إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من نوح الى المهدي الغربلة الكبرى / تأملات قرآنية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من نوح الى المهدي الغربلة الكبرى / تأملات قرآنية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) / سورة نوح .

    هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (158) / سورة الأنعام.


    [ تأملات قرآنية - من نوح الى المهدي ، الغربلة الكبرى ]

    بسمه تعالى ، السلام عليكم

    النبي المرسل نوح عليه السلام أول أولي العزم من الرسل ، وهو يعتبر كمثل الله آدم ع ابو البشر لانه بعد الطوفان لم يبقى إلا من انجاه الله في السفينة .

    لبث نوح ع في قومه كما بين القرآن ٩٥٠ سنة ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ )

    استعمل نوح ع كل وسائل الهداية مع قومه وصبر عليهم كاطول زمان ما صبر نبي على قومه ، ولكن أصروا على كفرهم وعصيانهم ( وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ) ( وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَارًا * وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا )

    فكان على أثر ذلك أن وصل إلى نتيجة واحدة وهي انهم بكفرهم وعصيانهم هذا بعد كل ما فعل معهم في طريق الهداية انهم قوم لا يهتدون وأنهم بذرة خبيثة لا تنتج إلا الخبيث ، فدعى ربه ( رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا )
    ففصل الله بينه وبين قومه الظالمين ، فنجى المؤمنين وهم الاقل ، وهلك الباقين
    وابتدأ مجتمع أمة جديد من المؤمنين في حياة البشرية الاولين .

    ولعله لم يكن على الأرض زمن نوح ع من البشر سوى نوح وقومه وهذا لعله يستشف من دعائه عليهم بقرينة ( على الأرض ) إذ قال ( رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ) . وإلا ما حصل من عذاب الاستأصال على قومه حصل في الأمم التالية بعده كما يحدث القرآن سوى أن الفرق بينه وبين الأمم التالية كثر وتوزع وانتشر البشر في ربوع الأرض، فلما يحص أن يهلك قوم نبي أو رسول بذنوبهم ويستأصلوا لا يهلك كل أهل الأرض من المنحرفين عن خط السماء .
    وهذا لعله يرجع إلى أن البشرية زمن نوح ع كانت أمة واحدة ولا يوجد غيرها وبعده أصبحت امم متعددة وفي بلاد متعددة . وكل أمة تحاسب على فعلها ولها أجلها
    ( فاحفظ هذا ) .

    والملاحظة الأخرى المهمة في قوم نوح ع نقلها القرآن فيما يخص ابنه الذي آوى إلى جبل ليعصمه من الطوفان ، فهو أشبه بمحاولة المحايدة في أمر فصل
    فنوح ع دعى بالهلاك على قومه واستأصالهم إلا من ركب السفينة ، فكان ركوب السفينة علامة الإيمان وبها النجاة .
    بينما ابنه لم يؤمن ولم يركب السفينة ولكن أيضا أراد النجاة بمحاولة صعود جبل ليعصمه من الغرق فكان كأنما يريد أمرا بين أمرين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء كالمترددين وإلا إذا أردت النجاة من الغرق فلماذا لم تصعد سفينة النجاة مع المؤمنين وهل الاعتزال عن المنحرفين فقط في أمر فصل به بأمر من الله وبلاغ من الرسول ينجي من الهلاك ( فتذكر ذلك ) .
    ومن هنا حتى نوح ع توهم ان ابنه بهذا العمل يمكن أن ينال النجاة بعد ان علم مسبقا ان الله وعده انه سينجيه وأهله في السفينة إلا أمرأته ، فدعى ربه ( إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ )
    فجائه النداء الإلهي ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) .
    هذا هو كان مشهد نبي الله نوح مع قومه وكيفية هلاكهم بعد ان فصل الله تعالى الامر بينهما بعد طول مدة واجيال متعاقبة من أمة توارثت الكفر والانحراف ورفضت الإيمان فكان الفصل بينهما انه من آمن بالله وكان مع نوح أن يركب السفينة لينجوا ولا ينفع إيمان مؤمن وقتها بدون ركوب السفينة لأن من لم يركبها سيغرق حاله حال من ختم عليه بالكفر والهلاك بعذاب الاستأصال ، فتامل .

