تويت
مسألة 5
يصح التقليد من الصبى المميز , فاذا مات المجتهد الذى قلده الصبى قبل بلوغه جاز له البقاء على تقليده
و لا يجوز له ان يعدل عنه الى غيره الا اذا كان الثانى أعلم .
----------------------------------------------------------------
الشرح
قلنا في المسألة الاولى يجب على كل مكلف احد الامور الثلاثه اما التقليد او الاحتياط او الاجتهاد ,
وقلنا المراد من المكلف هو البالغ العاقل ,
فغير البالغ اذن لايجب عليه شيء من هذه الامور الثلاثه ,
ولكن لو ان هذا الصبي اخذ الرسالة العمليه وتعلم مسائلها والتزم وعمل اعمال عبادية كالصلاة والصوم وغيرها فهل يسمى مقلدا ؟
نعم يسمى مقلدا حيث قلنا ان العقل والسيرة العقلائية لاترى فرقا في رجوع الجاهل الى العالم بين الصغير والكبير .
وحيث سميناه مقلدا فهل تصح اعماله ام اعماله لغويه .
السيد الخوئي قدس سره يرى ان قد الدليل على شرعية عبادات الصبي
عن أبي عبدالله (عليه السلام) عن أبيه « قال : إنّا نأمر صبياننا بالصلاة إذا كانوا بني خمس سنين فمروا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا بني سبع سنين » حيث إنّ الأمر بالأمر أمر ، ففي الحقيقة يكون الصبي مأموراً بأمر الشارع .
وبالتالي أي عمل عبادي يأتي به فيكون صحيحا .
فلذلك ذكر السيد الخوئي قدس سره كثير من المسائل التي تدل على صحة عبادات الصبي المميز منها
العروة الوثقى كتاب الصوم – مسألة 2 - يصحّ الصوم وسائر العبادات من الصبي المميّز على الأقوى من شرعيّة عباداته، ويستحبّ تمرينه عليها، بل التشديد عليه لسبع ، من غير فرق بين الذكر والاُنثى.
كذلك العروة الوثقى
مسألة 2 : الأقوى صحّة صلاة الصبي المميز . كتاب الصلاة –
اذن عبادة الصبي المميز شرعية وإن كان غير مُلزم بها شرعاً و أن عباداته ليست من أجل التمرين فقط ..
----------------------------------------------------------------------------------------------------
يصح التقليد من الصبى المميز
بعد ما عرفنا ان عبادات الصبي المميز صحيحه وبالتالي صحة التقليد منه بلافرق بينه و بين البالغ لنفس المناط وهو رجوع الجاهل الى العالم
نسأل مالمقصود بالصبي المميز
هنالك عدة تعاريف للصبي المميز منها
هو الصبي الذي يميّز النافع من الضار والحسن والقبيح.
وليس له حد معين من العمر فقد يكون قد وصل الى سن العاشرة او اقل لو وصل الى سن السابعه واصبح يميز بين كون هذا الشيء حسن وكون هذا الشيء قبيح .
وهنالك قول اخر لتعريف الصبي المميز وهو
هو غير البالغ الذي يدرك الشيء ويعقله ويختلف ذلك بحسب اختلاف الموارد، فالمميز في كل مورد بحسبه، فالمميز للصلاة من يعقل الصلاة ويعرف انها عبادة ويميزها عن الحركات والاقوال المشابهة لها، والمميز في البيع من يعرف انه معاملة تعني المبادلة بين المالين وهكذا, وبالتالي اذا كان هذا التعريف فالمراد بالصبي المميز في باب التقليد من يدرك التقليد ويعقل معناه ولو اجمالا .
---------------------------------------------------------------------
, فاذا مات المجتهد الذى قلده الصبى قبل بلوغه جاز له البقاء على تقليده .
فلو ان صبيا مميزا قلد مجتهدا أي تعلم فتاويه والتزم بها وعمل بها كما لو صام شهر رمضان فصومه يقع صحيحا ويكون مأجورا عليه ,
فاذا مات ذلك المجتهد فهل يجوز البقاء عليه لو كان اعلم من المجتهد الحي ام ان تقليد الصبي كلا تقليد فيجب عليه تقليد الحي وان كان ليس باعلم من الميت .
