إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    الطيبين الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم
    ﴿إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِالْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ7 أُوْلئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ8إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فىِ جَنَّاتِ النَّعِيمِ9دَعْوَاهُمْ فِيَْهَا سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُم أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ10﴾ سورة يونس
    في البداية يقول تعالى: (إِنّ الذين لايرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنّوا بها) فهم لايعتقدون بالمعاد وتجاهلوا الآيات البينات فلم يتدبروا فيها كيما تستيقظ قلوبهم ويتحرك فيهم روح الاحساس بالمسؤولية (والذين هم عن آياتنا غافلون) فكلا هاتين الطائفتين مصيرهم الى النّار: (أُولئك مأواهم النّار بما كانوا يكسبون).
    ثم يشير القرآن إِلى وضع فئة أُخرى في مقابل هذه الفئة، فيقول: (إِنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربّهم بإِيمانهم) فإِنّ نور الهداية الإِلهية الذي ينبعث من نور إِيمانهم يضيء كل آفاق حياتهم، وقد اتّضحت لهم الحقائق باشراقات هذا النور بحيث لم تعد شراك المذاهب المادية وزبارجها، ولا الوساوس الشيطانية وبريق المطامع الدنيوية قادرة على التعتيم على افكارهم ودفعهم في طريق الإِنحراف عن الصواب والحق.
    إِنّ الحديث في قوله تعالى: (يهديهم ربّهم بإِيمانهم) عن هداية الإِنسان في ظل الإِيمان، وهذه الهداية لا تختص بعالم الآخرة، بل إِنّ الإِنسان ينجو بنور إِيمانه في هذه الدنيا من كثير من الإِشتباهات والخدع والأخطاء والمعاصي المتولّدة من الطمع والأنانية والأهواء، وسوف يحدد طريقه إِلى الجنّة في الآخرة في ظلّ إِشعاع هذا الإِيمان كما يقول القرآن:
    (يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم).
    وفي حديث عن النّبي (صلى الله عليه وآله): "إِنّ المؤمن إِذا خرج من قبره صُوّر له عمله في صورة حسنة فيقول له: أنا عملك، فيكون له نوراً وقائداً إِلى الجنّة"
    ان في قوله تعالى: ﴿إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم﴾ إلى آخر الآية، بيان لعاقبة أمر المؤمنين وما يثيبهم الله على استجابتهم لدعوته وطاعتهم لأمره.
    ذكر سبحانه أنه يهديهم بإيمانهم، وإنما يهديهم إلى ربهم لأن الكلام في عاقبة أمر من يرجو لقاء الله، وقد قال تعالى: ﴿ويهدي إليه من أناب﴾ الرعد: 27.
    فإنما يهدي الإيمان بإذن الله إلى الله سبحانه وكلما اهتدى المؤمنون إلى الحق أو إلى الصراط المستقيم أو غير ذلك مما يشتمل عليه كلامه فإنما هي وسائل ومدارج تنتهي بالآخرة إليه تعالى قال تعالى: ﴿وإن إلى ربك المنتهى﴾.
    وقد وصف المؤمنين بالإيمان والأعمال الصالحة ثم نسب هدايتهم إليه إلى الإيمان وحده فإن الإيمان هو الذي يصعد بالعبد إلى مقام القرب، وليس للعمل الصالح إلا إعانة الإيمان وإسعاده في عمله كما قال تعالى: ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾ حيث ذكر للرفع الإيمان والعلم وسكت عن العمل الصالح، وأوضحه منه في الدلالة قوله تعالى: ﴿إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه﴾
    هذا في الهداية التي هي شأن الإيمان، وأما نعم الجنة فإن للعمل الصالح دخلا فيها كما أن للعمل الطالح دخلا في أنواع العذاب وقد ذكر تعالى في المؤمنين قوله: ﴿تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم﴾ كما ذكر في الكافرين قوله: ﴿أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون﴾.
    وليتنبه الباحث المتدبر أنه تعالى ذكر لهؤلاء المهتدين بإيمانهم من مسكن القرب جنات النعيم، ومن نعيمها الأنهار التي تجري من تحتهم فيها،
    ورد في هذه الآيات: (تجري من تحتهم الأنهار) في الوقت الذي عبرت آيات أُخرى من القرآن بـ (تجري من تحتها الأنهار) ، وبتعبير آخر، فإِنّنا نقرأ في مواضع أُخرى أنّ الأنهار تجري من تحت أشجار الجنّة، أمّا هنا فإِنّ الأنهار تجري من تحت أهل الجنّة!.
    إِنّ هذا التعبير يمكن أن يشير إِلى أنّ قصور أهل الجنّة قد تكون مبنيّة على الأنهار، وهذا يضفي عليها جمالا خارقاً.
    وقد يشير إِلى أنّ أنهار الجنّة مسخرّة لأوامرهم وفي قبضتهم، كما نقرأ في قصّة فرعون أنّه كان يقول: (أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي)
    وقد احتمل كذلك أن تكون "تحت" بمعنى "بين أيدي" أي أن أنهار الماء تجري مقابلهم.
    وقد ورد في تفسير قوله تعالى: ﴿صراط الذين أنعمت عليهم﴾ الفاتحة: 7 وقوله: ﴿فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم﴾ النساء: 69 أن النعيم بحقيقة معناه في القرآن الكريم هو الولاية الإلهية، وقد خص الله أولياءه المقربين بنوع من شراب الجنة اعتنى به في حقهم كما قال: ﴿إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا﴾ الإنسان: 6، وقال أيضا ﴿إن الأبرار لفي نعيم - إلى أن قال - يسقون من رحيق مختوم - إلى أن قال - عينا يشرب بها المقربون﴾المطففين: 28، وعليك بالتدبر في الآيات وتطبيق بعضها على بعض حتى ينجلي لك بعض ما أودعه الله سبحانه في كلامه من الأسرار اللطيفة
    ************************************************** **********************
    تفسير الأمثل
    تفسير الميزان

