- لما كان الشيخ آخوند الخراساني صاحب (الكفاية) طالباً يدرس عند آية الله العظمى الشيخ مرتضى الأنصاري (رحمه الله)، وهو من أفضل طلبته المجتهدين،
- كان عنده ثوب واحد فقط.. فغسله ذات مرة وانتظر حتى ينشف، ولكن اقترب موعد الدرس والثوب لا زال رطباً.
فلبس (الجبّة) رابطاً أكمامها، ولفّ على نفسه عباءته وأسرع إلى الدرس..
- جلس في ركن واستمع إلى درس أستاذه.. ثم مع نهاية الدرس خرج مسرعاً إلى محل سكناه، لكيلا يطّلع أحد على ما هو عليه!..
- ولكنه فوجئ بعد قليل بمن يطرق باب حجرته،
فتح الباب وإذا بأستاذه الشيخ مرتضى الأنصاري يسلّم عليه ويقدّم له رزمة أخرجها من تحت عباءته وهو يقول بأدب ومحبة: "
إعتذر من مزاحمتي لك في هذه الساعة، وكنت أستطيع أن أحضر لك ثوباً جديداً، ولكن أحببت أن أعطيك ثوبي، أرجو ان تُفرحني بقبولك لهذه الهدية " .
- قال كلامه هذا وودّع التلميذ فوراً، حتى ما استطاع تلميذه أن يشكره،
- ولما فتح الرزمة وجد فيها ثوبين من ثياب أستاذه، إنها لهدية ذات قيمة معنوية أكبر من قيمتها المادية بالتأكيد.
- والرائع في القصة هو لفتة الأستاذ إلى وضع التلميذ،من خلال جلوسه في الركن وسرعة خروجه بعد الدرس ومعرفته عن عفّة نفس هذا الطالب
-------------------------------------------
كتاب عن حياة آخوند الخراساني/ص60