نشرة الكفيل 1006
السنة الحادية والعشرون29 / رجب الأصب / 1446هـ - 30/1/2025م
✍️ الشيخ طارق البغدادي
السنة الحادية والعشرون29 / رجب الأصب / 1446هـ - 30/1/2025م
✍️ الشيخ طارق البغدادي
جاء في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنّه قال: «فتعالى من قويٍ ما أكرمه! وتواضعت مِن ضعيف ما أجرأك على معصيته! وأنت في كنف ستره مقيم، وفي سعة فضله متقلِّب ،فلم يمنعْك فضله ولم يهتك عنك ستره، بل لم تخلُ من لطفه مطرف عين، في نعمة يُحْدِثها لك، أو سيئة يسترها عليك، أو بلية يصرفها عنك، فما ظنُّك به لو أطعته؟!» [1]
1- إنّ هذه الوصية من محاسن الوصايا وأبلغ الحكم لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وفيها بيان أنّ العاقل لا يعصِي الله تعالى، فالعاصي لا يتجاوز الشريعة فقط، بل يتجاوز العقل أيضاً.
2- إنّ من صفاته تعالى أنّه قوي على عقاب مَن يعصيه، ولكن برحمته يتجاوز عن ذلك العاصي!
3- ويكمل (عليه السلام)، أنّ العبد العاصي على الرغم من ضعفه يتجرأ للمعصية بحق الله تعالى، وهو في ستره مقيم، ونلتمس ذلك أيضاً في دعاء كميل: «وكنتَ أنتَ الرقيبَ عليَّ مِن ورائهم، والشاهدَ لما خفِيَ عنهم، وبرحمتِكَ أخفيتَهُ وبفضلِكَ سترتَهُ». فكم هو عظيم أن يكون الله تعالى الساتر عليك حتى عمَّن كلّفهم بِمُراقبتِك!
4- ذكر العلماء أنّ كثيراً من البلاءات يدفعها الله تعالى عن عبده من حيث لا يعلم! فضلاً عن النعم الكثيرة التي يتنعم بها وهي لا تعدُّ ولا تُحصى!
5- النعم كثيرة، ونحن نعصيه، فكيف لو تقربنا له بالطاعة، «فما ظنُّك به لو أطعته»؟!
[1] - (نهج البلاغة: ج٢/ص٢١٤ و215).
تعليق