ الوَحيُ عَلَيهِ (صلى الله عليه وآله) فَقُلتُ: يا رَسولَ اللّهِ، ما هذِهِ الرَّنَّةُ؟
فَقالَ: هذَا الشَّيطانُ قَد أيِسَ مِن عِبادَتِهِ، إنَّكَ تَسمَعُ ما أسمَعُ، وتَرى ما أرى، إلّا أنَّكَ لَستَ بِنَبِيٍّ، ولكِنَّكَ لَوَزيرٌ وإنَّكَ لَعَلى خَيرٍ..
3-أول مَنْ كتبَ القرآن وخطّه وجَمَعَه:
كان الإمام علي من أوائل من كتب الوحي للنبي (صلى الله عليه وآله). كما أنه وضع علامات الترقيم على المصحف وكتب القرآن الكريم بنسق خاص.
وعندما حانت وفاة الرسول (صلّى اللهُ عليهِ وَآله) أمر علياً (عليه السلام) أن يجمعه بعده، وأمره أن يأخذ القرآن المكتوب على الرقاع والأحجار والعظام من خلف سريره ويجمعه ويرتبه، فانقطع أمير المؤمنين بعد وفاة الرسول ولم يخرج من بيته حتى جمع القرآن.
4- أول مَن كشف عن العلوم الطبيعية:
لأمير المؤمنين (عليه السلام) مقولات دقيقة تُظهر معرفته بالعلوم الطبيعية والفلك.
يقول عليه السلام:
"أَنْشَأَ سُبْحَانَهُ فَتْقَ الْأَجْوَاءِ وَشَقَّ الْأَرْجَاءِ وَسَكَائِكَ الْهَوَاءِ فَأَجْرَى فِيهَا مَاءً مُتَلَاطِماً تَيَّارُهُ مُتَرَاكِماً زَخَّارُهُ حَمَلَهُ عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ الْعَاصِفَةِ...".
"فَسَوَّى مِنْهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ جَعَلَ سُفْلَاهُنَّ مَوْجاً مَكْفُوفاً وَعُلْيَاهُنَّ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَسَمْكاً مَرْفُوعاً بِغَيْرِ عَمَدٍ يَدْعَمُهَا وَلَا دِسَارٍ يَنْظِمُهَا ثُمَّ زَيَّنَهَا بِزِينَةِ الْكَوَاكِبِ وَضِيَاءِ الثَّوَاقِبِ...".
5- أول من وسع في تفاصيل نظام الحكم والإدارة:
حيث ألزم أمير المؤمنين (عليه السلام)، قادته وولاته بتطبيق المساواة بين الناس على اختلاف قوميّاتهم وأديانهم وانتماءاتهم وخلفياتهم العقائدية والسياسية دونما تحيّز أو تمييز، حتى لو كانوا معارضين لحكمه ودولته، وقد عامل الجميع كرعايا (مواطنين) في دولة الحق والعدل والمساواة.
يقول: (عليه السلام) في بعض رسائله لولاته:
"وَاخْفِضْ لِلرَّعِيَّةِ جَنَاحَكَ وَابْسُطْ لَهُمْ وَجْهَكَ وَأَلِنْ لَهُمْ جَانِبَكَ وَآسِ بَيْنَهُمْ فِي اللَّحْظَةِ وَالنَّظْرَةِ وَالْإِشَارَةِ وَالتَّحِيَّةِ حَتَّى لَا يَطْمَعَ الْعُظَمَاءُ فِي حَيْفِكَ وَلَا يَيْأَسَ الضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ".
وما أروع عهده الى عامله مالك الأشتر (رضوان الله عليه).
تعليق