تويت
صار صار , مــا صار مــا صار ..!!
بسم الله الرحمن الرحيم
(ماشاء الله ) ( إحتط كيلا تعتذر ) ( صلّ على محمد وآل محمد ) ( رجاءاً بلا إزعاج ) ( الخير فيما وقع ) ( مِن الحُب يصبح الشوك ورداً ) ( محمد رسول الله ) ( الحسود لايسود ) ( أطفالي بانتظاري ) ( أنا حائر في الصحراء ) ( لو وُجِد الحُب أشتريناه بأي ثمن ) .
هذهِ العبارات وعشرات أمثالها يمكنك قرائتها خلف حافلات النقل وشاحنات الحِمل وسيارات الأجرة وخاصة التي تنتقل بين المدن في إيران والعراق خاصة وغيرها من البلدان وهي عبارات تعكس روحية قائلها وأصحاب تلك الناقلات وتكشف من حيث يعلم أو لايعلم عن نفسيتهِ التفاؤلية أو التشاؤمية في الحياة وما لاقاه من مشاكل وعقد .
كنتُ ذاهباً الى مكان لأجل أمر من الأمور وأنا كليّ أمل وأصرار على أن يتحقق الذي أصبو اليه وقد كان شعوري بهذا الأتجاه الى درجة لو لم يتحقق ذلك الأمر لأُصبتُ بردة فعل نفسية حادة ، فبينما كنتُ جالساً في السيارة وأنا مشدود الأعصاب وإذا بي أقرأ خلف سيارة كانت أمامنا هذهِ العبارة
< صار صار ، ماصار ماصار>!
هُنا راجعت نفسي وقلتُ لها : بالفعل ، فليكن مايريدهُ الله ، لا ما أريدهُ أنــا ، إنما الذي عليّ هو السعيّ ، والباقي على الله تعالى ، فإذا سعيتُ ولم يتحقق الذي أريدهُ فلماذا أزعج نفسي واجعل عيشي وعيش عائلتي ومن حولي مُرّاً ، أليس الله عزّ وجل يقول : { وما تَشاؤنَ إلاّ أنْ يشاء الله إنْ اللهَ كان عليماً حكيماً }
ونقرأ في دعاء الأفتتاح :
(( لعلّ الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمكَ بعاقبة الأمور )) .
ونقرأ ايضاً : (( اللهم افعل بنا ما أنتَ أهله ولا تفعل بنا مانحن أهله )) .
ونقرأ ايضاً : (( اللهم افعل بنا ما أنتَ أهله ولا تفعل بنا مانحن أهله )) .
إذن الحق هو في عبارة : < صار صار ، ماصار ماصار > وهكذا هدأت أعصابي وكنتُ أنطلق نحو ذلك الأمر بروحية عالية ونفسية متوكلة بالسعيّ العملي والممزوجة بالتسليم لله تعالى والرضا بقضاؤه .
إن الإنسان المسلم المصاب بالإنفعالات النفسية والنزعة العصبية لا يكون علاجه إلا بهذا الإيمان والعقيدة وما أكثر المصابين في عصرنا بخيبة أمل ومشاكل لم يتصورها يوماً ، فهم يفتقرون الى هذا النوع من الإيمان والرضا والقناعة ليعودوا إلى توازن نفسي وفكري وعملي ناجح ، ذلك هو المطلوب .
تعليق