بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليكنم ورحمة الله وبركاته
قرار التحّول والتغيير:
إن كل إنسان معرضا للخطأ ولا ينجو من الوقوع فيه إلا من عصم اللَّه يقول تعالى:
﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾
والتوفيق هو أن يتنبه الإنسان لنفسه أنه يسير على خطأ ما، أو أنه لم يتوفق بعد للوصول إلى كمال من الكمالات السامية، وهذه هي بداية التوفيق الإلهي حيث هي نقطة التحول نحو الهداية.
التوابون:
يقول صلى الله عليه وآله وسلم:
(إن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).
وهنا يحتاج الإنسان أن يقوم بمكاشفة صريحة مع نفسه من أجل تصحيح الخطأ، ويتساءل كيف أتمكن من الإقلاع عن ذنوبي وكيف أستطيع أن أغير أخطائي ونواقصي. وتزداد أهمية المكاشفة، وضخامة المهمة كلما كان الخطأ قد تحول إلى عادة ذلك لأن :
(العادة طبع ثان)، (وللعادة على كل إنسان سلطان)،
وبذلك تتحول العادة إلى خصم غالب على الإنسان (العادات قاهرات) كما في تعابير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
الاستغفار:
والاستغفار تصميم على تغيير السلوكيات الخاطئه وان تحولت إلى عادة ألفها الإنسان فترة طويلة. ولعل في الأمر شيئاً من الصعوبة، ولكن ما أعطاه اللَّه للإنسان من إرادة وعزم، وعقل وقدرة على الاختيار، كل ذلك يتيح للإنسان التغلب على نواقصه وأخطائه.
الهداية:
صحيح أن التوفيق الإلهي لا بد من حصوله حتى يتمكن الإنسان من التغيير، ولكن التوفيق تابع لإرادة الإنسان واختياره، فالذين يختارون الصلاح بإرادتهم أولاً يوفقهم اللَّه للصلاح :
﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَ﴾،
﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ﴾.
أما الذين لم يختاروا الـهداية فإن اللَّه لا يهديهم :
﴿أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ﴾.
إن هداية اللَّه للإنسان تعقب اختيار الإنسان لها.. كما لا يصح للإنسان أن يحتج بتحكم عادته منه، لأن بإمكانه أن يستخدم سلاح الإرادة ضد عادته.
اللهم ارحمنا بهذا الشهر المبارك بحق المصطفى محمد واله الطيبين الطاهرين.
تعليق