تحول جسد جون ذي الريح النتن لجسد معطر بالمسك بعد استشهاده مع الامام الحسين (ع) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
لقد فاز العبيد بالجنان ونالوا وسام العز والشهادة مع أبي الأحرار الإمام الحسين (ع) وخلدهم التأريخ في صفحاته البيضاء المشرقة بالتضحية والجهاد ، بينما خسر أسياد بني أمية وأتباعهم ، ولبسوا ثوب الذل والخزي والعار ، ودونهم التأريخ في صفحاته السوداء كمجرمين وقتلة وظالمين لأهل البيت (ع) إلى يوم القيامة وأتباعهم من المؤمنين والأخيار .
ومثال على العبيد الذين نالوا الوجاهة والذكر الخالد بوجاهة سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) هو جون مولى أبي ذر الغفاري .
*** روي أنه تقدم جون مولى أبي ذر ، وكان عبداً أسود البشرة ، فقال له الحسين (عليه السلام) : ( أنت في إذن مني ، فإنما تبعتنا طلبا للعافية فلا تبتل بطريقنا ) .
فقال : يا ابن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم، والله إن ريحي لمنتن، وإن حسبي للئيم ، ولوني لأسود ، فتنفس علي بالجنة ، فتطيب ريحي ، ويشرف حسبي ، ويبيض وجهي ، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم . ثم برز إلى القتال وهو ينشد ويقول :
كيف يرى الكفار ضرب الأسود *** بالسيف ضربا عن بني محمد .
أذب عنهم باللسان واليد *** أرجو به الجنة يوم المورد .
ثم قاتل حتى قتل ، فوقف عليه الحسين (عليه السلام) وهذا من أعظم مواقف التواضع الذي يصدر من قائد كالحسين تجاه فرد قد لا يعطيه الآخرون قيمة لأنه عبد أسود غريب في المجتمع . ولكن الحسين (عليه السلام) جاء على جنازته ورفع يديه له بالدعاء - قائلاً : ( اللهم بيض وجهه ، وطيب ريحه ، واحشره مع الأبرار ، وعرف بينه وبين محمد وآل محمد ) .
وليس هذا الموقف الأخلاقي العظيم للحسين (عليه السلام) الا بيان لمكانة الانسان وإدانة لكل النعرات العنصرية .
وروي عن الباقر عن أبيه علي بن الحسين (عليهم السلام) أنه قال : ( ان الناس كانوا يحضرون المعركة ويدفنون القتلى فوجدوا جون - العبد - بعد عشرة أيام يفوح منه رائحة المسك (رضوان الله عليه).
أجل كيف يصل العبد الأسود الباحث عن لقمة عيش إلى هذه الدرجة الرفيعة ؟
الجواب يكمن في جاذبية أخلاق الإمام الحسين (عليه السلام) وسلوكه التربوي الرفيع الذي كان يمارسه مع الناس بكل طبقاتهم وفئاتهم .
وللمزيد من التمعن في مثل هذه المواقف المتبادلة بين الحسين (عليه السلام) وعبيد حضروا على مأدبة الجهاد بين يديه إقرأ الموقف التالي أيضا : فقد كتب التأريخ انه خرج غلام تركي مبارز ، قارئ للقرآن عارف بالعربية ، وهو من موالي الحسين (عليه السلام) فقتل جماعة ، فتحاشوه فصرعوه ، فجاءه الحسين (عليه السلام) فبكى ووضع خده على خده ، ففتح - العبد - عينيه ورآه فتبسم ، ثم صار إلى ربه .
لا أدري بأي كلمة يمكن وصف الحسين (عليه السلام) وأخلاقه الفريدة ؟ أين الحكام والشعوب من هذه الأخلاق ؟ يا ليتهم ركنوا إليها ليستلذوا من رحيقها المختوم .
