تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
(مسألة ١٢١): يثبت هلال شهر رمضان بما يلي:
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
(مسألة ١٢١): يثبت هلال شهر رمضان بما يلي:
- أن يراه الشخص بنفسه.
- أن يشهد برؤيته رجلان عادلان، مع عدم العلم باشتباههما، وعدم وجود معارض لشهادتهما ولو حكماً، ونقصد بذلك أن لا توجد هناك عوامل معوقة عن قبول هذه الشهادة، كما لو استهل جماعة كبيرة من أهالي البلد ولم يدعي الرؤية منهم إلا هذان الشاهدان.
- أن يمضي ثلاثون يوماً من شهر شعبان.
- أن يشيع ويشتهر عند الناس رؤيته، فيحصل العلم أوالاطمئنان بذلك.
- ولا أثر لإعلان ثبوته في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.
تحرير المسألة
هذه المسألة تتعلق بالطرق الشرعية لإثبات هلال شهر رمضان، والتي على ضوئها يترتب حكم الصيام أو الإفطار. وقد ذكر الفقهاء عدة طرق يثبت بها الهلال، وهي:
1. رؤية الشخص بنفسه للهلال.
2. شهادة رجلين عادلين مع عدم معارضتها.
3. إكمال ثلاثين يومًا من شهر شعبان.
4. الاشتهار المفيد للعلم أو الاطمئنان.
كما بينت المسألة أنه لا عبرة بإعلان ثبوت الهلال في وسائل الإعلام إذا لم يحصل منه العلم أو الاطمئنان.
تحليل الفروع الفقهية للمسألة:
(1) رؤية الشخص نفسه للهلال
إذا رأى المكلف الهلال بنفسه وثبت عنده ذلك بشكل قاطع، وجب عليه العمل برؤيته سواءً في الصيام أو الإفطار، ولا يحتاج إلى شهادة الآخرين.
والدليل الشرعي: قال تعالى:
﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ (البقرة: 185).
والمقصود بـ “شهد” أي رأى أو تحقق من ثبوته.
ورؤية المكلف نفسه للهلال أقوى الأدلة، بحيث لا يحتاج معها إلى شهادة أو حكم الحاكم الشرعي.
ورؤية المكلف نفسه كافية للعمل بها، إلا إذا قامت بينة شرعية على عدم إمكان الرؤية شرعًا وعلم بذلك.
(2) شهادة رجلين عادلين
يثبت الهلال أيضًا بشهادة رجلين عادلين، لكن بشرط عدم معارضتها بعوامل توجب التشكيك.
والعدالة: تعني الاستقامة في الدين، بحيث يكون الشاهد ملتزمًا بالطاعات، تاركًا للكبائر، وغير مصرّ على الصغائر.
ويشترط عدم العلم بالخطأ: إذا علمنا أو ظننا اشتباه الشاهدين في رؤيتهما، لم تثبت الشهادة.
ويشترط عدم وجود معارض للشهادة: كما لو استهلّ جمع كبير ولم يدّعِ الرؤية إلا اثنان، فيكون ذلك قرينة على اشتباههما، فلا تقبل الشهادة حينئذٍ.
فاذن شهادة العدلين حجة في إثبات الهلال، بشرط عدم وجود قرينة قوية على اشتباههما، مثل ادعائهما الرؤية في وقت لم يكن القمر قد ولد فلكيًا، أو في ظروف جوية يستحيل فيها رؤيته.
(3) إكمال ثلاثين يومًا من شهر شعبان
إذا لم تثبت الرؤية بأي من الطرق السابقة، وكان شعبان قد أكمل ثلاثين يومًا، فإن اليوم التالي يكون أول رمضان قطعًا.
و إكمال العدة من أقوى طرق ثبوت الهلال، بحيث لا يفتقر إلى حكم حاكم شرعي أو شهادة عدلين.
(4) الاشتهار المفيد للعلم أو الاطمئنان
إذا شاع بين الناس ثبوت الهلال بطريقة توجب العلم أو الاطمئنان عند العرف العقلائي، يثبت حينها وجوب الصيام أو الإفطار.
ولكن ما المقصود بالاشتهار؟
الجواب : أن ينتشر بين الناس خبر رؤية الهلال بحيث يحصل علم أو اطمئنان عقلائي بصحته.
فإن كان الاشتهار في وسائل الإعلام فقط دون أن يؤدي إلى العلم أو الاطمئنان، لم يكن كافيًا.
و المراد بالاطمئنان: هو حالة يراها العرف كافية للاعتماد، كأن يكون مصدر الإشاعة أشخاص موثوقين.
اذن الاشتهار إذا كان مفيدًا للعلم أو الاطمئنان كفى في ثبوت الهلال، لكنه يستشكل في بعض حالات الاشتهار الإعلامي، حيث قد يكون مبنيًا على حسابات فلكية غير قطعية.
(5) لا أثر لإعلان ثبوت الهلال في وسائل الإعلام
مجرد إعلان وسائل الإعلام لا يكفي لإثبات الهلال شرعًا، لأن المعيار هو حصول العلم أو الاطمئنان، لا مجرد النقل الإعلامي.
تعليق