إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد



    قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ..[1].

    تحصيل الطهارة الحدثية كمقدمة لإداء فرض الصلوات مطلقا هو أمر عبادي لإكتساب القدسية المؤهلة للوقوف بين يدي الله تعالى، وقد وقع خلاف بين فرق المسلمين من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بخصوص الرجلين هل هو مسح عليهما أم هو غسل، ففي هذه الآية خطاب الى المؤمنين بأنكم إذا قمتم الى الصلاة فتوضؤا بالكيفية المذكورة والمراد بالقيام في الامر تهيئة الشروع فيه فالقيام الى الصلاة تهيئة الشروع فيها، وهو تحصيل حالة في النفس يصح معها الدخول في الصلاة، فإن المحدث يكون له حال لا يصح معه الدخول في الصلاة وبسبب الطهارة يحصل له حال يصح معه الدخول.
    فإذا عزمتم على الصلاة، والقيام يطلق في الكلام العربيّ بمعنى الشروع في الفعل.
    فالآية تخاطب المؤمنين وترسم لهم كيفيّة الوضوء أوّلاً، وتبيّن أنّ أعضاء الوضوء على قسمين: قسم يُغسل وآخر يُمسح، أمّا القسم المغسول من البدن فهو قوله تعالى: ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وأَيْدِيَكُمْ إِلَى اَلْمَرافِقِ‌.
    كلمة ﴿إلى﴾، هنا جاءت لبيان حدّ الغَسل؛ أي المقدار الّذي يجب غَسله من الأيدي، وليست لبيان كيفيّة الغَسل من حيث الابتداء أو الانتهاء، كقولك: «بعتك هذه الحديقة من هنا إلى هناك» والمراد تحديد الكمّ‌، لا بيان الكيف. وأمّا كيفيّة الغَسل فقد جاءت في الأخبار عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام أنّها غَسل اليدين من المرفق حتّى أطراف الأصابع.
    وأمّا القسم الممسوح فهو قوله تعالى: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وأَرْجُلَكُمْ إِلَى اَلْكَعْبَيْنِ‌﴾، والمراد بعض الرأس؛ لمكان الباء في الآية بقوله: ﴿بِرُءُوسِكُمْ﴾، وأمّا مسح كلّ الرأس وحتّى الأذنين لا يتلاءم مع ما يُفهم من الآية.
    فالرأس والرجل من القسم الممسوح الّذي جاء بعد قوله: ﴿واِمْسَحُوا﴾، ولو كانا من القسم المغسول لكان من المناسب مجيؤهما بعد قوله: ﴿فَاغْسِلُوا﴾.
    وأما الرجلين فنحن نقول حكمه حكم الرأس في وجوب المسح قضاء لحكم العطف وذلك كما ورد عَنْ غَالِبِ بْنِ اَلْهُذَيْلِ قَالَ: ((سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾، عَلَى اَلْخَفْضِ هِيَ أَمْ عَلَى اَلنَّصْبِ قَالَ: بَلْ هِيَ عَلَى اَلْخَفْضِ))
    [2]، وفقهاء العامة يقولون في الرجلين بالغسل لأن قوله: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ‌﴾، معطوف على قوله: ﴿وُجُوهَكُمْ‌﴾، أي أغسلوا وجوهكم وأرجلكم فكما أن الوجوه تغسل كذلك يغسل الرجلان وعليه فقد فصل بين المعطوف والمعطوف عليه وهذا هو الأصل في الاختلاف وليت شعري ما الذي دعاهم الى هذا التركيب في الآية مع أن ظاهر الكلام هو أن قوله: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ‌﴾، معطوف على قوله: ﴿بِرُءُوسِكُمْ﴾، فحكم الرجلين حكم الرؤوس أليس ما ذكروه من قبيل الأكل من القفا مضافا الى أنه خلاف البلاغة، ولو كان الأمر كما ذكروه لقال الله تعالى فاغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم واغسلوا أرجلكم فأن هذا أحسن وأبلغ من الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بما عرفت.
    وقد ورد عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: ((قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ أَلاَ تُخْبِرُنِي مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ وَقُلْتَ إِنَّ اَلْمَسْحَ بِبَعْضِ اَلرَّأْسِ وَبَعْضِ اَلرِّجْلَيْنِ فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ: يَا زُرَارَةُ قَالَ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: وَنَزَلَ بِهِ اَلْكِتَابُ مِنَ اَللهِ لِأَنَّ اَللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾، فَعَرَفْنَا أَنَّ اَلْوَجْهَ كُلَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُغْسَلَ ثُمَّ قَالَ: ﴿وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى اَلْمَرافِقِ﴾، ثُمَّ فَصَّلَ بَيْنَ اَلْكَلاَمِ فَقَالَ: ﴿وَاِمْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ﴾، فَعَرَفْنَا حِينَ قَالَ: ﴿بِرُءُوسِكُمْ﴾، أَنَّ اَلْمَسْحَ بِبَعْضِ اَلرَّأْسِ لِمَكَانِ اَلْبَاءِ ثُمَّ وَصَلَ اَلرِّجْلَيْنِ بِالرَّأْسِ كَمَا وَصَلَ اَلْيَدَيْنِ بِالْوَجْهِ فَقَالَ: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى اَلْكَعْبَيْنِ﴾، فَعَرَفْنَا حِينَ وَصَلَهَا بِالرَّأْسِ أَنَّ اَلْمَسْحَ عَلَى بَعْضِهَا ثُمَّ فَسَّرَ ذَلِكَ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ لِلنَّاسِ فَضَيَّعُوهُ ..))
    [3].
    [1] سورة المائدة، الآية: 6.
    [2] وسائل الشيعة، ج 1، ص 420.
    [3] الكافي، ج 3، ص 30.

    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 08-03-2025, 04:34 PM.

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    ​​​​​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم
      ​​​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X