إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلامٌ على السِّبطِ المُغَيَّبِ سلامٌ على اُعجُوبةِ الخَلْقِ والزَمَنْ

تقليص
X
تقليص
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلامٌ على السِّبطِ المُغَيَّبِ سلامٌ على اُعجُوبةِ الخَلْقِ والزَمَنْ





    إليك أيها النورُ الكامِنُ خلفَ السَّحاب، إليكَ أيّها البريقُ المتلألئ في عينِ الليل إليكَ أيها الأملُ المخبُووءُ في رَحِمِ السنين... إليكَ يا رِيَّ الصحارى الظامئة، إليكَ يا دِفءَ القلوب الخائفة،
    إليكَ يا بسمةَ الشِّفاهِ الذابلة، ليكَ يا أعذَبَ قصيدةٍ تَغنَّى بها الشِّعر... إليكَ أيها الفجرُ الموعود... إليكَ سيدي يا أبا صالح





    بميلادِكِ الزاهي نهنَّئُ اُمَّةً
    قد انتظرتْ عَبرَ الزمانِ لواءا
    ليُبهِجَ عَينَيها ويرفَعَ شأنَها
    ويأخُذَها للراقِياتِ سماءا
    سلامٌ على يومِ الظُّهُورِ وقائدٍ
    وميلادِ مَحجُوبٍ يَفيضُ صَفاءا
    سنذكرُهُ بالأدعياتِ وكُلَّما
    نجدِّدُ عهداً أو نَصونُ ولاءا
    سلامٌ على السِّبطِ المُغَيَّبِ دائمٌ
    سلامٌ على اُعجُوبةِ الخَلْقِ والزَمَنْ





    مخاض الأرض .. في انفتاحة السماء
    ليست كغربته غربة.

    هو ذا العالَم الأرضي عاكف على آلهته الطينية السوداء.. ووليّ الله الأعظم في غربة غريبة عن هذا العالم المنكود.
    أمعنَ إنسانُ الأرض في المتاهة، واستمرأ الظلمَ والجِحود، وبات على فراش الغفلة والشهوة الحمراء.
    لقد نسيَ الأنسانُ أنّه كائن ثمين شريف.
    نسيَ أنّه مخلوق مكرَّم.. لا غاية له غير السعادة العظمى بالله.
    نسيَ أنّ ربّه الرؤوف الرحيم قد جعله خليفة له في هذه الأرض: يعمرها، وينشر فيها السلام.
    انتشر في الأرض ـ بغفلة الإنسان ـ سلطانُ الظلام، ووقع ابن آدم في حبائل الشيطان، وأطبق الهواء على تجبّر الحاكم وهوان المحكوم.
    .. فأيّ غربة لوليّ الله الأعظم وبقيّته في أرضه.. أعظم من هذه الغربة ؟!
    ليست كغربته غربة، وليس كقلبه قلب.





    * * *

    إنّ حجّة الله على الناس.. هو الواقع عليه ظلمُ الناس؛ لأنّ أبناء الظلام لا يلتقون ونورَ الله على صراط. إنّهم يطعنون في القلب والخاصرة مَن يحمل لهم مشاعلَ الخير، وقواريرَ العطر.
    إنّ وليّ الله الأعظم سلام الله عليه.. هو في دنيا الناس: المظلوم، وهو على ظلم الناس: الصابر المحتسب الحليم.
    يقول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: «صاحبُ هذا الأمر: الشَّريد، الطَّريد، الفريد، الوحيد».





    * * *

    إنّه صلوات الله عليه.. الشاهد على الخلق.
    شاهدٌ لله على خلق الله، في تجربة الحياة الدنيا التي يخوضها بنو آدم على هذا الكوكب.
    والشاهد: حاضر، مطّلع، بصير.
    والشاهد: حيّ، راءٍ، خبير.

    إنّه الذي يمشي على صراط الله كما يريد الله، فهو لذلك الشاهد على الناس حين تستخفّهم رياحُ الشرق، أو تغويهم أهواء الغرب.
    إنّه القادر على التشخيص، والفصل، والتمييز.
    «لتكونوا شُهَداءَ على الناس».
    .. فهل يعود إنسان الأرض إلى الوعي المُبصر ؟!
    وهل يحتضن رسالةَ الشاهد الإلهيّ الخبير ؟!

    * * *





    لن ينقذ الأرضَ غير الثورة في الأرض.
    وإنّها لَثورة موعودٌ بها الناس على هذا الكوكب، مِن لَدُن رسول الله صلّى الله عليه وآله.
    وإنّها لَلثورةُ العظمى في الزمان الأخير.
    سوف تتلاحق حوادثها الصاعقة، كبراكين لا تعرف التوقّف.
    وسوف تتبدّل خرائط القدرة السياسية، وخرائط الموازنات العسكرية على سطح الأرض.
    وسوف تُشرق الأرض المنكودة بثورة النور من آل محمّد عليهم السّلام.

