تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على المصطفى محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان الدولة المهدوية هو مشروع الهي ، بشر به جميع الانبياء والاوصياء ، وهي حلم كل المؤمنين وفرحة كل المظلومين ،وغوث كل الفقراء والمساكين ، وستكون دولته هي افضل دولة منذ نشأة الخليقة ، فتتكامل العقول وتسمى النفوس ، ويأمن الناس وترتفع العداوات وينتشر السلام ، ويغتني الناس وتتعافى ابدانهم ونفوسهم .
وسيسرى هذا الفيض المهدوي في أرجاء المعمورة جميعها، وسيتسابق النَّاس في فعل الخيرات والمغفرة الإلهية تحت راية التَّوحيد ورسالة النَّبيّ الخاتم(صلى الله عليه و آله و سلم).
ومن الجدير بالذِّكر أنَّ المقصود من القول: «فلا يبقى يهودي ولا نصراني..»1الذي ورد في بعض الرِّوايات، ليس خلو الأرض من اليهود والنَّصارى والمشركين ، بحيث لا يوجد على ظهر الأرض إلاَّ المؤمن الموحِّد، بل المراد منه أنَّ مظاهر المجتمع وحياته العامَّة لا يكون فيها مظهر من مظاهر الكفر والإلحاد، ويزول عنه حكم الكفرة وأتباعهم، وتزول جميع العوامل المضادَّة للإيمان وهداية الإنسان.
وإلاَّ فما دام الإنسان له حق الاختيار (وهكذا كان الإنسان وسيبقى موجوداً مختاراً مستقلاً في إرادته) لا يمكن سلب اختياره عن ذاته.
فسيبقى احتمال وجود الإنسان المنحرف، وما جاء به القرآن الكريم من آيات مثل:
{إنَّا هديناهُ السَّبيلَ إمَّا شاكراً وإمَّا كفوراً } الدهر/1, و {فمن شاءَ فليؤمنْ ومَن شاءَ فليكفرْ } (الكهف29) تعدّ عامَّة لجميع مراحل البشريَّة عبر التَّاريخ، وتبيّن حال الإنسان في سلوكه.
ولذلك، أيضاً، نرى، على العكس من ذلك، في المجتمعات المنحرفة ودول الكفر والطَّواغيت، أنَّه يمكن العثور على بعض المؤمنين الصَّالحين الموحِّدين لله تعالى، كما يحكي ذلك القرآن الكريم في شأن آسية امرأة فرعون التي تعدّ من نساء أهل الجنة.
نعم، من المسلَّم به في مجتمع الإمام المهدي (عج) أنَّه سيكون الإسلام هو الدِّين الرَّسمي، وسيعمّ أرجاء الأرض جميعها، فلا يبقى بيت في مدينة أو قرية إلاَّ
وقد دخله ذكر الإسلام واسمه، ولا يمنع ذلك من وجود أقليَّة دينيَّة من اليهود والنَّصارى وغيرهم تعيش مع المسلمين بشرائط أهل الذِّمة في ذلك المجتمع، كما كان الأمر في صدر الإسلام، في زمان حكم الرَّسول (صلى الله عليه و آله و سلم) وحكم الإمام علي(عليه السلام).
فالإمام المهدي(عج) لا يلجأ إلى إكراه النَّاس على الإيمان، بل يدعوهم إلى الإسلام بالتي هي أحسن، وبمنطق القرآن في الدَّعوة، وما يُذكر من إرساله الجيوش والقوَّة العسكرية إنَّما هو لقلب الأنظمة الكافرة والظَّالمة وإرساء القاعدة للحكومة العالميَّة للإسلام. وليست تلك القوَّة لإجبار النَّاس على اعتناق الدِّين الإسلامي، فمن الواضح أنَّ الإيمان أمر قلبي لا يمكن إيجاده بالإكراه والتَّخويف. وحتى النَّبيّ الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) لم يلجأ إلى هذا الأسلوب:
(لستَ علَيهمْ بمصيطر الغاشية 22 ).
------------------------------
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٤ - الصفحة ٣٥٠
اللهم عجل لوليك الفرج ، واجعلنا من أنصاره واعوانه.
