إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا[1].

    الهداية سبيل إلهي للخلق من الخالق عز وجل لإرشادهم وتعريفهم عليه كي يعبدونه ويعظمونه ويحمدونه، ويلتزمون بما فرض عليهم شكرا له على ما أنعم عليهم، وهذا يتم من خلال بعث الأنبياء والرسل لقوله تعالى في الآية اللاحقة: ﴿رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا
    وقد ورد عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: ((..وَكَانَ مَنْ بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ مُسْتَخْفِينَ وَلِذَلِكَ خَفِيَ ذِكْرُهُمْ فِي اَلْقُرْآنِ فَلَمْ يُسَمَّوْا كَمَا سُمِّيَ مَنِ اِسْتَعْلَنَ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اَللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَهُوَ قَوْلُ اَللهِ عَزَّ وَجَلَّ ﴿وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ﴾، يَعْنِي لَمْ أُسَمِّ اَلْمُسْتَخْفِينَ كَمَا سَمَّيْتُ اَلْمُسْتَعْلِنِينَ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ..))
    [2].
    فكانت رسل الله تعالى كذلك من وقت وفاة آدم عليه ‌السلام إلى وقت ظهور إبراهيم عليه‌ السلام أوصياء مستعلنين ومستخفين، فلمّا كان وقت كون إبراهيم عليه‌ السلام، ستر الله شخصه وأخفى ولادته، لأنّ الامكان في ظهور الحجّة كان متعذّرا في زمانه، وكان إبراهيم عليه‌ السلام في سلطان نمرود مستترا لأمره، وكان غير مظهر نفسه، ونمرود يقتل أولاد رعيّته وأهل مملكته في طلبه، إلى أن دلّهم إبراهيم عليه‌ السلام على نفسه، وأظهر لهم أمره بعد أن بلغت الغيبة أمدها، ووجب إظهار ما أظهره للذي أراده الله في إثبات حجّته واكمال دينه، فلمّا كان وقت وفاة إبراهيم عليه ‌السلام، كان له أوصياء حججا لله عزوجل في أرضه يتوارثون الوصيّة، كذلك مستعلنين ومستخفين إلى وقت كون موسى عليه ‌السلام، فكان فرعون يقتل أولاد بني اسرائيل في طلب موسى عليه‌ السلام الّذي قد شاع من ذكره وخبر كونه، فستر الله ولادته ، ثمّ قذفت به أمّه في اليمّ كما أخبر الله عزوجل: ﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ
    [3]، وكان موسى عليه ‌السلام في حجر فرعون يربّيه وهو لا يعرفه، وفرعون يقتل أولاد بني إسرائيل في طلبه، ثمّ كان من أمره بعد أن أظهر دعوته ودلّهم على نفسه ما قد قصّه الله عزوجل في كتابه، فلمّا كان وقت وفاة موسى عليه‌ السلام كان له أوصياء حججا لله كذلك مستعلنين ومستخفين إلى وقت ظهور عيسى عليه ‌السلام.
    فظهر عيسى عليه‌ السلام في ولادته، معلنا لدلالته، مظهرا لشخصه، شاهرا لبراهينه غير مخف لنفسه، لأنّ زمانه كان زمان إمكان ظهور الحجّة كذلك.
    ثمّ كان له من بعده أوصياء حججا لله عزوجل كذلك مستعلنين ومستخفين إلى وقت ظهور نبيّنا صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله، فقال الله عزوجل له في الكتاب: ﴿ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ
    [4]، ثمّ قال عزوجل : ﴿سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا[5]، فكان ممّا قيل له ولزم من سنته على ايجاب سنن من تقدّمه من الرسل، اقامة الاوصياء له كإقامة من تقدّمه لأوصيائهم، فأقام رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله أوصياء كذلك، وأخبر بكون المهديّ خاتم الائمة عليهم‌ السلام ، وأنّه يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا، ونقلت الامة ذلك بأجمعها عنه.
    ومعنى هذا أَنَّ اللهَ بَعَث أَنبياءَ لكلِّ الأَقوامِ السابقين الذين كانوا يَعِيشونَ في آسية وإفريقيا فَفِي مَجْمَعِ الْبَيَانِ رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: ((بَعَثَ اَللهُ نَبِيّاً أَسْوَدَ لَمْ يَقُصَّ عَلَيْنَا قِصَّتَهُ))
    [6]. وأَمريكا وأَوروبا وأُستراليا وغيرها، لكنه لم يُخْبِرْنا بأَسماءِ هؤلاءِ الأَنبياء، وعدمُ معرفتِنا بأَسمائِهم لا يَنفي كونَهم أَنبياء.
    ومن مزايا الأَنبياءِ والرسلِ السابقين أَنَّ كُلَّ نبيٍّ كانَ يُبْعَثُ إِلى قومِه خاصة، وكلُّ أَنبياءِ بني إِسرائيل كانوا يُرْسَلونَ إِلى بني إِسرائيلَ خاصة، ولم يُبْعَثوا إِلى غيرِهم.


    [1] سورة النساء، الآية: 164.
    [2] الكافي، ج 8، ص 113.
    [3] سورة القصص، الآية: 7.
    [4] سورة فصلت، الآية: 43.
    [5] سورة الأسراء، الآية: 77.
    [6] بحار الأنوار، ج 40، ص 170.


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم
      ​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X