إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

11 شعبان ولادة علي الأكبر (ع) شبيه الرسول (ص) خَلقاً وخُلقاً

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 11 شعبان ولادة علي الأكبر (ع) شبيه الرسول (ص) خَلقاً وخُلقاً







    يوافق 11 شعبان ولادة علي الأكبر (ع) شبيه الرسول (ص) خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً، وذلك بشهادة أبيه الإمام الحسين (ع)، وهو من الشخصيات الفذة في التاريخ الذي جمع صفات الغر حيث أنها صفاته:
    هو أبو الحسن علي الأكبر ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) .
    * تاريخ ولادته (عليه السّلام) في 11 شعبان سنة 35 للهجرة، وقيل في سنة 41 للهجرة النبوية .
    * أُمّه السيّدة ليلى بنت أبي مُرّة بن عروة بن مسعود الثقفي ، وأُمّها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أُميّة .


    صفاته (عليه السّلام)
    كان (عليه السّلام) من أصبح الناس وجهاً وأحسنهم خُلُقاً ، وكان يشبه جدّه رسول الله (ص) في المنطق والخَلق والخُلق . قال الإمام الحسين (عليه السّلام) حينما برز علي الأكبر يوم الطفِّ : (( اللّهُمّ اشهد فقد برز إليهم غُلامٌ أشبهُ النّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسولك ))(1) .

    قال الشاعر فيه :
    لم تَرَ عَينٌ نَظَرتْ مِثله من محتفٍ يَمشـي ومن نَاعِلِ
    يغلي نئيِّ اللحم حتّى إذا أنضج لم يغل على الآكلِ
    كانَ إذا شبّت لَهُ نارُهُ أوقدَها بالشرفِ الكَامِلِ
    كَيْما يراهَا بائسٌ مرملٌ أو فردُ حيٍّ ليسَ بالآهلِ
    أعني ابن ليلى ذا السدى والندى أعني ابنَ بنت الحسن الفاضلِ
    لا يؤثِرُ الدنيا على دينِه ولا يبيعُ الحَقَّ بالباطلِ(2)


    وقال الشيخ عبد الحسين العاملي (قدّس سرّه) :
    جمع الصفاتِ الغرَّ فهي تراثُه عن كلِّ غطريفٍ وشهمٍ أصيدِ
    في بأسِ حمزة في شجاعة حيدرٍ بإبى الحسين وفي مهابة أحمدِ
    وتراه في خُلقٍ وطيب خلائقٍ وبليغِ نُطقٍ كالنبيِّ محمّدِ(3)

    شجاعته (عليه السّلام)
    لمّا ارتحل الإمام الحسين (عليه السّلام) من قصر بني مقاتل ، خفق وهو على ظهر فرسه خفقة ، ثمّ انتبه (عليه السّلام) وهو يقول : (( إنّا للهِ وإنّا إليهِ راجِعُون ، والحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمين )) ، كرّرها مرّتين أو ثلاثاً، فقال علي الأكبر (عليه السّلام) : ممّ حمدتَ الله واسترجَعت ؟

    فأجابه (عليه السّلام) : (( يا بُنَي ، إنِّي خفقتُ خفقةً , فعنّ لي فارس على فرس وهو يقول : القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم . فعلمت أنّها أنفسنا نُعِيت إلينا )) .

    فقال علي الأكبر (عليه السّلام) : يا أبَة ، لا أراك الله سوءاً ، ألَسنا على الحق ؟

    فقال (عليه السّلام) : (( بلى والذي إليه مَرجِعُ العباد )) .

    فقال علي الأكبر (عليه السّلام) : فإنّنا ـ إذَاً ـ لا نُبالي أن نموت مُحقِّين .

    فأجابه الإمام الحسين (عليه السّلام) : (( جَزَاك اللهُ مِن وَلدٍ خَير مَا جَزَى وَلَداً عن والِدِه ))(4) .



    موقفه (عليه السّلام) يوم العاشر
    روي أنّه لم يبقَ مع الإمام الحسين (عليه السّلام) يوم عاشوراء إلاّ أهل بيته وخاصّته , فتقدّم علي الأكبر (عليه السّلام) ، وكان على فرس له يُدعى الجناح ، فاستأذن أباه (عليه السّلام) في القتال فأذن له ، ثمّ نظر إليه نظرة آيِسٍ منه ، وأرخى عينيه فبكى , ثمّ قال : (( اللّهُمّ كُنْ أنتَ الشهيد عَليهم ؛ فَقد بَرَز إليهم غُلامٌ أشبهُ النّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسولك )) .

