إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(كارستن نيبور في كربلاء)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (كارستن نيبور في كربلاء)

    رات أقدم مدرس تأريخ في كربلاء الأستاذ عبد الرزاق الحكيم
    اسعد عبد الرزاق هاني

    المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    أشعر أن كل ما له علاقة بكربلاء هو لي وأتمنى أن أعرف عنها كل شيء، كل شيء تاريخها ،عتباتها، ناسها، زائريها ،المؤرخين الذين أرخوا لنا عوالمها أقرأ أحيانًا لنيبور، أنا لا أعرف عنه إلا القليل جدًا، وهذا القليل جعلته ملاذي في لقاء اليوم سألت الأستاذ عبد الرزاق عنه،
    بالمناسبة اكتشفت أن السمع أقرب للحفظ من القراءة
    وأطيب لذة وخاصة حين يكون الحوار لمختص في التاريخ الكربلائي وعاشقًا لها ، سألت الاستاذ :ـ أنا لا أعرف الكثير عن رحلة نيبور إلى كربلاء وأود أن أعرف من هو نيبور وما هوية رحلاته التي قيل عنها الكثير؟
    أجابني :ـ هو مستكشف الماني اسمه كارستن نيبور أشترك مع ستة من رفاقه في رحلة استكشافية بأمر من الملك فريدريك الخامس ملك الدنمارك لاستكشاف بلاد شبه الجزيرة العربية والمشرق الإسلامي فأظهر نيبور من كوبنهاجن 1761 م
    - ما هو الطابع العام بتلك الرحلة؟
    -طابع استكشاف استكشافي متعدد المهام والتخصصات سأذكر لك ما يقوله كارسين نيبور عن الرحلة اولًا : أمر الملك فردريك الخامس ملك الدنمارك باختيار الأشخاص المناسبين لهذه المهمة وساعدني الحظ إني كنت من المختارين
    ـ يعني هو ليس وحده، كم عدد من كانوا معه؟
    ـ تم إختيار خمسة اشخاص للقيام بهذه الرحلة ، البروفيسور كريستيان فون هافن الذي درس اللغات الشرقية ،البروفيسور بيار فورسكال عالم التاريخ الطبيعي، الطبيب كريستيان شارل كرامر ، وكان على جورج بور تنفيد رسم المناظر والمنتجات الطبيعية والملابس وأنا اهتمامي بالجغرافيا فكتب نيبور عن كل المناطق التي زارها
    ـ ليس إلى روما بل كل الطرق تؤدي إلى كربلاء قلتها مبتسما فابتسم الأستاذ عبد الرزاق لأنه فهم المعنى، استعجله لأعرف ماذا كتب عن كربلاء
    ـ عام 1765 م يوم 26 من كانون الأول توجه نيبور إلى كربلاء وإلى مشهد الحسين عليه السلام، كتب( إن كربلاء تبعد عن مدينة الحلة بخمسة أميال ألمانية وسبع ساعات الطريق
    ـ اتمنى لو أستطيع أن أعيش مشاعر هذا الرجل وهو يزور كربلاء لأول مرة في القرن السابع عشر م كيف ينظر إلى كربلاء نظرة سائح خبير ومعلومات واقعية لأن كربلاء تمثل له تجربة عمل والسياحة فكان الأستاذ عبد الرزاق يقف متأملًا تعقيباتي و تعليقاتي وعدم صبري و استعجالي للمعلومة.
    ـ كتب نيبور في مذكراته
    (حين أستشهد الحسين عليه السلام في كربلاء كانت غير مأهولة بالسكان لكن واقعة الطف أتاحت الفرصة بإسكان هذه البقعة وقد تم مد وتوصيل المياه بواسطة نهر الحسينية من نهر الفرات إلى هناك أما الآن فان المرء يرى غابة نخيل كبيرة.
    ـ جميل أن يعرف الإنسان حال كربلاء قبل خمس قرون وإن يرى حالها وصفها بما فيها.
    ـ كتب نيبور مدينة كربلاء التي تقع فيها غابة النخيل وهي أكبر من النجف وأكثر سكانًا إلا أن بيوتها لم تكن مبنية بناء متينا لكي تبقى راسخة بل أنها بنيت مثل بيوت البصرة والحلة أغلبها من الطين واللبن الغير مشوي.
    ـ هل كانت لكربلاء أسوار في زمنه ؟ هل كتب شيئًا عن الأسوار ؟
    ـ كتب نيبور لدى كربلاء سور للمدينة في خمسة أبواب وسور المدينة ايضًا مبني من أحجار الطين واللبن الغير محروقة والتي جففت تحت حراره الشمس وسور المدينة الآن مهشم تمامًا.
