إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرأي الديني في إقامة سفرة أم البنين (ع)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرأي الديني في إقامة سفرة أم البنين (ع)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


    :: مدخل ::

    الحديث عن السيدة الجليلة فاطمة بنت حزام الكلابية العامرية (أم البنين سلام الله عليها) ، ينطلق من عدة فوائد نستخلصها للمرأة المؤمنة:
    الفائدة الاولى: من منطلق أن أم البنين عليها السلام مثال الزوجة الصالحة ، والمطيعة ورمز العطاء والتضحية .
    الفائدة الثانية: إن السيدة أم البنين عليها السلام هي باب من أبواب الله سبحانه وتعالى ، فقد فاضت الأخبار وتواترت الروايات ، ومجربات المؤمنين والمؤمنات عن بركة هذه المرأة العظيمة ذات الشأن والمقام .
    ونعني بأنها باب من أبواب الله ، أن ننقطع لله بالدعاء ونتوسل بها عند الله للشفاء وقضاء الحوائج ، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) .


    :: من هنا نبدأ ::

    إذن الاجتماع بين المؤمنات في احياء واقامة سفرة السيدة العظيمة أم البنين ، إنما من أجل تحقيق:
    ـ الإجتماع بقراءة الدعاء .
    ـ ذكر فضائل هذه السيدة الجليلة .
    ـ التوسل إلى الله بمقام أم البنين عليها السلام .
    ـ الشكر لله لتحقق المراد وقضاء الحاجة .
    ـ النذر لله لمن له حاجة .


    :: إستثناء شرعي خاص بالمرأة المتزوجة ::
    حيث يذكر الفقهاء الأعلام نصرهم الله تعالى ، لايصح نذر الزوجة بدون إذن زوجها أو إجازته فيما ينافي حقه في الإستمتاع منهما ، وفي صحة نذرها في مالها من دون إذنه وإجازته في غير الحج والزكاة والصدقة وبر والديها وصلة رحمها إشكال .


    :: سؤال ::
    تُرى لماذا تقوم الشيعة بعمل سفرة أم البنين؟
    الجواب: إحتمالات وهي:
    الإحتمال الأول: لأن هذا الفعل من مصاديق إحياء الشعائر كما قال الله سبحانه وتعالى: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القلوب) .
    الإحتمال الثاني: بسبب إن أم البنين لها قدر وشأن عظيم ، وهذه السفرة فقط لإظهار محبة الشيعة لها .
    الإحتمال الثالث: نوع من الوفاء لزوج الإمام علي عليه السلام ، ونصرتها وتضحيتها بأولادها الأربعة للمولى الحسين عليه السلام .
    الإحتمال الرابع: بسبب أن السيدة الجليلة أم البنين ، هي باب من أبواب الله ، وقبول الدعاء والأعمال .


    :: إعتراض ! ::

    لا يخفى أن هناك من إلتبس عليه الأمر ، وخلط الحابل بالنابل ، وذهب إلى إنتقاد ورفض فكرة إقامة سفرة أم البنين ، من منطلق أن الإطعام وتوزيع الحلويات المختلفة من الإسراف والتبذير ! .
    ويحتج هؤلاء بقول: كان من المفترض أن توجه ما يصرف في إقامة سفرة أم البنين ، إلى إشباع الجوعى والمحتاجين ، وليس لإشباع غير المحتاجين والأغنياء !!
    ويرد على هذا الكلام بثلاثة ردود:
    الرد الأول: أن ديمومة الحياة ، تسير بالأسباب الطبيعية ، وليس بالنظريات والمثاليات والآمنيات وإلا توقفت الحياة .
    الرد الثاني: إن الإجتماع بين المؤمنين والمؤمنات على الطاعات ، هي من المرجحات والمستحب شرعاً ، لأنها من مصاديق تحقيق رضا الله سبحانه .
    الرد الثالث: إن إطعام المؤمنين وإدخال السرور على قلوبهم من المرجوح شرعاً كذلك ، بل من المستحبات المؤكدة كما يذكر العلماء الأعلام .
    فقد تواترت الروايات عن أهل بيت العصمة سلام الله عليهم ، في الحث والتشجيع على إستحباب الإيلام وتقديم الطعام للمؤمنين في عدة موارد ، مثل:
    ـ إستحباب تقديم الطعام للمؤمنين عند العرس .
    ـ وإستحباب تقديم الطعام للمؤمنين للعقيقة .
    ـ وإستحبابه عند العودة من آداء فريضة الحج .
    ـ وكذلك الإستحباب يتأكد عند الإنتقال إلى البيت الجديد ، وغيرها من الموارد المذكورة في الروايات والسنة المطهرة .
    وفي تصوري أن فلسفة هذا التأكيد والتشجيع على الإجتماعات الإيمانية ، والإيلام (الطبخ) ، وتقديم الطعام ، إنما لأجل أهداف وهي:
    1ـ تحقيق مصداق الشكر لله .
    2ـ لتوثيق الترابط الإجتماعي ومحاربة الأنا .
    3ـ لخلق الأجواء الإيمانيه الجماعية ، كما هو الحال في تحقيق الإهداف العظيمة ، بإقامة صلاة الجمعة والجماعة وآداء شعيرة الحج .