    فشَدّ علي الأكبر (عليه السّلام) عليهم وهو يقول :

    أنَا عَليُّ بنُ الحسين بن علي نحن وبيتِ الله أولَى بِالنّبي
    تالله لا يَحكُمُ فينا ابنُ الدّعي أضرِبُ بالسّيفِ اُحامِي عَن أبي
    ضَربَ غُلامٍ هَاشِميٍّ عَلوي


    ثمّ يرجع إلى أبيه فيقول : يا أباه العطش ! فيقول له الحسين (عليه السّلام) : (( اصبِرْ حَبيبي ؛ فإنّك لا تُمسِي حتّى يَسقيك رسولُ الله (ص) بكأسه )) .

    ففعل ذلك مراراً ، فرآه منقذ العبدي وهو يشدُّ على الناس ، فاعترضه وطعنه فصُرِع ، واحتواه القوم فقطّعوهُ بسيوفهم .


    مدّة عمره (عليه السّلام)
    قيل : إنّ عمره 19 سنة على رواية الشيخ المفيد ، و 25 سنة على رواية غيره . ويترجّح القول الثاني لما روي أنّ عمر الإمام زين العابدين (عليه السّلام) يوم الطفِّ كان 23 سنة ، وعلي الأكبر أكبر سنّاً منه .
    *بقلم : محمّد أمين نجف ـ بتصرّف
    ـــــــــــــــــــــــ
    (1) اللهوف في قتلى الطفوف / 67 .
    (2) مقاتل الطالبين / 53 .
    (3) شهداء أهل البيت (عليهم السّلام) ـ قمر بني هاشم / 121 .
    (4) مقتل أبي مخنف / 92 .
    (5) مقاتل الطالبيين / 76 .




  • #2







    بعض فضائله وخصائصه


    شبيه الرسول (ص)

    وهذا ما يؤكده كلام أبيه الحسين عليه السلام في وصفه: كان أشبهَ النّاسِ خَلْقَاً وخُلُقاً ومَنْطِقاً برسول الله (ص).



    مساندته لأبيه الحسين (ع)

    ذكر أهل النسب أنّ أمّ علي الأكبر، ليلى ابنة أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي، وأمّها ميمونة ابنة أبي سفيان، بن حرب، بن أمية، بن عبد شمس، ولهذا ناداه رجل من أهل الكوفة حين برز للقتال بين يدي أبيه: إنّ لك رحماً بأمير المؤمنين يزيد، وهو يريد رحم ميمونة ابنة أبي سفيان فإن شئت أمّناك! فقال له علي الأكبر: ويلك، لقرابة رسول اللّه أحق أن تُرعى.



    أول شهيد من بني هاشم

    هو أوّل شهيد– حسب بعض المصادر التاريخية- سقط من بني هاشم يوم عاشوراء. وقد جاء في متن زيارة الشهداء المعروفة: السَّلامُ عليكَ يا أوّل قتيل مِن نَسل خَير سليل.



    رواية الحديث

    عرف بالمحدث لروايته عن جده أمير المؤمنين عليه السلام.

    في واقعة كربلاء


    الثبات والاستقامة: ذكر المؤرخون أنّه لما كان في آخر الليلة التي بات بها الحسين (ع ) عند قصر بني مقاتل، أمر بالاستسقاء من الماء، ثم أمر بالرحيل، فلما ارتحلوا من قصر بني مقاتل وساروا ساعة، خفق الحسين (ع ) برأسه خفقة، ثم انتبه وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد للّه رب العالمين. قال ذلك مرّتين أو ثلاثاً. فأقبل إليه علي بن الحسين(ع ) على فرس له، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين، يا أبت جعلت فداك مم حمدت اللّه واسترجعت؟ قال: يا بني إني خفقت برأسي خفقة، فعنّ لي فارس على فرس، فقال: القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم، فعلمت أنّها أنفسنا نعيت إلينا.

    قال له عليه السلام : يا أبت لا أراك اللّه سوءً ألسنا على الحق؟ قال : بلى والّذي إليه مرجع العباد. قال: يا أبت إذاً لا نبالى أن نموت محقين، فقال له: جزاك اللّه من ولد خير ما جزى ولداً عن والده.

