المَرجَعيَّةُ الدينيّةُ الشَريفةُ العُليا في النجفِ الأشرفِ , اليوم , الجُمعة , الثامن من جُمادى الآخر , 1437 هجري ,
الموافقِ , ل , الثامن عشر من آذار ,2016م .
وعلى لسانِ وكيلها الشرعي , السيّد أحمد الصافي , خطيبُ وإمامُ الجُمعةِ في الحَرَمِ الحُسَيني الشريفِ.
تُوجِّهُ بالاعتبارِ برسائلَ وكُتبِ أميرِ المُؤمنين الإمام علي بن أبي طالب – عليه السلام – إلى ولاته , لَمّا ولاّهم مِصرا , مالك الأشتر النخغي ومحمد بن أبي بكر .
يَصفُ فيها , حالَ الغلاةِ الحاكمين على الناسِ :
(وليس يبقى مِنْ أمورِ الولاةِ إلاَّ ذكرهم ، وليس يُذكَرون إلاّ بسيَرهم وآثارهم ، حسنةً كانتْ أم قبيحةً ، فأما الأموالُ فلا بد مِنْ أنْ يؤتى عليها ،
فيكون نفعها لغيره ، أو لنائبةٍ من نوائبِ الدهرِ تأتي عليها ، فتكون حسرةً على أهلها ، وإنْ أحبَبتَ أنْ تعرفَ عواقبِ الإحسانِ والإساءةِ ، وضياعِ العقولِ مِنْ ذلك ،
فانظرْ في أمورِ مَنْ مَضى مِنْ صالحِ العُمّالِ والولاةِ وشرارهم ،
وهل تجد منهم أحداً ممَن حَسنتْ في الناسِ سيرته وخَفّتْ عليهم مؤونته ، إذا سخطَ بإعطاءِ حقَّ نفسه ، أضرّ به ذلك في شدةِ مُلكه ،
أو في لذاتِ بدنه ، أو في حُسنِ ذكره في الناس ،
وهل تجد أحداً ممن ساءتْ في الناسِ سيرته ، واشتدتْ عليهم مؤونته ، كان له بذلك مِن العزِ في مُلكه ، مِثلَ ما دخَلَ عليه مِن النقصِ به في دنياه وآخرته ،
فلا تنظر إلى ما تَجمعُ مِنْ الأموالِ ، ولكن انظر إلى ما تَجمعُ من الخيراتِ ، وتَعمَلُ من الحسناتِ
، فإنَّ المُحسنَ مُعان ، والله ولي التوفيق ، والهادي إلى الصوابِ )
وفي كتابه – عليه السلام – إلى محمد بن أبي بكر حينما ولاّه مِصراً
كتَبَ :
( إنِّي وليتكَ أعظمَ أجنادي أهلَ مِصر ,ووليتكَ ما وليتكَ مِنْ أمرِ الناسِ , فأنتَ مَحقوقٌ أنْ تخافَ على نفسكَ وتَحذَر فيه على دينكَ
, ولو كان ساعةً مِنْ نهارٍ , فإنْ استطعتَ أنْ لا تَسخطَ مِنْ ربِّكَ لرضى أحدٍ مِنْ خلقه فافعل , فإنَّ في اللهِ خَلقاً مِن غيره , وليس في شيء خَلفٌ منه ,
فاشتَدْ على الظالمِ و لِنْ لأهلِ الخيرِ وقرِّبهم إليكَ واجعلهم بطانتكَ و اخوانك والسلام .......
تخشى اللهَ , عز وجل ولا تخشَ الناسَ في الله ، وخيرُ القولِ ما صدقه وأحبْ لعامةِ رعيتكَ ما تحبُّ لنفسك وأهل بيتك ،
وأكره لهم ما تكره لنفسكَ وأهل بيتك ، فإنَّ ذلك أوجب للحُجة وأصلح للرعيةِ ،
وخضْ الغمراتِ إلى الحقِّ ، ولا تخف في الله لومة لائم ، وانصح المرءَ إذا استشاركَ ، واجعلْ نفسكَ أسوةً لقريب المؤمنين وبعيدهم )
__________________________________________________ ______________
تَدوينُ – مرتضى علي الحلي – النجفُ الأشرفُ .
__________________________________________________ _____________
جَنّبَ اللهُ تعالى بلدَنا العزيزَ كُلِّ سُوءٍ ومَكروهٍ .
و عَجّلَ اللهُ تعالى فَرَجَ إمَامِنا المَهدي في العالمين مِنْ قريبٍ
و نَصَرَ و حَفظَ جُنْدَه وحَشْدَه المُقاوِمَ
__________________________________________________ _________
الجُمعةُ - الثامن من جُمادى الآخر- 1437 هجري .
