إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ[1].

    ﴿فَبِمَا نَقْضِهِم﴾، «ما» زائدة مؤكّدة أي فبنقضهم ﴿مِيثاقَهُمْ لَعَنّٰاهُمْ‌﴾، وطردناهم عن رحمتنا، وفي الكلام حذف اكتفي بدلالة الظاهر عليه والتقدير: فنقضوا عهدهم فلعنّاهم بنقضهم ذلك الميثاق والعهد وأبعدناهم من رحمتنا على وجه العقوبة، وهم بني إسرائيل دون نقباءهم، فإن بعيث الله لا ينقض ميثاقه، وأخذ هذا الميثاق كان - فقط - عليهم.
    وقيل: معناه مسخناهم قردة وخنازير. وقيل: عذّبناهم وذلّلناهم بالجزية.
    ﴿وجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً‌﴾، يابسة غليظة لا تلين لقبول الحقّ فسلبناهم اللطف والتوفيق الّذي تنشرح به صدورهم حتّى ﴿رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ
    [2]. وقيل: معناه أخبرنا وبيّنا عن حال قلوبهم وما هي عليها من القساوة وحكمنا بأنّهم لا يؤمنون ولا تنجع فيهم موعظة كما يقال: فلان جعل فلانا فاسقا وفلانا عدلا، أي أخبر وبيّن عن حالهما.
    ﴿يُحَرِّفُونَ اَلْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ‌﴾، ويفسّرونه على غير ما انزل فيكون التحريف بسوء التأويل وبالتغيير والتبديل كما غيّروا نعوت النبيّ صلى الله عليه وآله.
    ﴿ونَسُوا حَظًّا مِمّا ذُكِّرُوا بِهِ‌﴾، أي تركوا نصيبا ممّا أمروا به في كتابهم وهو الإيمان بمحمّد صلى الله عليه وآله وضيّعوا ما ذكره الله في كتابهم ممّا فيه رشدهم.
    ﴿ولا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ‌﴾، الخائنة أي خيانة على أنّها مصدر كاللاغية والكاذبة مثل قوله: ﴿لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً‌
    [3]، أي لغوا، والمعنى: أنّ الغدر والخيانة عادة مستمرّة لهم ولأسلافهم بحيث لا يكادون يتركونها فلا تزال ترى ذلك منهم.
    ﴿خائِنَةٍ مِنْهُمْ‌﴾، بحق الحق في شرعة الله، فلهم مواقف خيانية متواترة لا تزال، أم «خائنة» مبالغة خائن: كثير الخيانة. فرغم أن الدولة الإسلامية مكّنت لهم الحياة الرغيدة، لكنهم كانوا في المدينة - ولا يزالون - عقارب وحيات وثعالب وذئبانا تضمر دوما كل كيد وخيانة، فإن أعوزتهم القدرة على التنكيل الظاهر بالمسلمين نصبوا لهم الشباك وأقاموا لهم المصائد وتآمروا عليهم مع كل عدو لهم شرس.
    ويجوز أن تكون «الخائنة» صفة فالمعنى: لا تزال تطّلع على نفس خائنة أو ذات خيانة إلّا قليلا منهم لم يخونوا، وهو استثناء من الضمير المجرور في ﴿مِنْهُمْ‌﴾.
    ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ واِصْفَحْ‌﴾، أي أعرض عنهم ولا تتعرّض لهم بالمعاقبة إن تابوا وآمنوا أو عاهدوا والتزموا الجزية. وقيل: الحكم مطلق فنسخ بآية السيف وهو قوله: ﴿قاتِلُوا اَلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ ولا بِالْيَوْمِ اَلْآخِرِ
    [4].
    ﴿إِنَّ اَللّٰهَ يُحِبُّ اَلْمُحْسِنِينَ‌﴾، تعليل للأمر بالصفح، وقيل: المراد بهؤلاء المحسنين هم المعنيّون بقوله ﴿إِلاّٰ قَلِيلاً مِنْهُمْ‌﴾، وهم الّذين ما نقضوا العهد.
    يقول الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره: [الممارسات التّحريفية لليهود: إنّ ما يستشف من مجموع الآيات الواردة في القرآن الكريم بخصوص الممارسات التحريفية لليهود، هو أنّهم كانوا يمارسون أنواع التحريف في الكتب السماوية الخاصّة بهم.
    وكان تحريفهم يتخذ أحيانا طابعا معنويا، أي أنّهم كانوا يفسّرون العبارات الواردة في تلك الكتب بشكل يناقض المعنى الحقيقي لها، فهم كانوا يحفظون الألفاظ كما هي لكنهم كانوا يغيرون معانيها وهو (التحريف المعنوي)، وكانوا - أيضا - يقومون بتحريف الألفاظ في بعض الأحيان، فهم بدل أن يقولوا «سمعنا وأطعنا» كانوا يقولون «سمعنا وعصينا» كما كانوا أحيانا يخفون بعض الآيات الإلهية، فما كان يطابق أهواءهم أظهروه، وأخفوا الآيات التي لم تكن لتتلاءم مع ميولهم ورغباتهم وهو «التحريف اللفظي»، وقد وصلت بهم الوقاحة إلى حد أنّهم مع موجود الكتاب السماوي بين أيديهم كانوا يخادعون الناس بوضع أيديهم على الحقائق الواردة فيها، لكي لا يستطيع الناظر قراءتها]
    [5].

    [1] سورة المائدة، الآية: 13.
    [2] سورة المطففين، الآية: 14.
    [3] سورة الغاشية، الآية: 11.
    [4] سورة التوبة، الآية: 29.
    [5] الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 3، ص 645.


  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​​​​​​​​​​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X