بسم الله الرحمن الرحيم
يقول تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾، وهذه الحقيقة الربانية تؤكد لنا أن الإسلام هو الشريعة الإلهية الخاتمة التي جاءت لتكون منهاجاً كاملاً للبشرية. فهو دين يتميز بالشمولية في تنظيم حياة الإنسان على المستوى الفردي والاجتماعي والسياسي، كما يتميز بصلاحيته للبقاء عبر الزمان والمكان دون أن تعتريه التغييرات أو التبديلات.
وحيث إنه خاتمة الشرائع السماوية، ولا نترقب شريعة أخرى لإصلاح البشر المنغمسين في الظلم والفساد، فلا بد أن يأتي يوم يقوى فيه الدين الإسلامي ليشمل المعمورة بعدله وقوانينه، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾.
ولو نظرنا إلى الآثار المترتبة على التطبيق الصحيح والكامل للشريعة الإسلامية، لوجدنا أنها كفيلة بتحقيق السلام العالمي، وإسعاد البشرية جمعاء، وإيصال الإنسان إلى أقصى درجات الرفاه والعزة. كما أنها تضمن انقشاع الظلم من الدنيا، وسيادة المحبة والإخاء بين الناس أجمعين، ومحو الفقر والفاقة من صفحة الوجود.
لكن الواقع المؤلم الذي نشهده اليوم عند من يسمون أنفسهم بالمسلمين يكشف حقيقة مرة، وهي أن الإسلام لم يُطبق بنصه وروحه منذ القرن الأول الهجري. فما نراه من تخلف وانحطاط ليس نتيجة التمسك بالدين، بل هو ثمرة مرة للتمرد على تعاليمه والاستهانة بقوانينه. فقد انتشر الظلم والعدوان في المجتمع الإسلامي من أعلاه إلى أدناه، من الملوك إلى الصعاليك، ومن الخاصة إلى العامة، مما أدى إلى شلل حركة التقدم، وإضعاف القوة، وتحطيم المعنويات.
يقول تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾، وقد صدق الله إذ يقول: ﴿إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ﴾، و﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾، و﴿وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾.
وكيف يمكن للدين أن ينتشل الأمة من وهدتها وهو لديها مجرد حبر على ورق، لا يُطبق منه حتى أقل القليل من تعاليمه؟ فالأسس الأولية للإسلام من إيمان وأمانة وصدق وإخلاص وحسن معاملة وإيثار، وأن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه، قد هجرها المسلمون منذ زمن بعيد.
وكلما تقدم الزمن، تفرق المسلمون إلى أشتات وأحزاب وفرق متناحرة، يتكالبون على الدنيا، ويتطاحنون على الأوهام، ويكفّر بعضهم بعضاً بسبب آراء غامضة أو أمور لا تعنيهم. فانشغلوا عن جوهر الدين ومصالحهم بنزاعات عقيمة حول مسائل كخلق القرآن، والوعيد والرجعة، وهل الجنة والنار مخلوقتان أم سيُخلقان.
وازداد الانحراف مع مرور الزمن حتى غرق المسلمون في الجهل والضلال، وانشغلوا بالتوافه والقشور، والخرافات والأوهام، والحروب والمجادلات والمباهاة. وفي خضم هذه الغفلة، تمكن الغرب المتيقظ - العدو اللدود للإسلام - من استعمار البلاد الإسلامية ورميها في هوة سحيقة لا يعلم مداها إلا الله تعالى.
ولا سبيل للخلاص من هذا الواقع المرير إلا بمحاسبة النفس والعودة الصادقة إلى تعاليم الدين. فعلى المسلمين النهوض لتهذيب أنفسهم والأجيال القادمة وفق التعاليم الإسلامية القويمة، ليمحوا الظلم والجور من بينهم. وحينها سيتمكنون من النجاة من هذه الطامة العظمى، وسيملؤون الأرض قسطاً وعدلاً كما وعد الله تعالى ورسوله في قوله: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَٰذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾.
وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام أن المهدي من ولد فاطمة سيظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً. فلا بد من إمام ينفي عن الإسلام ما علق به من أوهام وبدع وضلالات، وينقذ البشرية مما وصلت إليه من فساد شامل، وظلم دائم، وعدوان مستمر، واستهانة بالقيم الأخلاقية والأرواح البشرية. عجل الله فرجه وسهل مخرجه.
