اللهم صل على محمد وآل محمد
( فَتَلَقَّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) )- البقرة, آية 37.
الرّسول (صلی الله علیه و آله)- قَالَ: یَا عِبَادَ اللَّـهِ! إِنَّ آدَمَ (علیه السلام) لَمَّا رَأَی النُّورَ سَاطِعاً مِنْ صُلْبِهِ إِذْ کَانَ اللَّهُ قَدْ نَقَلَ أَشْبَاحَنَا مِنْ ذِرْوَةِ الْعَرْشِ إِلَی ظَهْرِهِ رَأَی النُّورَ وَ لَمْ یَتَبَیَّنِ الْأَشْبَاحَ، فَقَالَ: یَا رَبِّ! مَا هَذِهِ الْأَنْوَارُ؟
قَالَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ: أَنْوَارُ أَشْبَاحٍ نَقَلْتُهُمْ مِنْ أَشْرَفِ بِقَاعِ عَرْشِی إِلَی ظَهْرِکَ وَ لِذَلِکَ أَمَرْتُ الْمَلَائِکَةَ بِالسُّجُودِ لَکَ إِذْ کُنْتَ وِعَاءً لِتِلْکَ الْأَشْبَاحِ.
فَقَالَ آدَمُ (علیه السلام): یَا رَبِّ لَو بَیَّنْتَهَا لِی؟
فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی: انْظُرْ یَا آدَمُ (علیه السلام) إِلَی ذِرْوَةِ الْعَرْشِ.
فَنَظَرَ آدَمُ (علیه السلام) وَ وَقَعَ نُورُ أَشْبَاحِنَا مِنْ ظَهْرِ آدَمَ (علیه السلام) عَلَی ذِرْوَةِ الْعَرْشِ فَانْطَبَعَ فِیهِ صُوَرُ أَنْوَارِ أَشْبَاحِنَا کَمَا یَنْطَبِعُ وَجْهُ الْإِنْسَانِ فِی الْمِرْآةِ الصَّافِیَةِ فَرَأَی أَشْبَاحَنَا.
فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْأَشْبَاحُ یَا رَبِّ؟ فَقَالَ اللَّهُ: یَا آدَمُ (علیه السلام)! هَذِهِ الْأَشْبَاحُ أَفْضَلُ خَلَائِقِی وَ بَرِیَّاتِی هَذَا مُحَمَّدٌ (صلی الله علیه و آله) وَ أَنَا الْحَمِیدُ وَ الْمَحْمُودُ فِی أَفْعَالِی شَقَقْتُ لَهُ اسْماً مِنِ اسْمِی وَ هَذَا عَلِیٌّ (علیه السلام) وَ أَنَا الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ شَقَقْتُ لَهُ اسْماً مِنِ اسْمِی وَ هَذِهِ فَاطِمَةُ (سلام الله علیها) وَ أَنَا فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَاطِمُ أَعْدَائِی عَنْ رَحْمَتِی یَوْمَ فَصْلِ قَضَائِی وَ فَاطِمُ أَوْلِیَائِی عَمَّا یَعْتَرِیهِمْ وَ یَشِینُهُمْ فَشَقَقْتُ لَهَا اسْماً مِنِ اسْمِی وَ هَذَا الْحَسَنُ (علیه السلام) وَ هَذَا الْحُسَیْنُ (علیه السلام) وَ أَنَا الْمُحْسِنُ الْمُجْمِلُ شَقَقْتُ لَهُمَا اسْماً مِنِ اسْمِی هَؤُلَاءِ خِیَارُ خَلِیقَتِی وَ کِرَامُ بَرِیَّتِی بِهِمْ آخُذُ وَ بِهِمْ أُعْطِی وَ بِهِمْ أُعَاقِبُ وَ بِهِمْ أُثِیبُ فَتَوَّسَلْ إِلَیَّ بِهِمْ یَا آدَمُ وَ إِذَا دَهَتْکَ دَاهِیَةٌ فَاجْعَلْهُمْ إِلَیَّ شُفَعَاءَکَ فَإِنِّی آلَیْتُ عَلَی نَفْسِی قَسَماً حَقّاً لَا أُخَیِّبُ بِهِمْ آمِلًا وَ لَا أَرُدُّ بِهِمْ سَائِلًا. فَلِذَلِکَ حِینَ نَزَلَتْ مِنْهُ الْخَطِیئَةُ دَعَا اللَّهَ عَزَّوَجَلَّ بِهِمْ فَتَابَ عَلَیْهِ وَ غَفَرَ لَه.
---------------
المصادر
- تفسير اهل البيت عليهم السلام ج 1، ص 274 .
- البرهان/ بحارالأنوار، ج 11، ص 150.
تعليق