    تعليق


    • #3





      والدته السيدة ليلى الثقفية
      أما والدته فهي السيدة ليلى الثقفية، وهي عربية الأصل كما يوحي نسبها إلى بني ثقيف ذات الشهرة والصيت الذائع في الطائف وكل البقاع العربية.. السيدة ليلى هذه نالت من الإيمان والحظوة لدى الله سبحانه وتعالى بحيث وُفقت لأن تكون مع نساء أهل بيت النبوة، تعيش أجواء التقى والإيمان، وتعيش آلام آل الرسول وآمالهم، وتشاطر الطاهرات أفراحهن وأتراحهن، وقد ظفرت بتوفيق كبير آخر، حيث أضحت وعاءً لأشبه الناس طراً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. فهي امرأة رشيدة، جليلة القدر، سامية المنزلة، عالية المكانة، رفيعة الشرف في الأوساط الاجتماعية، كيف لا وهي زوجة سبط سيد المرسلين وسيد شباب أهل الجنة أبي عبد الله الحسين عليه السلام.

      ونرى أن من الضروري التحدث عن أبيها عروة بن مسعود الثقفي كما سيأتي بعد أسطر. أما والدة ليلى، فهي ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية، أي أن أبا سفيان يعد جداّ لليلى، بيد أن شوائب أمية لم تمس من ليلى أو تؤثر فيها، بقدر تأثير العنصر العربي الثقفي فيها.. ونسبتها هذهِ لبني أُمية كانت مسوغاً للجيش الأموي بكربلاء كيما يستميل علي الأكبر إلى جبهته بأسلوب مضحك هزيل وبمحاولة فاشلة، وسنقف عليها في القسم الثاني من هذه الدراسة المتواضعة.

      أبو مرة عروة بن مسعود الثقفي
      من المعروف تاريخياً أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم قد بذل كثيراً وحرص على الصدع برسالته الخلاّقة، وكانت الطائف هي أحد المراكز التي قصدها صلى الله عليه وآله وسلم، ومن المعروف جيداً مبلغ المعاناة من جراء جهل أهل الطائف لهذا الداعية المحرر، فقد عاد النبي من الطائف وهو متعب ومخضب بالدم.. فلم يستجب لدعوته أحد قط، سوى رجل واحد تبع أثره ولحق به، لا يعرف غيره، ثمّ أنه اتصل به فأسلم وحسن إسلامه، ذلك هو قطب ثقيف، والد السيدة ليلى، التي لا يعرف ما إذا كانت مولودة أو غير مولودة في تلك الفترة. أنه عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، واسمه قيس بن منبّه بن بكر بن هوزان بن عكرمة بن حصفة بن قيس عيلان الثقفي. أبو مسعود، وقيل أبو يعفور شهد صلح الحديبية وكني بأبي مرة. فعروة بن مسعود الثقفي، زعيم من زعماء العرب، وسيد ممن ساد قومه فأحسن السيادة، وهو رابع أربعة من العرب سادوا قومهم، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قول حول عروة، والثلاثة الآخرون، وهو قوله:

      أربعة سادة في الإسلام:
      بشر بن هلال العبدي - وعدي بن حاتم - وسراقة بن مالك المدلجي، وعروة بن مسعود الثقفي. وعلى هذا فان مركز عروة في المجتمع العربي، مركز رفيع مرموق، وذلك قبل أن يُسلم ويعلن إسلامه، بحيث بلغت منزلته عند العرب مبلغاً متزايداً حتى بالغوا به فتطرفوا إذ عظموه تعظيماً على حساب محمد ذي الخلق العظيم، وعظموه ليجعلوا منه شخصية تضاهي النبي الأعظم.. وهذا ما نص عليه القرآن الكريم في موقف معروف، إذ حكى عنهم ما قاله أحدهم - الوليد بن المغيرة - على سبيل المقارنة الفاشلة: ﴿قَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾.

      والمقصود من القريتين هو مكة والطائف، أما المقصود من العظيمين فيهما، فهو القائل نفسه- الوليد بن المغيرة- بمكة ويعني بالثاني عروة الثقفي بالطائف، كما عن قتادة وورد في الإصابة والاستيعاب ذلك.. أجل كان عروة شخصية مرموقة، لكنه أبى أن يزعم العظمة كغيره مثل ابن المغيرة وأمثاله، وكان شجاعاً وجريئاً بحيث أنه صمم على أن يدعو قومه للإسلام حالماً يعود إلى الطائف وهكذا كان.. فبعدما أسلم على يد الرسول الذي تبع أثره من الطائف وأدركه قبل دخول المدينة، وبعد أن تمكن الإسلام والإيمان من قلبه، استأذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كي يرجع لهداية قومه.

      وسأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يرجع إلى قومه بالإسلام، فقال يا رسول الله، أنا أحب إليهم من أبصارهم، وكان فيهم محبباً مطاعاً، فخرج يدعو قومه إلى الإسلام فأظهر دينه رجاء ألا يخالفوه لمنزلته فيهم، فلما أشرف على قومه. وقد دعاهم إلى دينه- رموه بالنبل من كل وجه فأصابه سهم فقتله. ومن إيمانه ورضاه وقناعته بواجب الصدع بالرسالة مع تحمل دفع الثمن باهظاً أنه أجاب بجواب واضح اليقين حينما سألوه وقيل لعروة: ما ترى في دمك؟ قال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إليّ، فليس فيّ إلاّ ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يرتحل عنكم هذا وكان من حسن الهيئة كالمسيح عيسى: وكان عروة يُشبَّه بالمسيح عليه السلام في صورته. وكان من حسن العاقبة والمصير كما نسب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: ان مثله في قومه مثل صاحب يس من قومه دعا قومه إلى الله فقتلوه فضلاً عن ذلك، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: رأيت عيسى ابن مريم، فاذا أقرب من رأيت به شبهاً عروة بن مسعود يتجلى من ذلك أن هذا الصحابي الجليل كان أثيراً عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وله في نفسه موقع ومكانة.. هذا وان التاريخ لم يورد عنه ما يسيء إليه أو يتهمه، فهو رجل نزيه السمعة صاحب مكانة وسامي الرفعة.. كما أنه شخصية عظيمة قياساً لشخصيات القبائل الأُخرى - والله مطلق العظمة.

      أسلم في السنة التاسعة من الهجرة - بعيد رجوع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من رحلته الرسالية إلى الطائف - وقتل عروة الثقفي أثناء إعلانه دينه ودعوته، وكان يتأهب لأداء فريضة الصلاة كما جاء في نفس المهموم.
      أما كلمات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم التي وردت بصدد عروة، فهي لعمرك من أروع أوسمة التقدير التي منحها الرسول القائد إلى جنده الدعاة الصامدين الصابرين أوسمة الشرف المذخور والفخر الخالد في الدنيا والآخرة.. وأهم وسام - بعد إعلان أنه شبيه النبي عيسى عليه السلام- هو أنه نظير النبي ياسين في قومه..

      ولا نعتقد أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يشبه بياسين لمجرد أنه دعا قومه فقتلوه كياسين عليه السلام.. وإنما لأنه رجل دعوة على بينة من دينه ورجل إيمان وتقى وإخلاص ويقين، ولأنه بلغ من شرف الإيمان ما منحه شرف الشهادة، ثم شرف الإشادة به على لسان الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم. ذلك هو والد السيدة ليلى، المجاهد الشهيد عروة بن مسعود الثقفي رضوان الله عليه.

      وقد ترك في نفس ابنته ليلى آثار الهدى والإيمان والاستقامة على الدين الحنيف.. وفي أي سن كانت الفتاة ليلى فانها ولا شك قد أحست بفقد والدها الحبيب، وكلما نضجت وكبرت شعرت بأن أباها مضى ضحية قضية سماوية مقدسة، حتى بلغت اليقين بأنه صرع وقتل لا كمن صرع وقتل من العرب وأشراف القبائل، لقد راح والدها شهيداً وقرباناً لله من أجل رسالته، وليس قتيلاً أثناء صراع قبلي رخيص..

      وعليه فقد كانت أول نكبة أصابت قلبها، هي هذه الحادثة الشديدة الوقع على الفتيات اللواتي يصعب عليهن الاستغناء عن حنان الأبوة وصل الوالد المؤمن الشجاع.. ثم توالت عليها النكبات - بعد أن أضحت ليلى أحد أعضاء هيئة نساء البيت المحمدي الكريم - إذ راحت تعيش أجواء بيت النبوة والرسالة صاحب القوة والأصالة، في مواصلة الصدع بمقررات القرآن ومبادئ الإسلام، حتى ختمت ليلى حياتها وهي صابرة صامدة محتسبة قد تحملت ألوان الأسى والألم وقدمت لرسالة الإسلام ما أنجبت من صالحين وطاهرين.

      أي أن استشهاد والدها ليس مجرد أول نكبة، بل أول درس على ضرورة الصمود ووجوب الصبر لمواصلة العمل من قبل المؤمن والمؤمنة، البنت والزوجة، وأول تجربة للسيدة ليلى على تحمل شدة وطأة نتائج الدعوة ودفع ثمن العمل لدين الله سبحانه وتعالى. أجل تلك هي ليلى الثقفية والدة علي الأكبر، التي لم تستمد قيمتها من أمها ولم تستمد كرامتها ومنزلتها حتى من أبيها، وإنما استمدت رقيها من تقواها وانتمائها ثم انتسابها للأسرة المحمدية المقدسة، ولارتباطها الوشيج بشخص الإمام العظيم أبي عبد الله الحسين عليه السلام وكفاها بذلك فخراً حين تفتخرُ .

