إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العيد : زينة ظاهرية وروحية وعبادية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العيد : زينة ظاهرية وروحية وعبادية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على المصطفى محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين
    تقبل صومكم وصلاتكم... وقيامكم وطاعاتكم
    يعمل المحتفلون بالعيد على إظهار فرحهم وسرورهم الدّاخلي، وتبدو عليهم آثاره، وهذا لا يختصّ بفئة من الفئات، أو جماعة من النّاس، بل تتوافق على انعكاس البهجة فيه على كل محيط المحتفِل، بما يتوافق مع المناسبة التي أُقرَّت كعيد لهذه الجماعة أو تلك، وكثيرًا ما تظهر الفرحة عند المحتفلين بالعيد بالزينة والطعام والشراب واللباس، فيعمل الناس على تجديد الملبس، والتمتّع بطيب المأكل ولذيذ المشرب، بالإضافة إلى الاجتماع وتبادل التهاني والتمنيات بعضهم لبعض.

    ومّما يدّل على أنّ هذه المظاهر من لوازم العيد، وتجري في أذهان النّاس مجرى الفطرة، في روايات أهل البيت (عليهم السلام)، ما ورد عن سويد بن غفلة، قال:
    (دخلت عليه "يعني أمير المؤمنين (عليه السلام)" يوم عيد فإذا عنده فاثور "أي خوان" عليه خبز السّمراء "يعني الحنطة" وصفحة فيها خطيفة وملبنة، فقلت: يا أمير المؤمنين يوم عيد وخطيفة؟ فقال: إنّما هذا عيد من غُفر له).

    وما ورد عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله):
    (زيِّنوا أعيادكم بالتّهليل والتّكبير والتّحميد والتّقديس)1.

    لقد أراد النبيّ (صلى الله عليه وآله) والإمام (عليه السلام) تصحيح مفهوم العيد، وإظهار المعنى الحقيقي الذي ينبغي للنّاس أن يُظهِروه، وأنّ كيفية إظهار البهجة والاحتفال ليست مجرد تحسين المظهر، بل لا بدّ أن ينعكس المعنى الواقعيّ الذي تُظهره المناسبة الُمحتفَى بها، وأن تُعطى بُعدا دينيا ينسجم مع ذلك المعنى.

    إلاّ أنّ ذلك لا يمنع من زينة اللباس، والظّهور بالمظهر الحسن، ليتجمع الابتهاج والفرح وكافة المظاهر التي تملأ النفس والعقل والروح، فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى:
    ﴿خذوا زينتكم عند كل مسجد﴾ قال:
    (أي خذوا زينتكم التي تتزينون بها للصلاة في الجُمُعات والأعياد).

    وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:
    (ينبغي لمن خرج إلى العيد أن يلبس أحسن ثيابه، ويتطيّب بأحسن طيبه)2.

    وفي هذا السياق يدخل دعاء السيد المسيح (عليه السلام) بإنزال المائدة من السماء، قال تعالى:
    ﴿قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ المائدة 114.​
    ولهذا ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف العيد وأنّ من يستحق الفرح والاحتفال هو المؤمن، الذي طوى مسيرة التكامل الروحي، من خلال الصيام وطاعة الله تعالى، وأمّا من لم يتّصف بهذه الصفة فلا عيد له، إنه قال (عليه السلام) في بعض الأعياد:
    (إنّما هو عيد لمن قَبِل الله صيامه، وشكر قيامه، وكلّ يوم لا تعصي الله فيه فهو يوم عيد
    )3.
    ------------------------
    1-
    ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ٢١٩٨
    2-بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨٧ - الصفحة ٣٧٣
    3-بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨٨ - الصفحة ١٣٦










المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X