    * * *


    «ألاَ إنّ خير الجهاد: في آخِر الزمان».
    هكذا قال آل رسول الله صلوات الله عليه وعليهم، وهم يبشّرون ـ من خلال ذلك ـ إلى جهاد مهديّهم المنتظر عليه السّلام.
    إنّه جهاد الحسم، وجهاد الفصل.
    ولَسوف تتمايز الخطوط، وتتكتّل المعسكرات «لِيَميزَ اللهُ الخبيثَ من الطيّب».
    ومِن ثَمّ: يَقذِفُ الله بالحقّ على الباطل، فيَدمَغُه.. فإذا هو زاهق.
    وعندئذٍ: تشهد الأرضُ ما لم تشهده طيلةَ تاريخها الطويل، ويشهد إنسانُ الأرض زلزالاً صاعقاً، هو بداية لزمانٍ من الخصوبة الفائقة والنور.





    * * *

    إنّ الأرض ـ وقد غصّت بظلامها ـ سوف تتقشّع عنها سحائب الظلام.
    ولَسوف ينفرج ضِيقُ المحبس الطويل.
    وأزمنة القهر والإذلال.. لن تعود ثانيةً إلى هذه الأرض، التي بدأت ـ من العُمق ـ تُشرق بنور الله القاهر الغامر الجميل.

    * * *


    هُوَ الذي أرسَلَ رسولَهُ بالهُدى ودِينِ الحقِّ، لِيُظهِرَهُ علَى الدِّينِ كُلِّهِ .
    إنّ تأويل هذه الآية الشريفة: سوف يأتي مع مهديّ آل محمّد عليهم السّلام.
    إنّ الدين لَيغلِب ويسود، كما لم يَغلب ولم يَسُد في أيّ زمن من الأزمان.
    إنّ الأرض ـ كلّ الأرض ـ لَتتطهَّر، وتغتسل.
    إنّ الأرض ـ كلّ الأرض ـ لَتتوضّأ، وتصلّي.
    إنّ السلام لَيفرِشُ الأرض على يد الفاتح من آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين.
    و:
    قاتِلوا المُشركينَ كافّةً، كما يُقاتلونكم كافّةً .
    تأويلها أيضاً سوف يأتي.. حتّى لا يبقى على سطح هذا الكوكب لغير العدل والقِسط مِن موضعِ قَدَم.

    * * *





    هو ذا حاملُ راية رسول الله صلّى الله عليه وآله..
    إنّ الراية التي نشرها رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم بدر.. تُرفرف ـ في معارك ثورة المهدي سلام الله عليه ـ على كلّ الأرض.
    إنّها: راية النصر والظّفر المحتوم.
    وهي: الخط، والطريق، والغاية.
    يقول جدّه أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام: «إنّ لنا ـ أهل البيت ـ راية: مَن تَقَدّمها مَرَق، ومَن تأخّر عنها زَهق، ومَن تَبِعها لَحق».
    إنّه.. طُوبى لمن اتّخذ الرايةَ العظمى مناراً، وشعاراً.. إلى الطريق الاحب الوضيء، في أيّام الله الآتية المذخورة.

    * * *





    عذاب الأرض ـ كان وما يزال ـ ينبعث من أيّام طواغيت الأرض. ولكنّ البركان المحمديّ المحتدم المذخور، سوف يقتل الدجّال، وسوف يحرّر الأرض والإنسان.
    وإنّ للدجّال لَفتنة في قلوب المغرورين الغافلين. بَيْد أن أصحاب البصائر هم الذين لا يستخفّهم دَجَلُ الدجّالين الطغاة، وهم الذين يعرفون كيف يمشون.. وإلى أين يمشون.

    * * *


    إنّها أيّام السلام على الأرض، وأيّام العدل.
    ولسوف يبلغ العدلُ المنتظَر في سلطانه المشرقَ والمغرب.

    ولقد قال جدّه الأعظم رسول الله صلّى الله عليه وآله، واصفاً أيّام عدله في الزمن الأخير: «أما والله، لَيدخُلَنَّ عليهم عدلُه جوفَ بيوتهم، كما يَدخل الحَرّ والقَرّ».