الثامن عشر من آذار -2016م .
__________________________________________________ ________
الموافقِ , ل , الثامن عشر من آذار ,2016م .
وعلى لسانِ وكيلها الشرعي , السيّد أحمد الصافي , خطيبُ وإمامُ الجُمعةِ في الحَرَمِ الحُسَيني الشريفِ.
تُوجِّهُ بالاعتبارِ برسائلَ وكُتبِ أميرِ المُؤمنين الإمام علي بن أبي طالب – عليه السلام – إلى ولاته , لَمّا ولاّهم مِصرا , مالك الأشتر النخغي ومحمد بن أبي بكر .
يَصفُ فيها , حالَ الغلاةِ الحاكمين على الناسِ :
(وليس يبقى مِنْ أمورِ الولاةِ إلاَّ ذكرهم ، وليس يُذكَرون إلاّ بسيَرهم وآثارهم ، حسنةً كانتْ أم قبيحةً ، فأما الأموالُ فلا بد مِنْ أنْ يؤتى عليها ،
فيكون نفعها لغيره ، أو لنائبةٍ من نوائبِ الدهرِ تأتي عليها ، فتكون حسرةً على أهلها ، وإنْ أحبَبتَ أنْ تعرفَ عواقبِ الإحسانِ والإساءةِ ، وضياعِ العقولِ مِنْ ذلك ،
فانظرْ في أمورِ مَنْ مَضى مِنْ صالحِ العُمّالِ والولاةِ وشرارهم ،
وهل تجد منهم أحداً ممَن حَسنتْ في الناسِ سيرته وخَفّتْ عليهم مؤونته ، إذا سخطَ بإعطاءِ حقَّ نفسه ، أضرّ به ذلك في شدةِ مُلكه ،
أو في لذاتِ بدنه ، أو في حُسنِ ذكره في الناس ،
وهل تجد أحداً ممن ساءتْ في الناسِ سيرته ، واشتدتْ عليهم مؤونته ، كان له بذلك مِن العزِ في مُلكه ، مِثلَ ما دخَلَ عليه مِن النقصِ به في دنياه وآخرته ،
فلا تنظر إلى ما تَجمعُ مِنْ الأموالِ ، ولكن انظر إلى ما تَجمعُ من الخيراتِ ، وتَعمَلُ من الحسناتِ
، فإنَّ المُحسنَ مُعان ، والله ولي التوفيق ، والهادي إلى الصوابِ )
وفي كتابه – عليه السلام – إلى محمد بن أبي بكر حينما ولاّه مِصراً
كتَبَ :
( إنِّي وليتكَ أعظمَ أجنادي أهلَ مِصر ,ووليتكَ ما وليتكَ مِنْ أمرِ الناسِ , فأنتَ مَحقوقٌ أنْ تخافَ على نفسكَ وتَحذَر فيه على دينكَ
, ولو كان ساعةً مِنْ نهارٍ , فإنْ استطعتَ أنْ لا تَسخطَ مِنْ ربِّكَ لرضى أحدٍ مِنْ خلقه فافعل , فإنَّ في اللهِ خَلقاً مِن غيره , وليس في شيء خَلفٌ منه ,
فاشتَدْ على الظالمِ و لِنْ لأهلِ الخيرِ وقرِّبهم إليكَ واجعلهم بطانتكَ و اخوانك والسلام .......
تخشى اللهَ , عز وجل ولا تخشَ الناسَ في الله ، وخيرُ القولِ ما صدقه وأحبْ لعامةِ رعيتكَ ما تحبُّ لنفسك وأهل بيتك ،
وأكره لهم ما تكره لنفسكَ وأهل بيتك ، فإنَّ ذلك أوجب للحُجة وأصلح للرعيةِ ،
وخضْ الغمراتِ إلى الحقِّ ، ولا تخف في الله لومة لائم ، وانصح المرءَ إذا استشاركَ ، واجعلْ نفسكَ أسوةً لقريب المؤمنين وبعيدهم )
__________________________________________________ ______________
تَدوينُ – مرتضى علي الحلي – النجفُ الأشرفُ .
__________________________________________________ _____________
جَنّبَ اللهُ تعالى بلدَنا العزيزَ كُلِّ سُوءٍ ومَكروهٍ .
و عَجّلَ اللهُ تعالى فَرَجَ إمَامِنا المَهدي في العالمين مِنْ قريبٍ
و نَصَرَ و حَفظَ جُنْدَه وحَشْدَه المُقاوِمَ
__________________________________________________ _________
الجُمعةُ - الثامن من جُمادى الآخر- 1437 هجري .
الثامن عشر من آذار -2016م .
__________________________________________________ ________
تعليق