رهانُ التغييرِ المَهدوي
_____________
إنَّ المَهدَويَّةَ تَستَبطِنُ رَمزيةً ثقافيّةً جامعةً للفطرةِ والدينِ معاً , عند مَنْ يُؤمنُ بها, بحيث تضعه على الصراطِ الحقِّ , ثقافةً وفكراً وسلوكا .
وقد أشار إلى هذا المعنى مَفهوماً وإدراكاً ,
المفكرُ الانثروبولوجي الأمريكي , كليفورد جيرتس (1926- 2006م) في مقالته الشهيرة ( الدين بوصفه نسقاً ثقافيا ):
في قوله:
( إنَّ مَفهومَ الثقافةِ الذي ألتزمُ به لا يُعاني مما يُشارُ إليه مِن عَددٍ في المعنى, وليس له غموض غير عادي, فهو يشيرُ إلى نَمطٍ من المعاني المنقولةِ تاريخياً والمُتجسدة في رموزٍ ,
وهو نسقٌ مِنْ مفاهيم موروثة للتعبير عنها بصيغٍ رَمزيةٍ , عن طريقها , يَتمُ للناسِ تواصلُ واستمرارُ وتطويرُ معارفهم عن الحياة واتجاهاتهم ومواقفهم منها )
- انثروبولوجيا الإسلام: د.. أبو بكر باقادر ,ص415. ط 1, دار الهادي , بيروت ,سنة 2005م .
وذَكَرَ أيضاً :
(وتُقَدِّمُ الرَموزُ الدينيةُ للقادرين على حَملها , طالما كانوا قادرين على ذلك ضماناً كونياً , ليس فقط على قدرتهم لفَهم العالم ,
وإنّما كذلك لفهمه والقدرة على إعطاء فهمٍ دقيقٍ لمشاعرهم وتعريف لعواطفهم يمكنهم تحمله ببساطة أو سعادة أو حزن أو فروسية ) .
– المَصدرُ أعلاه نفسه : ص 429 .
وطبقاً لما تقدّم إذا ما أردنا أن نَضبطَ حَراكَ المَهدوية فطرياً وإنسانياً وثقافياً , فما علينا إلاّ أنْ نفهم أمرين مُهمين هما :
1- مَعرفةُ مُنتَظم القيمِ المُكوّنة فطرياً للتجانس الثقافي إنسانيا ,من الإيمانِ بالمُخلّص أو المُصلحِ أو المُستقبلِ الأفضلِ
ووحدة الشعور النفسي العام عند بني الإنسانِ في طلبه للعدلِ والحقِّ والأمانِ وإشباعِ الحاجاتِ وغيرها.
2- الممارسةُ والتطبيقُ والسلوكُ وصناعةُ الخطاب الثقافي المقبول عقلانيّاً وشرعيا , لإنتاج الفعل التغييري نفسياً واجتماعياً .
وهذان الأمران يُسهمان في تحقيق الأهداف الدينية والثقافية التي تعمل كُلُّ ألوان ومذاهب الثقافة الإنسانية الصالحة على تحقيقها ,
من بناء الشخصية نفسيا ,وجعلها سوية في رغباتها البشرية إلى إشباع حاجاتها المشروعة من السبل الصحيحة ,
ذلك لأنَّ التحضّر والتغيير والتمدّن والتدبير الصالح لكل شؤون الإنسان والحياة والمجتمع , كلها أهداف واحدة عند الجميع , ومَطلوبة التحقق,
ورهان ذلك كله مرتبط بقناعة وفعاليّة التغيير ,
قال الله تعالى :
((إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ)) (11) الرعد .
((ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))(53) الأنفال .