اللهم صل على المصطفى محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان الدولة المهدوية هو مشروع الهي ، بشر به جميع الانبياء والاوصياء ، وهي حلم كل المؤمنين وفرحة كل المظلومين ،وغوث كل الفقراء والمساكين ، وستكون دولته هي افضل دولة منذ نشأة الخليقة ، فتتكامل العقول وتسمى النفوس ، ويأمن الناس وترتفع العداوات وينتشر السلام ، ويغتني الناس وتتعافى ابدانهم ونفوسهم .
وسيسرى هذا الفيض المهدوي في أرجاء المعمورة جميعها، وسيتسابق النَّاس في فعل الخيرات والمغفرة الإلهية تحت راية التَّوحيد ورسالة النَّبيّ الخاتم(صلى الله عليه و آله و سلم).
ومن الجدير بالذِّكر أنَّ المقصود من القول: «فلا يبقى يهودي ولا نصراني..»1الذي ورد في بعض الرِّوايات، ليس خلو الأرض من اليهود والنَّصارى والمشركين ، بحيث لا يوجد على ظهر الأرض إلاَّ المؤمن الموحِّد، بل المراد منه أنَّ مظاهر المجتمع وحياته العامَّة لا يكون فيها مظهر من مظاهر الكفر والإلحاد، ويزول عنه حكم الكفرة وأتباعهم، وتزول جميع العوامل المضادَّة للإيمان وهداية الإنسان.
وإلاَّ فما دام الإنسان له حق الاختيار (وهكذا كان الإنسان وسيبقى موجوداً مختاراً مستقلاً في إرادته) لا يمكن سلب اختياره عن ذاته.
فسيبقى احتمال وجود الإنسان المنحرف، وما جاء به القرآن الكريم من آيات مثل:
{إنَّا هديناهُ السَّبيلَ إمَّا شاكراً وإمَّا كفوراً } الدهر/1, و {فمن شاءَ فليؤمنْ ومَن شاءَ فليكفرْ } (الكهف29) تعدّ عامَّة لجميع مراحل البشريَّة عبر التَّاريخ، وتبيّن حال الإنسان في سلوكه.
ولذلك، أيضاً، نرى، على العكس من ذلك، في المجتمعات المنحرفة ودول الكفر والطَّواغيت، أنَّه يمكن العثور على بعض المؤمنين الصَّالحين الموحِّدين لله تعالى، كما يحكي ذلك القرآن الكريم في شأن آسية امرأة فرعون التي تعدّ من نساء أهل الجنة.
نعم، من المسلَّم به في مجتمع الإمام المهدي (عج) أنَّه سيكون الإسلام هو الدِّين الرَّسمي، وسيعمّ أرجاء الأرض جميعها، فلا يبقى بيت في مدينة أو قرية إلاَّ
وقد دخله ذكر الإسلام واسمه، ولا يمنع ذلك من وجود أقليَّة دينيَّة من اليهود والنَّصارى وغيرهم تعيش مع المسلمين بشرائط أهل الذِّمة في ذلك المجتمع، كما كان الأمر في صدر الإسلام، في زمان حكم الرَّسول (صلى الله عليه و آله و سلم) وحكم الإمام علي(عليه السلام).
فالإمام المهدي(عج) لا يلجأ إلى إكراه النَّاس على الإيمان، بل يدعوهم إلى الإسلام بالتي هي أحسن، وبمنطق القرآن في الدَّعوة، وما يُذكر من إرساله الجيوش والقوَّة العسكرية إنَّما هو لقلب الأنظمة الكافرة والظَّالمة وإرساء القاعدة للحكومة العالميَّة للإسلام. وليست تلك القوَّة لإجبار النَّاس على اعتناق الدِّين الإسلامي، فمن الواضح أنَّ الإيمان أمر قلبي لا يمكن إيجاده بالإكراه والتَّخويف. وحتى النَّبيّ الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) لم يلجأ إلى هذا الأسلوب:
(لستَ علَيهمْ بمصيطر الغاشية 22 ).
------------------------------
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٤ - الصفحة ٣٥٠
اللهم عجل لوليك الفرج ، واجعلنا من أنصاره واعوانه.