* الدروس المستفادة هنا :
1 - لا فرق في تطبيق الأخلاق مع العبيد والخدم ، أو مع السادة وذوي المكانة في المجتمع ، لأن الأخلاق لغة إنسانية عامة ... ) . 1
*********************************
1 - من أخلاق الإمام الحسين (ع) ، عبد العظيم المهتدي البحراني ، ص 228 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
لقد فاز العبيد بالجنان ونالوا وسام العز والشهادة مع أبي الأحرار الإمام الحسين (ع) وخلدهم التأريخ في صفحاته البيضاء المشرقة بالتضحية والجهاد ، بينما خسر أسياد بني أمية وأتباعهم ، ولبسوا ثوب الذل والخزي والعار ، ودونهم التأريخ في صفحاته السوداء كمجرمين وقتلة وظالمين لأهل البيت (ع) إلى يوم القيامة وأتباعهم من المؤمنين والأخيار .
ومثال على العبيد الذين نالوا الوجاهة والذكر الخالد بوجاهة سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) هو جون مولى أبي ذر الغفاري .
*** روي أنه تقدم جون مولى أبي ذر ، وكان عبداً أسود البشرة ، فقال له الحسين (عليه السلام) : ( أنت في إذن مني ، فإنما تبعتنا طلبا للعافية فلا تبتل بطريقنا ) .
فقال : يا ابن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم، والله إن ريحي لمنتن، وإن حسبي للئيم ، ولوني لأسود ، فتنفس علي بالجنة ، فتطيب ريحي ، ويشرف حسبي ، ويبيض وجهي ، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم . ثم برز إلى القتال وهو ينشد ويقول :
كيف يرى الكفار ضرب الأسود *** بالسيف ضربا عن بني محمد .
أذب عنهم باللسان واليد *** أرجو به الجنة يوم المورد .
ثم قاتل حتى قتل ، فوقف عليه الحسين (عليه السلام) وهذا من أعظم مواقف التواضع الذي يصدر من قائد كالحسين تجاه فرد قد لا يعطيه الآخرون قيمة لأنه عبد أسود غريب في المجتمع . ولكن الحسين (عليه السلام) جاء على جنازته ورفع يديه له بالدعاء - قائلاً : ( اللهم بيض وجهه ، وطيب ريحه ، واحشره مع الأبرار ، وعرف بينه وبين محمد وآل محمد ) .
وليس هذا الموقف الأخلاقي العظيم للحسين (عليه السلام) الا بيان لمكانة الانسان وإدانة لكل النعرات العنصرية .
وروي عن الباقر عن أبيه علي بن الحسين (عليهم السلام) أنه قال : ( ان الناس كانوا يحضرون المعركة ويدفنون القتلى فوجدوا جون - العبد - بعد عشرة أيام يفوح منه رائحة المسك (رضوان الله عليه).
أجل كيف يصل العبد الأسود الباحث عن لقمة عيش إلى هذه الدرجة الرفيعة ؟
الجواب يكمن في جاذبية أخلاق الإمام الحسين (عليه السلام) وسلوكه التربوي الرفيع الذي كان يمارسه مع الناس بكل طبقاتهم وفئاتهم .
وللمزيد من التمعن في مثل هذه المواقف المتبادلة بين الحسين (عليه السلام) وعبيد حضروا على مأدبة الجهاد بين يديه إقرأ الموقف التالي أيضا : فقد كتب التأريخ انه خرج غلام تركي مبارز ، قارئ للقرآن عارف بالعربية ، وهو من موالي الحسين (عليه السلام) فقتل جماعة ، فتحاشوه فصرعوه ، فجاءه الحسين (عليه السلام) فبكى ووضع خده على خده ، ففتح - العبد - عينيه ورآه فتبسم ، ثم صار إلى ربه .
لا أدري بأي كلمة يمكن وصف الحسين (عليه السلام) وأخلاقه الفريدة ؟ أين الحكام والشعوب من هذه الأخلاق ؟ يا ليتهم ركنوا إليها ليستلذوا من رحيقها المختوم .
* الدروس المستفادة هنا :
1 - لا فرق في تطبيق الأخلاق مع العبيد والخدم ، أو مع السادة وذوي المكانة في المجتمع ، لأن الأخلاق لغة إنسانية عامة ... ) . 1
*********************************
1 - من أخلاق الإمام الحسين (ع) ، عبد العظيم المهتدي البحراني ، ص 228 .
تعليق