    * * *





    وأشرَقَتِ الأرضُ بنورِ ربِّها .
    لك ـ يا أخي ـ أن تُطلق خيالك.. للتحليق في آفاق هذا النور الربّاني الذي سوف تشرق به الأرض.
    لك أن تحكي ما يبلغه إدراكك الحاضر، ممّا يخبّؤه الغدُ المنتظر السعيد.
    ولكنّك لن تحلّق عندئذٍ.. إلاّ في أفق ضيّق، ولا تدرك إلاّ القليلَ المحدود.
    لأننا ألِفْنا التفكير في ضمن الأطار الفكري والسياسيّ الذي نعيش ـ كما الفُقاعة الصغيرة ـ في داخله.
    ولكنّ الذي يُحدثه الله عزّوجلّ في الزمن الأخير.. هو انطلاقة كبرى، وتحرّر أعظَم، وإشراقة لا يقوى على إدراكها الفكر.
    إنّها حركة جبّارة مباغتة تُقبِل قادمةً مُخِفّة.. كالشهاب الثاقب.
    ولسوف تتصاغر عندها كلّ معادلات السياسة، وكلّ الموازنات.
    ولسوف تندحر كلّ نظريات دهاقين الاستراتيجيّات، وتنهزم خرائط كلّ صانعي القرارات.
    إنّ الأرض.. لَتشرق إشراقاً ذاتياً من أعماقها العميقة، وتتغيّر على الأرض معالم الحياة.

    * * *





    إنّ نور التوحيد.. في كلّ مكان.
    وإنّ دين الله.. ظاهر على الدين كلّه.

    وإنّ جمال العدل وجلال القسط.. لَعلى هذه الأرض بَيْد أنّ الطريق صعب شديد.
    إنّه: طريق الجهاد الشاقّ، والتضحية النفيسة، والزهد الصُّلب، والاندفاع بعشقٍ ما بعده عشق.. نحو الله.
    و: إنّ اللهَ مَعَ الذينَ اتَّقَوا، والذينَ هُم مُحسِنون



    "ولد لأبي محمد (عليه السلام) ولد فسماه محمداً، فعرضه على أصحابه يوم الثالث، وقال: هذا صاحبكم من بعدي، وخليفتي عليكم، وهو القائم الذي تمتد اليه الأعناق بالانتظار،
    فاذا امتلأت الأرض جوراً وظلماً خرج فملاَها قسطاً وعدلاً". كما شهد بذلك مسرور الطباخ مولى أبي الحسن (عليه السلام).

    وأخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) بمولده الشريف. والإمام الحسن العسكري (عليهم السلام) والده قد ذكر إمامته..
    ويشهد للإمام العسكري (عليه السلام) القاصي والداني في كافة الفرق الإسلامية وغيرها بسلامة صدقه ونقله ناخيك عن أنه إمام معصوم..
    ومع ذلك اعترف المؤرخون بولادته كما مر أعلاه إضافة الى صدور بعض الأمور المعلنة والمشهورة بين المسلمين من قبل الإمام (عليه السلام) منها:

    وصايا وتعليمات وأدعية وصلوات. ونصائح وإرشادات. ورسائل وتوجيهات. وأقوال مشهورة، وكلمات مأثورة وكان وكلاؤه معروفين، وسفراؤه معلومين، وأنصاره في كل عصر وجيل بالملايين. وهذا وحده كافياً وخير دليل.





    روي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال في حديث طويل مع جُندَب بن جُنادة، سأله فيه عن الأوصياء بعده من ذريّته،
    فقرأ (صلّى الله عليه وآله) الآية "وَعَد اللهُ الذينَ آمنوا منكم وعَمِلوا الصالحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم في الأرض كما استَخلَفَ الذينَ مِن قَبلِهم ولَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دِينَهمُ الذي ارتضى لهم ولَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعد خَوفِهم أمْناً يَعبُدونَني لا يُشرِكونَ بي شيئاً"
    ثمّ قال: (صلى الله عليه وآله) يا جُندَب! في زمن كلّ واحدٍ منهم (أي من الأئمّة) سلطانٌ يعتريه ويُؤذيه، فإذا عجّل اللهُ خُروج قائمنا يملأ الأرضَ قِسطاً وعدلاً كما مُلئت جَوراً وظلماً.


    ثمّ قال (عليه السّلام): "طُوبى للصابرين في غيبته، طُوبى للمتّقين على مَحَجّتهم"..

    وروي عن الإمام الحسين (عليه السّلام) في قوله تعالى: "ويقولونَ متى هذا الوعدُ إن كُنتم صادقين" أنّه ذكر القائم (عليه السّلام) في حديث، ثمّ قال: "له غَيبة يرتدّ فيها أقوام ويَثبُت فيها على الدِّين آخَرون،
    فيُؤذَون ويُقال لهم: متى هذا الوَعدُ إن كُنتم صادقين؟ أما إنّ الصابر في غَيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يَدَي رسول الله (صلّى الله عليه وآله)..

    وعن الإمام الرضا (عليه السّلام) أنّه قال (في حديث دِعبِل الخُزاعي):





    "قيل للنبيّ (صلّى الله عليه وآله): يا رسول الله، متى يخرج القائم من ذَريّتك؟ فقال: مَثَلُه مَثَل الساعة التي لا يُجلّيها لوقتِها إلاّ هو ثَقُلَت في السماوات والأرض، لا تأتيكم إلاّ بغتةً".

