تويت
شبهة أن الإمام الحسين (ع) ترحم على معاوية (لع) بعد موته .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
في الوقت الذي تبث فيه قنوات الضلال والإنحراف المأجورة المسلسلات التي تميت العقول وتغسل الأدمغة وتخفي الحقائق التأريخية عن شخصية معاوية بن أبي سفيان (لعنه الله) ، مع وجود بعض الأصوات والردود المنصفة من الشيعة الإمامية من هنا وهناك التي تبين حقيقة هذا الرجل ومن بطون كتب أهل الخلاف .
وهناك شبهة وهي : قد يأتي شخص ويقول : لماذا الشيعة تشن حملة الهجوم ضد معاوية بن أبي سفيان وتلعنه بينما يترحم عليه الإمام الحسين (ع) كما في الرواية التالية :
روى الطبري في تأريخه فقال : ( ... وقال هشام بن محمد ، عن أبي مخنف : ... فدخل فسلم عليه بالامرة ومروان جالس عنده ، فقال حسين : كأنه لا يظن ما يظن من موت معاوية : الصلة خير من القطيعة ، أصلح الله ذات بينكما فلم يجيباه في هذا بشيء وجاء حتى جلس فأقرأه الوليد الكتاب ونعى له معاوية ودعاه إلى البيعة ، فقال حسين: إنا لله وإنا إليه راجعون ورحم الله معاوية وعظم لك الأجر ... ).1
وللجواب على هذه الشبهة نقول :
1 - ان الرواية منقولة من كتاب تاريخ الملوك للطبري ، وهو بلا شك مصدر سني لأهل الخلاف ولا يعتبر حجة علينا .
2 - انني تتبعت الرواية في مصادرنا وهي مذكورة أيضاً ولكن ليس فيها عبارة : (ورحم الله معاوية) .
3 - ولو فرضنا جدلاً أن هذه العبارة مذكورة في كتبنا ومصادرنا فإننا نجيب بالتالي :
أ - أن في سند الرواية خدشه ، فقد وقع في سندها أبو مخنف (لوط بن يحيى) وقد وصفه علماء أهل الخلاف بالأوصاف التالية : ( ليس بثقة ، متروك الحديث ، متروك هالك ، ليس بشيء ، أنه يروي عن طائفة من المجهولين ، أخباري ضعيف ) . ولا مجال لنذكرها بالتفصيل .
ب ـ ولو فرضنا أن الرواية صحيحة ، وأن عبارة الترحم مذكورة فيها ، نسأل أهل الخلاف هذا السؤال : هل الترحم على الشخص الميت سواء كان ظالماً أو فاسقاً جائز أم لا ؟
فيجيب أهل الخلاف بالتالي :
سئل الشيخ ابن باز السؤال التالي : عندما يموت شخص مسلم ولكنه فاسق في حياته ، فهل يجوز الترحم عليه ؟
جواب : نعم يجوز الترحم عليه والدعاء له بالعفو والمغفرة ، كما يصلى عليه صلاة الجنازة إذا كان فاسقًا لا كافرًا. والله المستعان ) . 2
وسئل موقع إسلام ويب السني السؤال التالي : هل يجوز الدعاء بالرحمة للحاكم الظالم ، كالحجاج بن يوسف الثقفي مثلا ؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة : الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد :فالدعاء بالرحمة لمن مات على الإسلام ، مشروع ، وإن كان فاسقا ، ظالما ، فإنه في مشئية الله ، إن شاء غفر له ، وإن شاء عذبه ، ورحمة الله واسعة ، والأمر لله من قبل ، ومن بعد ، قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } 3 ... ) . 4
*****************
1 - الطبري ، تاريخ الطبري ، سنة ستين ، خلافة يزيد بن معاوية ، ج 5 ، ص 339 .
2 - مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز ، ج 6 ، ص 395 .
3 - سورة النساء ، الآية 48 .
