بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد
قال الله تعالى: ﴿لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾[1].
هنالك أماني شيطانية مكشوفة بصورة رسمية لعباد الشيطان بما يسوّله لهم، ثم هنا أماني مغطّاة بغطاءات كتابية من شرعة الله، فأهل كل شرعة له أمنية الاختصاص برحمة الله بمجرد انتسابه إلى تلك الشرعة، وكأنها دون شروط سياج عن كافة العقبات والعقوبات، فعمل السوء - إذا - لا يسيء إليه بسناد ذلك السياج. وهنا الله يستأصل هذه الأماني من مسلمين وسواهم من كتابيين وسواهم، أن ﴿لَّيْسَ﴾، الجزاء واللاّ جزاء ﴿بِأَمَانِيِّكُمْ﴾، لأنكم مسلمون ﴿وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾، لأنهم أهل كتاب، وإنما ﴿مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾، منكم ومن سواكم. وهذا ما روي عَنِ اَلْهَرَوِيِّ قَالَ: ((سَمِعْتُ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ قَالَ لِلصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: يَا أَبَتَاهْ مَا تَقُولُ فِي اَلْمُذْنِبِ مِنَّا وَمِنْ غَيْرِنَا؟ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: ﴿لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾))[2]، نعم! وإن السوء يجزى به في الدارين أو في إحداهما ما لم يكفر عنه أو يتاب ويستغفر فإن التائب عن الذنب كمن لا ذنب له.
فكل الأمم في ﴿يُجْزَ بِهِ﴾، سواسية سواء، والأمنيات المفضلة بعضها على بعض كلها منثورة هباء، فإن ذلك قضية عدل الله. ثم الجزاء فيما لم يستغفر عنه قد يكتفى به يوم الدنيا، فما يصيب المؤمن من نصب، ولا وصب، ولا سقم، ولا حزن، حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته وهذه شريطة الإيمان وكرامته، وأما الكافر فقد يجمع عليه جزاءه لما بعد موته إذ لا كرامة له على الله ويجزى على ظلمه قبل موته مزيدا.
وليس كل ما يصيب المؤمن دليلا على ذنبه المكفّر به، فإن المصائب تتواتر على الأمثل فالأمثل وهو ما ورد عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: ((إِنَّ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: أَنَّ أَشَدَّ اَلنَّاسِ بَلاَءً اَلنَّبِيُّونَ ثُمَّ اَلْوَصِيُّونَ ثُمَّ اَلْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ وَإِنَّمَا يُبْتَلَى اَلْمُؤْمِنُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِ اَلْحَسَنَةِ فَمَنْ صَحَّ دِينُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ اِشْتَدَّ بَلاَؤُهُ وَذَلِكَ أَنَّ اَللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَجْعَلِ اَلدُّنْيَا ثَوَاباً لِمُؤْمِنٍ وَلاَ عُقُوبَةً لِكَافِرٍ وَمَنْ سَخُفَ دِينُهُ وَضَعُفَ عَمَلُهُ قَلَّ بَلاَؤُهُ وَإِنَّ اَلْبَلاَءَ أَسْرَعُ إِلَى اَلْمُؤْمِنِ اَلتَّقِيِّ مِنَ اَلْمَطَرِ إِلَى قَرَارِ اَلْأَرْضِ))[3]. فذلك النص الصارم يردّ مختلف الأمم عن أمانيهم إلى العمل وحده على ضوء الإيمان بإسلام الوجه لله بكل الوجوه ظاهرة وباطنة.
وبتعبير آخر لا يكون امر الفقر والغنى أو مطلقا ولو كان شأن النزول في الاول على ما قالوا بميلكم ﴿لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ﴾، ولا ميل اهل الكتاب ﴿وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾، فإن كل من يعمل سوءا يجز به (إما) في الدنيا وهو اسهل من حصول الغلاء، أو عروض الفقر، أو المرض وامثالها (وإما) في الاخرة وهو اصعب، فعروض الفقر يكون احسن ولا ناصر ولا متصرف في الامور الا الله، والعمل الصالح اذا صدر من اهل الايمان يؤثر تأثيرا عظيما، إذ الله لا يظلم بقدر نقرة النواة، والدين الاحسن هو رفض الخصوصيات، والخلوص لله كما سبق وهو دين الخليل، فإن من سريان محبة الله في تمام مراتبه حتى المرتبة البدنية بتمام اعضائها واجزائها وخللها وفرجها صار خليلا، ومن كان كذلك لا يكون نظره الى الخصوصيات بل تمام نظره الى الله، فمن يكون اقرب الى الله يكون احب اليه، سواء كان من ولد هاجر سلام الله عليها أو من ولد سارة سلام الله عليها، أو غيرهما، وتمام ما في العالي والسافل ملك لله ملكا حقيقيا قيامها به لا ملكا قوليا قابلا للنقل والانتقال، وهو محيط بالتمام لقيام التمام به صدورا وبقاء كما مر مرارا.
اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد
قال الله تعالى: ﴿لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾[1].