    وروي عن الإمام الصادق (عليه السّلام) في قوله تعالى: "وقاتِلوهم حتّى لا تكونَ فِتنةٌ ويكونَ الدِّين كُلُّه لله". قال: "إنّه لم يجئ تأويل هذه الآية، ولو قد قام قائمُنا بعده سيرى مَن يُدركه ما يكون من تأويل هذه الآية،
    وليَبلُغَنّ دينُ محمّد ما بَلَغ الليلُ، حتّى لا يكون مُشركٌ على ظهر الأرض، كما قال الله تعالى"..

  • #2




    التعرف على شخصية الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

    التعرف على شخصية الإمام المهدي الارتباط الوجداني والعاطفي بالإمام المهدي، الارتباط الوجداني والعاطفي بالإمام المهدي، العمل بمتطلبات انتظار الفرج



    - التعرف على شخصية الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

    من أولى الواجبات في عصر الغيبة الكبرى هو التعرف على شخصية الإمام المهدي من جميع أبعادها، وتعميق المعرفة به، وأنه حي يرزق، ويطلع على أعمال الناس، وأنه إمام هذا العصر والزمان الذي نعيش فيه، وأنه حجة الله على خلقه، وعلينا الإيمان بكل ذلك ارتكازاً على الأدلة النقلية الصحيحة، والاستدلالات العقلية المنطقية.

    «وأهمية هذا الواجب واضحة في ظل عدم الحضور الظاهر للإمام في عصر الغيبة والتشكيكات الناتجة عن ذلك، كما أن لهذه المعرفة تأثيراً مشهوداً في دفع الإنسان المسلم نحو العمل الإصلاحي البناء على الصعيدين الفردي والاجتماعي، فهي تجعل لعمله حافزاً إضافياً يتمثل بالشعور الوجداني بأن تحركه يحظى برعاية ومراقبة إمام زمانه الذي يسره ما يرى من المؤمنين من تقدم ويؤذيه أي تراجع أو تخلف عن العمل الإصلاحي البناء والتمسك بالأحكام والأخلاق والقيم الإسلامية التي ينتظر توفر شروط ظهوره لإقامة حاكميتها في كل الأرض وإنقاذ البشرية بها»(١).

    وتشير معظم الأدعية المستحبة قراءتها في عصر الغيبة إلى وجوب التعرف على إمام العصر والزمان حتى لا ينحرف الإنسان عن الطريق المستقيم، فعن زرارة أن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «إن للقائم غيبة وهو المنتظر وهو الذي يشك في ولادته، فقال زرارة: جُعلت فداك إن أدركت ذلك الزمان أي شيءٍ أعمل؟ قال: يا زرارة متى أدركت الزمان فلتدع بهذا الدعاء: اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني»(٢) فمعرفة إمام العصر والزمان، والارتباط به، والسير على نهجه، ضمانة من الانحراف والزيغ والضلال (فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني) فمعرفة الحجة ضمان للاستقامة على طريق الحق.


    - الارتباط الوجداني والعاطفي بالإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

    ومن التكاليف والواجبات المهمة التي أكدتها الأحاديث الشريفة لمؤمني عصر الغيبة هو تمتين الارتباط الوجداني بالمهدي المنتظر والتفاعل العملي مع أهدافه السامية والدفاع عنها والشعور الوجداني العميق بقيادته وهذا هو ما تؤكده أيضاً معظم التكاليف التي تذكرها الأحاديث الشريفة. كواجبات للمؤمنين تجاه الإمام مثل الدعاء له بالحفظ والنصرة وتعجيل فرجه وظهوره وكبح أعدائه والتصدق عنه والمواظبة على زيارته وغير ذلك مما ذكرته الأحاديث الشريفة. وقد جمعها آية الله السيد الأصفهاني في كتابه (مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم) وكتابه (وظائف الأنام في غيبة الإمام)»(٣).
    ومن أجل أن يكون الارتباط الوجداني بالإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) مؤثراً وفاعلاً ينبغي أن يتحلى المؤمن بإخلاص النية، وعمق العقيدة بوجود الإمام، والإيمان بحتمية الظهور للإمام، والاستعداد النفسي للانخراط في نصرة الإمام مع المؤمنين.