    من فضلك اذا أحببت/ي نقل الموضوع لمنتدى آخر أكتب/ي تحته منقول ولك الأجر والثواب
    سجاد=سجاد14=سجادكم

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة سجاد14 مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    الطيبين الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم
    ï´؟إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِالْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ7 أُوْلئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ8إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فىِ جَنَّاتِ النَّعِيمِ9دَعْوَاهُمْ فِيَْهَا سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُم أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ10ï´¾ سورة يونس
    في البداية يقول تعالى: (إِنّ الذين لايرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنّوا بها) فهم لايعتقدون بالمعاد وتجاهلوا الآيات البينات فلم يتدبروا فيها كيما تستيقظ قلوبهم ويتحرك فيهم روح الاحساس بالمسؤولية (والذين هم عن آياتنا غافلون) فكلا هاتين الطائفتين مصيرهم الى النّار: (أُولئك مأواهم النّار بما كانوا يكسبون).
    ثم يشير القرآن إِلى وضع فئة أُخرى في مقابل هذه الفئة، فيقول: (إِنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربّهم بإِيمانهم) فإِنّ نور الهداية الإِلهية الذي ينبعث من نور إِيمانهم يضيء كل آفاق حياتهم، وقد اتّضحت لهم الحقائق باشراقات هذا النور بحيث لم تعد شراك المذاهب المادية وزبارجها، ولا الوساوس الشيطانية وبريق المطامع الدنيوية قادرة على التعتيم على افكارهم ودفعهم في طريق الإِنحراف عن الصواب والحق.
    إِنّ الحديث في قوله تعالى: (يهديهم ربّهم بإِيمانهم) عن هداية الإِنسان في ظل الإِيمان، وهذه الهداية لا تختص بعالم الآخرة، بل إِنّ الإِنسان ينجو بنور إِيمانه في هذه الدنيا من كثير من الإِشتباهات والخدع والأخطاء والمعاصي المتولّدة من الطمع والأنانية والأهواء، وسوف يحدد طريقه إِلى الجنّة في الآخرة في ظلّ إِشعاع هذا الإِيمان كما يقول القرآن:
    (يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم).
    وفي حديث عن النّبي (صلى الله عليه وآله): "إِنّ المؤمن إِذا خرج من قبره صُوّر له عمله في صورة حسنة فيقول له: أنا عملك، فيكون له نوراً وقائداً إِلى الجنّة"
    ان في قوله تعالى: ï´؟إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهمï´¾ إلى آخر الآية، بيان لعاقبة أمر المؤمنين وما يثيبهم الله على استجابتهم لدعوته وطاعتهم لأمره.
    ذكر سبحانه أنه يهديهم بإيمانهم، وإنما يهديهم إلى ربهم لأن الكلام في عاقبة أمر من يرجو لقاء الله، وقد قال تعالى: ï´؟ويهدي إليه من أنابï´¾ الرعد: 27.
    فإنما يهدي الإيمان بإذن الله إلى الله سبحانه وكلما اهتدى المؤمنون إلى الحق أو إلى الصراط المستقيم أو غير ذلك مما يشتمل عليه كلامه فإنما هي وسائل ومدارج تنتهي بالآخرة إليه تعالى قال تعالى: ï´؟وإن إلى ربك المنتهىï´¾.
