لا ملجأ الا أنت
رزنة صالح
إلهي، ها أنا أقف بين يديك، أحمل جسدي الثقيل كجثة خاوية، أنفضه بأنامل روحي، محاولةً إسقاط ذرات ذنوبي الثقيلة. أبلل أطرافه المتهالكة بكأس الدعاء، لعل الإجابة تعيد له الحياة.
أخلط الليل بنفسي حتى يصبح جزءًا مني، أندمج معه، وأربط مدامعي بخيوط سجادتي. أداوي جراح نفسي، وأقطن بعيدًا عن الهوى، متوجهةً إليك، وكأني لاجئة لا تجد لها ملجأً إلا أنت.
إلهي، شهر الزمن رمحه على قلبي حتى كادت روحي تختنق في قميص الفراغ، ولولا أنني بللت كلماتي بقربك، رغبةً في أن تروي هذا القلب الذي نال منه العطش حتى تفطّرت ملامحه، لهلكت.
إلهي، من يخلع عن قلبي ثوب المشيب إن لم تغمرني بلطفك،
من ذا يعيد لسماء عمري لمعتها إن لم يكن نورك،
من يخرج أيامي من تابوتها إن لم تحيها كما أحييت الرجل بعد مائة عام،
سيدي، من يكسو عظام حلمي بلحم التحقيق إن لم تنظر إليّ برحمتك،
حبيب قلبي، من ذا يهز نخلة صبري إن لم تسقِ روحي برضاك؟
أي أرض، يا خالقها، قد تفتح يديها لي إن لم تفتح لي معالم الوصول بقدرتك،
أنا الفقيرة التي تتلمس وجه الطرقات، وأنت الغني عني.
أنا الذليلة التي تفتش عن نفسها في دهاليز الدنيا، وأنت العزيز الذي، إن شئت، أنقذتني.
سيدي، أملك روحًا تجرجر بقاياها على عتبة بابك، فلا تتركني.
تعليق