    - العمل بمتطلبات انتظار الفرج

    أكدت الكثير من الروايات والأحاديث الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) فضل وثواب وأهمية انتظار الفرج، فبعضها تصفه بأنه أفضل عبادة المؤمن كما هو المروي عن الإمام علي (عليه السلام): «أفضل عبادة المؤمن انتظار فرج الله»(٤)، وعبادة المؤمن أفضل بلا شك من عبادة مطلق المسلم، فيكون الانتظار أفضل العبادات الفضلى إذا كان القيام به بنية التعبد لله وليس رغبة في شيء من الدنيا؛ ويكون بذلك من أفضل وسائل التقرب إلى الله تبارك وتعالى كما يشير إلى ذلك الإمام الصادق (عليه السلام) في خصوص انتظار الفرج المهدوي حيث يقول: «طوبى لشيعة قائمنا، المنتظرين لظهوره في غيبته، والمطيعين له في ظهوره، أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون»(٥) ولذلك فإن «انتظار الفرج من أعظم الفرج»(٦) كما يقول الإمام السجاد (عليه السلام)، فهو يُدخل المنتظِر في زمرة أولياء الله.
    وتعتبر الأحاديث الشريفة أن صدق انتظار المؤمن لظهور إمام زمانه الغائب يعزز إخلاصه ونقاء إيمانه من الشك، يقول الإمام الجواد (عليه السلام):«... له غيبة يكثر أيامها، ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون، ويستهزئ بذكره الجاحدون، ويكذب فيه الوقاتون، ويهلك فيه المستعجلون، وينجو فيه المسلمون»(٧) وحيث إن الانتظار يعزز الإيمان والإخلاص لله عز وجل والثقة بحكمته ورعايته لعباده، فهو علامة حسن الظن بالله، لذا فلا غرابة أن تصفه الأحاديث الشريفة بأنه: «أحب الأعمال إلى الله»(٨)، وبالتالي فهو «أفضل أعمال أمتي»(٩) كما يقول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم).

    والانتظار يرسخ تعلق الإنسان وارتباطه بربه الكريم، وإيمانه العملي بأن الله عز وجل غالب على أمره، وبأنه القادر على كل شيء، والمدبر لأمر خلائقه بحكمته الرحيم بهم، وهذا من الثمار المهمة التي يكمن فيها صلاح الإنسان وطيه لمعارج الكمال، وهو الهدف من معظم أحكام الشريعة وجميع عباداتها وهو أيضاً شرط قبولها، فلا قيمة لها إذا لم تستند إلى هذا الإيمان التوحيدي الخالص الذي يرسخه الانتظار، وهذا أثر مهم من آثاره الذي تذكره الأحاديث الشريفة نظير قول الإمام الصادق (عليه السلام): «ألا أخبركم بما لا يقبل الله عز وجل من العبادة عملاً إلا به... شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، والإقرار بما أمر الله، والولاية لنا والبراءة من أعدائنا ـ يعني الأئمة خاصة ـ والتسليم لهم، والورع، والاجتهاد، والطمأنينة، والانتظار للقائم (عليه السلام)»(١٠).

    وتصريح الأحاديث الشريفة بأن التحلي بالانتظار الحقيقي يؤهل المنتظر -وبالآثار المترتبة عليه المشار إليها آنفاً- للفوز بمقام صحبة الإمام المهدي كما يشير إلى ذلك الإمام الصادق في تتمة الحديث المتقدم حيث يقول: «من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر» وكذلك يجعله يفوز بأجر هذه الصحبة الجهادية وهذا ما يصرح به الصادق (عليه السلام) حيث يقول: «من مات منكم على هذا الأمر منتظراً له كان كمن كان في فسطاط القائم (عليه السلام)»(١١) ويفوز أيضاً بأجر الشهيد كما يقول الإمام علي (عليه السلام): «المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله»(١٢) بل ويفوز بأعلى مراتب الشهداء المجاهدين، يقول الإمام الصادق (عليه السلام): «من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر كمن هو مع القائم في فسطاطه؛ قال الراوي: ثم مكث هنيئة، ثم قال: لا بل كمن قارع معه بسيفه، ثم قال: لا والله إلا كمن استشهد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)»(١٣).
    والأحاديث المتحدثة عن آثار الانتظار كثيرة ويفهم منها أن تباين هذه الآثار في مراتبها يكشف عن تباين عمل المؤمنين بمقتضيات الانتظار الحقيقي، فكلما سمت مرتبة الانتظار تزايدت آثارها المباركة وبالطبع فإن الأمر يرتبط بتجسيد حقيقة ومقتضيات الانتظار، ولذلك يجب معرفة معناه الحقيقي(١٤).