    ـ أكيد أن غرابة الشكل والملبس واللغة والدين سببت له احراجات مع أهل مدينة غريبة عنه لا تعرف نواياهم وخاصة أنه خبر فيها قداسة الهوية،
    قال الأستاذ عبد الرزاق الذي أعرفه أنه دخل كربلاء بالزي التركي وزار الحضرة الحسينية وقال عنها (رأيت مصلى صغير يطلق عليه الشيعة مذبح الحسين لقد بني المذبح فوق المكان أو الموضع الذي ذبح به الحسين عليه السلام)
    آه لو أعرف كيف كانت مشاعره لحظتها وهل كان يشعر ما تعنيه كربلاء من مكانة جليلة وقدسية؟
    بعض دلالات المدون الذي تركه لنا تشير الى هذه الناحية وبقوة يقول
    ( لن أسمح لنفسي الظهور أمام المدخل في النهار لكني ذهبت في المساء بصحبة مرافق و ارتديت عمامة تركية ويبدو أني دخلت يوم عيد فكانت الأماكن مضاءة والواجهة الأمامية مملوءة بالنوافذ والشبابيك الزجاجية منظر فريد لا يشاهد المرء مثله في مكان آخر في هذه البلاد ، وقيل إن الزجاج هدية من تاجر إيراني قام بنفسه بشحن وإرسال الزجاج من معمل في مدينه شيراز ،وخلف البناية الأمامية شيدت قبة عالية وتحتها دفن الحسين عليه السلام كما يقول الناس هنا وتحيط القبة أربع منائر صغيرة خلفها شيدت أربع قباب عريضة إلا أنها لم تكن عالية مثل قبه الحسين عليه السلام وقائم على صحن كبير تحيطها من أطرافها مساكن السادة والعلماء وخدمة الروضة
    ـ هذا الوصف يجعلني أرى كربلاء قبل قرون
    ـ يتحدث عن وجود شمعدان كبير ضخم يحمل مصابيح و أضوية كثيرة يقول ( لم أر مثلها وشيد للعباس عليه السلام جامع كبير داخل المدينة تقديرًا لمواقفه البطولية والتضحية التي يبجلها الناس وهم يتحدثون عن الواقع باعتزاز، رأيت الناس يتعاملون مع الحضرة بكل تقدير وإعجاب يؤدون صلاتهم و زيارتهم ويقبلون باب المدخل الرئيسي ومنهم من يقبل أرضية الحضرة
    ـ اجمل ما في هذا التدوين من روعة هو شهادته المهيبة حين كتب( الناس يبكون يصرخون فكأن الحسين أبوهم المتوفي اليوم وهذا الحزن لم يكن رياء لا ابدأ لم يكن رياء النادبات على ميت من أجل المال، بل هو حزن حقيقي نابع من القلب بحيث أن عيون الزوار الخارجين من الحضرة الحسينية كأنها كانت وارمة
    ولقد وصف نيبور ظهور ( البركة)عند الناس من المعجزات ويشير نيبور إلا أن القاسم بن الحسن وبعض الشهداء دفنوا في المخيم الحسيني، وفي الحقيقة هو زار خيمة القاسم عليه السلام، وصف الحالة الأمنية في في زيارته أنها معدومة والحكومة العثمانية كانت هي تنهب الناس ويقول إن كربلاء فيها عدد كبير من الانكشاريين الأتراك وكانوا يعتدون على الأهالي والزوار وكاد نيبور أن يتعرض للاعتداء عندما ظنوه زائر أرمينيا لكنهم تركوه عندما عرفوا أنه رجل أوروبي صار يخاف منهم ورغم أنه يرتدي الملابس التركية لكنه يرى أنهم مصدر مزعج ومرعب لأهالي كربلاء وزوارها
    ورغم هذا الرعب في كربلاء جميلة لاحظ كثرة وجود طيور الحمام في الروضتين ويشتغل من وجود الألفة والأمان لهؤلاء الطيور
    كما لاحظ وجود الترب والمسبحات المصنوعة من طين كربلاء وصور الأضرحة المطهرة وصور في جولته البراق والكعبة والحرم النبوي و سيف الإمام علي عليه السلام ذو الفقار وبطولات الإمام علي عليه السلام وزار معامل صناعه الترب في كربلاء في بيوت السادة وكأني أسمعه يقول كربلاء عظيمة.



  • #2


    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم
    وبارك الله بكم
    ​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X