___________________________________________
عَجّلَ اللهُ تعالى فَرَجَ إمَامِنا المَهدي في العالمين مِنْ قريبٍ
و نَصَرَ و حَفظَ جُنْدَه وحَشْدَه المُقاوِمَ
___________________________________________
مرتضى علي الحلي – النجفُ الأشرفُ
___________________________________________
_____________
إنَّ المَهدَويَّةَ تَستَبطِنُ رَمزيةً ثقافيّةً جامعةً للفطرةِ والدينِ معاً , عند مَنْ يُؤمنُ بها, بحيث تضعه على الصراطِ الحقِّ , ثقافةً وفكراً وسلوكا .
وقد أشار إلى هذا المعنى مَفهوماً وإدراكاً ,
المفكرُ الانثروبولوجي الأمريكي , كليفورد جيرتس (1926- 2006م) في مقالته الشهيرة ( الدين بوصفه نسقاً ثقافيا ):
في قوله:
( إنَّ مَفهومَ الثقافةِ الذي ألتزمُ به لا يُعاني مما يُشارُ إليه مِن عَددٍ في المعنى, وليس له غموض غير عادي, فهو يشيرُ إلى نَمطٍ من المعاني المنقولةِ تاريخياً والمُتجسدة في رموزٍ ,
وهو نسقٌ مِنْ مفاهيم موروثة للتعبير عنها بصيغٍ رَمزيةٍ , عن طريقها , يَتمُ للناسِ تواصلُ واستمرارُ وتطويرُ معارفهم عن الحياة واتجاهاتهم ومواقفهم منها )
- انثروبولوجيا الإسلام: د.. أبو بكر باقادر ,ص415. ط 1, دار الهادي , بيروت ,سنة 2005م .
وذَكَرَ أيضاً :
(وتُقَدِّمُ الرَموزُ الدينيةُ للقادرين على حَملها , طالما كانوا قادرين على ذلك ضماناً كونياً , ليس فقط على قدرتهم لفَهم العالم ,
وإنّما كذلك لفهمه والقدرة على إعطاء فهمٍ دقيقٍ لمشاعرهم وتعريف لعواطفهم يمكنهم تحمله ببساطة أو سعادة أو حزن أو فروسية ) .
– المَصدرُ أعلاه نفسه : ص 429 .
وطبقاً لما تقدّم إذا ما أردنا أن نَضبطَ حَراكَ المَهدوية فطرياً وإنسانياً وثقافياً , فما علينا إلاّ أنْ نفهم أمرين مُهمين هما :
1- مَعرفةُ مُنتَظم القيمِ المُكوّنة فطرياً للتجانس الثقافي إنسانيا ,من الإيمانِ بالمُخلّص أو المُصلحِ أو المُستقبلِ الأفضلِ
ووحدة الشعور النفسي العام عند بني الإنسانِ في طلبه للعدلِ والحقِّ والأمانِ وإشباعِ الحاجاتِ وغيرها.
2- الممارسةُ والتطبيقُ والسلوكُ وصناعةُ الخطاب الثقافي المقبول عقلانيّاً وشرعيا , لإنتاج الفعل التغييري نفسياً واجتماعياً .
وهذان الأمران يُسهمان في تحقيق الأهداف الدينية والثقافية التي تعمل كُلُّ ألوان ومذاهب الثقافة الإنسانية الصالحة على تحقيقها ,
من بناء الشخصية نفسيا ,وجعلها سوية في رغباتها البشرية إلى إشباع حاجاتها المشروعة من السبل الصحيحة ,
ذلك لأنَّ التحضّر والتغيير والتمدّن والتدبير الصالح لكل شؤون الإنسان والحياة والمجتمع , كلها أهداف واحدة عند الجميع , ومَطلوبة التحقق,
ورهان ذلك كله مرتبط بقناعة وفعاليّة التغيير ,
قال الله تعالى :
((إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ)) (11) الرعد .
((ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))(53) الأنفال .
___________________________________________
عَجّلَ اللهُ تعالى فَرَجَ إمَامِنا المَهدي في العالمين مِنْ قريبٍ
و نَصَرَ و حَفظَ جُنْدَه وحَشْدَه المُقاوِمَ
___________________________________________
مرتضى علي الحلي – النجفُ الأشرفُ
___________________________________________
تعليق