روي أن رجلاً من الأعراب زار قبر الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)
ونظم عنده بيتاً واحداً من الشعر مختل الوزن وعارياً من البداعة
فسقط قنديل من الذهب معلق في الحرم أمامه على الأرض.
فقيل للأعرابي: "إن هذا القنديل إكرام وهدية لك من الإمام".
وذلك لأن الأمر كان خلاف العادة، فالقناديل محكمة الربط بسلاسل حديدية.
فسمع أحد شعراء النجف في تلك الأيام بالقصة، فنظم قصيدة عصماء
وقرر أن يلقيها عند ضريح الإمام، ليحصل على قنديل من ذهب ـ إن لم يكن أكثر ـ
وسمعة طيبة ما دام الإمام أعطى ذلك الأعرابي قنديلاً رغم ركاكة ما قاله من بيت شعر.
واجتمع مع أصدقائه في اليوم المقرر الذي أخبرهم به في حرم الامام (ع)
وشرع بقراءة البيت الأول ولم يسقط قنديل، واستمر فقرأ البيت الثاني ثم الثالث
حتى وصل الى العشرين، وأكمل القصيدة، ولكن دون جدوى.
حينها تألم الشاعر، وتقدم نحو الضريح المقدس، وخاطب الإمام قائلاً:
"أنشدك ذاك الأعرابي بيتاً واحداً من الشعر لا يُعرف أوله من آخره، فأعطيته جائزة،
وأنا أتيتك بقصيدة عصماء ولم تكافئني عليها!"
فرأى الإمام (ع) في عالَم الرؤيا يقول له: "لماذا عتبتَ عليَّ هذا اليوم؟" فقال:
"إذا كانت القضية قضية شعر، فشعري أجمل وأبلغ، فلماذا أعطيته وحرمتني؟!"
قال له الإمام: "إن ذلك الأعرابي قال الشعر لي، وأنت قلته للقنديل!".
اللهم اجعل اعمالنا خالصة النيه بحق محبة العترة الطاهره سلام الله عليهم اجمعين ..
تعليق