إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تأملات

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تأملات

    تأملات في كتاب المصابيح لسماحه السيد أحمد الصافي (60)
    علي حسين الخباز
    قراءة أدعية الإمام السجاد عليه السلام تقربنا إلى عدد من المفاهيم المهمة في الحياة منها ثقافة العقيدة والسلوك والقيم والتوسع في المجال الفكري والثقافي والمعرفي، والتقرب إلى معرفة الله سبحانه وتعالى.
    والدعاء أحد الوسائل العلمية القادرة على إشاعة الفكر والإسلام بما تمتلك من روحية متصلة بالسماء، ومؤثرة في الوجدان الإنساني يرى سماحه السيد أحمد الصافي أن التعامل مع أدعية الإمام عليه السلام لما تحتوي هذه الثروة الضخمة من مفاهيم يمكن أن تعين الإنسان على جمع سعادتين، سعادة الدنيا وسعادة الآخرة.
    لقد جمع في أدعيته العنصر الروحي والاجتماعي والأخلاقي والسياسي، وذكر في كنوز الدعاء على أن هذه الأدعية عاشت في خضم الحياة ولم تنعزل عنها.
    وبحث في مقومات النسيج الاجتماعي الذي يجب الحفاظ عليه ومعالجة المشاكل كي لا تؤدي إلى انهيار هذا البناء الاجتماعي.
    الإمام السجاد عليه السلام في هذه المجموعة من الفقرات رسم لنا طريق الحفاظ على المجتمع لنحافظ على أنفسنا وعلى أجيالنا ونوصل الآمال الملقاة على عواتقنا بأمانة إلى الأجيال القادمة.
    لهذا يكون الطلب في هذه الأدعية له دوام وبقاء، وهذا نحو من تربية ملأ الفراغ الروحي للإنسان بكل الغنى الروحي، ليكون الدعاء مع حجم التوفيق
    يطلب من الله سبحانه وتعالى مسائل مهمة لها علاقة مباشرة تعبر عن سعادته في الدنيا والآخرة، ويعني أن يكون الداعي مثقفا بكيفية دعائه ومضامين الدعاء
    عندما نتأمل في البعد الإصلاحي في الدعاء نجده مرتبطا بالحركة الإصلاحية لنهضة الحسين عليه السلام، بطلب الإصلاح، وضع لنا الأئمة عليهم السلام مجموعة من الأدعية، دعاء الحسين عليه السلام يوم عرفة، دعاء أبي حمزة الثمالي في سحر الليالي من شهر رمضان المبارك، الدعاء عند قبر الحسين عليه السلام في نهار شهر رمضان/ شعبان/ رجب، أوقات خاصة لا بد أن تستثمر لأنها يمكن أن تكون له فيها سعادة الدنيا وسعادة الأخرة
    وركز الإمام السجاد عليه السلام في أدعيته على قضية كظم الغيظ وهذا الكظم يمتد إلى حركة الإنسان في علاقاته الاجتماعية مع الناس، وهذا الكظم له فوائد نفسية وروحية واجتماعية، الإنسان الشجاع والقوي هو الذي يملك نفسه في مواطن يندم عليها اذا لم يكظم غيظه.
    فالبناء الاجتماعي لم يكن غائبا عن وعي الأدعية السجادية المباركة، فهي تعلمنا قيما وآدابا وأخلاقا اجتماعية ورؤية الإصلاح وإعداد الإنسان وبنائه ضمن منهجية الدين والأخلاق.
    كظم الغيظ يحفظ لنا كرامة الإنسان والأسرة ويحفظ لنا المجتمع، كاظم الغيظ يصل بالإنسان إلى مراتب كمالية عالية.
    والغضب يؤدي بالأسر إلى التفكك، وتفسخ العلاقات العامة ويتهدم حصن المجتمع، فيكون إبليس قريبا جدا من الإنسان ساعة الغضب، والإمام عليه السلام يريد أن يكون ضبط النفس فضيلة يطمح لها الإنسان.
    أحد أهم مشاريع الإمام السجاد في الصحيفة السجادية هو التركيز على التربية الروحية، وأحط ما وصل إليه المجتمع في عهد الأمويين من الانحراف والزيغ وعرض الضمائر والأديان للبيع على السلطة جهارا، واستخدام المؤسسات التربوية لتربية النشأ على تخريب الإسلام وقبول الانحرافات كحقائق منهجية إسلامية.
    وكان يجسد ما يدعو إليه في الأدعية فهو يدعو الله سبحانه وتعالى إلى إطفاء النائرة وضم أهل الفرقة، وإصلاح ذات البين.
    النائرة: هي الفتنه، وقد تنشأ من أبسط الأسباب، واخطر الفتن هي فتنة الدين، ومن الصفات الممدوحة أن الإنسان يكون المطفأ للفتنة.
    من ملاحظات سماحة السيد أحمد الصافي ثلاث نقاط مهمة في قضية إطفاء الفتنة في فكر الإمام السجاد
    الأولى... إن الإمام عليه السلام لا يريد الإنسان أن يكون هامشيا، وإنما يريد من الإنسان أن يكون فاعلا، أهتم بالبناء القيمي للفرد وعلاقته البناءة بالمجتمع، ليعيد الإنسان لفطرته السليمة من خلال الوعي بوجود الإصلاح في المجتمع
    ثانيا... أن يكون له دور إصلاحي في النطاق والظرف الذي هو فيه، فقد عمل الإمام عليه السلام على تربيه جيل من العلماء، جعل منهم مدرسه لتخريج علماء الأمه فتشكلت حاله مجتمعيه من التواصل والتعاطف.
    ثالثا... تحويل المزايا الخاصة بأهل الإصلاح إلى مزايا عامة فالمسالة إطفاء الفتنة، ليس لديها أناس مختصين، بل مطلوب من الجميع.
    نجده يراعى طبقات المجتمع المختلفة ومنها الطبقات الضعيفة، لتأهيلهم للدور الإصلاح المجتمعي، وأما دعاء (وضم أهل الفرقة) يتطلب الموقف الشرعي في بعض الحالات حالة الافتراق أو على الأقل عدم المودة، وتارة تكون الفرقة ناشئة عن بعض الأمزجة والقناعات الشخصية، فتحتاج القضية إلى طرف ثالث، هناك من يثير الفتنة وهناك من يعمل للوئام، هذه حالة من حالات السعي إلى الكمال في النظرية الإسلامية في فكر أهل للبيت عليهم السلام، تسير وفق فكر واحد ورؤية واحدة، الأفكار والأحداث والحقائق الاجتماعية عبر التاريخ، تعاليم الأئمة عليهم السلام لكل زمان.
    يحتاج الإنسان أن ينتبه إلى هذه المسائل المهمة والإمام يربينا عليها، وعلينا أن نستفيد من بركات الإمام لتوجهينا هذه الوجهة الأخلاقية في زمن نشعر بوجود جفاف

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم
    وبارك الله بكم
    ​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X