إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا[1].

    الحنيفية هي الطريقة المستقيمة المائلة عن الاديان الباطلة الى الديانة الحقة الموحدة لله عَزَّ وجَلَّ، ونهجها الالتزام بالثوابت والاصول الفطرية والعقلية التي جاءت بها الشرائع الالهية والاديان السماوية الحقة، وتجنب الشرك والانحرافات الحاصلة في الاديان السابقة.
    والحنيف والمُتَحنِّف هو المائل عن الأديان الباطلة إلى دين الحق، وهو المستقيم المائل إلى الإسلام والثابت عليه.
    والحنيف عند العرب: من كان على دين إبراهيم عليه السلام.

    وذكرها الله تعالى في الكتاب المجيد في آيات متفرقة منها:
    1. قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ[2].
    2. وقوله: ﴿قُلْ صَدَقَ اللهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ[3].
    يتجه النص القرآني الكريم في هذه الآية إلى الطرح العبادي، والذي يشكّل تعقيبا على تمنيّات كل من الكتابيّين والمشركين، حيث يوضّح مبدئا عاما هو: شريعة إبراهيم التي انطوت على جملة من الحقائق التي ظلت محتفظة بها حتى بالنسبة للشرائع اللاحقة بها. ولا يستبعد - فنيا - أن يكون الخطاب السابق عن هذه الآية والقائل: ﴿لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ اَلْكِتابِ[4]‌، متوجها إلى الإسلاميين - وليس المشركين - حيث تذكر النصوص المفسّرة بأن الآية نازلة بسبب من تفاخر الإسلاميين والكتابيين، بأن شريعة الكتابيّين سابقة على الإسلام (في تصورهم)، وبأن شريعة الإسلام خاتمة لسابقتها من الشرائع، وحينئذ يكون الطرح القرآني لشريعة إبراهيم جوابا مشتركا لهما، بصفة أن إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا، وإن شريعته بالنسبة للإسلاميين ظلت محتفظة ببعض مبادئها التي أقرّها الإسلام .
    فيكون معنى قوله تعالى: ﴿وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا﴾، أي شريعته في الدين قبل الإسلام. فإن شرع إبراهيم عليه السلام كان متفقا عليه في عصره مميّزا عن بقية الشرائع ممدوحا بحنيفيّته وسائر جهاته. وقد بقي كذلك تدخل الحنيفية منه في كل شرع أتى بعده الى أن جاء الإسلام فأكمل نواقصها وأتمّ الشرع الاسلامي وفرض أحكاما تبقى الى يوم ينفخ في الصور.
    فمن تمسّك بالإسلام فقد تمسك بالعروة الوثقى.
    ولا يخفى أن ملّة نوح عليه السلام مثلا، قد كانت بمقدار ما يحتاج اليه عصره، وكذلك في أيام إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام جميعا كانت شريعة كل واحد منهم تلائم عصره، فاتّباع ملّة إبراهيم من قبل المسلمين معناه الأخذ بما نزل به جبرائيل الأمين عليه السلام من حنيفيته التي كرّسها شرع الإسلام، فهو إذا بأمر من الله تعالى، فمن اتبعها كان ﴿حَنِيفًا﴾،أي مستقيما، مائلا عن سائر الأديان المنسوخة، سائرا على منهج إبراهيم عليه السلام، فإن منهجه محبوب من الله تعالى كما أن إبراهيم محبوب ومقرّب منه سبحانه لأنه أرضاه بسيرته وبدعوته فأكرمه.
    وهذا ما دلّت عليه روايات متواترة منها:
    1. ما رُوِيَ عن الإمام جعفر الصادق (عليه السَّلام) أنَّهُ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ إِلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله) فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ عُثْمَانَ يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ.
      فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) مُغْضَباً يَحْمِلُ نَعْلَيْهِ حَتَّى جَاءَ إِلَى عُثْمَانَ فَوَجَدَهُ يُصَلِّي.
      فَانْصَرَفَ عُثْمَانُ حِينَ رَأَى رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وآله).
      فَقَالَ لَهُ: ((يَا عُثْمَانُ لَمْ يُرْسِلْنِي اللهُ تَعَالَى بِالرَّهْبَانِيَّةِ، وَلَكِنْ بَعَثَنِي بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّهْلَةِ السَّمْحَةِ، أَصُومُ وَأُصَلِّي وَأَلْمِسُ أَهْلِي، فَمَنْ أَحَبَّ فِطْرَتِي فَلْيَسْتَنَّ بِسُنَّتِي، وَمِنْ سُنَّتِيَ النِّكَاحُ))
      [5].
    2. وعَنْ سَعِيدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السَّلام) أنَّهُ قَالَ: ((إِنَّ الْعَرَبَ لَمْ يَزَالُوا عَلَى شَيْ‏ءٍ مِنَ الْحَنِيفِيَّةِ، يَصِلُونَ الرَّحِمَ، وَيَقْرُونَ الضَّيْفَ، وَيَحُجُّونَ الْبَيْتَ، وَيَقُولُونَ اتَّقُوا مَالَ الْيَتِيمِ، فَإِنَّ مَالَ الْيَتِيمِ عِقَالٌ،‏ وَيَكُفُّونَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنَ الْمَحَارِمِ مَخَافَةَ الْعُقُوبَةِ، وَكَانُوا لَا يُمْلَى لَهُمْ إِذَا انْتَهَكُوا الْمَحَارِمَ))[6].

    [1] سورة النساء، الآية: 125.
    [2] سورة البقرة، الآية: 135.
    [3] سورة آل عمران، الآية: 95.
    [4] سورة النساء، الآية: 123.
    [5] الكافي، ج 4، ص 494.
    [6] الكافي، ج 4، ص 212.


  • #2


    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم
    وبارك الله بكم

    ​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X