إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا للهِ﴾

تقليص
X
تقليص
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا للهِ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا للهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ۚ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا[1].

    ﴿لَنْ يَسْتَنْكِفَ‌ اَلْمَسِيحُ‌﴾، لن يأنف ولن يذهب عزّة نفسه، من: نكفت الدمع، إذا نحّيته بإصبعك عن خدّك كيلا يرى أثره عليك ﴿أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلّٰهِ‌﴾، من أن يكون عبدا له، فإنّ عبوديّته شرف يتباهى به، وإنّما الاستنكاف في عبوديّة غيره.
    وسبب النزول قال الشيخ الطبرسي في تفسيره: ﴿لَنْ يَسْتَنْكِفَ‌ اَلْمَسِيحُ‌﴾، رُوِيَ: [أَنَّ وَفْدَ نَجْرَانَ قَالُوا لِنَبِيِّنَا صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَا مُحَمَّدُ لِمَ تَعِيبُ صَاحِبَنَا؟ قَالَ: وَمَنْ صَاحِبُكُمْ؟ قَالُوا: عِيسَى. قَالَ: وَأَيَّ شَيْءٍ أَقُولُ فِيهِ؟ قَالُوا: تَقُولُ إِنَّهُ عَبْدُ اَللهِ وَرَسُولُهُ فَنَزَلَتِ اَلْآيَةُ]
    [2].
    ﴿وَلاَ اَلْمَلائِكَةُ اَلْمُقَرَّبُونَ‌﴾، الّذين قرّبهم الله تعالى ورفع منازلهم لديه. عطف على المسيح، أي: ولا يستنكف الملائكة المقرّبون أن يكونوا عبيدا لله. واحتجّ به من زعم فضل الملائكة على الأنبياء، وقال: مساق الآية لردّ قول النصارى في رفع المسيح عن مقام العبوديّة، وذلك يقتضي أن يكون المعطوف أعلى درجة من المعطوف عليه، حتى يكون عدم استنكافهم كالدليل على عدم استنكافه. وجوابه: أنّ الآية للردّ على عبدة المسيح وعبدة الملائكة، فلا يتّجه ذلك. وإن سلّم اختصاصها بالنصارى فيحتمل أن يراد بالعطف المبالغة باعتبار التكثير دون التكبير، كقولك: أصبح الأمير لا يخالفه رئيس ولا مرؤوس. وإن أراد به التكبير فإنّه يفهم منه أنّ جميع الملائكة أفضل وأكثر ثوابا من المسيح، وهذا لا يقتضي أن يكون كلّ واحد منهم أفضل من المسيح، وإنّما الخلاف في ذلك. ﴿ومَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ‌﴾، ويترفّع عنها ﴿ويَسْتَكْبِرْ﴾، ويتعظّم بترك الإذعان بطاعته. والاستكبار دون الاستنكاف، ولذلك عطف عليه. وإنّما يستعمل حيث لا استحقاق بخلاف التكبّر، فإنّه قد يكون بالاستحقاق.
    ﴿فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ‌﴾، إلى موضع جزائه ﴿جَمِيعاً﴾، فيجازيهم أجمعين.
    واستدلّ بهذه الآية من قال بأنّ الملائكة أفضل من الأنبياء قالوا: إنّ تأخير ذكر الملائكة في مثل هذا الخطاب يقتضي تفضيلهم لأنّ العادة لم تجر بأن يقال: لن يستنكف الأمير أن يفعل كذا ولا الحارس، بل يقدّم الأدون ويؤخّر الأعظم فيقال: لن يستنكف الوزير أن يفعل كذا ولا السلطان، وهذا يقتضي فضل الملائكة على الأنبياء.
    وأجاب أصحابنا عن ذلك بأن قالوا: إنّما أخّر ذكر الملائكة عن ذكر المسيح لأنّ جميع الملائكة أفضل وأكثر ثوابا من المسيح، وهذا لا يقتضي أن يكون كلّ واحد منهم أفضل من المسيح عليه السّلام وإنّما الخلاف في ذلك. وأيضا فإنّا وإن ذهبنا إلى أنّ الأنبياء أفضل من الملائكة فإنّا نقول مع قولنا بالتفاوت: إنّه لا تفاوت في الفضل بين الأنبياء والملائكة ومع التقارب والتداني يحسن أن يقدّم ذكر الأفضل، ألا ترى أنّه يحسن أن يقال: ما يستنكف الأمير فلان من كذا ولا الأمير فلانا إذا كانا متساويين في المنزلة أو متقاربين وإنّما لا يحسن أن يقال: ما يستنكف الأمير فلان من كذا ولا الحارس لأجل التفاوت. لذلك الآية التالية تتحدث بإسهاب ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ
    [3]، ويؤتيهم جزاء أعمالهم وعد الله الّذين يقرّون بوحدانيّته ويعملون بطاعته أنّه يوفّيهم أجورهم ويؤتيهم جزاء أعمالهم الصالحة وافيا تامّا ﴿وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ‌﴾، أي يزيدهم على ما كان وعدهم به من الجزاء على أعمالهم الحسنة والثواب عليها من الفضل والزيادة ما لم يعرّفهم مبلغه، لأنّه وعد على الحسنة عشر أمثالها من الثواب إلى سبعين ضعفا وإلى سبعمائة وإلى الأضعاف الكثيرة والزيادة على المثل تفضّل من الله تعالى عليهم.
    ﴿وأَمَّا اَلَّذِينَ اِسْتَنْكَفُوا﴾، أي أنفوا عن الإقرار بوحدانيّته ﴿واِسْتَكْبَرُوا﴾، أي تعظّموا عن الإذعان له بالطاعة والعبوديّة ﴿فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً﴾، أي مؤلما موجعا ﴿ولا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ وَلِيًّا ولا نَصِيراً﴾، أي ولا يجد المستنكفون المستكبرون لأنفسهم وليّا ينجيهم من عذابه وناصرا ينقذهم من عقابه.


    [1] سورة النساء، الآية: 172.
    [2] مجمع البيان، ج 3، ص 225.
    [3] سورة النساء، الآية: 173.


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    ​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم
      ​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...