الجواب
يجوز له البقاء على تقليده ان كان الميت اعلم ولايجب العدول الى المجتهد الحي .
----------------------------------------------------------------------------------------
و لا يجوز له ان يعدل عنه الى غيره الا اذا كان الثانى أعلم .
نعلم ان الصبي المميز غي مكلف بالاحكام الشرعيه فكيف يقال له ( لايجوز لك )
فالجواز وعدمه خطاب للمكلف وبالتالي اذا لم يلتزم فهو اثم .
ومن المعلوم ان الصبي المميز مرفوع عنه القلم فلا اثم اذن ؟
الجواب
تعبير ( لايجوز ) اذاكان مخاطب به البالغ فالمقصود به الحكم التكليفي
اما اذا كان الخطاب للصبي غي البالغ فالمقصود الحكم الوضعي أي عدم الصحه .
فالمقصود بلا يجوز أي لايصح
فلا يصح العدول المجتهد الذي قلده الصبي المميز وقد مات ذلك المجتهد – لايصح العدول الى غيره بل يجب البقاء على تقليده الا اذا صار غيره من المجتهدين الاحياء اعلم من الميت
فحاله هنا حال البالغين في عدم جواز العدول من المجتهد الميت الى غيره من الاحياء الا اذا كان المجتهد الحي اعلم فيجب العدول حينئذ .
سؤال
متي يجوز العدول من المجتهد الذي قلده الصبي المميز الى غيره ومتى لايجوز ؟
المجتهد الاخر اما يكون اعلم، او يكون مساويا او يكون مفضولا، وعلى جميع التقادير، اما يكون الاتفاق في الفتوى محرزا او مشكوكا فيه او محرز العدم،
اما على تقدير الاتفاق في الفتوى او الشك في الاختلاف فلا مانع من العدول .
واما مع احراز الاختلاف ففى صورة التساوى يجب الاخذ بالاحوط
وفي صورة كون من قلده اعلم يجب البقاء
وفي صورة العكس يجب العدول
بلا فرق بين البالغ وغيره.
---------------------------------------------------------------------
ملاحظة
السيد السيستاني يخالف السيد الخوئي في نقطه واحده
حيث قلنا في حالة عدم احراز الاختلاف ففي صورة التساوي يجب الاخذ باحوط القولين
السيد السيستاني دام ظله يقول
في هذا الفرض لا يكون حكم الصبي المميز حكم غيره في وجوب الاحتياط بين القولين , فباعتبار رفع القلم عنه لايكون حكمه حكم المكلف البالغ .
حيث قال السيد السيستاني دام ظله في منهاج الصالحين مسألة 5
يصح التقليد من الصبي المميز ، فإذا مات المجتهد الذي قلّده قبل بلوغه كان حكمه حكم غيره الآتي في المسألة السابعة ، إلا في وجوب الاحتياط بين القولين قبل البلوغ .
ولزيادة التوضيح نشرح العبارة الاخيره للسيد السيستاني وكالاتي
( إلا في وجوب الاحتياط بين القولين قبل البلوغ ) .
كما لو افتى المجتهد الميت بوجوب الصلاة تماما في مكان ما , واما المجتهد الحي فقال بوجوب الصلاة قصرا في ذلك المكان , ولم يعلم الاعلم بينهما لتساوويهما مثلا فاللازم هو الاحتياط وبالتالي الجمه بين الصلاة بالتمام والقصر
و لكن هذا الكلام مختص بالمكلف البالغ ،
و أما الصبي فلأن وجوب الصلاة لم تثبت في حقه ، إذ هو غير مكلف بالصلاة ، فكيف يثبت في حقه وجوب الاحتياط بالجمع بين القصر و التمام ؟
و وجوب الاحتياط لا يكون حينئذ إذا لم تكن الصلاة في الأساس واجبة ،
وهل يزيد الفرع على الأصل .
-----------------------------------------------------------------------
تعليق