مقتبس بتصرّف من كتاب عقائد الإمامية، للشيخ محمد رضا المظفر
يقول تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾، وهذه الحقيقة الربانية تؤكد لنا أن الإسلام هو الشريعة الإلهية الخاتمة التي جاءت لتكون منهاجاً كاملاً للبشرية. فهو دين يتميز بالشمولية في تنظيم حياة الإنسان على المستوى الفردي والاجتماعي والسياسي، كما يتميز بصلاحيته للبقاء عبر الزمان والمكان دون أن تعتريه التغييرات أو التبديلات.
وحيث إنه خاتمة الشرائع السماوية، ولا نترقب شريعة أخرى لإصلاح البشر المنغمسين في الظلم والفساد، فلا بد أن يأتي يوم يقوى فيه الدين الإسلامي ليشمل المعمورة بعدله وقوانينه، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾.
ولو نظرنا إلى الآثار المترتبة على التطبيق الصحيح والكامل للشريعة الإسلامية، لوجدنا أنها كفيلة بتحقيق السلام العالمي، وإسعاد البشرية جمعاء، وإيصال الإنسان إلى أقصى درجات الرفاه والعزة. كما أنها تضمن انقشاع الظلم من الدنيا، وسيادة المحبة والإخاء بين الناس أجمعين، ومحو الفقر والفاقة من صفحة الوجود.
لكن الواقع المؤلم الذي نشهده اليوم عند من يسمون أنفسهم بالمسلمين يكشف حقيقة مرة، وهي أن الإسلام لم يُطبق بنصه وروحه منذ القرن الأول الهجري. فما نراه من تخلف وانحطاط ليس نتيجة التمسك بالدين، بل هو ثمرة مرة للتمرد على تعاليمه والاستهانة بقوانينه. فقد انتشر الظلم والعدوان في المجتمع الإسلامي من أعلاه إلى أدناه، من الملوك إلى الصعاليك، ومن الخاصة إلى العامة، مما أدى إلى شلل حركة التقدم، وإضعاف القوة، وتحطيم المعنويات.
يقول تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾، وقد صدق الله إذ يقول: ﴿إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ﴾، و﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾، و﴿وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾.
وكيف يمكن للدين أن ينتشل الأمة من وهدتها وهو لديها مجرد حبر على ورق، لا يُطبق منه حتى أقل القليل من تعاليمه؟ فالأسس الأولية للإسلام من إيمان وأمانة وصدق وإخلاص وحسن معاملة وإيثار، وأن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه، قد هجرها المسلمون منذ زمن بعيد.
وكلما تقدم الزمن، تفرق المسلمون إلى أشتات وأحزاب وفرق متناحرة، يتكالبون على الدنيا، ويتطاحنون على الأوهام، ويكفّر بعضهم بعضاً بسبب آراء غامضة أو أمور لا تعنيهم. فانشغلوا عن جوهر الدين ومصالحهم بنزاعات عقيمة حول مسائل كخلق القرآن، والوعيد والرجعة، وهل الجنة والنار مخلوقتان أم سيُخلقان.
وازداد الانحراف مع مرور الزمن حتى غرق المسلمون في الجهل والضلال، وانشغلوا بالتوافه والقشور، والخرافات والأوهام، والحروب والمجادلات والمباهاة. وفي خضم هذه الغفلة، تمكن الغرب المتيقظ - العدو اللدود للإسلام - من استعمار البلاد الإسلامية ورميها في هوة سحيقة لا يعلم مداها إلا الله تعالى.
ولا سبيل للخلاص من هذا الواقع المرير إلا بمحاسبة النفس والعودة الصادقة إلى تعاليم الدين. فعلى المسلمين النهوض لتهذيب أنفسهم والأجيال القادمة وفق التعاليم الإسلامية القويمة، ليمحوا الظلم والجور من بينهم. وحينها سيتمكنون من النجاة من هذه الطامة العظمى، وسيملؤون الأرض قسطاً وعدلاً كما وعد الله تعالى ورسوله في قوله: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَٰذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾.
وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام أن المهدي من ولد فاطمة سيظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً. فلا بد من إمام ينفي عن الإسلام ما علق به من أوهام وبدع وضلالات، وينقذ البشرية مما وصلت إليه من فساد شامل، وظلم دائم، وعدوان مستمر، واستهانة بالقيم الأخلاقية والأرواح البشرية. عجل الله فرجه وسهل مخرجه.
مقتبس بتصرّف من كتاب عقائد الإمامية، للشيخ محمد رضا المظفر