بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قال الإمام علي عليه السلام :
من تحلى بالإنصاف
بلغ مراتب الأشراف
فهذا كلام سيد في الذروة العليا من أحفاد عبد المناف ، وقد نال من الله ورسوله أعلى معاني الألطاف ، حتى كان تالي سيد المرسلين في معالي الأخلاق والأوصاف .
فهنيئا وحسنى : لمن صدقه وأتبعه ولم يكن معه من أهل الخلاف ، وطوبى والخير لمن تحلى بمواعظه الحسنة ونهى النفس عن الجور والطغيان ولم ينصر الأجلاف ، وتحلى بصفات آدابه الحميدة ولربه كان من أهل الرجاء وله خاف .
يا أخوتي الطيبين : أما أصل الحديث فهو ما :
قال الإمام علي عليه السلام :
مَنْ : تَحَلّى بِالإنْصافِ .
بَلَغَ : مَراتِبَ الإشْرافِ.
غرر الحكم ص394ح9111 .
والحديث الكريم : أس في الأخلاق والإيمان والتقى ، ومن غرر الأحاديث ، ومن أفضل وأعلى الكلام ، بل لمن يتحقق به يدخل في الأشراف ، أي يكون سيد بحق لبيته ولقومه ولكل من يحيط به ، لأنه من ينصف الناس ينصف ، ومن ينصف العباد يحب ويتقرب منه ويؤمن جانبه ، بل يتوقع خيره وفضله ، بل يجعل حكما وقاضيا في كل الأمور ، فلا يخافون ظلمه فضلا عن جوره .
لأن الإنصاف : هو قول الحق ، وعمل الحق ، و الاتصاف بالأوصاف الحقة والعلوم الحقة .
فالإنصاف : هو من الملكات الإنسانية التي تظهر الحق وتتجلى به في سيرة الإنسان وسلوكه وعلمه وعمله ، وهو أن يرضى لغيره ما يرضى لنفسه ، ويكون وفق الحكمة التي تضع كل شيء في محلة ، والتصرف بما فيه المصلحة والخير لا غير .
ويا أخوتي : إن الإنصاف والعدل مقرونان ولهم مراتب .
ولمعرفة : هذا المعنى ، نتدبر ما قال :
أبو هلال العسكري في الفروق اللغوية :
الفرق بين الإنصاف والعدل :
أن الإنصاف : إعطاء النصف .
والعدل : يكون في ذلك وفي غيره ، ألا ترى أن السارق إذا قطع ، قيل إنه عدل عليه ، ولا يقال إنه أنصف .
وأصل الإنصاف : أن تعطيه نصف الشيء ، وتأخذ نصفه من غير زيادة ولا نقصان .
وربما قيل : أطلب منك النصف ، كما يقال : أطلب منك الإنصاف ، ثم استعمل في غير ذلك مما ذكرناه .
ويقال : أنصف الشيء ، إذا بلغ نصف نفسه ، ونصف غيره إذا بلغ نصفه .
الفروق اللغوية ص80رقم317 .
وقال : الفرق بين الجور والظلم :
أن الجور : خلاف الاستقامة في الحكم .
وفي السيرة : السلطانية ، تقول : جار الحاكم في حكمه ، والسلطان في سيرته ، إذا فارق الاستقامة في ذلك .
والظلم : ضرر لا يستحق ولا يعقب عوضا ، سواء كان من سلطان أو حاكم أو غيرهما .
ألا ترى : أن خيانة الدانق والدرهم تسمى ظلما ، ولا تسمى جورا .
فإن أخذ ذلك : على وجه القهر أو الميل سمي جورا ، وهذا واضح .
وأصل الظلم : نقصان الحق .
والجور : العدول عن الحق ، من قولنا جار عن الطريق إذا عدل عنه .
وخلف : بين النقيضين ، فقيل في :
نقيض : الظلم ، الإنصاف ، وهو إعطاء الحق على التمام .
وفي نقيض : الجور ، العدل ، وهو العدول بالفعل إلى الحق.