هنالك أماني شيطانية مكشوفة بصورة رسمية لعباد الشيطان بما يسوّله لهم، ثم هنا أماني مغطّاة بغطاءات كتابية من شرعة الله، فأهل كل شرعة له أمنية الاختصاص برحمة الله بمجرد انتسابه إلى تلك الشرعة، وكأنها دون شروط سياج عن كافة العقبات والعقوبات، فعمل السوء - إذا - لا يسيء إليه بسناد ذلك السياج. وهنا الله يستأصل هذه الأماني من مسلمين وسواهم من كتابيين وسواهم، أن ﴿لَّيْسَ﴾، الجزاء واللاّ جزاء ﴿بِأَمَانِيِّكُمْ﴾، لأنكم مسلمون ﴿وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾، لأنهم أهل كتاب، وإنما ﴿مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾، منكم ومن سواكم. وهذا ما روي عَنِ اَلْهَرَوِيِّ قَالَ: ((سَمِعْتُ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ قَالَ لِلصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: يَا أَبَتَاهْ مَا تَقُولُ فِي اَلْمُذْنِبِ مِنَّا وَمِنْ غَيْرِنَا؟ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: ﴿لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾))[2]، نعم! وإن السوء يجزى به في الدارين أو في إحداهما ما لم يكفر عنه أو يتاب ويستغفر فإن التائب عن الذنب كمن لا ذنب له.
فكل الأمم في ﴿يُجْزَ بِهِ﴾، سواسية سواء، والأمنيات المفضلة بعضها على بعض كلها منثورة هباء، فإن ذلك قضية عدل الله. ثم الجزاء فيما لم يستغفر عنه قد يكتفى به يوم الدنيا، فما يصيب المؤمن من نصب، ولا وصب، ولا سقم، ولا حزن، حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته وهذه شريطة الإيمان وكرامته، وأما الكافر فقد يجمع عليه جزاءه لما بعد موته إذ لا كرامة له على الله ويجزى على ظلمه قبل موته مزيدا.
وليس كل ما يصيب المؤمن دليلا على ذنبه المكفّر به، فإن المصائب تتواتر على الأمثل فالأمثل وهو ما ورد عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: ((إِنَّ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: أَنَّ أَشَدَّ اَلنَّاسِ بَلاَءً اَلنَّبِيُّونَ ثُمَّ اَلْوَصِيُّونَ ثُمَّ اَلْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ وَإِنَّمَا يُبْتَلَى اَلْمُؤْمِنُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِ اَلْحَسَنَةِ فَمَنْ صَحَّ دِينُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ اِشْتَدَّ بَلاَؤُهُ وَذَلِكَ أَنَّ اَللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَجْعَلِ اَلدُّنْيَا ثَوَاباً لِمُؤْمِنٍ وَلاَ عُقُوبَةً لِكَافِرٍ وَمَنْ سَخُفَ دِينُهُ وَضَعُفَ عَمَلُهُ قَلَّ بَلاَؤُهُ وَإِنَّ اَلْبَلاَءَ أَسْرَعُ إِلَى اَلْمُؤْمِنِ اَلتَّقِيِّ مِنَ اَلْمَطَرِ إِلَى قَرَارِ اَلْأَرْضِ))[3]. فذلك النص الصارم يردّ مختلف الأمم عن أمانيهم إلى العمل وحده على ضوء الإيمان بإسلام الوجه لله بكل الوجوه ظاهرة وباطنة.
وبتعبير آخر لا يكون امر الفقر والغنى أو مطلقا ولو كان شأن النزول في الاول على ما قالوا بميلكم ﴿لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ﴾، ولا ميل اهل الكتاب ﴿وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾، فإن كل من يعمل سوءا يجز به (إما) في الدنيا وهو اسهل من حصول الغلاء، أو عروض الفقر، أو المرض وامثالها (وإما) في الاخرة وهو اصعب، فعروض الفقر يكون احسن ولا ناصر ولا متصرف في الامور الا الله، والعمل الصالح اذا صدر من اهل الايمان يؤثر تأثيرا عظيما، إذ الله لا يظلم بقدر نقرة النواة، والدين الاحسن هو رفض الخصوصيات، والخلوص لله كما سبق وهو دين الخليل، فإن من سريان محبة الله في تمام مراتبه حتى المرتبة البدنية بتمام اعضائها واجزائها وخللها وفرجها صار خليلا، ومن كان كذلك لا يكون نظره الى الخصوصيات بل تمام نظره الى الله، فمن يكون اقرب الى الله يكون احب اليه، سواء كان من ولد هاجر سلام الله عليها أو من ولد سارة سلام الله عليها، أو غيرهما، وتمام ما في العالي والسافل ملك لله ملكا حقيقيا قيامها به لا ملكا قوليا قابلا للنقل والانتقال، وهو محيط بالتمام لقيام التمام به صدورا وبقاء كما مر مرارا.
[1] سورة النساء، الآية: 123.
[2] بحار الأنوار، ج 46، ص 175.
[3] الكافي، ج 2، ص 259.
[2] بحار الأنوار، ج 46، ص 175.
[3] الكافي، ج 2، ص 259.
تعليق