❓السؤال:
👈لقد ورد في بعض الروايات: أن الزهراء (س)، قد كلمت أمير المؤمنين (ع) بكلام قاسٍ، فيه تقريع ولوم وجفاء، فقالت له: (أشتملت شملة الجنين، وقعدت حجرة الضنين، نقضت قادمة الأجدل، فخانك ريش الأعزل. هذا ابن أبي قحافة قد ابتزني نحيلة أبي، وبليغة ابني إلخ..). والرواية في مناقب آل أبي طالب ج3 ص208
وقد أجابها بكلام جاء فيه: (فما ونيت عن ديني، ولا أخطأت مقدوري).
فهل يمكن أن يصدر هذا الكلام القاسي والجافي من فاطمة (س)، وهي المعصومة الطاهرة في حق سيد الوصيين؟! أم أن ذلك مكذوب عليها؟!
🔴الجواب:
👈فإن الله سبحانه وتعالى قد قال مخاطباً لعيسى بن مريم (س): وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ءأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَمُ الْغُيُوبِ (سورة المائدة الآية 116).
فعلام الغيوب إذن يسأل عيسى عن هذا الأمر، فالسؤال سؤال تقرير يراد به إسماع الإجابة للآخرين. مع كون السائل عالماً بها. وهذا النحو من التعاطي مع القضايا شائع في حياة النبي (ص)، والأئمة الطاهرين (ع).. وهو طريقة عقلائية متبعة في كل وقت وحين.
✅وبعدما تقدم نقول:
إن الهمزة في كلمة (أشتملت) هي همزة الاستفهام، التي تكون مفتوحة لا مكسورة أي: هل اشتملت؟!
فهي (س)، إنما تسأل علياً (ع) هذا السؤال لأجل تقريره، أي لكي تسمع الناس جوابه. وتعرفهم بأن ما قد يفكرون به من أنه (عليه السلام) قد ونى عن دينه، وتساهل في القيام بواجبه الشرعي، ليس له ما يبرره، فهم مخطئون جداً حين يفكرون بهذه الطريقة..
ولعل هذا يشير إلى وجود أجواء مسمومة تثار حول موقف أمير المؤمنين (ع).. أو هي على الأقل قد أرادت تحصيننا نحن من أن نقع فريسة أوهام كهذه، وذلك استشرافاً منها للغيب، وانسجاماً مع مقتضياته..
🍂🍃🍂🍃🍂🍃🍂
تعليق