إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا[1].

    ﴿الرَّاسِخُونَ﴾، في القرآن الكريم رسخ رسوخ الشيء: ثباته ثباتا متمكنا، ورسخ الغدير: نضب ماؤه، ورسخ تحت الأرض، والراسخ في العلم: المتحقق به الذي لا يعرضه شبهة.
    والآية الشريفة متصدية لبيان أنَّ الرَّاسخين في العلم يؤمنون بالمُحكم والمُتشابه وإنْ كانُوا لا يعلمون بالمُتشابه بل يتوقَّفون فِيه إلا أنَّهم يقولون أنَّ كُلاًّ مِن المُحكم والمُتشابه مِن عِند رَبِّنا، وذلك في مقابل من كان في قلوبهم زيغٌ فإنَّهم يَتَّبِعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
    إذ الراسخون في العلم هم الذين عرفوا من قواعد الدين أسسها المكينة، ودرسوا من واقع الشريعة أصول مبانيها الرصينة، أما الجاهل الأعمى فلا يعرف من الدين شيئاً سوى ظواهره، من غير أن يميز بين محكماته والمتشابهات.
    والواو في موضع آخر من القرآن الكريم وهو قوله تعالى: ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا
    [2]، واوٌ عاطفة، وذلك يقتضي أنَّ الرَّاسخين في العلم يعلمون بتأويل الكتاب، وعليه يكون قوله تعالى في موقع الحال أي أنَّ الرَّاسخين في العلم يعلمون تأويل الكتاب حال كونهم يقولون ﴿آمنَّا بِهِ كُلٌّ مِن عِند ربّنا﴾، أي أنّ كلمة ﴿يَقُولُونَ﴾ فعلٌ مضارعٌ والفاعل هو الضَّمير أعني الواو ومرجعه الرَّاسخون، والجملة من الفِعل والفاعل في موقع الحال للاسم المعطوف وهو ﴿الرَّاسِخُونَ﴾.
    وهو المُستظهَر من الرّوايات المتصدَّية لتفسير الآية المباركة، نظراً لكون الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) هم ورثة الكِتاب بمقتضى الأدلة القطعية فما يَثبُتُ عنهم من تفسير يكون هو المتعيَّن دون غيره.
    وأول الراسخين في العلم هو رسول الله صلى الله عليه وآله.
    فقد ورد عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ : ((فِي قَوْلِ اَللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اَللّٰهُ وَاَلرّٰاسِخُونَ فِي اَلْعِلْمِفَرَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَفْضَلُ اَلرَّاسِخِينَ فِي اَلْعِلْمِ قَدْ عَلَّمَهُ اَللهُ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيعَ مَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ مِنَ اَلتَّنْزِيلِ وَاَلتَّأْوِيلِ وَمَا كَانَ اَللهُ لِيُنْزِلَ عَلَيْهِ شَيْئاً لَمْ يُعَلِّمْهُ تَأْوِيلَهُ وَأَوْصِيَاؤُهُ مِنْ بَعْدِهِ يَعْلَمُونَهُ كُلَّهُ وَاَلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ تَأْوِيلَهُ إِذَا قَالَ اَلْعَالِمُ فِيهِمْ بِعِلْمٍ فَأَجَابَهُمُ اَللهُ بِقَوْلِهِ: ﴿يَقُولُونَ آمَنّٰا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّناوَاَلْقُرْآنُ خَاصُّ وَعَامٌّ وَمُحْكَمٌ وَمُتَشَابِهٌ وَنَاسِخٌ وَمَنْسُوخٌ فَالرَّاسِخُونُ فِي اَلْعِلْمِ يَعْلَمُونَهُ))
    [3].
    وهكذا استمر بين أظهر المسلمين- عبر العصور- رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فثبتوا واستقاموا على الطريقة فسقاهم ربهم ماء غدقا. فَعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: ((يَحْمِلُ هَذَا اَلدِّينَ فِي كُلِّ قَرْنٍ عُدُولٌ يَنْفُونَ عَنْهُ تَأْوِيلَ اَلْمُبْطِلِينَ))
    [4].
    وورد عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: ((اَللَّهُمَّ اِرْحَمْ خُلَفَائِي ثَلاَثاً قِيلَ يَا رَسُولَ اَللهِ وَمَنْ خُلَفَاؤُكَ قَالَ اَلَّذِينَ يَأْتُونَ بَعْدِي يَرْوُونَ حَدِيثِي وَسُنَّتِي))
    [5]. فلولا أن في أمته علماء عارفين بتأويل المتشابهات، لما ترحم عليهم صلى الله عليه وآله وأشار بمراجعتهم ضمنا في دلالة الحديث لحل متشابكات الأمور.
    وبما أن الذين وقفوا على قواعد الشريعة هم العلماء الصادقين وقد عرفوا موازين الشرع ومقاييسه الدقيقة، إذا ما عرضت عليهم متشابكات الأمور ولديهم القدرة على استنباط حقائقها وأوجه تخارجيها الصحيحة.
    ومن ثم فإنهم يعلمون تأويل المتشابهات بفضل رسوخهم في فهم حقيقة الدين بعناية رب العالمين ﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
    [6]، ﴿وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى[7].
    [1] سورة النساء، الآية: 162.
    [2] سورة آ ل عمران، الآية: 7.
    [3] الكافي، ج 1، ص 213.
    [4] وسائل الشيعة، 27، ص 150.
    [5] وسائل الشيعة، ج 27، ص 139.
    [6] سورة العنكبوت، الآية: 69.
    [7] سورة مريم الآية: 67.

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم
    وبارك الله بكم
    ​​​​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X