ما هي عقوبة ترك نصرة أهل البيت (ع) ، رسول الله محمد (ص) بين هذه العقوبة .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
روي أن الإمام الحسين (ع) قال لعبيد الله ابن الحر : ( ... وأنت يا بن الحر فاعلم أن الله عز وجل مؤاخذك بما كسبت وأسلفت من الذنوب في الأيام الخالية ، وأنا أدعوك في وقتي هذا إلى توبة تغسل بها ما عليك من الذنوب ، وأدعوك إلى نصرتنا أهل البيت ، فإن أعطينا حقنا حمدنا الله على ذلك وقبلناه ، وإن منعنا حقنا وركبنا بالظلم كنت من أعواني على طلب الحق . فقال عبيد الله بن الحر : والله يا بن بنت رسول الله ! لو كان لك بالكوفة أعوان يقاتلون معك لكنت أنا أشدهم على عدوك ، ولكني رأيت شيعتك بالكوفة وقد لزموا منازلهم خوفا من بني أمية ومن سيوفهم ، فأنشدك بالله أن تطلب مني هذه المنزلة ، وأنا أواسيك بكل ما أقدر عليه وهذه فرسي ملجمة ، والله ما طلبت عليها شيئا إلا أذقته حياض الموت ، ولا طلبت وأنا عليها فلحقت ، وخذ سيفي هذا فو الله ما ضربت به إلا قطعت . فقال له الحسين رضي الله عنه : يا بن الحر ! ما جئناك لفرسك وسيفك ، إنما أتيناك لنسألك النصرة ، فإن كنت قد بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شيء من مالك ولم أكن بالذي اتخذ المضلين عضدا ، لأني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول : ( من سمع داعية أهل بيتي ولم ينصرهم على حقهم إلا أكبه الله على وجهه في النار ) . ثم سار الحسين رضي الله عنه من عنده ورجع إلى رحله.
فلما كان من الغد رحل الحسين ، وندم ابن الحر على ما فاته من نصرته ، فأنشأ يقول :
أراها حسرة ما دمت حيا *** تردد بين صدري والتراقي
حسين حين يطلب بذل نصري *** على أهل العداوة والشقاق .
فلو واسيته يوما بنفسي *** لنلت كرامة يوم التلاقي .
مع ابن محمد تفديه نفسي *** فودع ثم ولى بانطلاق .
غداة يقول لي بالقصر قولا *** أتتركنا وتعزم بالفراق .
فلو فلق التلهب قلب حي *** لهم القلب مني بانفلاق .
فقد فاز الذي نصر الحسين *** وخاب الأخسرون ذوو النفاق . 1
*****************
1 - كتاب الفتوح ، أحمد بن أعثم الكوفي ، ج 5 ، ص 74 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
روي أن الإمام الحسين (ع) قال لعبيد الله ابن الحر : ( ... وأنت يا بن الحر فاعلم أن الله عز وجل مؤاخذك بما كسبت وأسلفت من الذنوب في الأيام الخالية ، وأنا أدعوك في وقتي هذا إلى توبة تغسل بها ما عليك من الذنوب ، وأدعوك إلى نصرتنا أهل البيت ، فإن أعطينا حقنا حمدنا الله على ذلك وقبلناه ، وإن منعنا حقنا وركبنا بالظلم كنت من أعواني على طلب الحق . فقال عبيد الله بن الحر : والله يا بن بنت رسول الله ! لو كان لك بالكوفة أعوان يقاتلون معك لكنت أنا أشدهم على عدوك ، ولكني رأيت شيعتك بالكوفة وقد لزموا منازلهم خوفا من بني أمية ومن سيوفهم ، فأنشدك بالله أن تطلب مني هذه المنزلة ، وأنا أواسيك بكل ما أقدر عليه وهذه فرسي ملجمة ، والله ما طلبت عليها شيئا إلا أذقته حياض الموت ، ولا طلبت وأنا عليها فلحقت ، وخذ سيفي هذا فو الله ما ضربت به إلا قطعت . فقال له الحسين رضي الله عنه : يا بن الحر ! ما جئناك لفرسك وسيفك ، إنما أتيناك لنسألك النصرة ، فإن كنت قد بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شيء من مالك ولم أكن بالذي اتخذ المضلين عضدا ، لأني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول : ( من سمع داعية أهل بيتي ولم ينصرهم على حقهم إلا أكبه الله على وجهه في النار ) . ثم سار الحسين رضي الله عنه من عنده ورجع إلى رحله.
فلما كان من الغد رحل الحسين ، وندم ابن الحر على ما فاته من نصرته ، فأنشأ يقول :
أراها حسرة ما دمت حيا *** تردد بين صدري والتراقي
حسين حين يطلب بذل نصري *** على أهل العداوة والشقاق .
فلو واسيته يوما بنفسي *** لنلت كرامة يوم التلاقي .
مع ابن محمد تفديه نفسي *** فودع ثم ولى بانطلاق .
غداة يقول لي بالقصر قولا *** أتتركنا وتعزم بالفراق .
فلو فلق التلهب قلب حي *** لهم القلب مني بانفلاق .
فقد فاز الذي نصر الحسين *** وخاب الأخسرون ذوو النفاق . 1
*****************
1 - كتاب الفتوح ، أحمد بن أعثم الكوفي ، ج 5 ، ص 74 .
تعليق