    إذا كان هذا واضحا ، فسنرى مشهد فصل آخر في آخر الزمان يشمل امتحان لكل أهل الأرض ، كل البشر ، لا أمة واحدة منهم او أهل دين أو ملة محددة ، يفصل بين المؤمنين والكفار وذلك زمان ظهور الإمام الحجة المهدي المنتظر ع ويوم الفصل المهدوي الموعود سيكون توقيته عندما يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ، فتطلع الشمس من مغربها وهذا ما سنبينه في المبحث المهم اللاحق .

    والله أعلم

    يتبع لاحقا

    ،،،​
    لا إله إلا الله محمد رسول الله
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    الباحــ الطائي ـث

  • #2
    الباحث الطائي:
    بسمه تعالى ، السلام عليكم
    يتبع ،،،
    انتهينا فيما سبق من قصة نوح ع ورأينا كيف انه كان الامتحان الإلهي والغربلة لأمته انتهت بهم مؤمنين وكفار ثم أصبحت السفينة هي رمز وصفة الإيمان والنجاة فمن ركبها نجا ومن تخلف غرق حتى لو حاول بعضهم الصعود لأعلى جبل
    بل الاظهر انه لو اختار احد مؤمني قوم نوح الأعراض عن ركوب السفينة لأصبح عاصيا لأمر الله ولهلك على الكفر لأن الامتحان الإلهي اقتضى ان يركب كل المؤمنين في سفينة نوح وبدون ركوبهم السفينة تنتفي صفة الإيمان عنهم ويكونوا بحال مصير الكافرين من قومه.

    ومن هنا نفهم أهمية الدلالة في الحديث النبوي الشريف : (مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق )

    فاتباع آل بيت النبي ص وهم العترة الاثني عشر أئمة المؤمنين هو بمثابة الركوب في سفينة نوح ، فمن اتبعهم نجا ومن تخلف ولم يتبعهم ويواليهم فقد غرق .

    ولكن ! وإن كان هذا متفعل فاعل على طول الزمان من بعد رحيل الرسول الخاتم والى آخر حجج الله وهو الإمام المهدي الغائب المنتظر ع ، إلا أن له مدة وبعدها يفصل بين الحق والباطل او بين الايمان والكفر ولقد وعد الله بظهوره وقيامه واقامته دولة التوحيد والعدل الإلهي على الأرض الباقية إلى يوم القيامة .

    وعليه ستمر على كل البشرية على الأرض بمختلف عقائدها وقومياتها واماكن تواجدها في إمتحان وغربلة كمثل التي مرت على قوم نوح وسيكون ذلك أشبه بيوم الفصل الأكبر على الأرض لان الدين الاسلامي المحمدي هو الدين الخاتم والمرتضى عند الله وكل شريعة على غير شريعته فضلا عن أي دين واعتقاد آخر منحرف عن خط الرسالات السابقة يكون غير مقبول
    فلقد قال الله تعالى : إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ .
    وقال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ

    وبجمع الآيتين تكون النتيجة ان الدين الاسلامي الذي جاء به الرسول محمد هو الدين الوحيد الباقي والمقبول عند الله ولا يقبل اي دين أو اعتقاد غيره لانه دين الله ولكل الناس على الأرض .

    وليس هذا فقط ، فهناك إمتحان أصعب وغربال أدق على معتقدي وأهل دين الاسلام وهو ان الاسلام المقبول عند الله هو من خلال ولاية آل بيت الرسول ص وخلفائه العترة الاطهار وهو أئمة المسلمين على الصراط المستقيم اي هم سفينة النجاة كسفينة نوح في قومه .

    وليس هذا فقط ، فهناك إمتحان أصعب وغربال أدق على من يتبع الخلفاء من آل البيت ع وهو الذي أشارة إليه الآية المباركة السابقة الذكر في المبحث الأول
    بقوله تعالى ( أوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا )

    فالايمان الحقيقي لا يكون إلا بولاية آل البيت ع .
    والخير هو عمل الصالحات بقرينة قوله تعالى : والْعَصْرِ. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ .

