إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد



    قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ[1].

    تنبيه إلهي يحمل تحفيز للمسلمين لمعرفة أمر مهم وهو أن النصارى أيضا كاليهود في نقض الميثاق وترك العمل بكتاب الله ﴿أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ‌﴾، على العمل بأحكام الإنجيل والالتزام بما فيه، وفيه أمرهم بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وآله ﴿فَنَسُوا﴾، وتركوا حَظًّا وافرا ونصيبا وافيا ﴿مِمّٰا ذُكِّرُوا﴾، وامروا بِهِ‌ فيه من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وآله ﴿فَأَغْرَيْنا﴾، وألقينا بنحو اللزوم واللصوق فيما ﴿بَيْنَهُمُ‌﴾، وبين اليهود أو بين فرقهم المختلفة ﴿اَلْعَداوَةَ‌﴾، والمباينة بالأفعال ﴿وَاَلْبَغْضاءَ‌﴾، والمنافرة بالقلوب والعقائد بحيث يلعن بعضهم بعضا ﴿إِلى يَوْمِ اَلْقِيامَةِ﴾،‌ ودار الجزاء ﴿وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اَللّٰهُ‌﴾، ويخبرهم بشدة عقوبتهم ﴿بِماكانُوا﴾، في الدّنيا ﴿يَصْنَعُونَ‌﴾، من السّيّئات.
    لم يقل سبحانه أخذنا من النصارى ميثاقهم لأن النصرانية بعنوانها الأصيل دين حق وهو التدين بما جاء به المسيح وهؤلاء الذين ينتسبون لها إنما ينتسبون بعنوان فارغ لأنهم لا يدينون الله بالتوحيد ولا يعرفون عيسى بن مريم بالنبوّة الصادقة والعبودية لله بل يشركون بالله ويغلون في عيسى هذا من جانب الأصول وأمّا في الفروع الشرعية المدونة لهم والموظفة عليهم فانحرافهم فيها واسع ولذا قال سبحانه: ﴿وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ﴾، من وحينا الى نبيّهم بأن لا يعبدوا الاّ الله ولا يروا مؤثرا في الكون غيره وأن يعترفوا بالمسيح نبيّا لا ابنا لله بل عبدا له فنسوا الكثير من هذا الميثاق وتجاوزوا حدود الوظيفة الشرعية واختلفوا فيما بينهم على العقيدة اختلافات كلية وجزئية الى يومنا هذا.
    إذا فإغراء العداوة بين النصارى المتخلفين هو إلصاقها بهم، فهم إذا لصق العداء فيما بينهم وكانوا هم طول تأريخهم متعادين مع بعضهم البعض، لا تهدأ فورتهم ضد بعض، ولا ثورتهم على بعض.
    والإلقاء لغويا هو طرح الشيء حيث تلقاه أي تراه، وعرفيا هو اسم لكل طرح، وهنا في إغراء العداوة بين النصارى وإلقاءها بين اليهود - الذين نسوا حظا مما ذكروا به - ما يدل على بقاء لليهود والنصارى إلى يوم القيامة، فليس كما يقال إن أهل الكتاب كلهم يؤمنون زمن المهدي القائم من آل محمد عليهم السلام. ولكن السيطرة العالمية لهذه الدولة المباركة تضعف سواعدهم فهم - إذا - من أهل الذمة في دولة الإسلام، فالمؤمنون منهم يؤمنون والكافرون منهم لا يستطيعون أي سلب أو إيجاب ضد الدولة الإسلامية. وأقل الإيمان هناك من أهل الكتاب عند قوله تعالى: ﴿وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا
    [2]، أن يؤمنوا كلهم أن المسيح ليس إلها ولا ابن الله، ولا أنه صلب، إزاحة لكافة المعالم الشركية في هذا البين، وكما تدل عليها آيات بينات، فالصالحون من أهل الكتاب يؤمنون بهذه الرسالة الأخيرة وأقل تقدير ألا يعارضونها، ويستسلمون لحق الرسالة الكتابية عندهم، ومن ثم هم قد يؤمنون زمن المهدي (عليه السلام). «أما أنهم سيذكرون ذلك الحظ» في هذه الدولة الكريمة اعترافا بالرسالة الإسلامية، المحرفة عندهم بشائرها، وإن لم يدخلوا في ظل الإسلام بالتمام. ولقد نرى من العداوة المغراة بينهم طوال تاريخهم حروبا طاحنة حتى انتهت إلى حروب عالمية بينهم أنفسهم مما تهددهم بالفناء والدمار. ولقد سال من دماءهم على أيدي بعضهم البعض ما لم يسل في حروبهم مع غيرهم في التاريخ، سواء أكان لخلافات مذهبية أو على السلطات الزمنية أو الروحية، أو الخلافات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
    ذلك وإغراء العداوة والبغضاء وإلقاءهما ليس يختص باليهود والنصارى لأنهم يهود ونصارى، بل هو بما نسوا حظا مما ذكروا به، فكذلك المسلمون إذا نسوا ما نسوه وكما نرى بينهم حروبا مهما كانت أقل بكثير منهم أولاء حيث نسوا حظا أقل منهم.

    [1] سورة المائدة، الآية: 14.
    [2] سورة النساء، الآية: 159.


  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​​​​​​​​​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم
      ​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X