اللهم صل على محمد وآل محمد
جاء في نهج البلاغة، الجزء الرابع، الصفحة 369:
قال الإمام عليٌّ (عليه السلام): "الناسُ لِلدُّنيا عامِلانِ: عاملٌ عملَ للدُّنيا قد شَغَلَته دُنياهُ عن آخرتِه، يَخشى على مَن يَخلِفُه الفَقرَ، ويأمنُ على نَفسِه، فيُفني عُمرَه في مَنفعةِ غيرِه. وعاملٌ عملَ في الدُّنيا لِما بَعدَها، فجاءَهُ الذي له مِن الدُّنيا بغيرِ عملٍ، فأحرَزَ الحَظَّينِ معًا، ومَلَكَ الزَّادَينِ جميعًا، فأصبَحَ وَجيهًا عندَ اللهِ، لا يَسألُ اللهَ حاجةً فيَمنَعُه".
أيها المؤمنون، لننظر إلى حياتنا ونفكر في هذا الكلام المليء بالحكمة. في أي نوع من الناس نحن؟
الكثير منا ينتمي إلى النوع الأول، لأننا نعتقد أننا نعمل لصالح أنفسنا، ونفكر أن ما نفعله سيكون لصالح أبنائنا بعد وفاتنا. وهذا اعتقاد خاطئ.
من المؤسف أن الكثير منا يركض وراء المال، دون أن نقف لحظة لنتحقق مما إذا كانت أعمالنا حلالًا أو حرامًا، ولا نهتم بما إذا كانت أفعالنا في مسار صحيح أم لا. نرى أن كل ما يهم هو المال، والعيش في راحة في هذه الدنيا. يجب أن يكون تفكيرنا في الآخرة وليس فقط في هذه الدنيا، التي سبقتنا فيها الأمم السابقة، وستأتي بعدها أمم أخرى، وكل هذا لن يُقدّر عند الله إلا بحسب عملنا.
أيها الأخ الكريم، اغتنم هذه الفرصة التي بين يديك، فبعض الأمور لا تأتي إلا مرة واحدة في الحياة. كما في الحديث، اغتنم الفرصة التي لديك قبل أن تمضي، لأنها مثل السحب التي تمر بسرعة. على سبيل المثال، شهر رمضان المبارك، قد لا يأتي مرة أخرى ونحن على قيد الحياة. فهل أنت مستعد لهذا؟
الله تعالى يقول في كتابه الكريم: "لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ"
تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال .
تعليق