    بمعنى آخر - الصالحات هي الدين باصوله وفروعه كالعقائدة الحق من التوحيد والنبوة والأمامة والمعاد والحساب .
    ولكن حتى تثمر هذه العقائد الحقة تحتاج إلى أن يعمل بها الإنسان أي يخرجها من القوة إلى الفعل لتصبح ملكات وصفات ثابته في وجوده .
    ولذلك قال الله تعالى ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ )
    أي - لا يصعد أو لا يقبل أو ما تكون له المقبولية في الصعود إلى الله من عمل ابن آدم إلا ( الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ا) أي الاعتقاد الصحيح ، وهذا بدوره يحتاج إلى شيء يرفعه وهو العمل الصالح . فالعمل الصالح وفق الاعتقاد الحق المقبول هو يقبل ويصعد إلى الله .
    ومن لم يكسب خيرا في إيمانه فهو أيضا من الخاسرين لانه سيفشل في الاختبار .

    لماذا سيفشل ؟
    لأن الإيمان نوع حالة اطمئنان وقبول ثابته في النفس وهي ألاساس الذي يبتني عليه العمل الخارجي .
    وهذا الإيمان كالشجرة الثابته غايتها الثمر
    وهذا الثمر هي الملكات اي الصفات الحسنة التي سيتصف بها ايمان المؤمن
    وهذه الملكات حتى تكون تحتاج إلى أن يعمل الإنسان بما يؤمن حتى تنتقل الأفعال في وجوده من حالة إلى صفة مترسخة .
    فأنت اذا بذلت المال مرة او اثنتين لا توصف بالكريم ، ولكن الكريم من صفته دوام البذل ، فتامل وافهم .

    وعليه سيكون يوم الظهور ومقدماته المرتبطة به يوم كبير وعظيم تمتحن فيه كل البشرية كبيرها وصغيرها كي تخرج الصفوة التي تؤسس منها دولة العدل الإلهي .
    ومن هذا لعله نفهم اكثر هذه الروايات التي تتحدث عن هلاك ثلثي ألناس في عصر الظهور فهي وإن تكن ظاهريا متعلقة باسبابها الطبيعية إلا أن زمام أمورها ومرجعها هو استحقاق يوم الظهور
    والتحقيق يوم الظهور يتطلب قطع دابر كل من منحرف فاشل في إمتحان الغيبة الكبرى سواء من أمة الاسلام أو بقية الناس والامم . ولذلك تجد الروايات تذكر بطرق مختلفة عن ذلك الغربال الذي ستمر به أمة الاسلام والشيعة أيضا.

    فعن الإمام الصادق (عليه السلام): والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تغربلوا، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا.

    وعنه (عليه السلام) : والله لتمحصن، والله لتميزن، والله لتغربلن، حتى لا يبقى منكم إلا الأندر .

    وعن الباقر ع قال: إن حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال ، فانبذوه إليهم نبذا ، فمن أقر به فزيدوه ، ومن أنكر فذروه ، إنه لا بد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة حتى يسقط فيها من يشق الشعرة بشعرتين حتى لا يبقى إلا نحن وشيعتنا "

    وعليه أنظر وتأمل المقطع التالي ( حتى لا يبقى إلا نحن وشيعتنا )
    فشيعتنا هنا ليس كل من ادعى ذلك وانتسب اليهم بالوراثة العقائدية من ابويه بل هم إلا الشيعة الحق أي من اتصف بالإيمان الحق والعمل الصالح وولاية آل البيت كما امروا وبينوا وهذا وسط الفتنة والشدة والخوف والضعف الذي سيحيط بهم في ذلك الوقت والذي يكون القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار .

    فلنعد إلى الآية الخاصة بيوم الفصل المهدوي

    هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ .

    ورد في تأويلها انها ستكون زمن الظهور
    وبتحقيقنا وفهمنا للروايات انها ستكون على الارجح في يوم الظهور تحديدا
    اي ان يوم الظهور هو يوم النداء والصيحة الجبرائيلية في ليلة ٢٣ رمضان وفي نهار ذلك اليوم ستكون هذه الآية الباهرة والامتحان الأصعب والفصل الأكبر .
    فكيف سيكون سير الأحداث وترتيبها في ذلك اليوم ؟ هذا ما سنحاول بيانه في المبحث اللاحق
    والله أعلم .

    يتبع لاحقا

    ،،،​
    لا إله إلا الله محمد رسول الله
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    الباحــ الطائي ـث

    تعليق


    • #3
      الباحث الطائي:
      هلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ .

      بسمه تعالى ، السلام عليكم

      يتبع ،،،

      ورد في تأويل هذا الآية القرآنية في مصادرنا انها في علامات الظهور وأنها من العلامات الحتمية .
      وورد في كتب العامة ذلك أيضا وانها من علامات الساعة ولا تقبل توبة عبد اذا تحققت هذه الآية .


      في قوله تعالى : ( بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ )

      كلمة " بَعْضُ " لغتا : هي ما بَيْنَ الثَّلاثِ والتِّسْعِ فِي العَدَدِ ويَنْطَبِقُ عَلَيْهِ حُكْمُ العَدَدِ المُفْرَدِ .

      بمعنى هناك ثلاث او خمسة أو تسعة آيات
      والذي وصل الينا في الروايات يتحدث عن علامة محددة تخص هذه الآية وهي علامة طلوع الشمس من مغربها .
      والظاهر ان ما ورد روائيا لا يتعارض مع التعبير القرآني في توصيف هذه العلامة ببَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ .
      كون ان اصل أو جوهر العلامة هي طلوع الشمس من مغربها وهناك علامات أخرى تحدثنا عنها الروايات تخص هذه العلامة
      حيث أن علامة طلوع الشمس من مغربها لا تحصل بشكل منفرد بل هناك متعلقات أو قل علامات متصلة بها سنتناولها وهي بمجموعها ستكون ( بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ )

      هذه العلامات بحسب فهمنا للروايات هي ستكون كالآتي سنتناول احداث ذلك اليوم ولكن المقصد الدقيق وما يصدق عليه ( بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ) لا نستطيع تحديده بالدقة لذلك سيكون ضمنا .
      كما نعلم ان يوم الظهور والقيام الموعود للإمام المهدي ع هو من أعظم الايام عند الله بمعنى انه من أعظم الايام في الكون منذ أن خلقه الله والى يوم القيامة .
      ودليل ذلك في القرآن وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (سورة ابراهيم الآية 5)

      ورد في تفسير أَيَّامِ اللَّهِ ، عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: (أيام الله ثلاثة: يوم يقوم القائم ، ويوم الكرة، ويوم القيامة .

      وورد ان الإمام المهدي ع يظهر اي تنكسر الغيبة التامة للإمام الحجة ع بعد تحقق علامتين هما خروج السفياني الحتمي في شهر رجب والصيحة الجبرائيلية في شهر رمضان .
      فقد ورد في توقيع الإمام الحجة ع لسفيره الاخير المقطع التالي : فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل ، وذلك بعد طول الأمد ، وقسوة القلوب ، وامتلاء الأرض جوراً . وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذابٌ مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

      الصيحة الجبرائيلية هي نفسها النداء الجبرائيلي في ليلة ثلاث وعشرين من رمضان وستكون ليلة جمعة وسيسمعها كل أهل الأرض بلغته .
      فعن الإمام الباقر ع : يكون الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين، فلا تشكوا في ذلك، واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي ألا إن فلانا قتل مظلوما، ليشكك الناس ويفتنهم .