    الهوامش:-----


    (١) أعلام الهداية: الإمام المهدي المنتظر خاتم الأوصياء، المجمع العالمي لأهل البيت، قم - إيران، الطبعة الأولى ١٤٢٢هـ، ص ١٨٣ - ١٨٤.
    (٢) أصول الكافي، الشيخ الكليني، دار التعارف للمطبوعات، بيروت - لبنان، طبع عام ١٤١٩هـ - ١٩٩٨م، ج١، ص ٣٩٦، رقم ٥.
    (٣) أعلام الهداية: الإمام المهدي المنتظر خاتم الأوصياء، ص ١٨٤ و١٨٥.
    (٤) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج ٥٢، ص ١٣١، رقم ٣٣.
    (٥) إكمال الدين وإتمام النعمة، الشيخ الصدوق، المطبعة الحيدرية، النجف - العراق، طبع عام ١٣٨٩هـ - ١٩٧٠م، ص ٣٤٤.
    (٦) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج٥٢، ص ١٢٢، رقم ٤.
    (٧) إكمال الدين وإتمام النعمة، الشيخ الصدوق، المطبعة الحيدرية، النجف - العراق، طبع عام ١٣٨٩هـ - ١٩٧٠م، ص٣٦٢.
    (٨) الخصال، الشيخ الصدوق، ج ٢، ص ٦١٠.
    (٩) إكمال الدين وإتمام النعمة، الشيخ الصدوق، المطبعة الحيدرية، النجف - العراق، طبع عام ١٣٨٩هـ - ١٩٧٠م، ص ٦٠٤.
    (١٠) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج ٥٢، ص ١٤٠، رقم ٥٠.
    (١١) إكمال الدين وإتمام النعمة، الشيخ الصدوق، ص ٦٠٣.
    (١٢) إكمال الدين وإتمام النعمة، الشيخ الصدوق، ص٦٠٤.
    (١٣) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج ٥٢، ص ١٢٦، رقم ١٨.
    (١٤) أعلام الهداية: الإمام المهدي المنتظر خاتم الأوصياء، ص ١٨٧ - ١٨٨.(بتصرف بسيط).



    تعليق


    • #3
      على اعتاب ذكرى مولد منقذ البشرية.. الانتظار على جمرة الألم





      الامام الحجة المنتظر يحتاج الى الطليعة الواعية في الأمة التي تتحمل مسؤولية التغيير الحقيقي، وقبلها تكون متسلحة بالوعي والثقافة المهدوية، فهو يحتاج للقوة التي تحرس شخصيته وتعاليمه ومهمته، والانتظار فيه تحضير للقوة، هذه الشريحة المثقفة هي التي تمهّد للظهور بين أوساط الأمة بنشر ثقافة الانتظار بالعمل للإصلاح والبناء على أسس قيمية...
      "أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج".

      رسول الله، صلى الله عليه وأله


      عندما أتأمّل واقع الأمة بشكل عام، وواقع بلدي (العراق) بشكل خاص أرى تشابهاً في علل الازمات والمعاناة منذ أول انحراف جرّبته الأمة و تبنيها الضَلال الذي حذر منه النبي الأكرم في حديث الثقلين، وحتى اليوم، إنما الفارق في ظواهر الحياة لا أكثر، فالاحتكام الى قوة السلاح والمال، بدلاً من القرآن الكريم وقيم السماء، والترحيب بالظلم والجور، وطرد العدل والمساواة من الحياة، رغم ما سمعوه من أمير المؤمنين: "من ضاق عليه العدل فان الجور عليه أضيق"، مع طائفة من الصفات الذميمة كالجبن، والكِبر، والأنانية، والازدواجية، كلها مجتمعة كانت في صدر الإسلام، كما هي اليوم متجسدة في واقعنا الاجتماعي والسياسي بنسبة كبيرة –حتى لا يكون الحكم مطلقاً-، فالانسان هو نفس الانسان، بتركيبته الفسيولوجية والنفسية، إنما اليوم اصبح يتنقل بين آفاق الأرض خلال ساعات معدودة، ويطّلع على ما يجري في الشرق والغرب بالبث المباشر، وينجز مختلف الاعمال الكبرى في أوقات قصيرة، ويتمتع بأفضل وسائل العيش والرفاهية.
      هذا الانسان يشترك مع أخيه انسان ما قبل حوالي أربعة عشر قرناً في الرغبة بالخلاص والنجاة مما يحتوشه من مكاره الحياة، لاسيما ما يأتي من الحاكم الظالم، فقراً، وتعسفاً، وقتلاً، ومصادرة للحريات والكرامة، و أرى إن انسان ذلك اليوم، لاسيما في عهد الأئمة المعصومين، عليهم السلام، أحقّ بالدعاء للفرج للخلاص مما كان يلاقيه من ضرب الرقاب بالجملة، والموت في مطامير السجون، والمطاردة، لانهم لم يكن يمتلكون ما نمتلكه اليوم من امكانات وبدائل، وعلاوة على هذا الافتقار، كانوا يواجهون أنظمة حكم ترتدي عباءة الخلافة والامتداد لحكم رسول الله، وهو الرداء الواقي من أي تهديد بالسقوط، نعم؛ حدثت ثورات بالجملة في العهدين الأموي والعباسي، ولكن لم تتمكن ثورة واحدة من الإطاحة بـ "خليفة"، فكان يتم قمعها بسهولة أمام أنظار افراد الأمة، فيما يذهب ضحاياها شهداء الى رب غفور رحيم.

