الإجماع ليس مصدرا من مصادر التشريع ،وحتى يكون الأمر واضحا للقارىء، دعونا نحدد ونناقش مفهوم الإجماع ،الاجماع يقصد به اتفاق الأمة على صحة أو عدم صحة حكم ما أو فعل ما أو مسألة ما فى الشريعة ،وبالتالي يصبح اجماعهم هذا دليلا على صحة هذا الحكم أو عدم صحته وضرورة العمل بهذا الحكم ،بحجة أن الأمة لا يمكن أن تجتمع على ضلال !! وحتى يتبين للقارىء الكريم عدم صحة ذلك ، اولا : الإجماع هو مفهوم او اصطلاح نظرى بحت غير واضح على المستوى العملي ويصعب تحقيقه على أرض الواقع لعدة أسباب وهى أنه من المستحيل أن يجتمع البشر على أمر ما مهما كان واضحا ومؤكدا من حيث مشروعيته أو حرمانيته مهما كان بديهيا ،فسنة البشر وسنة الكون هو الاختلاف ،ثانيا من غير الواضح ما المقصود بالإجماع هل المقصود اتفاق علماء وفقهاء الأمة على حكم ما فيما يخص الشريعة ام المقصود الأمة كلها بلا استثناء ،كما أنه حتى لو افترضنا اجتماع الأمة كلها على حكم ما فى الشريعة مع أن هذا صعب جدا تحققه من الناحية العملية البحتة فلا يعد ذلك دليلا على صحة هذا الحكم إذا لم يكن قائما على دليل عقلي أو نصي ، إذن فالعبرة هنا بالدليل وليس بالإجماع فى حد ذاته ،واما مقولة لا يمكن أن تجتمع الأمة على خطأ أو على ضلالة ،فهى مقولة خاطئة لانه من الوارد أن تجتمع الأمة كلها على ضلالة لانهم بشر يصيبون ويخطؤون وليسوا معصومين من الخطأ ،واخيرا لا يوجد دليل قطعى الثبوت على أن الإجماع يعد مصدرا من مصادر التشريع ،فنحن قد أثبتنا هنا أنه لا دليل عقلي على صحة الإجماع وعلى حجيته وعلى اعتباره مصدرا من مصادر التشريع فضلا عن غياب الدليل النصي على ذلك .
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الإجماع ليس مصدرا من مصادر التشريع
تقليص