تويت
من يهز النخلة، يجنِ الثمار
ساره صالح
جلست معصومة في غرفتها المظلمة، تتأمل الشاشة التي أمامها وقد كُتب عليها: لم يتم قبول طلبك، شكرًا لمحاولتك.
تنهدت بعمق، وشعرت بأن كل ما بذلته من جهد قد ذهب سدى،كيف يمكنها المحاولة مجددًا بعد هذا الإحباط؟
دخل أخوها الأكبر رضا إلى الغرفة بهدوء، لاحظ نظرتها الشاردة واقترب ليجلس بجانبها.
رضا : ما بكِ، يا معصومة ؟ أرى الحزن في عينيكِ.
مصعومة : لقد قدمتُ على مشروع مهم، وبذلتُ جهدًا كبيرًا لإنجازه، لكنهم رفضوه أشعر أنني فشلت، وكل ما فعلته كان بلا فائدة.
ابتسم رضا بهدوء، ثم قال: أتذكرين قصة مريم عليها السلام؟ حينما كانت ضعيفة في أصعب لحظات حياتها، ومع ذلك أمرها الله أن تهز جذع النخلة حتى تساقط عليها الرطب؟
ثم أكمل وهو ينظر إليها بثقة: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا.
صمت للحظة، ثم تابع:
إن الله قادر على أن يُنزل الرطب إليها دون أن تهزّ النخلة، لكنه أراد أن يعلمنا قانونًا عظيمًا في الحياة: عليكِ أن تبذلي السبب، وأن تباشري السعي حتى لو كنتِ ضعيفة، حتى لو كان الظرف قاسيًا، وحتى لو بدا لكِ أن الأمر مستحيل حينها، ستأتيكِ النتائج في الوقت المناسب، وربما أكثر مما توقعتِ.
نظرت إليه معصومة وقد بدأت كلماته تحرك شيئًا في داخلها.
رضا: الفشل ليس النهاية، بل هو خطوة في طريق النجاح،كل من نجح قبلكِ قد مرّ بهذه المرحلة، لكنه لم يستسلم،حاولي مجددًا، طوّري من نفسكِ، واعلمي أن لكل مجتهد نصيبًا.
ابتسمت معصومة بخجل وقالت: أظن أنك محق، لا ينبغي لي أن أستسلم بهذه السهولة سأحاول مرة أخرى.
ربّت رضا على كتفها وقال بفخر: هذا هو الكلام الذي أريد سماعه والآن، انهضي وابدئي من جديد ، ولا تتوقفي فالرطب لايسقط بلا سعي .
تعليق