      فإذا تحققت هذه العلامة وقبلها كان السفياني قد خرج في شهر رجب فهنا ستنكسر الغيبة الكبرى بمعنى سيظهر الإمام المهدي ع اي هنا يمكن ان يتصل ويتواصل مع الناس ولكن قيامه / خروجه لا يكون إلا في العاشر من المحرم اي تقريبا بعد ثلاثة أشهر وثلاث عشر يوم
      ملاحظة جانبية للتأمل : ( أنظر اننا قلنا بعد ثلاثة أشهر وثلاثة عشر يوم 3,13 = 313
      وهذا رقم مميز هو عدد أصحاب رسول الله في بدر وعدد أصحاب القائم . والله أعلم
      وعلى كل حال ، فبعد ان تحقق الظهور ليلة الجمعة في ٢٣ شهر رمضان ونادى جبرئيل ع( إن إمامكم محمد بن الحسن فأسمعوا له وأطيعوا ) سيكون في نهار ذلك اليوم اي يوم ٢٣ شهر رمضان احداث مهمة وهي :-

      أولا : ركود الشمس اي بطئ في حركتها كما في الرواية التالية :
      عن الإمام محمـد الباقر ع يقول في قوله تعالى شأنه ( إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين : سيفعل الله ذلك لهم)، قلت ومن هم قال: (بنو أمية وشيعتهم)، قلت وما الآية؟ قال ، ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر رجل ووجه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه، وذلك في زمان السفياني، وعندها يكون بواره وبوار قومه.).

      ثانيا : النداء الجبرائيلي الثاني الذي كتبنا فيه مبحث خاص وسيكون النداء هو
      ألحق في علي وشيعته. كما في المقطع الروائي عن الإمام الصادق ع : ( ينادي مناد من السماء أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم: ألا إن الحق في علي وشيعته ثم ينادي إبليس في آخر النهار من الأرض ألا إن الحق في عثمان وشيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون ) .

      ثالثا : آيتي الكسوف والخسوف في غير أوانهما ،
      قال أبو جعفر عليه السلام: آيتان تكونان قبل القائم عليه السلام: كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان، وخسوف القمر في آخره. قال: قلت: يا ابن رسول الله تنكسف الشمس في نصف الشهر والقمر في آخره؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: أنا أعلم بما قلت، إنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم عليه السلام .

      وهذين الآيتين الخسوف والكسوف بهذا الشكل نرجح تحققها بشكل طبيعي وفق الأسباب الطبيعية والمرجح في هذا هو النجم المذنب ( نجم الآيات ) المذكور في الروايات والذي نرجح سيكون السبب الطبيعي في تحقق علامات كثيرة ، منها الامطار التي لم تشهد الخلائق مثلها من قبل ستحصل قبل الظهور وفي سنته ،
      فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا آن قيام القائم مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة أيام من رجب مطرا لم تر الخلائق مثله فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم، وكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة، ينفضون شعورهم من التراب .

      وايضا لعله علامة عمود النار الذي يظهر من المشرق وايضا السبب في ركود الشمس من بعد الزوال في يوم الظهور وطلوعها من المغرب للمشاهد في منطقة الظهور . وتغير في مناخ الأرض وزلازل وغيرها من العلامات الممكنة والمحتمل تصورها .

      رابعا : صيحة إبليس اللعين في آخر النهار في يوم الظهور يوم ٢٣ وقبيل ان تطلع الشمس من مغربها .

      خامسا : خروج دابة الأرض ، كرة أمير المؤمنين .
      ( وإذا وقعَ القولُ عليهِم أخرجنَا لهُم دابَّةً مِنَ الأرضِ تُكلّمُهُم أنَّ النَّاسَ كانُوا بآياتِنا لا يُوقنُونَ )
      فلقد ورد عنه عليه السلام

      خروج دابة الأرض من عند الصفا، معها خاتم سليمان بن داود، وعصى موسى عليهم السلام، يضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه: هذا مؤمن حقا، ويضعه على وجه كل كافر فينكتب هذا كافر حقا، حتى أن المؤمن لينادي: الويل لك يا كافر، وإن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن، وددت أني اليوم كنت مثلك فأفوز فوزا عظيما. ثم ترفع الدابة رأسها فيراها مَنْ بين الخافقين بإذن الله جل جلاله. بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع ولا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا .


      يتبع لاحقا

      ،،،​
      لا إله إلا الله محمد رسول الله
      اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
      الباحــ الطائي ـث

      تعليق


      • #4


        اللهم صل على محمد وال محمد
        احسنتم
        وبارك الله بكم




        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X