(فاقد الشيء لا يعطيه) ، من هذا المنطلق يبدأ إصلاح المدرسة ، من المعلم نفسه ، بحيث لو كنا نملك معلمين قراء شئنا أم أبينا سنخلق تلاميذاً قراء ، لأن من يقرأ تأسره لذة القراءة فيطمع بأن تأسر الجميع معه .
غير أن المعلم لديه في وجدان التلاميذ مكانة لا بأس بها خصوصاً إذا كان من المعلمين المرحين ، وخفيفي الظل ، فالطالب يرى من المعلم قدوة من الناحية العلمية والمعرفية ، ومن ناحية
السلوك أيضاً ، فعندما يرى الأستاذ غارق في لجة الكتاب سيحاول هو أيضاً أن يصبح مثله ، وعلى العكس إذا كان المعلم ليس همه إلا التعليق على الطلبة بين الحين والآخر في الساعة الدراسية ، والضحك والقهقهة والمشهد الأكثر إثارة عندما يذهب الطلبة إلى غرفة المدرسين وهم يتوقعون أن الجميع إما منشغل بكتاب أو بنقاش علمي حول المواد العلمية .. !! ، لكنهم أي التلاميذ يندهشون حين يرون أن المعلم مشعل لسيجارة هناك ، والآخر في جدال حامي الوطيس حول أفضل السيارات هناك إذا نحن بحاجة إلى المعلم القارئ الذي ينتج جيلاً مولع بالقراءة