إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا[1].

    بعد أن ذكر سبحانه وتعالى لزوم القيام بالقسط، بيّن لزوم الإيمان الحقيقي عن قلب وعقيدة، ولا يكون ذلك القيام بالقسط إلا إذا توفر في الإنسان ذلك الإيمان ﴿يا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا﴾، في الظاهر، فإن الخطاب موجّه إلى كل من أظهر شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ومن المعلوم أن كثيرا منهم كانوا مؤمنين لفظا فقط ﴿آمَنُوا﴾، إيمانا راسخا وعقيدة في الجوارح والجوانح ﴿بِاللّٰهِ وَرَسُولِهِ‌﴾، محمد صلّى الله عليه وآله وَآمنوا ب‍ ﴿اَلْكِتابِ اَلَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ‌
    فالمراد بالكتاب الأول: القرآن، وبالكتاب الثاني: الجنس كالتوراة والإنجيل وغيرهما. والفرق بين نزّل وأنزل - أي بين التنزيل والإنزال - أن الأول يقال في النزول التدريجي، والثاني يقال في النزول الدفعي. فإن كتب الأنبياء السابقين عليهم الصلاة والسلام كان نزول كلّ منها دفعة واحدة، بخلاف القرآن الذي نزّله الله تعالى منجّما أي أجزاء وبمناسبات كما أشرنا فيما مضى. وهذا الفرق من نسج بعض مخيّلات من يفسرون تفسيرا شعريّا لأن اللفظتين - نزّل وأنزل - وردتا بخصوص نزول القرآن الكريم وبخصوص بقية الكتب السماوية الأخرى، فلا مدرك لهذا الفارق بالحقيقة حتى في كتب اللغة التي تعتبر اللفظتين مشتركتين في المعنى يستعملان في القرآن وفي غيره، ولو كان من فرق لظهر.
    ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ﴾، أي ينكر ويجحد، ولا يؤمن ﴿بِاللّٰهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ‌ وَرُسُلِهِ وَاَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ﴾، أي لم يصدق بكل واحد من هذه الخمسة المسمّيات ﴿فَقَدْ ضَلَّ‌﴾، أي تاه عن الحق وضاع ﴿ضَلالاً بَعِيداً﴾، غير قريب، ضاربا في البعد، لأن إنكار واحد من هؤلاء يرجع بالحقيقة إلى إنكار وجود الصانع تبارك وتعالى، فهو الذي أمر بالإيمان بهم بعد الايمان به سبحانه، وهو حد الكفر به تعالى وتقدّس، والكفر بالله أشد أنواع الكفر، ويكون أشد عذابا من كل ذنب، وأبعد من كل بعد عن رحمته عزّ وجلّ‌.
    وأما ذكر الرسول تلو ذكر الجلالة في موضوع مراحل الإيمان، ثم ذكر الملائكة تلو ذكره جلّ جلاله في مقام الكفر، فلعله يرمز إلى أن في مراحل الايمان تكون مرحلة أصول العقائد. فالترتيب في ذلك هو ما ذكر: أي معرفة الصانع تعالى، فإنه يجب على كل إنسان السعي في سبيل معرفته سبحانه، وتحصيلها بالدليل والبرهان، لأن إيمان المقلّد ومعرفته لوجود الصانع وإن كانت صحيحة عنده، لكنه آثم من حيث تركه النظر في الأدلة والبراهين والحجج.
    فالمعتمد أولا، هو تحصيل المعرفة بالحجج والبراهين والدليل المقنع، حتى يبلغ الايمان به جلّ وعلا وبوجوده كمن يراه. وقد نلمح هذا المعنى بعينه فيما ذكره الإمام الحسين (عليه السلام) في دعاء عرفة ذي المحتوى العميق، إذ يقول فيه: ((وَمَتَى بَعُدْتَ حَتَّى تَكُونَ اَلْآثَارُ هِيَ اَلَّتِي تُوصِلُ إِلَيْكَ عَمِيَتْ عَيْنٌ لاَ تَرَاك))، ثم ينبغي للإنسان أن يجتهد في ذلك حتى يصل إلى درجة الفناء في ذات الله عزّ وجل، كما حصل لموسى عليه السلام مثلا في طور سيناء، وكما جرى لنبيّنا صلّى الله عليه وآله ليلة الإسراء إذ رفعه الله تعالى فيها إليه فوصل إلى مقام ما وصل إليه نبيّ مرسل ولا ملك مقرّب وذلك قوله تعالى: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى* فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى
    [2]، وشاهد ما شاهد فحصل له من المعارف، وكشف له من الحقائق ما لا يمكن لغيره من الخلق لا قبله ولا بعده. أما غاية معرفة العوامّ فهي الإيمان العادي - الغبي - الذي لا يترقى في المراتب التي تعمّق الإيمان وترسّخه. وأما الكفر فهو مرتبة واحدة، إذ يكفي للإنسان أن يكفر بواحد مما ذكر في الآية الشريفة ليكون كافرا، سواء كفر بالله أو برسله أو بملائكته، إلخ.. فمن أنكر الأول هو مع من أنكر الثاني سيّان.

    [1] سورة النساء، الآية: 136.
    [2] سورة النجم، الآيتان: 8-9.


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم
    وبارك الله بكم

    ​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم
      ​​​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X