إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿فَقَالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿فَقَالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُّبِينًا[1].

    قوله: ﴿فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ﴾، هذا المقطع من الآية الشريفة هو جواب شرط مقدّر، أي: إن استكبرت واستعظمت ما سألوه منك فقد سألوا موسى أكبر منه. وإنّما أسند السؤال إليهم وإن وجد من آبائهم لكونهم راضين بسؤالهم، آخذين بمذهبهم، تابعين لسيرتهم. والمعنى: أنّ عرقهم راسخ في ذلك، وأنّ ما اقترحوه عليك ليس بأوّل جهالاتهم.
    ﴿فَقَالُوا أَرِنَا اللهَ﴾، أي أن اليهود سألوا موسى شيئا أكبر وأعظم مما سألوا منك وهو أنهم سألوا موسى الرؤية جهرة فقالوا أرنا الله جهرة، أي بحاسة البصر كما حكى الله عنهم في قوله: ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً
    [2].
    ﴿جَهْرَةً‌﴾، حسّا وصراحا والمراد محسوسا ومدركا صراحا، وهو مصدر أو حال.
    ويستفهم من سؤالهم ويكأن الله هو ساكن السماء حتى ينزل كتاب وحيه على رسوله منها، وهل إن هذه السماء بكتابها أسمى من سماء الوحي البيّنة في القرآن العظيم، فقد يأتي كتاب من السماء من الله أو سواها وليس في سموّه كوحي القرآن النازل من سماء الرحمة المتميزة الإلهية على قلب النبي الأمي.
    فما ذلك السؤال وأمثاله إلاّ نتيجة الجهل والنكران، تعنتا على الحق وتعندا ﴿مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ﴾، البعيد البعيد ﴿وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُّبِينًا﴾، يبين الحق صراحا ناصعا لا غبار عليه.
    وهنا ﴿فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى﴾، عرض لأجهل ما سأله أهل الكتاب في مسرح الكتاب، إذا ف: ﴿يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ﴾، يعمهم الى النصارى وسائر أهل الكتاب، ولو عنت ﴿أَهْلُ الْكِتَابِ﴾، خصوص اليهود لجيء بخصوصهم دون طليق ﴿أَهْلُ الْكِتَابِ﴾. ولأن ذلك السؤال كان في خضمّ نزول القرآن في العهد المدني وهم كانوا يسمعونه ولا يرعونه.
    ﴿فَأَخَذَتْهُمُ اَلصّٰاعِقَةُ‌﴾، الإصر المهلك لهم أو الساعور وأهلكهم وهي نار جاءت من السماء فأهلكتهم ﴿بِظُلْمِهِمْ‌﴾، بسبب ظلمهم، وهو سؤالهم الرؤية.
    وأعلم أن الصاعقة والصاقعة يتقاربان وهما الهدة الكبيرة إلا أن الصقع يقال في الأجسام العلوية قال بعضهم الصاعقة على ثلاث أوجه: الأول: الموت كقوله تعالى: ﴿فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ
    [3]، وقوله تعالى: ﴿فَأَخَذَتْهُمُ اَلصّٰاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ‌﴾.
    الثاني: العذاب، كقوله تعالى: ﴿فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ
    [4].
    الثالث: النار كقوله تعالى: ﴿وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ
    [5].
    قال الراغب الأصفهاني في المفردات: ما ذكرناه فهو أشياء حاصلة من الصاعقة فأنها هي الصوت الشديد من الجو ثم يكون منه نار فقط أو عذاب أو موت وهي في ذاتها شيء واحد وهذه الأشياء تأثيرات منها.
    ﴿ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾، هذه الجناية الثانية الّتي اقترفها ايضا أوائلهم. والبيّنات المعجزات. ولا يجوز حملها على التوراة، إذ لم تأتهم بعد ﴿فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ﴾،‌ مع عظم جريمتهم وجنايتهم ﴿وآتَيْنا مُوسى سُلْطاناً مُبِيناً﴾، تسلّطا واستيلاء ظاهرا عليهم، حين أمرهم بأن يقتلوا أنفسهم توبة عن اتّخاذهم.
    وملخص ما جرى: ﴿فَقَالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً﴾، أي عيانا نراه بأحداقنا كما رأينا الألواح وكما نراك مواجهة فأنزلنا عليهم نارا من السماء أحرقتهم وبشفاعة وتضرّع من موسى أعدنا لهم حياتهم وهؤلاء هم لم يكتفوا بالآيات العظيمة التي رأوها بأحداقهم من عصا موسى ويده البيضاء وآخرها قبل عبادتهم العجل انفراق البحر لهم بتلك الصورة المدهشة والتهام البحر لفرعون وجنوده حتى إذا مروا بعجل ووجدوا في الجهلة من يعبده لووا رؤوسهم عن كل ما سلف واشتركوا مع هؤلاء الأنعام في عبادته.


    [1] سورة النساء، الآية: 153.
    [2] سورة البقرة، الآية: 55.
    [3] سورة الزمر، الآية: 68.
    [4] سورة فصلت، الآية: 13.
    [5] سورة الرعد، الآية: 13.


  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X