      الطليعة الممهدة

      من العجيب حقاً أن لا تفهم الأمة الدرس طيلة حوالي قرنين من الزمن حتى عهد الامام الحسن العسكري الذي عاش عتقلاً في معسكر، ومات مسموماً داخل هذا المعسكر، ثم كان مدفنه فيه، أي لم يمت في بيته كما سائر الأئمة المعصومين، وعامة الناس، ثم ولد الإمام الثاني عشر، والوصي الخاتم، عجل الله فرجه، في ظروف عصيبة كهذه، والأمة مستمرة بمتابعة الاخبار، وتطورات الصراع بين الحكام و المعارضة، وحتى نهاية فترة انتهاء الغيبة الصغرى، وبدء الغيبة الكبرى، مع بلوغ الأمام الحجة المنتظر سن الشباب، والناس يواكبون الظلم والحرمان والتعسف من حكام الدولة العباسية، والمسيرة متواصلة حتى اليوم مع استمرار الدعاء بالفرج والخلاص دون جدوى.
      بين الأئمة المعصومون، عليهم السلام، لافراد الأمة ممن كن يصغي للكلام، طرق الخلاص من الازمات، كما بيّن النبي الأكرم الطريق الموازي لطريق الازمات والفتن في حديث الثقلين، وذلك من خلال الاجتهاد في طلب العلم، والجدّ في العمل، والاحتكام الى القيم الأخلاقية والدينية في الحياة ليكونوا لهم دروعاً حصينة من اختراق أي حاكم ظالم لكيانهم الاجتماعي ثم التسلّط عليهم بسهولة.
      ومن أروع تلك الطرق؛ الانتظار بالعمل، "افضل أعمال أمتي انتظار الفرج"، قالها رسول الله، صلى الله عليه وآله، في وقت لم يجرّب المسلمون في المدينة ومكة وبعض الامصار، الأزمات والفجائع التي تجرعها المسلمون في القرون المتعاقبة، وما نعيشه اليوم، فقد سبق العمل الانتظار، بمعنى الدعوة للتحرك والتخطيط والاعداد لمرحلة الإنقاذ الكبرى، ومن ثم الانتصار على من نعدهم مصدراً للظلم والباطل، ونلمس بكل حواسنا مصداق الآية الكريمة: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً}، فهل يتحقق هذا المصداق بالمجان؟ أم بتغييرات في السلوك والتفكير، وفي البدء؛ مكافحة الظلم في العلاقات الاجتماعية قبل التوجه باصابع الاتهام بعيداً الى الجهات السياسية، فكيف يخشى الحاكم الظالم الزوال وهو يجد أنه محاط بجمهور يظلم بعضه بعضاً، بدءاً من أفراد الأسرة، وحتى الأصدقاء والزملاء، ثم الدوائر الحكومية والأسواق، وكل مكان؟
      إن قوة السلاح والمال لن تنقذ الشعوب من الظلم، مازالت هي تمارس الظلم من حيث لاتشعر، وإلا فإن أقوى رجل في تاريخ الإسلام لدينا هو؛ أمير المؤمنين، عليه السلام، قلع باب خيبر العملاقة وألقاها جانباً، وعجز العشرات من الرجال فيما بعد ان يزحزحوها من مكانها، بيد أن هذا الإمام البطل لم يتمكن أن يدفع عن نفسه شرذمة من طلاب السلطة وهم يقتادوه الى المسجد مقيداً بحمائل سيفه، لأن القضية لا تنتهي بقتل هذا او ذاك، حتى وإن قتل جميع من كانوا حوله آنذاك، فان الأمة تبقى على ضلالها الذي حذرها منه نبيها الأكرم، لأن الناس حينها كانوا سماطين على طول الطريق يتفرجون على من بايعوه يوم الغدير بالخلافة والولاية، وتكرر الأمر مع ابنيه؛ الامامين الحسن والحسين، عليهما السلام، وايضاً مع سائر الأئمة المعصومين، عليهم السلام.
      فالامام الحجة المنتظر يحتاج الى الطليعة الواعية في الأمة التي تتحمل مسؤولية التغيير الحقيقي، وقبلها تكون متسلحة بالوعي والثقافة المهدوية، فهو "يحتاج للقوة التي تحرس شخصيته وتعاليمه ومهمته، والانتظار فيه تحضير للقوة". (سيرة أهل البيت تجليات للإنسانية- الدكتور حسن عباس نصر الله).
      هذه الشريحة المثقفة هي التي تمهّد للظهور بين أوساط الأمة بنشر ثقافة الانتظار بالعمل للإصلاح والبناء على أسس قيمية، ولو أن الامر ليس بالسهل، بيد أن استذكار الألم والمعاناة الموجودة يجعل الأمر يستحق العناء، والتذكير بأن كل خطوة نحو الظلم، سواءً بمجاراة الحاكم الظالم، او استمراء الممارسات التعسفية في العلاقات الاجتماعية، تمثل انحداراً عميقاً نحو مزيد من المعاناة في قادم الأيام، إن لم تكن لصاحب المنصب والامتياز والجاه، فانه سيلحق بالابناء والاحفاد كما أكد الزمان هذه الحقيقة.
      المصادر من مواقع مختلفة