      * حياة علي الأكبر / محمد علي عابدين.

      تعليق


      • #4
        في ذكرى مولد الإمام علي الأكبر عليه السلام







        قبره الطاهر عليه السلام

        إذا نظرنا إلى فعل الإمام زين العابدين في وضع (علي الأكبر) قريبا من أبيه الحسين عليه السلام نعرف من ذلك الغرض الباعث له، وهو تعريف الناس وعلى مر العصور بما حواه علي الأكبر عليه السلام من مزايا جليلة وصفات فاضلة، وأنه أقرب من بقية الشهداء إلى المهيمن تعالى لما حواه من ملكات لا تدركها أحلام البشر.
        قال الإمام الصادق عليه السلام لحماد البصري: (إن الحسين بن علي غريب مدفون بأرض غريبة يبكيه ويحزن له من لم يزره ويحترق له من لم يشهده ويرحمه من نظر إلى قبر ابنه عند رجليه في أرض فلاة ولا حميم قربه ولا قريب ثم منع الحق وتوازر عليه أهل الردة حتى قتلوه وضيعوه وعرضوه للسباع ومنعوه شرب ماء الفرات الذي يشربه الكلاب وضيعوا حق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ووصيته به وبأهل بيته فأمسى مجفواً في حفرته صريعا بين قرابته وشيعته بين أطباق الثرى قد أوحش قربه في الوحدة والبعد عن جده والمنزل الذي لا يأتيه إلا من امتحن الله قلبه للإيمان وعرفه حقنا. ولقد حدّثني أبي أنه لم يخل مكانه منذ قتل من مصلّ عليه من الملائكة أو من الجن والأنس أو من الوحش وما من شيء إلا ويغبط زائره ويتمسح به ويرجو في النظر إليه الخير لنظره إلى قبره.وإن الله ليباهي الملائكة بزائريه.وأما ما له عندنا فالترحم كل صباح ومساء. ولقد بلغني أن قوما من أهل الكوفة وناسا من غيرهم يأتونه في النصف من شعبان فبين قارئ يقرأ وقاص يقص ونادب يندب ونساء يندبنه وقائل يقول المراثي. فقال حماد: قد شهدت بعض ما تصف.قال الصادق ـ عليه السلام ـ : الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد إلينا ويمدحنا ويرثي لنا وجعل عدونا يطعن عليهم ويقبح ما يصنعون


        زيارة علي الأكبر عليه السلام

        السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن نبي الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، السلام عليك يابن الحسين الشهيد، السلام عليك أيها الشهيد، السلام عليك أيها المظلوم وابن المظلوم، لعن الله أمة قتلتك، ولعن الله أمة ظلمتك، ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به

        تعليق


        • #5


          اللهم صل على محمد وال محمد




          تعليق


          • #6



            شبيه محمد خير الجدود


            و ما أدري أعــزي أم أهــنّــــي فـــطـــوراً للـوصــيّ بـه أهنّــي علـيّ بالطفـوف أقـــام حربــــاً وقاتـل بكرهــم كقتــال عمــر وصيّـر كربــلاء بــدراً وأُحـــداً فطـوراً يــا علــيّ بــه أعــــزّي فيـانفس اذهبـي وجداً وحزنـــاً علـى حلو الشباب وبـــدر تــمّ كــأني بالحسيــن غدا ينـــادي رجوتك يـا عليّ تعيـش بعــدي وتمشي باكيا من خلف نعشـــــي ولــم أنـس النسـاء غداة فـــرّت بنات النعش حول النعش حـامت فهــذى قـبّلــت كفـا خــضيبــا وزينب قــابلـت ليلــى وقــالــت على حلـو الشبــاب وبـدر تـــمّ شبيــه محمــد خيـر الجدود
            • علــي المرتضى بابن الشهيــد وأنظم مدحـه نظــم العقــــود كحربـك يا علـي مع اليهــود وجندلـه علـــى وجه الصعيــد ونادى يا حروب الجدّ عودي وتبكـي العين كالعقد الفريـــد ويا عيني بحمر الدمع جـودي شبيــه محمـد خيــر الجــدود علينـا يا ليالي الوصل عــودي لتوسـد جثّتي رمــس اللحــود كما يبكـي الوليد على الفقيــد إلـى نعش الشهيد بن الشهيــد وقـد دارت على بدر السّعــود وشمّت تلك وردا في الخدود أعيــد النّـوح يا ليلــى أعيـــد شبيــه محمــد خيـر الجدود شبيــه محمــد خيـر الجدود

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X