    :: من البحرين .. أو إيران كانت البداية ::
    يسأل البعض متى بدأت فكرة العمل بسفرة أم البنبن؟
    الجواب: حسب تتبعي والله العالم ، إن الإنطلاقة كانت لأحبتنا من الموالين لأهل البيت عليهم السلام في البحرين ، بمسمى سفرة العجم ، ومنها كانت البداية .
    وإن كان هناك رأي يذهب إلى أن أصل الفكرة وبدايتها ، إنها من التقاليد والتراث لأتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام في إيران .


    :: إشكال وجواب وإستدلال ::
    في موضوع إقامة سفرة أم البنين عليها السلام ، يتردد لدى البعض إشكالات ، وفي أغلبها في تصوري ، إشكالات تنطلق من الظن المرفوض دينياً ، حيث ان بعض الظن إثم ، وإشكالات أخرى سلوكية من حيث التطبيق والمبالغات:
    الإشكال الأول: أليس من الإسراف والتبذير ، صرف هذه المبالغ ، للعمل بفكرة (سفرة أم البنين) ، ولم يرد لدينا نص شرعي ، لا آية قرآنية ولا رواية عن أهل البيت عليهم السلام؟؟
    الرد على الإشكال: ينطلق التشريع الإسلامي لدى العلماء الأعلام في ديننا الحنيف ، من حيث المشروعية ، في الجواز والمستحب ، أو الحرمة والمكروه ، من أصول:
    الأصل الأول: حكم ظاهر الدلالة ، كما في ظاهر قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) ، فالظهور هنا وجوب إقامة الصلاة كما قرر الشارع المقدس .
    الأصل الثاني: حكم المصاديق والتقييد .
    بمعنى: أن الفقيه يتقيد بالقواعد العامة في التشريع ، ويعمل بالمصاديق ، مثلاً نذكر كلمة الشعائر التي جاء ذكرها في القرآن الكريم (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القلوب) ، يقول علماء التفسير لكتاب الله العزيز ، أن المراد بالشعائر ، هو آداء مناسك الحج ، ولكن الفقيه يستدل مثلاً إن بذل المال من الغني للمحتاج ، من أجل أن يذهب لآداء الحج ، يدخل ضمن عنوان العمل بالشعائر وله الأجر والثواب ، أي أن الفقيه أخذ بالمصداق للقاعدة العامة ، وهكذا في الكثير من المعاني لشعائر الله ، كإقامة المجالس الحسينية ، والإحتفالات بالمواليد للأئمة الأطهار عليهم السلام ، والإجتماع لقراءة الأدعية وحديث الكساء ، بقيد أنها في رضا الله سبحانه .
    وبهذا يتضح أن العمل بفكرة سفرة أم البنين عليها السلام ، تأخذ حكم الجواز ومحبوبيتها من مصاديق الأدلة ، كما ذكرنا في الأصل الثاني فتأمل .
    نعم إننا نرفض ونعترض على المبالغات والإسراف والتبذير ، فيما يحصل ! لأنها تصرفات فردية ولا يعالج الخطأ ، بخطأ منع وإيقاف التجمع لأجل سفرة أم البنبن عليها السلام .
    الإشكال الثاني: لماذا الإجتماع وإقامة سفرة ، بإسم أم البنين ، دون غيرها؟
    الرد على الإشكال: لحاجة الإنسان وضعفه في الحياة ، وجد في هذه السيدة الجليلة ، والتي كان شعارها العطاء والوفاء والتضحية لأهل بيت العصمة عليهم السلام ، إنها باب للقرب إلى الله تعالى ، وتحقيق المراد وقضاء الحوائج ، فلا يمنع أن نطرق أبواباً أخرى ، لتحقيق رضا الله تعالى ، ومن أجل قضاء حاجاتنا ، فنعمل مثلاً ، سفرة بإسم السيدة سكينة ، وأخرى بإسم السيدة خديجة ، ورقية ، والعباس ، وعلي الأكبر وهكذا ..

    :: إقتراحات للأخوات المؤمنات ::
    من أجل أن تفوح روائح الإيمان لإجتماع الأخوات المؤمنات لإحياء وإقامة سفرة أم البنين ، ولدفع الشبهات والإشكالات ، هذه إقتراحات سريعة وأسألكم صالح الدعاء ..
    الإقتراح الأول: قراءة سيرتها عليها السلام وجعلها قدوة ، لأنها مثال الحب والطاعة للزوج .
    الإقتراح الثاني: قراءة دعاء التوسل وإستثمار هذه الأجواء الإيمانية .
    الإقتراح الثالث: صلاة ركعتين ، بنية الشكر لله لأصحاب السفرة .
    الإقتراح الرابع: صلاة ركعتين ، بنية طلب الحاجة ، وقضاء الحوائج من الله ، لبقية المؤمنات .
    وكل ذلك من أجل تحقيق:
    ـ رضا الله سبحانه .
    ـ تعميق الولاء لأهل بيت العصمة عليهم السلام ..


    فسلام الله على السيدة الجليلة فاطمة الكلابية أم البنين
    ورحمة الله وبركاته
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X