ان الله في يوم القيامة لن يسألك: ماهي ظروفك؟ لأن الله يقول : «لايضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إذا اهتَديتُم». بل سوف يسألك عن حياتك وموافقك واختيارك.
فإذا قلت: إنّ ظروفك كانت سيئة، يقال لك: إنّ كل الصالحين والصادقين، كانت ظروفهم غير صالحة و اسوء من ظروفك، بل ان عظمتهم نابعة من اختيارهم في الظروف المعاكسة. أليس (الألماس) يوجد في مناجم قاسية، تحت اطنان من الحجر؟
وهكذا الإنسان الصالح لا يوجد الا في المجتمع المتخلف، والشمعة لا تجلب الانظار الا حينما تحترق لتعطي النور والضياء في غياهب الظلمات. وقيمة الثائرين ليست حينما ينتصرون وتصفق لهم الايدي، بل حينما يختارون طريقهم وجبهتهم في ظروف معاكسة لهم.
وعظمة الإمام الحسين (عليه السلام) هي انه اختار طريقته حينما كان الجميع خاضعاً لباطل بني أمية، حتى أن رجلاً مثل شبث بن ربعي، والذي كان يوصف بفقيه أهل الكوفة، وعمره سبعين عاماً يأتي على رأس اربعة الاف مقاتل ضد الإمام وهو الذي كتب للامام الحسين عليه السلام«ألا قد أينعت الثمار واخضر الجناب فاقدم، فانما انت تقدم لك على جند مجندة. وتأتي عظمة الإمام الحسين عليه السلام في اختياره للنهضة في الظروف المعاكسة له تماماً».
إن قيمتك تبرز حينما تكون ثائراً، ومجتمعك ضدك وزملاؤك يخذلونك وحينما تختار الحق ضمن محوري الحق والباطل وحينما تتحول إلى ضمير يمشي على قدميه.
و اعلم أن ظروفك وجماعتك ومجتمعك لن يشفعوا لك يوم القيامة، إذا اخترت الباطل، واتبعت الطغاة حيث يتبرأ الطغاة ممن اتبعهم.
إِذْ تبَرًا الَّذِينَ اتَّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأسباب) (البقرة / ١٦٦)، ولا يوجد حبل أقوى وأمتن وأوثق وأقوى من حبل الحق.
قل كلمة الحق دائماً، واتبع أهل الحق، ولاتخشى زعل الآخرين منك، فإن الذي يزعل من الحق لاقيمة لهُ ولا لزعله.
-----------------
منقول
تعليق