    وقد وصف المؤمنين بالإيمان والأعمال الصالحة ثم نسب هدايتهم إليه إلى الإيمان وحده فإن الإيمان هو الذي يصعد بالعبد إلى مقام القرب، وليس للعمل الصالح إلا إعانة الإيمان وإسعاده في عمله كما قال تعالى: ï´؟يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجاتï´¾ حيث ذكر للرفع الإيمان والعلم وسكت عن العمل الصالح، وأوضحه منه في الدلالة قوله تعالى: ï´؟إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعهï´¾
    هذا في الهداية التي هي شأن الإيمان، وأما نعم الجنة فإن للعمل الصالح دخلا فيها كما أن للعمل الطالح دخلا في أنواع العذاب وقد ذكر تعالى في المؤمنين قوله: ï´؟تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيمï´¾ كما ذكر في الكافرين قوله: ï´؟أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبونï´¾.
    وليتنبه الباحث المتدبر أنه تعالى ذكر لهؤلاء المهتدين بإيمانهم من مسكن القرب جنات النعيم، ومن نعيمها الأنهار التي تجري من تحتهم فيها،
    ورد في هذه الآيات: (تجري من تحتهم الأنهار) في الوقت الذي عبرت آيات أُخرى من القرآن بـ (تجري من تحتها الأنهار) ، وبتعبير آخر، فإِنّنا نقرأ في مواضع أُخرى أنّ الأنهار تجري من تحت أشجار الجنّة، أمّا هنا فإِنّ الأنهار تجري من تحت أهل الجنّة!.
    إِنّ هذا التعبير يمكن أن يشير إِلى أنّ قصور أهل الجنّة قد تكون مبنيّة على الأنهار، وهذا يضفي عليها جمالا خارقاً.
    وقد يشير إِلى أنّ أنهار الجنّة مسخرّة لأوامرهم وفي قبضتهم، كما نقرأ في قصّة فرعون أنّه كان يقول: (أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي)
    وقد احتمل كذلك أن تكون "تحت" بمعنى "بين أيدي" أي أن أنهار الماء تجري مقابلهم.
    وقد ورد في تفسير قوله تعالى: ï´؟صراط الذين أنعمت عليهمï´¾ الفاتحة: 7 وقوله: ï´؟فأولئك مع الذين أنعم الله عليهمï´¾ النساء: 69 أن النعيم بحقيقة معناه في القرآن الكريم هو الولاية الإلهية، وقد خص الله أولياءه المقربين بنوع من شراب الجنة اعتنى به في حقهم كما قال: ï´؟إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراï´¾ الإنسان: 6، وقال أيضا ï´؟إن الأبرار لفي نعيم - إلى أن قال - يسقون من رحيق مختوم - إلى أن قال - عينا يشرب بها المقربونï´¾المطففين: 28، وعليك بالتدبر في الآيات وتطبيق بعضها على بعض حتى ينجلي لك بعض ما أودعه الله سبحانه في كلامه من الأسرار اللطيفة
    ************************************************** **********************
    تفسير الأمثل
    تفسير الميزان

    ما اروع القول وما اتقنه بل ما انصفه
    ربنا آتنا من لدنك نورا يسعى بين ايدينا من فضلك وواسع عطائك ياكريم
    تقديري

    تعليق


    • #3
      بارك الله
      حضورك
      ووفقك
      من فضلك اذا أحببت/ي نقل الموضوع لمنتدى آخر أكتب/ي تحته منقول ولك الأجر والثواب
      سجاد=سجاد14=سجادكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X