      تعليق


      • #4

        إِنَّا مُنتَظِرُونَ.. معَ مولدِ المُنتَظَر في ١٥ شَعبان




        إِنَّ الذينَ ينتظِرُونَ الظُّهور المُبارك للإِمامِ مِن دونِ استعدادٍ حقيقيٍّ وجديٍّ وسلُوكٍ قويمٍ مَثَلَهُم كمَثَلِ الذي ينتظِر المطَر ليجمعهُ بغِربالٍ أَو أَن يُحقِّقَ نجاحاً في الإِمتحانِ من دونِ استعدادٍ وسلُوكٍ، فهل يُمكِنُهُ ذلكَ؟ إِلَّا بالغُشِّ والحيلةِ، والإِمامُ لا يُخدَعُ بهذا و لاَ يُخْدَعُ اللهُ عَنْ جَنَّتِهِ...
        كُلُّ ابنُ آدم في هذا العالَم ينتظِرُ، ينتظِرُ شيئاً، والنَّاسُ على نَوعَينِ؛
        الأَوَّل؛ هو الذي يسيرُ إِلى ما ينتظِرَهُ سعياً واجتِهاداً وعزيمةً وأَملاً، وهُمُ الذين يفهمُونَ الإِنتظار على أَنَّهُ استعدادٌ وسلوكٌ ومُحاولات.
        الثَّاني؛ هوَ المُتوقِّف ليأتي إِليهِ ما ينتظرهُ تكاسُلاً، وهُم الذينَ يفهمُونَ الإِنتظار على أَنَّهُ جلوسٌ بِلا حَراكٍ ومُحاوَلةٍ وتضحِيةٍ.
        الأَوَّل؛ هُمُ النَّاجِحُونَ في حياتهِم الواعُونَ لحضُورهِم ورسالتهِم من الذين يحوِّلُونَ الإِنتظار إِلى إِنجازٍ مُستمرٍّ على مُختلَفِ الأَصعِدةِ.
        الثَّاني؛ هُمُ الفاشِلُونَ الذينَ لا يُحرِّكُونَ ساكِناً ولا يُنجِزُونَ شيئاً ولا يستعدُّونَ ثُمَّ، معَ ذلكَ، يتوقَّعُونَ اللِّقاء بما ينتظرُونَهُ بأَحسنِ حالٍ!.
        إِنَّ الإِنتظار؛
        أ/ إِستعدادٌ للِّقاءِ، فإِذا كُنتَ تنتظِر يَومَ السِّباق فعليكَ أَن تستعِدَّ لهُ مادِّيّاً بالتَّمرينِ اليَومي لتَقويةِ مهاراتِكَ ومعنَويّاً بالإِستعدادِ النَّفسي.
        أَمَّا المُتسابِق الذي يجلِس في صالةِ التَّمرين لا يفعَل شيئاً بانتظارِ صافِرةِ الحكَم لتُعلِنَ عن إِنطلاقِ السِّباقِ، فهذا مُتسابِقٌ أَهبل يحكمُ على نفسهِ بالهزيمةِ والفشَلِ معَ سِبقِ الإِصرارِ.
        ب/ سلوكٌ في اللِّقاءِ، فإِذا كُنتَ تنتظرُ أَن يزُوركَ الزَّعيم فيلزَمكَ أَن تُبدي اهتماماً بذلكَ باستمرارٍ من خلالِ سلوكِكَ سَواءٌ على مُستوى المَظهَر أَو على مُستوى الإِعداد، خاصَّةً إِذا كُنتَ تجهل وقتَ اللِّقاءِ ومكانهُ.
        إِنَّ الذينَ ينتظِرُونَ الظُّهور المُبارك للإِمامِ (عجَّ) مِن دونِ استعدادٍ حقيقيٍّ وجديٍّ وسلُوكٍ قويمٍ مَثَلَهُم كمَثَلِ الذي ينتظِر المطَر ليجمعهُ بغِربالٍ أَو أَن يُحقِّقَ نجاحاً في الإِمتحانِ من دونِ استعدادٍ وسلُوكٍ، فهل يُمكِنُهُ ذلكَ؟! إِلَّا بالغُشِّ والحيلةِ، والإِمامُ (عجَّ) لا يُخدَعُ بهذا و {لاَ يُخْدَعُ اللهُ عَنْ جَنَّتِهِ} كما يقُولُ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع).
        ليسَ الإِنتظارُ شِعاراً ولا هوَ خِطاباً أَو مقالاً أَو ظهُوراً في السَّاحاتِ.
        وبينَ الإِنتظارَينِ الصَّادِق والكاذِب، الحقيقي والمُخادع، إِستعدادٌ وسلوكٌ، أَمّا عكسهُما، كسَلٌ وتواكُلٌ، فضِحكٌ على الذُّقُونِ وخِداعٌ للذَّاتِ!.

        تعليق


        • #5









          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...