4 - موقع اسلام ويب (موقع سني) ، آداب الذكر والدعاء، حكم الدعاء بالرحمة للحاكم الظالم .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
في الوقت الذي تبث فيه قنوات الضلال والإنحراف المأجورة المسلسلات التي تميت العقول وتغسل الأدمغة وتخفي الحقائق التأريخية عن شخصية معاوية بن أبي سفيان (لعنه الله) ، مع وجود بعض الأصوات والردود المنصفة من الشيعة الإمامية من هنا وهناك التي تبين حقيقة هذا الرجل ومن بطون كتب أهل الخلاف .
وهناك شبهة وهي : قد يأتي شخص ويقول : لماذا الشيعة تشن حملة الهجوم ضد معاوية بن أبي سفيان وتلعنه بينما يترحم عليه الإمام الحسين (ع) كما في الرواية التالية :
روى الطبري في تأريخه فقال : ( ... وقال هشام بن محمد ، عن أبي مخنف : ... فدخل فسلم عليه بالامرة ومروان جالس عنده ، فقال حسين : كأنه لا يظن ما يظن من موت معاوية : الصلة خير من القطيعة ، أصلح الله ذات بينكما فلم يجيباه في هذا بشيء وجاء حتى جلس فأقرأه الوليد الكتاب ونعى له معاوية ودعاه إلى البيعة ، فقال حسين: إنا لله وإنا إليه راجعون ورحم الله معاوية وعظم لك الأجر ... ).1
وللجواب على هذه الشبهة نقول :
1 - ان الرواية منقولة من كتاب تاريخ الملوك للطبري ، وهو بلا شك مصدر سني لأهل الخلاف ولا يعتبر حجة علينا .
2 - انني تتبعت الرواية في مصادرنا وهي مذكورة أيضاً ولكن ليس فيها عبارة : (ورحم الله معاوية) .
3 - ولو فرضنا جدلاً أن هذه العبارة مذكورة في كتبنا ومصادرنا فإننا نجيب بالتالي :
أ - أن في سند الرواية خدشه ، فقد وقع في سندها أبو مخنف (لوط بن يحيى) وقد وصفه علماء أهل الخلاف بالأوصاف التالية : ( ليس بثقة ، متروك الحديث ، متروك هالك ، ليس بشيء ، أنه يروي عن طائفة من المجهولين ، أخباري ضعيف ) . ولا مجال لنذكرها بالتفصيل .
ب ـ ولو فرضنا أن الرواية صحيحة ، وأن عبارة الترحم مذكورة فيها ، نسأل أهل الخلاف هذا السؤال : هل الترحم على الشخص الميت سواء كان ظالماً أو فاسقاً جائز أم لا ؟
فيجيب أهل الخلاف بالتالي :
سئل الشيخ ابن باز السؤال التالي : عندما يموت شخص مسلم ولكنه فاسق في حياته ، فهل يجوز الترحم عليه ؟
جواب : نعم يجوز الترحم عليه والدعاء له بالعفو والمغفرة ، كما يصلى عليه صلاة الجنازة إذا كان فاسقًا لا كافرًا. والله المستعان ) . 2
وسئل موقع إسلام ويب السني السؤال التالي : هل يجوز الدعاء بالرحمة للحاكم الظالم ، كالحجاج بن يوسف الثقفي مثلا ؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة : الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد :فالدعاء بالرحمة لمن مات على الإسلام ، مشروع ، وإن كان فاسقا ، ظالما ، فإنه في مشئية الله ، إن شاء غفر له ، وإن شاء عذبه ، ورحمة الله واسعة ، والأمر لله من قبل ، ومن بعد ، قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } 3 ... ) . 4
*****************
1 - الطبري ، تاريخ الطبري ، سنة ستين ، خلافة يزيد بن معاوية ، ج 5 ، ص 339 .
2 - مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز ، ج 6 ، ص 395 .
3 - سورة النساء ، الآية 48 .
4 - موقع اسلام ويب (موقع سني) ، آداب الذكر والدعاء، حكم الدعاء بالرحمة للحاكم الظالم .
تعليق