اللهم صل على محمد وآل محمد
عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،رَفَعَهُ إِلَى الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ،قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فَقُلْتُ:
- يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،إِنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ سَمِعْنَا الَّذِي نَشُدُّ بِهِ دِينَنَا،وَ إِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ سَمِعْنَا أَشْيَاءَ مُخْتَلِفَةً مَغْمُوسَةً،لاَ نَدْرِي مَا هِيَ؟!
قَالَ:«أَ وَ قَدْ فَعَلُوهَا؟!».
- قَالَ:قُلْتُ:نَعَمْ.
- قَالَ:«سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)يَقُولُ: أَتَانِي جَبْرَئِيلُ فَقَالَ:يَا مُحَمَّدُ، سَتَكُونُ فِي أُمَّتِكَ فِتْنَةٌ.
- قُلْتُ:فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا؟
- فَقَالَ:كِتَابُ اللَّهِ،فِيهِ بَيَانُ مَا قَبْلَكُمْ مِنْ خَبَرٍ،وَ خَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ،وَ حُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ،وَ هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ،مَنْ وَلِيَهُ مِنْ جَبَّارٍ فَعَمِلَ بِغَيْرِهِ قَصَمَهُ اللَّهُ،وَ مَنِ الْتَمَسَ الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ،وَ هُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَ هُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ،وَ هُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ،لاَ تُزِيغُهُ الْأَهْوَاءُ ،وَ لاَ تَلْبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ،وَ لاَ يَخْلَقُ عَلَى الرَّدِّ ،وَ لاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ،وَ لاَ يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ, هُوَ الَّذِي لَمْ تُكِنَّهُ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ أَنْ قَالُوا: إِنّٰا سَمِعْنٰا قُرْآناً عَجَباً* يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ،وَ مَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ،وَ مَنِ اعْتَصَمَ بِهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ،هُوَ الْكِتَابُ الْعَزِيزُ الَّذِي لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ».
-------------------------
البرهان في تفسير القرآن ص15 ؛السيد هاشم البحراني
تعليق