إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من قصص الانبياء : {وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ} 

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من قصص الانبياء : {وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ} 

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
    واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين



    قال الله تعالى: {وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ}


    الآية تتحدث عن آدم (عليه السلام) عندما أكل من الشجرة التي نُهي عنها في الجنة، وقد وصف فعله بـ”العصيان” ونتيجته بـ”الغواية”. إلا أن تفسير ذلك يجب أن يكون في ضوء العقيدة الإمامية التي تؤكد عصمة الأنبياء.


    1. معنى العصيان في الآية

    العصيان هنا لا يعني ارتكاب ذنب شرعي يستوجب العقوبة، بل هو “ترك الأولى”، أي أن آدم عليه السلام لم يخالف أمرًا إلزاميًا، وإنما خالف أمرًا إرشاديًا كان الأصلح له اتباعه، ولكنه لم يكن حرامًا عليه.


    ويمكن التمثيل لهذا :

    حينما نصلّي تارة يحصل حضور قلب ، وتارة لم يحصل ، وهذا يتناسب مع شأننا ، وأمّا بالنسبة إلى الرسول ( صلى الله عليه واله ) فلا يتناسب معه .

    وكذلك لو ساعد ثري فقيراً بمبلغ ضئيل ، فمهما كان المبلغ قليلاً فلا يعدّ حراماً ، ولكن كلِّ من يسمع بها يذمّه حتّى كأنه قد ارتكب معصية ، لأنه يتوقِّع من الثري أن يقدّم مساعدة أكبر ، فهو ليس ذنب مطلق ليستحقّ العقاب عليه ، بل هو ذنب نسبي أي لا تتناسب هذه المساعدة البسيطة مع كونه من الأثرياء

    2. معنى الغواية

    “غوى” لا تعني الضلال العقائدي أو الانحراف عن الدين، بل تعني الوقوع في المشقة والتعب نتيجة هذا الاختيار، حيث فقد الراحة والنعيم الذي كان في الجنة، وأُخرج منها إلى دار الدنيا.

    3. مكان وقوع الحادثة

    هذه الحادثة وقعت في الجنة البرزخية، وليس في دار التكليف، مما يعني أن القوانين الشرعية لم تكن جارية بنفس الصورة التي هي عليها في الدنيا، ولذلك لم يكن هناك معصية بالمعنى التشريعي.

    4. العصمة وعدم وقوع الأنبياء في الذنب

    إن الأنبياء معصومون من الذنوب والمعاصي التي تخالف التشريع الإلهي، وما حدث مع آدم هو مجرد تركٍ للأولى، وليس ذنبًا يستوجب العقوبة الإلهية.


    الخلاصة

    الآية لا تدل على أن آدم (عليه السلام ) ارتكب ذنبًا، بل إنه ترك ما كان الأفضل له، فوقع في المشقة الناتجة عن ذلك، وهو ما عبّر عنه القرآن بالغواية. وهذا لا يتعارض مع عصمته، لأن العصمة تعني عدم ارتكاب الذنب، وليس عدم وقوع الإنسان في ترك الأولى أو الاختيار الأقل فضيلة.

  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​​​​​​​​​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X