إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ ۖ ..[1].

    حصل خلاف كثير في تفسير معنى كلمة طعام وما المقصود منها فقيل: المراد بها ذبائح أهل الكتاب ونسبه في كتاب تفسير مجمع البيان للطبرسي الى أكثر المفسّرين وأكثر الفقهاء وبه قال جماعة من أصحابنا ويؤيّده أنّ ما قبل الآية في بيان الصيد والذبائح، ولأن ما سوى الصيد والذبائح محللة قبل ان كانت لأهل الكتاب وبعد أن صارت لهم، فلا يبقى لتخصيصها بأهل الكتاب فائدة.
    ثمّ اختلفوا فمنهم من قال: أراد به ذباحة كلّ كتابيّ ممّن انزل عليه التوراة والإنجيل، ومن دخل في ملّتهم ودان بدينهم. فقد ورد عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ أَنَّهُمَا قَالاَ: ((فِي ذَبَائِحِ أَهْلِ اَلْكِتَابِ فَإِذَا شَهِدْتُمُوهُمْ وَقَدْ سَمَّوُا اِسْمَ اَللهِ فَكُلُوا ذَبَائِحَهُمْ وَإِنْ لَمْ تَشْهَدُوهُمْ فَلاَ تَأْكُلُوا وَإِنْ أَتَاكَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فَأَخْبَرَكَ أَنَّهُمْ سَمَّوْا فَكُلْ))
    [2].
    ومنهم من قال: عنى به من أنزلت التوراة والإنجيل عليهم أو كان من أبنائهم فأمّا من كان دخيلا فيهم من سائر الأمم ودان بدينهم فلا تحلّ ذبائحهم.
    وقيل: المراد به ذبائحهم وغيرها من الأطعمة، وقيل: انّه مختصّ بالحبوب وما لا يحتاج إلى التذكية ورواه الكليني عَنْ قُتَيْبَةَ اَلْأَعْشَى قَالَ: سَأَلَ اَلْحَسَنُ بْنُ اَلْمُنْذِرِ أَبَا عَبْدِ اَللهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.. ((فَقَالَ رَجُلٌ لِأَبِي عَبْدِ اَللهِ وأَنَا أَسْمَعُ: فَأَيْنَ قَوْلُ اَللهِ: ﴿وَطَعامُ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللهِ: كَانَ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا ذَلِكَ اَلْحُبُوبُ وأَشْبَاهُهُ))
    [3]. ونحوها ممّا دلّ على ذلك منها: عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: ((فِي قَوْلِ اَللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ﴿وَطَعامُ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾، قَالَ اَلْعَدَسُ وَاَلْحُبُوبُ وَأَشْبَاهُ ذَلِكَ يَعْنِي مِنْ أَهْلِ اَلْكِتَابِ))[4].
    وعَنْ أَبِي اَلْجَارُودِ قَالَ: ((سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَطَعامُ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ﴾، فَقَالَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ اَلْحُبُوبُ وَاَلْبُقُولُ))[5].
    وإلى هذا القول يذهب أصحابنا وهو الصحيح. ويدل عليه مضافا الى الأخبار انه تعالى نهى في كثير من الآيات عن أكل ما لم يذكر اسم الله عليه وما أهل به لغير الله وظاهر أنّ الكتابي لا يذكر اسم الله عليه.
    ولو قيل: انّ محلّ النزاع ما لو ذكر اسم الله عليه وإلا فالمسلم مع خلو ذكر اسم الله لا تحل ذبيحته لقلنا: ظاهر انّ ما يذكره الكتابي من اسم الله ليس باسم الله تعالى حقيقة فإنّ اليهوديّ إنما يقصد الله الذي عزير ابنه والنصراني يقصد الله الذي المسيح ابنه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا والذكر على هذا الوجه بمثابة العدم فلا تباح الذبيحة به، ولأنه يبعد في العرف إطلاق الطعام على الذبيحة وانّما هو في العرف عبارة عن البرّ والشعير ونحو ذلك من الحبوب. على انا لو سلمنا ذلك لقلنا مقتضى الآية اباحة طعامهم على العموم خرج منه نحو الذبيحة وغيرها ممّا باشروه بالرطوبة لأدلة اقتضت ذلك وأوجبت التخصيص فيبقى ما عدا ذلك كالحبوب وغيرها داخلة فيه.
    ﴿وطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ‌﴾، فيجوز لنا أن نطعمهم إياه وأن نبيعه عليهم وكذا سائر المعاملات بعوض ولا عوض وخصّ في المجمع الحليّة هنا بان تطعموهم.
    وبعبارة أخرى ﴿وطَعامُ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾،‌ أي الحبوب، ولذا يقال بيّاع الطعام لبائعي الحبوب، ولذا يعنونون الفقهاء مسألة (بيع الطعام) مريدين به الحبوب، فالطعام منصرف إليها ﴿اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتابَ حِلٌّ‌﴾، حلال ﴿لَكُمُ‌﴾، والتخصيص بأهل الكتاب لأنهم محل ابتلاء المسلمين، كما أن العكس أيضا كذلك وهو: ﴿وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ‌﴾، فالتخصيص لما ذكر وإلا فطعام المسلم حلّ حتى لغير أهل الكتاب.


    [1] سورة المائدة، الآية: 5.
    [2] وسائل الشيعة، ج 24، ص 63.
    [3] الكافي، ج 6، ص 240.
    [4] وسائل الشيعة، ج 24، ص 206.
    [5] الكافي، ج 6، ص 264.


  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​​​​​​​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم
      ​​​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X