الفروق اللغوية ص172اللغات 675 .
الإنصاف ، حقيقة وجودية في النفس ، وملكة واقعية في حقائق الروح ، ولذا عرف بالرضا للغير ما نرضى لأنفسنا ، ثم يجب أن يظهر علما وقولا وعملا ، ولا تستهوي الأهواء أحد بأن يخرج من الإنصاف بسب قرابة ، أو لأجل مصلحة تمسه أو تمس من يحبه ، فيشطط في الحكم والقضاء والعطاء ويغر ويخدع ويمكر بغيره ، فيضره ويظلمه فضلا من أن يجور عليه .
نتحلى بالإنصاف ، يجب التخلي عن كل مكر وحيلة ، وعن كل خديعة وغدر وتغرير ، وعن كل خلق يخالف الإنصاف في الحكم والقضاء ، ، حتى ليكون الإنصاف هو حقيقة الروح ، لأنه :
فحين تتخلى الروح : عن الأوصاف المشينة الخبيثة ، واللئيمة الظالمة ، فضلا عن الجائرة الطاغية .
حين ذلك : يمكن أن تتحلى الروح بالإنصاف .
..
ومعناه كثير مروي عن أهل البيت عليهم السلام ومثله لا ينال شفاعتنا مستخف بصلاته وغيرها
وهذا من أحلى الكلام في الإنصاف : قال أمير المؤمنين عليه السلام :
إن كنت تطلب رتبة الأشراف _ فعليك بالإحسان و الإنصاف
و إذا اعتدى أحد عليك فخله _ و الدهر فهو له مكاف كاف
ديوان الإمام علي عليه السلام ص284 . .
وأسأل الله لكم ولي : أخوتي الكرام الطيبين ، أن يوفقنا الله سبحانه لأن نتحقق بالعدل والإنصاف ، وأن نرضى لأنفسنا بحقائق الدين الصادقة ، وبمعارف الهدى الحق ، فنعبد الله بما يحب ويرضى
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قال الإمام علي عليه السلام :
من تحلى بالإنصاف
بلغ مراتب الأشراف
فهذا كلام سيد في الذروة العليا من أحفاد عبد المناف ، وقد نال من الله ورسوله أعلى معاني الألطاف ، حتى كان تالي سيد المرسلين في معالي الأخلاق والأوصاف .
فهنيئا وحسنى : لمن صدقه وأتبعه ولم يكن معه من أهل الخلاف ، وطوبى والخير لمن تحلى بمواعظه الحسنة ونهى النفس عن الجور والطغيان ولم ينصر الأجلاف ، وتحلى بصفات آدابه الحميدة ولربه كان من أهل الرجاء وله خاف .
يا أخوتي الطيبين : أما أصل الحديث فهو ما :
قال الإمام علي عليه السلام :
مَنْ : تَحَلّى بِالإنْصافِ .
بَلَغَ : مَراتِبَ الإشْرافِ.
غرر الحكم ص394ح9111 .
والحديث الكريم : أس في الأخلاق والإيمان والتقى ، ومن غرر الأحاديث ، ومن أفضل وأعلى الكلام ، بل لمن يتحقق به يدخل في الأشراف ، أي يكون سيد بحق لبيته ولقومه ولكل من يحيط به ، لأنه من ينصف الناس ينصف ، ومن ينصف العباد يحب ويتقرب منه ويؤمن جانبه ، بل يتوقع خيره وفضله ، بل يجعل حكما وقاضيا في كل الأمور ، فلا يخافون ظلمه فضلا عن جوره .
لأن الإنصاف : هو قول الحق ، وعمل الحق ، و الاتصاف بالأوصاف الحقة والعلوم الحقة .
فالإنصاف : هو من الملكات الإنسانية التي تظهر الحق وتتجلى به في سيرة الإنسان وسلوكه وعلمه وعمله ، وهو أن يرضى لغيره ما يرضى لنفسه ، ويكون وفق الحكمة التي تضع كل شيء في محلة ، والتصرف بما فيه المصلحة والخير لا غير .
