إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإمام الحسن (ع) إمام هداية : قصة الاعرابي الذي دخل الإسلام ببركة الإمام الحسن (ع) .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمام الحسن (ع) إمام هداية : قصة الاعرابي الذي دخل الإسلام ببركة الإمام الحسن (ع) .

    الإمام الحسن (ع) إمام هداية : قصة الاعرابي الذي دخل الإسلام ببركة الإمام الحسن (ع) .

    بسم الله الرحمن الرحيم .
    اللهم صل على محمد وآل محمد .


    نبارك لجميع المؤمنين والمؤمنات قرب ولادة الإمام الحسن المجتبى (ع) .

    روي عن الباقر (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) ، عن حذيفة ، قال : بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) على جبل أحد في جماعة من المهاجرين والأنصار إذ أقبل الحسن بن علي (عليه السلام) يمشي على هدوء ووقار ، فنظر إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرمقه من كان معه ، فقال له بلال : يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما ترى أحداً بأحد ؟! فقال (صلى الله عليه وآله) : إن جبرئيل (عليه السلام) يهديه ، وميكائيل يسدده ، وهو ولدي والطاهر من نفسي ، وضلع من أضلاعي ، هذا سبطي وقرة عيني بأبي هو .
    وقام ، وقمنا معه ، وهو يقول : أنت تفاحي وأنت حبيبي وبهجة قلبي وأخذ بيده ، [فمشى معه] ونحن نمشي حتى جلس وجلسنا حوله ، فنظرنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو لا يرفع بصره عنه ، ثم قال : إنه سيكون بعدي هادياً مهديا ، هدية من رب العالمين لي ، ينبئ عني ، ويعرف الناس آثاري ويحيي سنتي ، ويتولى أموري في فعله ، وينظر الله تعالى إليه ، ويرحمه ، رحم الله من عرف له ذلك وبرني فيه ، وأكرمني فيه . فما قطع صلوات الله عليه وآله كلامه حتى أقبل إلينا أعرابي يجر هراوة له ، فلما نظر إليه (صلى الله عليه وآله) قال : قد جاءكم رجل يكلمكم بكلام غليظ تقشعر منه جلودكم ، وأنه يسألكم عن أمور إلا أن لكلامه جفوة .
    فجاء الأعرابي فلم يسلم ، فقال : أيكم محمد ؟ قلنا : ما تريد ؟ فقال (صلى الله عليه وآله) : مهلاً فقال : يا محمد ، قد كنت أبغضك ولم أرك ، والآن قد ازددت لك بغضاً ، فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وغضبنا لذلك فأردنا للأعرابي إرادة ، فأومأ إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن أمسكوا ، فقال الأعرابي يا محمد إنك تزعم أنك نبي ، أنك قد كذبت على الأنبياء وما معك من دلائلهم شيء .
    فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : يا أعرابي ، وما يدريك ؟ قال : فخبرني ببراهينك .
    قال : إن أحببت أخبرتك كيف خرجت من منزلك ، وكيف كنت في نادي قومك ، وإن أردت أخبرك عضو من أعضائي ، فيكون ذلك أوكد لبرهاني قال : أو يتكلم العضو ؟! قال : نعم ، يا حسن قم .
    فازدرى الأعرابي نفسه 1 وقال : هو لا يأتي ويأمر صبياً يكلمني ؟! قال : إنك ستجده عالماً بما تريد .
    فابتدر الحسن فقال : مهلا يا أعرابي :
    ما غبياً سألت وبن غبي *** بل فقيهاً إذن وأنت الجهول .
    فإن تك قد جهلت فإن عندي *** شفاء الجهل ما سأل السؤول .
    وبحراً لا تقسمه الدوالي *** تراثاً كان أورثه الرسول .
    لقد بسطت لسانك ، وعدوت طورك وخادعتك نفسك ، غير أنك لا تبرح حتى تؤمن إن شاء الله تعالى فتبسم الأعرابي وقال : هيهات .
    فقال له الحسن (عليه السلام) : قد إجتمعتم في نادي قومك ، وقد تذاكرتم ما جرى بينكم على جهل ، وخرق منكم فزعمتم أن محمدا صنبور 2 ، والعرب قاطبة تبغضه ، ولا طالب له بثاره ، وزعمت أنك قاتله وكاف قومك مؤونته ، فحملت نفسك على ذلك وقد أخذت قضاتك 3 بيدك تؤمه وتريد قتله ، تعسر عليك مسلكك ، وعمى عليك بصرك وأبيت إلا ذلك فأتيتنا خوفاً من أن يستهزؤا بك ، وإنما جئت لخير يراد بك .
    أنبئك عن سفرك : خرجت في ليلة ضحياء ، إذ عصفت ريح شديدة اشتد منها ظلماؤها وأطبقت سماؤها وأعصر سحابها وبقيت محر نجما كالأشقر إن تقدم نحر ، وإن تأخر عقر ، لا تسمع لواطئ حسا ، ولا لنافخ خرسا تدالت عليك غيومها ، وتوارت عنك نجومها ، فلا تهتدي بنجم طالع ، ولا بعلم لامع ، تقطع محجة وتهبط لجة بعد لجة في ديمومة قفر ، بعيدة القعر ، مجحفة بالسفر ، إذا علوت مصعدا وأرادت الريح تخطفك ، والشوك تخبطك ، في ريح عاصف وبرق خاطف ، قد أوحشتك قفارها ، وقطعتك سلامها ، فانصرفت فإذا أنت عندنا ، فقرت عينك وظهر زينك، وذهب أنينك قال : من أين قلت - يا غلام - هذا ؟! كأنك قد كشفت عن سويداء قلبي ، وكأنك كنت شاهدي ، وما خفي عليك شيء من أمري ، وكأنك عالم الغيب ، يا غلام لقني الإسلام .
    فقال الحسن (عليه السلام) : الله أكبر، قل : أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله فأسلم الرجل وحسن إسلامه وسر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وسر المسلمون وعلمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئا من القرآن فقال : يا رسول الله أرجع إلى قومي وأعرفهم ذلك .
    فأذن له ، فانصرف ثم رجع ومعه جماعة من قومه ، فدخلوا في الإسلام وكان الحسن (عليه السلام) إذا نظر إليه الناس قالوا : لقد أعطى هذا ما لم يعط أحد من العالمين ) . 4

    *******************************
    1 - أي احتقره الأعرابي لصغر سنه (عليه السلام). عن هامش البحار .
    2 - صنبر فيه: أن قريشا كانوا يقولون: إن محمدا صنبور أي أبتر لا عقب له. النهاية لابن الأثير الجزري .
    3 - قضاتك : في بعض النسخ قناتك .
    4 - موسوعة كلمات الإمام الحسن (ع) ، لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) ، ص 22 وما بعدها .

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    ​​​​​​​​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X