ويا أخوتي : إن الإنصاف والعدل مقرونان ولهم مراتب .
ولمعرفة : هذا المعنى ، نتدبر ما قال :
أبو هلال العسكري في الفروق اللغوية :
الفرق بين الإنصاف والعدل :
أن الإنصاف : إعطاء النصف .
والعدل : يكون في ذلك وفي غيره ، ألا ترى أن السارق إذا قطع ، قيل إنه عدل عليه ، ولا يقال إنه أنصف .
وأصل الإنصاف : أن تعطيه نصف الشيء ، وتأخذ نصفه من غير زيادة ولا نقصان .
وربما قيل : أطلب منك النصف ، كما يقال : أطلب منك الإنصاف ، ثم استعمل في غير ذلك مما ذكرناه .
ويقال : أنصف الشيء ، إذا بلغ نصف نفسه ، ونصف غيره إذا بلغ نصفه .
الفروق اللغوية ص80رقم317 .
وقال : الفرق بين الجور والظلم :
أن الجور : خلاف الاستقامة في الحكم .
وفي السيرة : السلطانية ، تقول : جار الحاكم في حكمه ، والسلطان في سيرته ، إذا فارق الاستقامة في ذلك .
والظلم : ضرر لا يستحق ولا يعقب عوضا ، سواء كان من سلطان أو حاكم أو غيرهما .
ألا ترى : أن خيانة الدانق والدرهم تسمى ظلما ، ولا تسمى جورا .
فإن أخذ ذلك : على وجه القهر أو الميل سمي جورا ، وهذا واضح .
وأصل الظلم : نقصان الحق .
والجور : العدول عن الحق ، من قولنا جار عن الطريق إذا عدل عنه .
وخلف : بين النقيضين ، فقيل في :
نقيض : الظلم ، الإنصاف ، وهو إعطاء الحق على التمام .
وفي نقيض : الجور ، العدل ، وهو العدول بالفعل إلى الحق.
الفروق اللغوية ص172اللغات 675 .
الإنصاف ، حقيقة وجودية في النفس ، وملكة واقعية في حقائق الروح ، ولذا عرف بالرضا للغير ما نرضى لأنفسنا ، ثم يجب أن يظهر علما وقولا وعملا ، ولا تستهوي الأهواء أحد بأن يخرج من الإنصاف بسب قرابة ، أو لأجل مصلحة تمسه أو تمس من يحبه ، فيشطط في الحكم والقضاء والعطاء ويغر ويخدع ويمكر بغيره ، فيضره ويظلمه فضلا من أن يجور عليه .
نتحلى بالإنصاف ، يجب التخلي عن كل مكر وحيلة ، وعن كل خديعة وغدر وتغرير ، وعن كل خلق يخالف الإنصاف في الحكم والقضاء ، ، حتى ليكون الإنصاف هو حقيقة الروح ، لأنه :
فحين تتخلى الروح : عن الأوصاف المشينة الخبيثة ، واللئيمة الظالمة ، فضلا عن الجائرة الطاغية .
حين ذلك : يمكن أن تتحلى الروح بالإنصاف .
..
ومعناه كثير مروي عن أهل البيت عليهم السلام ومثله لا ينال شفاعتنا مستخف بصلاته وغيرها
وهذا من أحلى الكلام في الإنصاف : قال أمير المؤمنين عليه السلام :
إن كنت تطلب رتبة الأشراف _ فعليك بالإحسان و الإنصاف
و إذا اعتدى أحد عليك فخله _ و الدهر فهو له مكاف كاف
ديوان الإمام علي عليه السلام ص284 . .
وأسأل الله لكم ولي : أخوتي الكرام الطيبين ، أن يوفقنا الله سبحانه لأن نتحقق بالعدل والإنصاف ، وأن نرضى لأنفسنا بحقائق الدين الصادقة ، وبمعارف الهدى الحق ، فنعبد الله بما يحب ويرضى